أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي الربيعي - المعنى بقلب الناثر














المزيد.....

المعنى بقلب الناثر


علي الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 2422 - 2008 / 10 / 2 - 04:50
المحور: الادب والفن
    



قطعا وليس بقلب الشاعر، فالنثريون يفهمون بعضهم بعضا عبر خطابهم في ضياع المعنى الكتابي وليس الشعري حتى، ولكم هائل من المتاهات والغموض والرطانة التي تأنف اللغة ان تتبعثر وهي الام المقدسة كما - يدعون - في تلك الحالة الرثة لكتابة الشعر على طريقة النثر المبتكرة التي جاءت من خارج حدود امنا الفصيحة ـ العربية ـ ومن اوروبا في منتصف خمسينيات القرن الماضي، اي فرنسية الاصل والمنبع والتاريخ.
وهنا قطعا ايضا لا نتجادل عن فرص تبادل الثقافات كما يحصل مع باقي الفنون والاداب الاخرى التي تكتب كل بلغتها وحتى لهجتها ـ العامية ـ محور التعميم الذي يذمنا به نخبة من مثقفينا الذين يكدسون على ذائقتنا الشعرية الكثير من المجاميع ذات العناوين الصادمة التي لا تفصح اولا واخيرا عن الغاية الادبية او الثيمة التي تحدد الخطاب الفني الجمالي والابداعي في متون ما تسمى - بالقصائد - الغارقة بالاسفاف والتشظي اللغوي بحجة البحث عن الفكر والفلسفة وغيرها عن طريق قراءتها ليس لمرة واحدة وانما التفرغ التام للابحار في عوالمهما وطرائقها لمرات عديدة دون كلل، وملل حتى نبلغ المعنى ونفسر ما بين السطور وفواصل النقاط وعبور المحنة الكارثية النثرية والاقتناع بما لايفهم قرباناً نقترب به قليلا من نخبويتهم وتصبح بالتالي عدم موضع تجاهلهم والارتقاء لشانهم العلوي النثري الذي لم يخلد سوى اسمائهم وصورهم الملتصقة والمبتسمة على الغلاف الاخير - المشفوع -بسيرتهم الحافلة بالمنجز النثري الواهم بالشعر مجموعة بعد اخرى.
وقطعا ايضا لا نتجادل حول الشعر الشعبي وعامية البعض المقحمين في تراكيب وحداثة واستنطاق اللغة - اللهجة -المحلية العابرة لقارات الثقافة من خلال ترجمة الكثير من نصوصها والتعرف على شعرائها الذين اكتشفوا الكثير من العوالم التي خبأتها اللهجة غير المستوردة دون الركون لذاكرة الشفاهية والرقص على ايقاع الزمن الذي يفرز هكذا - عاميون ونثريون - كل منهم اساء ويسيء لماهية الشعر وقيمته المثلى الخالدة عبر الدهور.
نتجادل نعم ولكن لا نعمم! وتلك هي المشكلة وربما بشيء من التناقض ينسى اخوتنا في الشعر ان شبيه تلك التجارب الشعبية وردت لنا من مناطقها ومناخاتها في البعض منها مترجمة من فصيحتها وشعبيتها لعربيتنا المجزوءة منها حتى ـ الدارجةـ وهكذا يخلد الشعر بعيدا عن لغته وتبقى لغة الشعر وحدها هي الماثلة في اذهاننا ووجداننا ما حيينا ابدا.
نتجادل وقضيتنا في الشعر، وقضيتهم في النثر، نتجادل ولنا اسوة حسنة بالنواب والنعماني وريسان الخزعلي والشيباني وشاكر السماوي وعماد جبار وعامر عاصي وعمر السراي، قافلة كبيرة تمتد وستمتد ما بقي الشعبي مؤثرا ومفلسفاً ومفكرا ومجربا ومبتكرا حميميا وصميميا في حياة الجماهير، في قضايا الانسان، اي انسان على وجه البسيطة، بلا غرائبية قاتمة، وتجريب مشلول ومعنى مخذول وسطحية تنز منها رائحة الجهل والبلادة، وهي دعوة لدار الشؤون الثقافية ان تحد من تلك الظاهرة النثرية المستشرية في جسد الثقافة العراقية والابتعاد عن أشكال المجاملة لهذا الناثر او ذاك وكذا بالنسبة لاتحاد الادباء ان يتقصى وبحذر شديد عن اصدار مجاميعهم حبا بعدم الاساءة للشعر لان كل ما يكتب سيكون معناه في قلب الناثر وحده.

علي الربيعي
[email protected]



#علي_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجهة المقابلة
- عبد الحسين الحلفي


المزيد.....




- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي الربيعي - المعنى بقلب الناثر