أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جريس سالم بقاعين - فتوى قتل الفأر ميكي














المزيد.....

فتوى قتل الفأر ميكي


جريس سالم بقاعين

الحوار المتمدن-العدد: 2429 - 2008 / 10 / 9 - 00:07
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


فتوى قتل الفأر ميكي
في عدد غير قليل من المحطات ووسائل الإعلام الغربية كان حدث الساعة يشغل الجميع. دوت فضيحة محمد المنجد وتسابق الجميع لتداول النكتة الكارثة، نكتة أدهشت مقدمي البرامج العالميين، قهقه البعض ضاحكاً وهز رأسه وأكتافه بسخرية وتعجب وهو يكتشف أن أهم شخصيات ديزني التي عشقتها ملايين عالمية فويسقة(مصغر فاسقة) خارجة عن الطاعة يجب قتلها لأنها من جند الشيطان.
أي أن هذا الحيوان الصغير جداً، الذي يعيش في جحور متناهية في الصغر ويهلع ويهرع ما أن يسمع صراخ أنثى، قد خرج عن الملة وغدر فاستحق الإعدام.
ورغم أن ميكي هو المذكر وميمي هي المؤنثة، إلا أن المنجد آثر أن يخص ميكي باللعن والشتيمة. ناعتاً إياه عن خطأ أو قصد بتاء التأنيث. قال (فويسقة) ولم يقل (فويسق). قال (ن ج س ة) ولم يقل (ن ج س) قبل أن يبيح هدر دم ذلك المخلوق بالحل والحرم.
التيار الديني المودرن الذي يناصر أمثال المنجد من الباطن هو الأهم. كتاب وكاتبات. دعاة وداعيات، في داخلهم تأكيد لما جاء به المنجد وتأكيد لأي موجة تعصب وفوقية.
لكنهم لاموه.
قالوا له: أحرجتنا. كان يمكنك أن تطالب بنموذج كرتوني إسلامي بدل تكفير الفأرة التي أحبتها الشعوب. كان يمكنك أن تفعل وتحكي الكثير إلا أن تجعلنا أضحوكة.
قد نتصور إطلاق حملة هدفها أسلمة ميكي، ليصبح بعيرا بدلاً عن فأر، ولميمي حينها إمكانية التحول إلى ناقة.. مثلما سبق وتمت أسلمة باربي وتحويلها إلى فلة ترتدي العباءة. أصبح اللون الأسود رمزاً إسلامياً مع أسلمة الألوان..
العولمة والانتشار السريع للفتاوى الطائشة صارا يتحكمان بسير ما يسمى بالدعوة. وهذا ما يعيه الشيخ المودرن ذو العضلات المفتولة واللحية المخفية. من السهل أن يفتي أحدهم في السابق بحرمانية ارتياد النساء للمدارس، وحرمانية التصوير والمجلات الفنية والأطباق اللاقطة وصبغات الشعر والقصص الرومانسية والشعر الصريح وكل شيء حديث... لم يكن صدى الطيش يصل للكثير في العالم، وإن حدث ووصل فأقصى ردة فعل عالمية: بيان نقدي تقدمه هيئة حقوق الإنسان بإذاعة غربية..
أما في حاضرنا المعلوماتي المتقدم فيهتز الشرق والغرب سياسياً واجتماعياً إذا ما صدرت فتوى غير حكيمة، أو حكم غير عادل. وبفضل هذه المعلوماتية فالفتاوى المراقبة عالمياً لم تعد تحرج أصحابها والمؤيدين لهم فقط بل إنها تضع حكومات دول بأكملها موضع شبهة واتهام بالإرهاب أو بالتقصير تجاه تنمية مواطنيها وتحسين أوضاعهم الفكرية..
كل مرة يخطئ بها أحد شيوخ (المدرسة الكلاسيكية) ينبري الشيوخ (المودرن) للدفاع والإيضاح وترقيع ما يمكن ترقيعه. فالشيخ الحديث ليس كالقديم، هو يشاهد التلفاز ويستمع لأم كلثوم ويحضر الأفلام السينمائية.
هذه طريقته المتحضرة في إيصال المضمون الكلاسيكي ذاته. مهمته تختصر في عصرنة وتحديث الشكل الرجعي الخارجي فقط للدعوة القديمة. ينتقد فتوى المنجد بوجوب قتل ميكي ماوس لكنه يؤمن ويؤكد على نجاسة ميكي..
يطالب بعملة إسلامية، بأسلمة العلوم والمناهج. أسلمة المعرفة والقوانين. أسلمة الفنادق. الأزياء. دمى الأطفال. أسلمة الحب. وأسلمة الحياة ..
أما شخصيات والت ديزني موضع الاتهام فموجهة للطفل العالمي بل للإنسان العالمي لأننا لا زلنا نشاهدها ونحن كبار. ليس بها أي مشهد أو زي يثير النعرات الدينية أو يذكرك بأن أصحاب الشخصيات مسيحيون أو يهود أو غيرهم. لم يوجهوا لنا دعوة إيديولوجية ولم يقولوا أن ديانتهم هي الأفضل كما يفعل بعض الدعاة مستغلين الطفولة لإدخالها ضمن تعقيدات الحرب الدائرة بين الأديان. نصيحتهم بتقديم نماذج كرتونية إسلامية أو أسلمة شؤون الأطفال الصغيرة من دمى وبرامج يعني إنتاجاً غزيراً جديدا من أجيال التطرف والإقصاء ومعاداة السلام.
حين يقدم رجل أو امرأة فكرة تكفيرية، نرد عليهما بخجل وبعضنا يخاف أن يرد، وبعضنا يفكر مائة مرة بشكل العبارة التي سيرد بها حتى لا يمسك عليه أحدا ممسكا كان.. وقد بلغ الخوف أن اكتفى بعض المعادين للتطرف بالسخرية والضحك..
لكن السخرية لا تصل للمتلقي، ما يصل فقط الفتوى.. المعتدلون يكتفون بالسخرية أما مطلق الفتاوى المتطرفة فلا يكتفي إلا حين يعلم بأن تطرفه قد دخل لكل غرفة وزاوية في كل بيت عربي وإسلامي ومسيحي ويهودي وبوذي وملحد أيضاً.
حل المشكلة ليس في توجيه الاتهامات لمن ينفثون سموم الشر بين الإنسان والحيوان وبين الإنسان والإنسان. لا بد من خلق منابر جديدة مثلما خلقوها، وإيجاد طرق معاصرة مثلما أوجدوها. هكذا يصبح أمام المتلقي نموذجان، فإما أن يتبع هذا أم ذاك.
أمر لن يتحقق سوى بالإبداع والخلق الجديد، كإبداع العظيم والت، فالفأر الصغير المتهم بالنجاسة تمكن من دخول تاريخ البشرية الأمر الذي لن يستطيعه أكبر زعيم ليبرالي أو إسلامي.
ترى ماذا يفعل السياسي في المنطقة العربية والإٍسلامية وهو يستمع لفوضى الاتجار بالفتوى؟ ألم يبلغ نضجاً سياسيا يدفعه لخلق التعددية؟ هل يعوض عن التشدد المتطرف بشيوخ الصحوة الجدد، كما سبق وارتكب خطيئته التي لا تغتفر حين أراد استبدال الشيوعية والثورية فما وجد غير الإرهاب الديني بديلاً؟
ماذا علمنا شيخ الصحوة وشيخ الموضة؟ الكراهية، العداوة، التكبر على بقية خلق الله، قائمة لا تنتهي من المحظورات.. القليل من المباح والكثير من الحرام، الإرهاب...
وماذا علمتنا الرسومات المتحركة؟ السلام، الحب، الغدر من شيم الأشرار، الخير ينتصر في النهاية، السبانخ مقوي للعضلات مع باباي، ومع الفأر جيري ليس هناك يأس، فالحلول لا بد وأن تصنع في دواخلنا..
هل يهمنا رأي شخص لم يعرف معنى الكرتون في طفولته ليحكم إن كنا أمضينا الطفولة في الحلال أم الحرام؟
وعن من وجب الدفاع؟؟
المعادون للإنسانية أم صديق طفولتنا الفأر ميكي؟

