أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نادر جلال - كيف تحول الصغير من -مردشوري- الى دكتور ؟؟؟















المزيد.....

كيف تحول الصغير من -مردشوري- الى دكتور ؟؟؟


نادر جلال

الحوار المتمدن-العدد: 2418 - 2008 / 9 / 28 - 05:28
المحور: كتابات ساخرة
    


الكثيرين يعرفون الشيخ محمد حسين الصغير،وخصوصا أهالي النجف الأشرف،يوم كان يرتدي العمة والطيلسان،ويعمل في كتابة الأدعية والحروز،مستغلا طيبة النساء وبساطة العجائز،وكيف كان يجلس لساعات في باب القبلة بانتظار الجنائز ليصلي عليها (ويأخذ المقسوم)ويعرفه طلاب العلم في النجف شيخا رثا يرتدي الأسمال البالية ويتردد على دور العلماء يأخذ أعطياته من هذا أو ذاك ليشبع بطنه ويقيم أوده،متملقا الجميع لينال منهم ما يستطيع بالتملق والمداهنة والمداورة،ولا يتورع لنيل أمانيه عن استغلال أي شيء يوصله الى هدفه،حتى وأن تعارض مع الأخلاق أو تقاطع مع المبادئ والقيم.
وكان يتحين مناسبات الأفراح أو الوفيات ليقيم الدنيا ولا يقعدها في مدح أو رثاء فلان مقابل دراهم تلقى له،بما يمثل نفسه المتهاونة المتهالكة على المدح والتملق من أجل العطاء،وكان أشبه بالملالي يتدافع مع المتدافعين لرثاء هذا الوجيه أو مدحه طمعا في عطاء أو تحقيق رجاء،وكان هذا ديدنه ودأبه حتى قيل أنه يغير قصائده بحسب المناسبة أو أسم المرثي أو الممدوح لتكون جاهزة لكل مناسبة.
وبعد ثورة الرابع عشر من تموز 1958 انفتحت الأبواب بوجهه ،فقد كانت الرجعية وعملائها بحاجة لمأجورين يزوقون وجهها ويدعون لمبادئها فما أسرع ما وجد لنفسه مكانا بين الطبالين والراقصين،ليقف بينهم صادحا بحمد سيده الذي يغدق عليه العطاء ويشارك في الحرب القذرة التي أعلنتها السفارة البريطانية وخدينتها الإيرانية بما تمتلك من عملاء معروفون،فكان في مقدمة العملاء والمأجورين لمحاربة الثورة، فكان بوقا من أبواقها وجرو من جرائها ،ونال من وراء ذلك المال الكثير،وأصبح من الشلة الفاسدة العميلة لإيران الشاه،يقضي ليله ونهاره في ماخور الأضواء الجديدة الذي كانت ماخورا من مواخير السافاك في العراق،الى جانب شلة من المستعربين ونفايات الجاليات الأجنبية،يزرعون السموم ويبثون الأراجيف ضد الثورة وأبنائها،وفي أحدى المناسبات أنشد قصيدة تجاوز فيها الحدود في مدح سيده ومولاه حامل لواء الفتنة والعداء للثورة،فبرم به أبناء النجف وهو الدخيل عليهم ،والغريب عنهم ،والصغير فيهم،والذي يعيش على فتات موائدهم ،فقرروا تأديبه حتى لا يتجرأ مرة أخرى في النيل من أسياده،فكان أن هرب خائفا مذعورا ولجأ الى بيوت الأكابر معلنا توبته ،وانهزم بعدها الى بغداد حتى تهدأ العاصفة،خصوصا بعد أن تعهد أسياده بكفالته وتأمين احتياجاته،وهذا أقصى أمانيه أن يعيش متكسبا عالة على الآخرين.
وما أن جاء البعث بانقلابه المشئوم وحرسه القومي ،حتى تنفس الصعداء وركب الموجة القومية ليغنم من ورائها ما ينفعه في المستقبل،فكان شاعر الثورة وداعية القتل،فأباح كما أبح أسياده عملاء السفارة الإيرانية والبريطانية،دماء الشيوعيين،فكانت قصائده تثير نهم القتلة وحماسهم لقتل الشيوعيين والديمقراطيين،بعد أن أخذ الإشارة من سيده ومولاه،وجنا في تلك الفترة أموال طائلة من البعث ومرجعيته في النجف،وأصبحت له سطوة ونفوذ يأمر فيطاع.
