أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - محمد حسن علوان - عيد الحب في السعودية: عندما يصادرون الورد !














المزيد.....

عيد الحب في السعودية: عندما يصادرون الورد !


محمد حسن علوان

الحوار المتمدن-العدد: 748 - 2004 / 2 / 18 - 06:28
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 في الوقت الذي تحشد فيه قوى عظمى قواتها في المنطقة استعداداً للشروع في (سايكس بيكو) جديدة لإعادة صياغة الشرق الأوسط، تحشد هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في السعودية كل طاقاتها ورجالها و(جموسها) وعيونها لمصادرة أي وردة حمراء يتم بيعها أو تداولها في محال الهدايا، ويكرس رجال الهيئة لهذا الهدف النبيل كل مورثات عداوة المجتمع التي تنتقل من (جمس) إلى (جمس)..[سيارة GMC] بشكل حيوي وفعّال.. مثل البكتيريا !، ويشرعون في تنفيذ ذلك بحماسٍ منقطع النظير، فإذا سحق أحدهم وردةً بقدمه.. فكأنه سحق ترقوة شارون !، وإذا أغلقوا محل هدايا يرتزق منه صاحبه.. فكأنما أغلقوا مبنى الكنيست اليهودي، وإذا زجوا في السجن بشابٍ جريمته أن قلبه ينبض.. فكأنما أسروا عقيداً في جيش الدفاع الإسرائيلي، و.. أهل العقول في راحة !.


    وعندما يتحوّل الورد في بلادنا.. إلى ممنوعات !، هل يوجد شك في أن فطرتنا تسافر عكس تيار الطبيعة ؟!، وهل يمكن تبرير هذه العداوة المطلقة، والحرب المقدسة، التي يشنُّها رجال الهيئة على مظاهر عيد الحب بتبريرات مقبولة؟، غير التبرير السيكولوجي الواضح جداً من تصرفاتهم !، والذي تساعدهم السلطة الممنوحة لهم على إبرازه.. وتعريته.. بكل فخر !

    من الواضح أن الأمر يتجاوز بكثير (محاربة البدع) لأن هذه البدعة بالذات (إذا صح تعبير البدعة) تكاد تكون الأكثر إقلاقاً لمضاجع رجال الهيئة، أكثر من الشعوذة والسحر والمخدرات واللواط و غيرها.. لماذا؟، هل لأن الأمر يتعلق بالجمال !، ويعكس السعادة !، ويلوّن الحياة !، هذه المظاهر كلها هي التي تثير حساسية العداوة الاجتماعية .. تماماً كما يثير الغبار.. مرضى الربو !

 لماذا كل المحاولات الكبيرة لتشويه صورة عيد الحب في بلادنا، وإلصاقه بقصة القسيس (فالنتاين)!، (لاحظوا الزج بالمعتقد والدين في كل شيء .. وكأن القسيسين والرهبان هم شياطين دميمة !.. وليسوا أناس ينادون بالطهر والنقاء في المجتمعات المسيحية)، لماذا دائماً تسعى الثقافة الوهابية إلى محاكمة كل حدث محاكمة عقائدية ؟!، لماذا هذا الشبق الكبير نحو التكفير.. والتشكيك في صحة العقيدة.. وسلامة المعتقد !!!، ولماذا الاعتقاد الجازم أن كل وردة حمراء يتبادلها عاشقان تعتبر وثناً صغيراً يعبدانه معاً.. ويستحقان عليه العقوبة !!

هل ما زال هناك مجتمع في العالم يعتبر الحب جنحة.. إلا نحن؟

الأطفال الذين يولدون في أسر موبوءة بهذه المزايدة الدينية عل كل شيء.. كيف ستكرس في صدورهم الغضة صورة الحب؟، مظاهره.. ألوانه.. جمالياته؟، هذا التشويه الكبير للفطرة الإنسانية النزاعة للحب.. والعطاء.. والجمال.. إلى أين سيؤدي بنا ؟، عندما يصبح الخلل.. هو الأصل !، والأصل.. هو الخلل !، ويبرر ذلك رجال الهيئة بما آتاهم السلطان من سلطة على الشعب.. لا يصل إليه أذاها، هؤلاء الرجال.. بحياد تام.. عندما يعتقدون أنهم يتقربون إلى الله بقتل الفرحة في صدور الأحباب، ومصادرة الورود، وتشويه الحب.. أليسوا مختلين نفسياً ؟!

كم من المخالفات الإنسانية يرتكبها رجال الهيئة كل يوم ؟

كم من الحريات يخنقون ؟

وكم من الأحلام يقتلون ؟

وكم من الورود يسحقون ؟

وكم من الفضائح ينشرون ؟

 

وإلى متى تستمر هذه الفاشية في بلادنا !، لماذا يصبح الفكر لباساً موحداً يفصلونه هم.. ويلبسه الجميع.. مثل ملابس المساجين ؟..

إلى متى يُغلِّف هؤلاء كل إحباطاتهم النفسية، واضطهاداتهم الاجتماعية .. بغلاف الدين، ويتخذونه وسيلة لتعويض الفجوات الكبيرة في نفوسهم ؟، وسيلة شرعية.. مجازة من قبل السلطة، وموجهة نحو الشعب الذي لا يملك أن يختار.. ولا يستطيع أن يشتري وردة حمراء في يوم 14 فبراير !

 

عيد الحب بدعة.. لأنه جاء من الغرب !!

بينما اليوم الوطني.. ليس بدعة !

والسلام الملكي الذي يطنطن في آذاننا كل يوم.. ليس بدعة !

و..

 ما الفائدة من الجدل العقيم معهم.. إذا كانت الوهابية من أكثر التيارات الفكرية في العالم التي طوّرت لنفسها (بعبقرية !) حجراً صلداً مثل ظهر السلحفاة تستطيع أن تعيش بداخله في معزل عن كل شيء !، الحقيقة.. والحضارة.. والفكر.. والفلسفة..

    أليس ما يفعلونه الآن من الهيمنة الدينية على الفكر هي تطبيقاً واضحاً لنبوءة الرسول الكريم(لتتبعن سنن من كان قبلكم)، هل سمع بابوات الكنيسة قبلهم لصوت الشعب في أوروبا العصور الوسطى.. حتى يسمع هؤلاء؟، وهم  يسيرون على خطى الكنيسة القديمة دون أن يشعروا..(صم بكم عمي)، و (الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا)!

وكل عيد ونحن.. أحرار !



#محمد_حسن_علوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- في دبي.. مصور يوثق القمر في -رقصة- ساحرة مع برج خليفة
- شاهد لحظة اصطدام تقلب سيارة عند تقاطع طرق مزدحم.. واندفاع سا ...
- السنغال: ماكي سال يستقبل باسيرو ديوماي فاي الفائز بالانتخابا ...
- -لأنها بلد علي بن أبي طالب-.. مقتدى الصدر يثير تفاعلا بإطلاق ...
- 4 أشخاص يلقون حتفهم على سواحل إسبانيا بسبب سوء الأحوال الجوي ...
- حزب الله يطلق صواريخ ثقيلة على شمال إسرائيل بعد اليوم الأكثر ...
- منصور : -مجلس الأمن ليس مقهى أبو العبد- (فيديو)
- الطيران الاستراتيجي الروسي يثير حفيظة قوات -الناتو- في بولند ...
- صحيفة -كوريا هيرالد- تعتذر عن نشرها رسما كاريكاتوريا عن هجوم ...
- برلمان القرم يذكّر ماكرون بمصير جنود نابليون خلال حرب القرم ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - محمد حسن علوان - عيد الحب في السعودية: عندما يصادرون الورد !