قريبا سيتم الحكم على سكوبي دوبي دو الكلب النجس..






#جريس_سالم_بقاعين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تسييس الدين
- الخمرة في الاسلام
- الشباب المسلم و التطرف
- عقدة النقص المأساوية عند العرب
- دراسة في الاسلام


المزيد.....




- المرصد الفرنسي للهجرة: الجزائريون أكثر المهاجرين تمسكا بالهو ...
- فرحة العيال رجعت.. تردد قناة طيور الجنة toyour eljanah 2024 ...
- المقاومة الإسلامية للعراق تستهدف ميناء حيفا بأراضي فلسطين ال ...
- بوتين يحضر قداس عيد الفصح في كاتدرائية المسيح المخلص بموسكو ...
- قمة إسلامية في غامبيا وقرار منتظر بشأن غزة
- بالفيديو.. الرئيس بوتين يحضر قداس عيد الفصح في كاتدرائية الم ...
- استعلم الآن … رابط نتيجة مسابقة شيخ الأزهر 2024 بالرقم القوم ...
- شاهد.. الغزيون يُحَيُّون مقاومة لبنان الإسلامية والسيد نصرال ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف بيّاض بليدا والراهب والرا ...
- الاحتلال يقيد وصول المسيحيين لكنيسة القيامة بالقدس في -سبت ا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جريس سالم بقاعين - فتوى قتل الفأر ميكي