وما أن أفل نجم البعث وسطع نجم عارف حتى أنقلب على القومية ورجالها فقد كان عارف حينها على خلاف مع سيد الصغير الشاه،فانقلب على رفاقه القوميين بعد أن لاح له بريق الأموال الإيرانية التي أعطت الإشارة لرجالها بمحاربة عارف،فكانت له صولات وجولات مدفوعة الثمن ،وكلما زادت أهانته كثرت مكافأته ،فراجت بضاعته تلك الأيام،وزادت وارداته بما يغدق عليه سيده من أموال الفقراء،فأبتنى القصور،وساح في الدول وعاش حياة مترفة لاهية ،وليالي ملاح في بغداد وغيرها ،وكأن الله أوصى بأموال الفقراء ليتنعم بها الصغير ومن هم على شاكلته،وترتفع قصورا في الأحياء الراقية.
وبعد مجيء البعث الى السلطة تنفس الصغير الصعداء،فهو القومي العربي القح والمشارك بدماء الشيوعيين ومن أوائل المصفقين للبعث في شباطهم الأسود،فارتدى اللباس القومي،وادعى العروبة وغنى فلسطين السليبة(ليس لفلسطين علاقة دينية ولا فرض او واجب او مستحب حتى الدفاع عنها وليس من حق المسلمين تحويل مسجد الى قضية وهذه من افيون العقول من قبل رجال الدين المتأسلمين والقضية ماكله (جت)وهم في طريقهم للقشمره وهل الله لايستطبع تحرير بيته العتيق الذي اوصانا بأن نعطيه ظهرنا (خلفنا ؟)هؤلاء كذابوا الأمة كلهموا ما علاقتنا بفلسطين وشعبنا من ورائها اصبح محتل وتحت رخمت دول السور القذره لماذا لانطالب بتحرير مكة من ايادي الوهابية المجرمة ولتكن مدينة اممية أسلامية لاتديرها المخابرات الامريكيه والعفن الوهابي القذر وهذا الصغير الذي هو والقومجية العربجيه والمردشوريه يصرخ وآه فلسطينها،لينال أعطيات العهد الجديد الذي يحتاج الى من هم مثل الصغير في صغارة النفس والتهالك على المغريات ،وما أسرع ما نزع العمامة والطيلسان وارتدى الملابس الإفرنجية،فما عادت العمامة مصدر رزق كما كانت أيام زمان،بعد أن أنصرف المجتمع عن هذه الأمور،فالتجأ الى أسياده من بقايا البعث القديم الذين يعرفون الصغير وأفضاله على البعث وتعاونه معهم في القتل وانتهاك الحرمات،فكان أن منحته الثورة درجة الماجستير بامتياز وأرسلته للدراسة في جامعة القاهرة لنيل درجة الدكتوراه،ولأن الدراسة في مصر تلك الأيام كانت أكثر من عسيرة،لا يستطيع الوفاء بمتطلباتها ،التجأ الى السفارة العراقية في القاهرة للتوسط له عند مريديها من أساتذة الجامعة المصرية،وبسطت عليه السفارة حمايتها بما لها من تأثير،وإذ أنس في نفسه العجز بعد الخلاف بين العراق ومصر على زيارة السادات أفتعل الوطنية ،وارتدى لباس القومية وعاد الى بغداد مدعيا أنه لن يدرس في بلد تفاوضت حكومته مع إسرائيل،فكرمته القيادة بسيارة رئاسية من الدرجة الأولى وقطعة سكنية في أرقى أحياء العاصمة ومنحة لبنائها ،وإعفائه من مناقشة الرسالة لموقفه القومي الرصين فمنحته جامعة بغداد شهادة الدكتوراه بامتياز لموقفه القومي الأصيل،فأصبح أستاذا في كلية الآداب جامعة الكوفة ثم رئيسا لأحد أقسامها ليصبح عميدها رغم وجود من هو أفضل منه وأقدم،وأصبح يصول ويجول في أروقة الجامعة ودهاليز الوزارة،وقامت وزارة الأعلام بطبع كتبه على نفقتها ومنحه مكافآت مجزية كما هي عادة الحكومة في تكريم أتباعها،ومن وقفوا الى جانبها ودعموها بكل ما يستطيعون.
