أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حمزه—الجناحي - اللهم لا شماتة ...ذوقوا جزء من مرارة ما ذقناه















المزيد.....

اللهم لا شماتة ...ذوقوا جزء من مرارة ما ذقناه


حمزه—الجناحي

الحوار المتمدن-العدد: 2424 - 2008 / 10 / 4 - 04:51
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


وأنا اسير في احد شواع مدينة الحلة الجميلة قاصدا شارع المكتبات استوقفتني ذكرى الانفجار الرهيب الذي هز المدينة والذي راح ضحية الانفجار اكثر من اربعمائة شخص بين شهيد وجريح .
للناضر في ذالك المكان لازال يرى اثار تلك السيارة المفخخة على الوجوه قبل الجدران التي احتفظت بتلك الذكرى الاليمة وابت ان تمسح من صفحاتها الثقوب والنتوءات السوداء التي خلفتها تلك الفاجعة التي طالت كل ابناء محافظة بابل عندما كان الشيوخ والشباب والاطفال والنساء ينتظرون دورهم امام تلك العيادة ليدخل احد المغررين بهم من العرب ويفجر نفسه في وسط ذالك الحشد ليقلب المدينة راسا على عقب وتبدأ المساجد والحسينيات وحتى الكنيسة الوحيدة تصدح بالغوث من تلك الفاجعة والتي لازال اهالي الحلة يجددون الذكرى بايقاد الشموع وكتابة اللافتات السوداء ونثر الورود في نفس المكان تذكرت كل ذالك على الرغم من اني اردت ان امسح تلك الذكرى الاليمة من رأسي وانا اسير الى شارع المكتبات لتقفز ذكرى الانفجار الاخر الذي اودى هو الاخر بالعشرات من شباب اهالي الحلة وبفقرائها المتجولين في ذالك الشارع علما ان الشارع هذا هو من اشهر الشوارع التجارية في المدينة ويتميز بكثرة مكتباته ومحاله الجميلة التي تغري المثقفين والكتاب الحليين بالولوج الى تلك المنطقة التجارية التي ترقد على شط الحلة ...
تصورت كل تلك المأساة التي هزت مشاعر العراقيين والبابليين وصلت الى مبتغاي لرؤية صديقي الذي كان جالس على باب محله وهو يقرأ صحيفة الصباح ليعطني تلك الصحيفة وعلى صفحة علمها هو بقلمه واشار علي ان اقرأ هذا الخبر بعد ان طرق بأصبعه على الخبر وشعرت من معاني وجهه انه في حال النشوى والفرح الغير معلن لكن بما اني خبرت الرجل اعرف مكنوناته وعلنياته وكان هذا واضح لي جدا شعوره بالشماتة ثم انه وأنا اقرأ الخبر على تلك الصحيفة كاني بلسانه يفلت بجملة رغما عن انف صاحبي (يستاهلون خلهم ايشوفون شوية من الشفناه) هنا تاكد لدي شعور صاحبي على الرغم من اني كنت متأكد لكن تلك الجملة اكدت لي ما شعرت به من اول دقيقة جالت عيناي بالخبر والتهمته التهاما نظرت الى صاحبي بعد نهايتي من قراءة الخبر لأجد في مآقي عينيه دموع قد سقطت من عينيه بعد ان كان يجاهد لاخفاءها عني لكنه بمجرد ان رفع راسه ورمشت عيناه سقطت تلك الدمعة الحرى غالبه شعور سريع ليمسح عينيه بعد ان اشاح بوجهه عني ...
عرفت باللحظة نفسها ما يرمي له ذالك الصديق المسكين الذي فقد ولديه الاثنان في ذالك الانفجار يوم اهتزت الحله وكأن بركان ابتلع شبابها وضل الرجل يبكي دوما ويئن بمجرد ان يأتي لمتجره حتى انه بدا على ذالك المتجر الاهمال والكساد بعد ان كان من انشط المتاجر التجارية التي كانت زاخرة بهمة الشباب اجبته (لا ..لا ..ابو علي اللهم لا شماته ) بعد ان عرفت ان صاحبي الذي قرأ الخبر قبلي والذي كان يتحدث عن الانفجار الأخير في دمشق والذي اودى بحياة العشرات من السوريين ولصقته الحكومة السورية بتنظيم القاعدة ..
كررت عبارتي نفسها لزميلي ( اللهم لاشماته)رد علي بصوت متكسر مبحوح وبلهحة اهل الحلة(بالله لا تتفلسف براسي ابروح ابيك )
الم يذكر الخبر ان تنظيم القاعدة هو المنفذ لهذا الانفجار؟
الم تقرأ اين وقع الانفجار الم تقرأ جيدا؟
اجبته نعم قرات قرأت ؟
ياصاحبي الانفجار وقع في شارع الدوائر الامنية السورية دائرة المخابرات والامن
هل تستطيع ان تخبرني بربك من يستطيع الوصول الى ذالك الشارع ؟ والى تلك الدوائر بالذات ؟
اليس منفذي ذالك الانفجار هم ازلام تلك الدائرة اوعلى اقل احتمال من اللذين جندتهم المخابرات السورية لقتل ابني ؟؟
الا تعلم ان الدوائر الامنية السورية هي محصنة ايما تحصين مثل مخابرات صدام ودوائر امنه كيف وصلوا لها من يستطيع اختراقها غير موضفيها ؟
