أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يحيى فكري - لماذا تخلّت أميركا عن مشرّف وحافظت على مبارك؟ يحيى فكري















المزيد.....

لماذا تخلّت أميركا عن مشرّف وحافظت على مبارك؟ يحيى فكري


يحيى فكري

الحوار المتمدن-العدد: 2423 - 2008 / 10 / 3 - 08:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هو سؤال تردّد كثيرا على ألسنة المصريين فور إعلان مشرف عن استقالته في الشهر الماضي. فقد كان مشهد الجماهير الباكستانية المهلّلة في الشوارع لرحيل مشرف ملهما للجميع في مصر، توقا لرحيل مبارك. ذلك لأن هناك تشابها واضحا بين الرجلين: الطابع الديكتاتوري العسكري للسمات الشخصية ونظام حكم كل منهما، العمالة الصريحة للولايات المتحدة والدور المحوري الذي يؤدّيانه لخدمة مصالحها، وجودهما في مناطق تضج بالصراعات العسكرية الاستعمارية التي تخوضها الإمبريالية في مواجهة حركات المقاومة الإسلامية، الفساد والاستبداد اللذان يوطدان أركان الحكم في مصر وباكستان في ظل معارضة شعبية متنامية يغلب عليها الطابع الإسلامي.
وبالقطع كان صعود حركة شعبية متّسعة في باكستان في مواجهة مشرف هو ما أطاحه، وهو بالتأكيد ما دفع في نهاية المطاف الولايات المتحدة وعملاءها هناك ــــ داخل الجيش ووسط الحركة السياسية على حد سواء ــــ إلى التخلي عنه.
وبالقطع أيضا لم ينته الأمر بتحرر الجماهير الباكستانية من الاستغلال والاضطهاد، ولا بتقلص نفوذ الإمبريالية الأميركية على دوائر السلطة، فآصف زرداي وحكومته وثيقا الصلة بواشنطن، وحزبه (الشعب) حليف رئيسي للولايات المتحدة، أضف أن زرداي رمز من رموز الفساد.
باختصار، لم ينته سقوط مشرف بخلاص باكستان، وإن كان قد فتح الباب للتغيير عبر الثقة التي اكتسبتها الجماهير من حركتها. إلا أن ما يهمنا هنا هو المقارنة بين ما حدث في مصر 2005 وما حدث في باكستان 2008. فعلى الرغم من الضغوط التي مارستها الولايات المتحدة خلال 2004 و2005 على نظام مبارك، وتلويحها المتكرر آنذاك باحتمال تخليها عنه، إلا أنها دعمته في النهاية ومنحته الضوء الأخضر لتشديد قبضته. وهنا يفرض علينا المثال الباكستاني التشكّك في أن ذلك الدعم يعود فقط إلى ما حققه الإخوان وحماس من نجاح في الانتخابات التشريعية في مصر وفلسطين: كان ذلك بالتأكيد سببا رئيسيا، لكن على ما يبدو كان سببا عكسيا.
المثال الباكستاني يشهد على أن دعم أميركا لمبارك لم يكن بسبب تنامي المعارضة الإسلامية المصرية في مواجهته، ولا بسبب تصاعد النضال المسلح للمقاومة الإسلامية في فلسطين، أي أن دعمه لم يكن درءا لمخاطر صعود الحركات الإسلامية. فقد شهدت باكستان خلال العام المنصرم اتساع المعارضة الشعبية الإسلامية لمشرف ــــ بسيناريوهات تشبه ما حدث في مصر: معركة القضاة في البلدين، ونجاح طالبان في توسيع نطاق عملياتها العسكرية في أفغانستان وباكستان. هذا الوضع انتهى بتخلي أميركا عن مشرف، على عكس ما حدث في مصر.
لقد أدى تخاذل الإخوان في مصر عن تصعيد معركة الديمقراطية في مواجهة مبارك، ورضوخهم المهين لنظامه تحت تأثير ضرباته المتتالية، إضافةً إلى رضوخ حماس لوصاية النظام المصري عليها وقبولها بأن يقوم بدور الوساطة وإملاء الشروط، إلى ظهور مبارك في عين الإمبريالية الغربية على أنه لا يزال قادرا على فرض الأمر الواقع وحماية مصالحها. وبالطبع، في مثل هذه الحالة، فلتذهب كل دعاوى الإصلاح والديمقراطية إلى الجحيم، وليتواصل ضخ المدد لنظام سلطوي لا يغيب عن أحد فساده واستبداده.