وبعد انتفاضة الشعب الباسلة وما أرتكبه البعث من جرائم إبادة بحق العراقيين سارع الصغير مع حفنة من المحسوبين على النظام ومخابراته،بتشكيل وفد بأسم أهالي النجف لتأييد الثورة ضد الغوغاء،وتهنئتها بانتصارها على الدهماء العراقيين،وتوالت عليه المكارم الصدامية،ولكن حبل الكذب قصير،فالصغير الذي جعل من نفسه قائدا قوميا ،ورمزا وطنيا،وأنه من الأبطال المساهمين في إسقاط حكومة عارف ونجاح الثورة ،وحاول أن يضع نفسه في مكان يعلوا به على البعثيين ،فما أسرع ما أطيح به ممن هم أبرع منه في الدجل والتلفيق فأحيل على التقاعد،ليعود من جديد يتمسح بأعتاب العلماء بعد أن أطال لحيته وأعاد المحا بالى أصابعه وارتدى الطاقية بدلا من العمامة والمداس بدلا من الحذاء،ولأن إيرادات تلك الأيام لا تفي بمتطلباته الكثيرة بما عرف عنه من جشع في جمع المال فقد جمع شلة من المهوسين وضعاف العقول وأخذ يعمل في تحضير الأرواح مستغلا غفلة الناس وطيبتهم ليجنى من وراء ذلك أموال طائلة،وأصبح مثار سخرية الناس ،وأطلقوا عليه الدكتور الروحاني،فكان يتلقط رزقه بهذه الوسائل ويعقد الجلسات في داره أو دور شلته،ويدعي أنه أحضر روح المتنبي وقص عليه قصة مقتله،أو أحضر روح سقراط وحكي له عن فلسفته ،فكانت أحاديثه مثار ضحك العارفين بخلفيته وقدرته على الاختلاق ،ولخشيته من السلطة التي كانت تحارب من يرتدي العمامة ارتدى طاقية بيضاء ومداس بدل الحذاء ولبس عددا من المحابس المطعمة بالأحجار الكريمة وأطال لحيته ،وأن أراد السفر خارج النجف عاد للباسه الإفرنجي فكان يرتدي لكل حلة لبوسها حتى سمي (أبو سبع وجوه) على وزن (أم سبع عيون)وظل هذا حاله يأخذ المال من كل جهة تعطيه ليبدده في أي شيء يرضيه،ولأن الثورة لا تنسى أبنائها فقد منحته وكالة لبيع الأسمنت،ليصبح من التجار الكبار،ولكن الشعب العراقي (أبو الشارات) يبتلي خونته بما يعكر عليهم صفو حياتهم ،فقد أصيب أبناءه بأمراض مستعصية لا يمكن شفائها فكانت حياته جحيما لا يطاق رغم ما هو عليه من بسطة في العيش ورغد في الحياة وتلك هي الصاعقة الماحقة على رؤوس الخونة ممن باعوا شعبهم بحطام الدنيا.
وبعد سقوط النظام البائد،حاول أن يدس نفسه ليجد له مكانا في السلطة،ولكن خشيته من كشف ماضيه المليء بالكثير من الهنات والمثالب ،فجعل نفسه في ركاب أحد رجال الدين ليحصل منه على الحقوق الشرعية التي أصبحت كثيرة هذه الأيام،ويكون معتمده في توزيع الأموال ويا لها من أموال توزع بمعرفة الصغير الذي يأخذ أكثرها وينفق أقلها وسيكون يوما من الأيام روكفلر العراق.
ويقال ولا أدري صحة ما يقال،انه قد أبعد عن المناصب الرسمية في العراق الجديد بسبب علاقاته المشبوهة بالمخابرات العراقية عندما كانت ترسله للتجسس على المعارضة العراقية،وقد عرفت القوى المؤثرة بهذه المعلومات فحجمت دوره رغم أن شقيقه من قيادي المجلس الأعلى،وقد طرده أبناء الحكيم بعد أن كان من مريدي والدهم خلال ثورة تموز بسبب المعلومات التي حصلوا عليها عن تزويده النظام بمعلومات عن أسرة الحكيم بحكم ارتباطاته السابقة معها ،مما جعله يتحول عن موالاتها ويصبح من مريدي السيستاني ومعتمديه في سرقة أموال اليتامى والمساكين.



#نادر_جلال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شاكيرا تسعد فقراء الناس لكن انتم .....؟؟


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نادر جلال - كيف تحول الصغير من -مردشوري- الى دكتور ؟؟؟