وانهال صديقي على رأسي بوابل من الاسئلة المنطقية التي لا مفر من الهروب منها لأنها جميعا تشرح لي صحة قول صاحبي...سكتت برهة وقبل ان اتحدث قاطعني انا لا اشمت ولم اكن فرحا بمقتل الناس الابرياء فلقد عرفت طعم مرارة ان تفقد ابن وفلذة كبد او شقيق او صديق انا انسان وليس خنزيرا لا يأبه بما يجري له ان لدي اعصاب وأعصابي ليس من حديد الا تفهم ان ايضا حزين لكن
الا ترى معي ان الذي حدث لهم من من صنع ايديهم ؟
وبسرعة البرق تناول لصحيفة من يدي وقلبها بثقة ليتوقف عند صفحة اخرى وعلى نفس الصفحة وبخط قلمه علًم خبر مفاده ان الناطق لوزارة الصحة يعلن ان عدد الوفيات لشهر ايلول الذي هو شهر رمضان بلغ اكثر من (440) عراقي منهم (309) مدني بين طفل وشيخ وامراة وفي مناطق سكانية مأهولة بالسكان اقرا ياخي اقرا اذا لم يكن منفذي هذه الاعتداءات سوريين فانهم عرب واكيد دخلوا العراق عن طريق الحدود العراقية السورية واخبرك وانا على ثقة بأن تلك الدوائر السورية الامنية التي وقع قربها الانفجار هي التي ارسلتهم ,,,
الاتذكر الضباط السوريين في المخابرات والذي القي القبض عليهم في الموصل وبغداد ؟
اليس السوريين والاردنيين والمصريين واليمنيين والسعوديين هم الانتحاريين هل هناك احد غير العرب قتل ابنائي؟؟,,
الا تتذكر حديثنا حول الانفجارات التي هزت عمان واستهدفت ثلاث من ارقى الفنادق فيها؟؟
من نفذ تلك العمليات؟؟
الاتذكر تلك المراة التي اطلق عليها الريشاوي ماذا قالت اليس هي من القاعدة؟؟
حقيقة لقد وضعني ذالك الزميل بزاوية ضيقة وبأدلته الدامغة ليخبرني ان الحكومة السورية وعلى لسان ناطقها اكدت ان الانتحاريين وكلاب القاعدة اللذين تدربوا في سوريا هم الان يستعدون للهجرة المعاكسة بعد ان ضاقت بهم السبل بسبب التحسن الامني في العراق والضربات التي تلقوها من قبل القوات العراقية والاجنبية هم نفسهم عادوا الى سوريا والى باقي الدول العربية واخبرني قائلا ,,
ياصديقي القتل هو القتل ومن امتهن القتل في العراق لايمكن له ان يتوقف في سوريا ومن راى الدم بعينه في المرة الاولى والثانية وهو يقتل الناس لابد له ان يستمر بالحنين للدم ورؤيته في اي مكان هو فيه انهم يتلذذون برؤية الناس تبكي وبالأمهات تئن على فلذات اكبادها...
اخبرك ياصديقي انها بضاعة ارسلت الى العراق ونفس هذه البضاعة ردت اليوم لهم وهم من يتحمل ماجنته ايديهم...
الحقيقة انا لم اعارض صديقي واختلف معه كثيرا في ماذهب اليه وكل ماتحدث عنه صحيح واعرف ان خمس أي (20%)من ضحايا التفجيرات الانتحارية هم اطفال العراق واعرف ان فتاوى علماء الدول العربية هم لهم اليد الطولى في دفع الشباب الى الموت في اوساط العراقيين ولدي علم ان عدد العمليات الانتحارية في العراق تجاوز المعقول وآلاف الانتحاريين اللذين ارسلوا من الدول العربية هم من العرب ..
اليوم لابد لتلك الدول التي ارسلت بأنتحاريها ان تتهيأ لاستقبالهم لأنهم لا يعرفون كيف ينثرون الورود والحلوى في شوارع دمشق وعمان والقاهرة والجزائر والرياض هؤلاء لايعرفوا الا شيء واحد فقط تعلموه من دولهم لا يعرفوا الا نثر النار والحديد والرصاص على رؤوس مواطنيهم وابناء جلدتهم ...
غادرت صديقي وتركته في حال الشماته على ما يجري خلف الحدود وعدت لعائلتي لأتهيأ ليوم رمضاني صعب افتقد العراقيون في رمضان لأبسط الخدمات ومنها الكهرباء والماء الصالح للشرب وتفشي وباء الكوليرا وكل ذالك سببه الاخوة العرب وانتحارييهم الذين لايسرهم ان يروا العراقيون يتمتعون بنعم الله الذي انعمهم بها ,,وبعد الافطار لليوم الاخير من ايام رمضان المبارك وانا اقلب بقنوات التلفاز وقعت عيناي على خبر عاجل مفاده ان انتحاري يفجر نفسه في احد اسواق الكرادة وقبل ساعة من الافطار ليترك ذالك الانتحاري العشرات من الجثث والجرحى على ارض الكرادة وقبل العيد بساعات ليقلب فرح اهالي هؤلاء المقتولين من فرحهم غدا بعيد الفطر الى مأتم ويترك العشرات من الأطفال اللذين ينتظرون العيد وعيدية العيد من اباءهم الى ايتام يجلسون على عتبة الباب وهم يرتدون السواد وينظرون الى اقرانهم بملابس العيد...
اللهم لاشماته ...اللم لاشماته قلتها مرات عديدة قبل العيد بساعات؟



#حمزه—الجناحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حمزه—الجناحي - اللهم لا شماتة ...ذوقوا جزء من مرارة ما ذقناه