أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - اسماعيل حمد الجبوري - لماذا تصر الحوزة على الأنتخابات في هذه الفترة بالعراق















المزيد.....


لماذا تصر الحوزة على الأنتخابات في هذه الفترة بالعراق


اسماعيل حمد الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 746 - 2004 / 2 / 16 - 05:49
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


         بعد إستلام البعث للسلطة بأنقلابهم الأسود في 17تموز 1968 وبعد أن وطد صدام جهاز حنين المخابراتي السئي الصيت،قام في بداية ا لسبعينات بأنتقاء رجال دين وأدخالهم في دورات خاصة في جهاز المخابرات ومن ثم تعينهم أئمة للجوامع  والحسينيات،  حيث  كان يتم أختيارهم بعناية وأرسالهم للدراسة في كلية الشريعة في جامعة بغداد وفي الحوزات الدينية في النجف ودراسات عليا في الخارج بعد أن أجتازوا دورات مخابراتيه مكثفة بحيث أصبح للنظام شبكة ضخمة وواسعة من هؤلاء المخبرين المنتشرين في الكليات والمعاهد والحوزات الدينية والكثير من أئمة المساجد والحسينيات في جميع أنحاء العراق.
  وبعد صعود المجرم صدام الى قمة هرم السلطة في تموز 1979قام بتهئية الأجواء للأعتداء على الثورة الأيرانية في ايلول1980
وبدأ بالتخلي عن شعاراته القومجية المزيفة ورفع شعارات إسلامية ووضع لاحقا عبارة الله وأكبر على العلم العراقي، ومنذ إستلام
البعث للسلطة قام النظام البائد بسحق وتصفية جميع الأحزاب العلمانية وقام في الثمانينات بتهئية الشعب العراقي دينيا حيث قام
بتعين الأمي والمجرم والملقب بأبو الثلج عزت الدوري رئيسيا للحملة الأيمانية لكون هذا التافه يرتاد الطقوس والتقاليد للدراويش
والسحرة وسخر صدام الأجهزة الأعلامية والموارد لهذه الحملة  لأسلمت المجتمع العراقي لأجل ركب الموجة الدينية إبان تصاعد
المد الديني من تأثيرات الثورة الأسلامية في إيران على المنطقة آنذاك.ورصد ميزانية ضخمة للتهريج لهذه الحملة وقام ببناء المساجد
الضخمة والشعب يتضور جوعا،وقام بكتابة القرأن من دمه الوسخ ،وأنتشرت ظاهرة التدين بشكل ملفت للأنتباه في المجتمع العراقي وبالذات بعد عملية تحرير الكويت.ففي أوقات الحيرة واليأس وفي لحظات القلق والخوف وإزاء الواقع المريروالناقص على
الأرض يفقد الأنسان إيمانه بما هو موجود في الأسفل ويتوجه الى الأعلى من أجل التنفيس الروحي وخلق أمل وحلم في حياة أفضل. ففي ظل الفراغ السياسي الذي تركه الدكتاتور بعد أن صفى كل الأحزاب العراقية وخصوصا العلمانية منها فلم يترك
سوى شيء واحد الدين الذي أراد تجيره لمصلحته. فأصبحت المرجعية الدينية هي المرجعية الوحيدة في الشارع العراقي بعد عملية
تحرير العراق في نيسان الماضي القادرة على تحريكه ولكن هذه الظاهرة ستزول عند تحسن الوضع الأقتصادي وترسيخ المؤسسات
الديمقراطية ومؤسسات المجتمع المدني ونمو و تعاظم نفوذ القوى الديمقراطية العلمانية من جديد لأن النفسية العراقية لم تكن يوما ما
متدينة منغلقة على نفسها ولذلك تصر جميع الأحزاب الأسلامية الطائفية المنضوية تحت عباءت الحوزة  في النجف على الأسراع
في إجراء الأنتخابات في اقرب وقت ممكن وقبل ان يتجاوزها الزمن وهي ترى انها فرصتها التأريخية وتحاول استغلال الفراغ السياسي الحالي.