لقد تحول الإخوان ـــ مَن قرروا في ربيع 2005 الظهور كبديل محتمل يستند إلى قاعدة جماهيرية عريضة ـــ إلى حمل وديع بمجرد قيام النظام في 2006 بإحالة بعض قادتهم على المحاكم العسكرية. هكذا جاءت الضربة تحذيرا شديد القسوة يهدد ثرواتهم تلك بالزوال الحتمي إذا ما واصلت الجماعة تحديها وطرح نفسها بديلا.
على جانب آخر، جاء حصار غزة ليضع حماس في قبضة النظام المصري. وبدا الأمر للوهلة الأولى في نهاية العام الماضي كأن حماس ستسعى إلى كسر حصارها بالصدام مع مبارك مستندة إلى تعاطف الشارع المصري، وخرجت بالفعل التظاهرات وحملات جمع التبرعات في مصر تضامنا مع الشعب الفلسطيني ضد الحصار، لكن يبدو أن إخوان مصر دفعوا الأمور في اتجاه آخر انتهى برضوخ حماس ـــ الإخوان المسلمون في فلسطين ـــ لمبارك وقبول وصايته وشروطه.
وأثناء الجلسة الافتتاحية لمؤتمر القاهرة الأخير في آذار الماضي (منتدى اجتماعي عالمي تنظمه القوى اليسارية والإسلامية في مصر سنويا ضد الإمبريالية والعولمة)، وقفت زهراء الشاطر، ابنة خيرت الشاطر نائب مرشد الإخوان، وهو مليونير وأحد أبرز المحالين على المحاكم العسكرية، لتتحدث باسم أهالي المعتقلين، ولتكشف عبر كلمتها تلك ما وصل إليه الإخوان من وضع مهين في علاقتهم بالنظام.
أسهبت زهراء في الحديث عن قادة الإخوان بصفتهم فاعلي خير، ونزعت عنهم أي سمة توحي بكونهم مناضلين أو مدافعين عن الحريات أو ساعين للتغيير، بل أكدت بصريح العبارة أن هؤلاء ليسوا معارضين للنظام بل هم إصلاحيون يسعون إلى «استثمار» ثرواتهم لخدمة أغراض التنمية في مصر.
كانت وكأنها تتحدث إلى وفد من الكونغرس الأميركي، لا إلى مناضلين يساريين قادمين من أشتات الأرض لأغراض عدة ضمنها التضامن مع قوى المعارضة في مصر ضد استبداد مبارك!
كلمات زهراء أصابت المناضلين المصريين بالوجوم، فقد أظهرت جانبا مهما من الحقيقة: أن المعركة المبدئية للدفاع عن معتقلي الإخوان، والتنديد بمحاكمتهم عسكريا، هي في جانب منها دعم لقطاع من الرأسمالية المصرية في مواجهة قطاع آخر يحتكر السلطة ويقوم بتصفية منافسيه. والمؤكد أنه لا يوجد اليوم بين الرأسماليين المصريين، بمختلف قطاعاتهم وأقسامهم، من هو على استعداد، تحت أي ظرف، لتعبئة الجماهير من أجل انتزاع إصلاحات سياسية مهما كانت محدودة وقاصرة على تحسين شروط المنافسة، ذلك لأن حركة الجماهير تمثل خطرا على ثرواتهم ومصالحهم أكبر بكثير جدا من مخاطر ديكتاتورية مبارك.
هكذا تواطأ الجناح المهيمن على المعارضة الإسلامية في مصر مع نظام مبارك، ودفع المقاومة الإسلامية في فلسطين إلى الرضوخ لوصايته وشروطه. وبينما نجحت المعارضة الإسلامية في باكستان، التي تهيمن عليها أجنحة من البورجوازية أيضا، في إسقاط مشرف استنادا إلى حركة شعبية من أسفل، أضاع إخوانهم في مصر الفرصة وتراجعوا سريعا، خوفا على ثرواتهم من الضياع، عند أول تحذير جاد من الديكتاتورية يضع هذه الثروات في مهب الريح.

* صحافي مصري



#يحيى_فكري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدعوة للإضراب العام في مصر: ماذا بعد؟
- النظام المصري ورياح التغيير


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يحيى فكري - لماذا تخلّت أميركا عن مشرّف وحافظت على مبارك؟ يحيى فكري