    بعد 9نيسان الماضي يوم تحرير الشعب العراقي من نظام البعث الفاشي على ايدي قوى التحالف وأنهيار جميع مؤسساته بشكل
سريع ومدوي ادى الى توفر حرية مطلقة  بعد أن كان الشعب يرزح تحت نير سلطة دكتاتورية فاشية مطلقة وفي الوقت نفسه فأن
الشعب العراقي ليس لديه أي وعي وتقاليد ديمقراطية في تأريخة السياسي.وظهر فراغ سياسي كبير لم يوجد فيه غير الدين والعشيرة كمرجعية للمجتمع العراقي وكانت الأرضية مهيأة للأحزاب الدينية ورؤساء العشائر وبالذات الأحزاب الطائفية وبالخصوص الشيعية منها وكانت قياداتها الدينية تتواجد في الخارج وبالذات في ايران وتتمتع بالدعم المطلق من التيار المحافظ الذي يمسك بيديه زمام الأمور بيديه في ايران. وعند عودتهم الى العراق أستغلوا هذه الحرية التي وفرها الشيطان الأكبر الولايات المتحدة الأمريكية للعراقين وتوفرت الظروف التي لم تكن متوفرة سابقا لممارسة الطقوس الدينية وبشكل مطلق واستغل رجالات الدين هذه الطقوس الدينية ومشاعر الناس لكي يملوا عليهم أجندتهم السياسية ذات الغطاء الديني وحولوا السياسة الى دين وأصبح العراقي لايميز بين السياسة والدين وأستغل فلول النظام البائد هذا الوضع للترويج للسلفية الطائفية السنية وأنتشرت
الطائفية بشكل ملفت للنظر ولم يشهد لها مثيل في تأريخ العراق مما حدى بمجلس الحكم الأنتقالي بأصدار قرار للمحاسبة ضد الطائفية.                                         
 
 و قبل سقوط النظام البعثي الصدامي كانت قوى المعارضة العراقية تتألف من طيف واسع من الأحزاب والحركات والشخصيات السياسية من أقصى اليمين الى أقصى اليسار وكان القاسم النضالي المشترك الوحيد بينها هو إسقاط النظام البائدوقيام نظام ديمقراطي فيدرالي موحد في العراق.
      ولكن بعد سقوط النظام والقاء القبض على المجرم الهارب صدام ، وبدأ الوضع الأمني بالترسخ  والزمن يسدل ستاره على نظام البعث العفلقي المقبور ، بدأ الأستقطاب السياسي يتبلور والتباينات والمواقف تبرز سواء بين الأحزاب والشخصيات السياسية في مجلس الحكم أو خارجه بين قطبين رئيسين هما قوى الأسلام السياسي الطائفي السني والشيعي وهنا أود أن أشير أن التيار السلفي السني لم يتبلور لحد الأن وأتمنى أن لايتبلور في المستقبل.بينما التيار الشيعي منظم تحت مرجعية تأريخية موحدة لها رموزها الدينية المعروفة ويهيمن عليها الأيرانين بينما الطائفة السنية مشتة وليس لها رموز دينية وأنما هناك رموز وطنية وان قيم
العشيرة والقبيلة توحدهم اكثر من المشاعر الدينية اما الأحزاب الأسلامية السلفية السنية والمتطرفة وبالذات الوهابية وجند الأسلام والكثير منها التي تكونت بعد 9ايلول الماضي هي من صنع المخابرات والأجهزة الأمنية والحزبية للنظام البعثي البائد
لكي تحتمي تحت خيمة الدين من غضب الشارع العراقي بالأضافة الى أن اكثر رجال الدين السنة  تعاونوا مع المجرم صدام التكريتي ولازالوا يتعاطفون معه.وأن اكثرية الأحزاب والحركات والشخصيات والرموز الدينية الشيعية التحفت بعباءة آية
الله علي السيستاني وأتخذته واجهه للتحرك السياسي
   أما التيار الثاني فهو العلماني ويضم طيف واسع من الأحزاب والحركات السياسية التأريخية والاخري التي تأسست بعد
التحرير من النظام البعثي النازي وهي أحزاب من قومية كرديه وحركات قومانيه عروبية صغيرة وليبرالية مختلفة وشيوعية
ويسارية وهي ذات توجهات سياسية وفكرية مختلفة.
         وبدأت ملامح التباين والأختلاف بين هذين التيارين في أول مرة عند وضع ألية للدستور وقد وقف الأسلاميون
 في مجلس الحكم الأنتقالي وخارجه وبالذات الشيعة منهم ضد هذه الألية المقترحة واعلنوا موقفهم بوضوح بكتابة دستور
يستمد مصادره من الشريعة الأسلامية بمعنى دستور إسلامي اما الطرف الأخر ومعهم قوى التحالف يريدون كتابة دستور
علماني يواكب مستجدات التطورات العالمية وبما يتطابق مع اللوائح والقيم الأنسانية الحديثة وفصل الدين عن الدولة ولم
يتوصل في حينها مجلس الحكم الى نتيجة بعد نقاش دام أكثر من شهرين مما حدى بقوى التحالف الى عقد إتفاق في تشرين          الثاني الماضي مع مجلس الحكم لنقل السيادة للعراقين في نهاية حزيران القادم وتأجيل كتابة الدستور الى شهر اذار من عام  
2005م ، ويتضمن الأتفاق على ألية معينة لنقل السيادة للعراقين ولكن الأحزاب الأسلامية رفضت هذه الألية وتريد
إجراء إنتخابات عامة لأستغلالها الوضع غير الطبيعي لأجل الفوز بالأنتخابات وتكوين دولة اسلامية على غرار دولة            خامنئي في ايران يكون فيها السيد السيستاني خوميني العراق.
        تألق أسم المرجع الديني ( آية الله) علي السيستاني بعد عملية تحرير العراق والمعروف عنه ، أنه رجل دين وفقيه
ويمثل مرجعية الشيعة في العالم الأسلامي وهو إيراني من مدينة مشهد ويقيم في مدينة النجف قبل عشرات السنين والمعروف
عنه لديه رأي بعدم تدخل رجال الدين في السياسة ولكن اليوم وكما يبدو قد تغير الموقف واصبح السيد السستاني قائد
سياسي معروف على المستوى الدولي وكما أشرت فأن أكثرالأحزاب والحركات والشخصيات الشيعية تلحفت تحت           عبائته وبدأ السيد السيستاني يتدخل بالأمور السياسية فمثلا عندما تم إختيار أمراة قاضية في النجف أصدر فتواه بعدم
شرعية هذا التعين ومن ثم وقف ضد آلية كتابة الدستور وثم إصراره على إجراء الأنتخابات في هذه الفترة ومن ثم تصريحه المشهور لرؤساء العشائر من أن الحكم  لكم وليس للقادمين من الخارج وهو قول خطير لأن العراقين الذين بالخارج         وعددهم 4 ملاين نسمة فروا من نظام البطش والجريمة وليس السفر للسياحة والأستجمام .فكيف يلغي السيد السستاني    دورنا وهو ضيف في بلدنا ونكن له كل الأحترام والتقدير وناضلنا وتعرضت عوائلنا للأذى  والظلم  من نظام الطاغية       صدام ولم يستطيع أي كائن أن يمنعنابعد اليوم من العودة الى وطننا الذي ضحينا من أجله والمشاركة في بناءه وكذلك لم    يستطيع أي شخص بالعالم أن يمنع
المرجع أية الله علي السيستاني من العودة الى وطنه إيران والمشاركة في عملية إصلاحه وانقاذ الشعب الأيراني من محنته.
ونقل عن السيستاني قوله المعروف( أنا إيراني وبول بريمر امريكي فلماذا لاندع العراقين يقررون مصيرهم بأنفسهم)              وأدعم كلامه أن الشعب الأيراني اليوم بحاجة إليه لأبداء رأيه بشأن تزيف الأنتخابات  من قبل المحافظين حيث بعث
له مايزيد عن 400 مثقف وكاتب ومحامي فضلا عن بعض النواب الأصلاحين برسالة الى المرجع الأعلى آية الله علي
السستاني المقيم في النجف طالبوا فيها بأن يبدي رأيه بشأن ما وصفوه (( بمذبحة الديمقراطية وتحويل الأنتخابات البرلمانية
الى مسرحية)) ويريد خامنئي بأجراء الأنتخابات تحت حراب الحرس الثوري ومجلس صيانة الدستور الذي يشرف عليه
المحافظون وقد كانت الرسالة واضحة بدعوتكم لأبداء رأيكم بشأن مايدور في بلدكم  وأكدت الرسالة((أن لملاين من الأيرانين الذين يقلدون المرجع علي السستاني ينتظرون ببالغ القلق(( ردكم على نداء شعبكم ومقليديكم وكما يقول المثل الفارسي فأن بيتكم أكثر إستحقاقا لنور كلامكم من العراق حيث تقيمون ، بينما عيونكم متجه الى وطنكم الأصلي إيران )) ويقال أنكم قررتم
عدم إبداء رأيكم بشأن ما يدور في بلدكم.
 أن الشعب الأيراني العريق بحضارته وبمفكريه ومثقفيه يرزح تحت نير قوى الظلام الفاشي التي تتستر تحت لواء الدين وتمارس
 الظلم والأستبداد بحق هذا الشعب وهذا النظام لايقل أستبدادا ودموية عن النظام العفلقي العروبي النازي المقبور ، فالسؤال
المطروح ماكان الأولى بالسيد السستاني وهو الرمز الديني ذو الكلمة المسموعة بين أهل الشيعة في العالم أن يبدي رأيه ويناشد
رجال الدين المحافظين بترك السلطة للشعب الأيراني وأحترام رأيه بختيار قيادته السياسية وتقرير مصيره .
  المعروف عن الأحزاب والحركات الأسلامية سواء كانت سنية او شيعية معتدلة او متطرفة تتظاهر بشعارات وبرامج ديماكوكية
لأستغلال مشاعر الناس البسطاء منهم وعندما يكونون بالسلطة يطبقون اجندتهم ومشاريعهم الخفية وشهدت تجارب عديدة عنهم
في العالم الأسلامي واليوم تتكرر هذه التجربة في العراق الجديد وتوضحت نوايا الأسلامين وبالذات القوى الأسلامية الموجودة في
مجلس الحكم بفرض موقفهم وبشكل مباغت في إقرار قانون 137 السئي الصيت بحق المرأة العراقية ومطالبتهم بدستور إسلامي
ومن ثم تنصلهم عن شعار الفدرالية للشعب الكردي والذي سبق لهم أن أتفقوا مع قوى المعارضة في إجتماع لندن وذلك لأجل
أن لا يتعارض مع الأجندة الأيرانية لأن هناك شعب كردي في إيران يناضل في سبيل نيل حقوقه القومية المشروعة.ووتتوضح
نوياهم يوم بعد أخر من ممارسات مليشياتهم العسكرية فمثلا بالبصرة تقوم هذه الميليشيات بفرض الحجاب وحتى على المسيحيات
وبتفجير أماكن المشروبات ومحلات بيع أشرطة الموسيقى ومايقوم به إسلامي الفلوجة من سرقة وتخريب المباني الحكومية والبنى
الأقتصادية وقتل طلاب المدارس والناس الأبرياء وقيامهم بأيواء عتاة المجرمين والأرهابين الدولين لقتل ابناءنا وهذه تشبه ظاهرة
طالبان تطل برأسها على العراق وهذا هو ناقوس الخطر يدق بأعلى صوته محذرا من خطورته ودليل على أن القوى والأحزاب
الأسلاميه تخطط لهذا المستقبل المظلم إذا وصلت للسلطة وهنا يكشف عن حقيقتها ويؤدي الى صراع طائفي دموي سوف يمزق
وحدة العراق.وهم يصورون للناس هم حماة الدين في حين هم بأعمالهم وسلوكهم هذا أساءوا الى الدين.
   السؤال المطروح هو : هل الأن أولويات الشعب العراقي المنهك حاليا إجراء الأنتخابات ؟ ، وهل الأنسان العراقي مهيأ لذلك؟ أم أنه اليوم يبحث عن لقمة عيشه ويفتش عن فرصة عمل لأعالة أطفاله وعن توفر العناية الصحية من دواء وعلاج
 ولعودة أطفاله الى المدارس وتوفر الأمن  والأستقرار وبناء الدولة والمؤسسات الديمقراطية ومحاكمة رموز النظام البائدوأجتثاث
البعث وتصفيته فكريا وسياسيا من ارض الرافدين……الخ.
 لماذا تصر المرجعية الدينية في النجف وبالذات آية الله السستاني على إجراء الأنتخابات في الفترة الراهنه ؟؟
  أن مبدأ الأنتخابات لاخلاف عليه ولكن السؤال المطروح: هل الظروف الأن متاحه لأجراء إنتخابات نزيهه سوف تنال
إحترام الشارع العراقي والعالم لها؟
   أن الواقع يؤكد عدم توفر الظروف وأن إصرار السيد السستاني  إجراءها على أساس البطاقة التموينية التي لايحملها حتى
أعضاء مجلس الحكم وحوالي 4ملاين عراقي في الخارج وبالتالي من الممكن تزويرها وسيدخل العراق مئات الألوف من الأيرانين
تحت غطاء المهجرين العراقين الذين لازالوا يعيشون في معسكرات اللجوء البائسة هناك في إيران وسيحاول رجال الدين تزوير
الأنتخابات بأي شكل كان كما يفعل الأن أساتذتهم في جمهورية إيران الأسلاميه.بالأضافة الى عدم توفر الأستقرار الأمني وعدم
وجود دستور دائم وقانون إنتخابي والعراق تحت الأحتلال وعدم وجود سيادة وطنية وجيش وسجلات نفوس وأحصاء سكاني
وعدم وجود وترسخ مؤسسات المجتمع المدني وعدم وجود وعي ديمقراطي لأن الشعب العراقي ليس لديه أي تقاليد ديقراطية
في تأريخه السياسي المعاصر ولم تتوفر الفرصة اللازمة لمعرفة الشعب ببرامج ومشاريع الأحزاب السياسية بالأضافة الى تفشي
قيم الطائفية والعشائرية.
لماذا يصرون على الأنتخابات اليوم قبل غدا لأنهم يريدون إستغلال مشاعر الكثير من  الناس البسطاء والمحبطين من هول الصدمة
التي حلت بهم جراء أساليب النظام البعثي العروبي الفاشي القذرة بحقهم ووجود جيش العاطلين عن العمل وأستغلالهم الفراغ السياسي ثم خوفهم من عودة ال4ملاين عراقي الى بلدهم لأن الأكثرية الساحقة من هؤلاء تأثروا بالقيم الديمقراطية وبالذات منهم الذين عاشوا في الدول الديمقراطية الحرة ويوجد بينهم نخبة كبيرة من القيادات السياسية ذوى الخبرة والكفاءة النضالية العالية ومن المثقفين والأكاديمين والشعراء والأدباء والفنانين والتكنوقراط من خريجي الجامعات وعلماء ومهنين وتجار….الخ
وهؤلاء سوف ينقلون خبرتهم وتجربتهم للوطن وبالتالي سيكون لهم تأثير قوي على المجتمع العراقي عكس توجهات القوى واللأحزاب الأسلامية وهناك قسم منهم من الذين هجرهم النظام الصدامي المقبور الى إيران وعاشوا التجربة الأيرانية الأسلامية الفاشلة. وبدأ الأسلاميون يرون أن الكثير من الناس بدأت تتبرم من طائفيتهم وعدوانيتهم وسلفيتهم وأرهاب الأخلاق
والحجاب الذي يمارسونه ضد غير الملزمين به الأمر الذي أدى الى إستياء حتى المتدينين العقلاء المتسامحين والناس البسطاء
وأنفضاضهم عنهم وهم يعون جيدا كلما تحسن الوضع الأقتصادي للناس وترسخت الديمقراطية ومن ثم إرتفاع مستوى الوعي الديمقراطي لأفراد المجتمع وبروز وتعاظم نفوذ مؤسسات المجتمع المدني والأحزاب والقوى الديمقراطية يوما بعد آخر سوف يؤدي
بالتأكيد الى تقليص نفوذهم بين أوساط الشعب العراقي.
وهذه القيادات الدينية تعي جيدا كما كتب الدكتورالمناضل والسياسي والأكاديمي اللامع كاظم حبيبب بأن مستقبل العراق ليس
لها بل للحياة المدنية الديمقراطية وليس للقوى التي تريد بنا العودة الى عصور التخلف الأكثرقسوة مما كنا فيه فهي قوى الماضي
وليست قوى الحاضر والمستقبل.
إن هذه القوى تريد إستنساخ التجربة  الأيرانية الفاشلة والمريرة والتي لم يحصل منها الشعب الأيراني سوى الخسائر والعزلة
والفقروالأستبداد والقهر والظلم والأبادة والتقهقر والعداواة وتوقف النمو والبناء وتأجيج العداء والمواجه والتحدي والعنجهية الفارغة غير المجدية.
     لأيمكن للأحزاب الأيديولوجية الشمولية وبالذات الأسلامية أن تقيم الديقراطية وستقف ضد هذه الدولة الأسلامية جميع
القوى العلمانية ومنها الكردية وجميع الأديان غير الأسلامية وحتى الطائفة السنية ((بدافع طائفي))ودول الجوار((ماعدى أيران))
وجميع الدول العربية وحتى الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وكل دول العالم الحر ويؤدي ذلك الى حرب أهلية دموية وتدمير
العراق وتقسيمه ويجب أن يعرف الأسلامين أن أمريكا لم تعبر وبهذه البساطة كل هذه المحيطات والقارات وخسرت مليارات
الدولار وأرواح مئات الجنود لكي تقيم ولاية الفقيه في العراق وهي تمسك بكل خيوط اللعبة سواء الدبلوماسية أو مفاتيح القوة
العسكرية وعلى هؤلاء أن يدركوا أن لا حزب في العراق اليوم قادر على التفرد وحده في الحكم.
وأنا أرى ان تتفق جميع القوى الخيرة في البلاد لأيجاد آلية لنقل السيادة الى العراقين بالتفاهم مع قوى التحالف والأتفاق على حكومة إتلافية تأخذ على عاتقها إنجاز مرحلة غاية في الحساسية والخطورة وتعد المواطن نفسيا وذهنيا وعمليا لمقدمات بناء نظام سياسي تقرره صناديق الأقتراع.كما يجب التخلص من النسب الطائفية المتبعة في الوقت الحاضر والتي أملتها الأحزاب الأسلامية
إيضا وفق معايير الأغلبية والأكثرية والمذهبية. 
 
                             د.اسماعيل حمد الجبوري
                             حركة البناء الديمقراطي العراقي
                             تنظيم الخارج



#اسماعيل_حمد_الجبوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هدية الظلامين الاسلامويين في مجلس الحكم الأنتقالي للمراة الع ...
- لامصالحة مع القتلة والخونة من البعثين
- رؤيه مستقبليه حول الحكومه العراقيةالمؤقته القادمه


المزيد.....




- بعدما حوصر في بحيرة لأسابيع.. حوت قاتل يشق طريقه إلى المحيط ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر مشاهد لأعمال إنشاء الرصيف البحري في قط ...
- محمد صلاح بعد المشادة اللفظية مع كلوب: -إذا تحدثت سوف تشتعل ...
- طلاب جامعة كولومبيا يتحدّون إدارتهم مدفوعين بتاريخ حافل من ا ...
- روسيا تعترض سرب مسيّرات وتنديد أوكراني بقصف أنابيب الغاز
- مظاهرات طلبة أميركا .. بداية تحول النظر إلى إسرائيل
- سائق يلتقط مشهدًا مخيفًا لإعصار مدمر يتحرك بالقرب منه بأمريك ...
- شاب يبلغ من العمر 18 عامًا يحاول أن يصبح أصغر شخص يطير حول ا ...
- مصر.. أحمد موسى يكشف تفاصيل بمخطط اغتياله ومحاكمة متهمين.. و ...
- خبير يوضح سبب سحب الجيش الأوكراني دبابات أبرامز من خط المواج ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - اسماعيل حمد الجبوري - لماذا تصر الحوزة على الأنتخابات في هذه الفترة بالعراق