أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبد الكريم الحاج صالح الحيدري - إنهم يخترقون مؤسساتنا!!














المزيد.....

إنهم يخترقون مؤسساتنا!!


عبد الكريم الحاج صالح الحيدري

الحوار المتمدن-العدد: 2413 - 2008 / 9 / 23 - 05:41
المحور: المجتمع المدني
    


جرت العادة في كل مؤسسات الدولة الرسمية ومنذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة عام 1958 أن يتولى احد الموظفين مسؤولية امن الدائرة ومتعلقاتها من رئاسة المجالس التحقيقية ورفع التقارير الأمنية إلى الإدارة وبما يخدم المصلحة العامة والعاملين عوضا عن الحرص كل الحرص على سمعة وسلامة جميع العاملين، ويبقى هذا الموظف يجمع بين وظيفته الأساسية والمهمة الأمنية المسندة إليه بتكليف من مدير الدائرة ولحين استبداله بآخر بعد مرور أربعة إلى ستة أشهر وحسب ما متعارف عليه في دوائر الدولة الرسمية أو قد يبقى إذا ما أبدى كفاءة غير عادية محتفظا بملف الدائرة الأمني بإصرار من مديرها طبعا.. حتى في زمن النظام البائد لم يتم التلاعب بهذه السياقات لان من أدى هذه المهمة موظفون حقيقيون يحملون شهادات علمية أو إنسانية ولائهم للدائرة ويتورعون عن إيذاء زملائهم في العمل، لذا تجد شخصية المسؤول الأمني بمثابة صمام الأمان في الحفاظ على أسرار أصحاب العلاقة بالقضية فيعمل على إنهاء المشكلة إنسانيا ووظيفيا وقبل أن تتطور. ولان النظام البائد لم يتمكن من اختراق هذه الشخصية المدنية التي تزاول العمل الأمني لجأ إلى استقطاب فئة أصحاب الدرجات الوظيفية المتواضعة وهم عمال خدمات التنظيف في الدوائر أو ما نسميهم بـ ( الفراريش ) من المنتمين لصفوف حزب البعث ليجندهم في مجال الأمن والمخابرات داخل الدوائر مستفيدا من حالة حسد العيشة التي يشعر بها موظف الخدمات اتجاه باقي الموظفين ممن هم أعلى منه درجة وظيفية وشهادة علمية، لذا تفشت حالات مثلما يقال ( كسران الرقبة ) من خلال التقارير السرية التي عمد هؤلاء على كتابتها طمعا في أمور كثيرة أهمها نيل علو المنزلة والمهابة داخل الدائرة لموازنة جانب تدني التأهيل العلمي ووضاعة العمل بالإضافة إلى الطمع في الترقية الحزبية واسترضاء الرفاق البعثيين.

بعد سقوط النظام خلت معظم دوائر الدولة من وظيفة المسؤول الأمني بفعل مقت الشعب عموما والموظفين خصوصا لتسميات الأمن والمخابرات والحزب أيضا.. حتى أن الكثير من الموظفين كانوا يتحرزون من شغل هذا المنصب حفاظا على سمعتهم داخل وخارج الدائرة بفعل الصورة التي رسمها عمال خدمات التنظيف من المرتبطين بالفرق الحزبية ومنظومات المخابرات الصدامية، ونتيجة هذا الفراغ الوظيفي لمسؤولية الأمن، زجت قيادات المجلس الأعلى بعناصر مخابراتها من زمر فيلق بدر بهذا الاتجاه، مع العلم أن اغلب كوادر هذا التنظيم هم من كانوا في إيران وتدربوا على يد الحرس الثوري الإيراني على أساليب تعذيب الأسرى وقتل وتسليب الأبرياء في السيطرات الوهمية التي كانوا ينصبونها جنوب العراق أيام نظام صدام، جاؤا هؤلاء بلحاهم القذرة وشهاداتهم المزورة ليتسلموا مسؤولية امن الدوائر وليعاد مسلسل البعث من جديد ولكن بصورة إسلامية مشوهة هذه المرة، فقد أصبح المسؤول الأمني الآن جاسوسا مفضوحا وبكل صلف يثقف للانتماء لصفوف حزب المجلس الأعلى ويرغّب الموظفين أو قد يرغمهم على انتخاب قوائم المجلس الأعلى ويجبر مدير الدائرة على توشيح جدران الدائرة بالسواد يوم استشهاد السيد باقر الحكيم مؤسس المجلس الأعلى أو على العكس يجبره على إعلان الفرح والابتهاج يوم إعدام صدام أو يعمل سمسارا في صفقات التعين والرشاوى وهذا حصل فعلا في محطة النجف التابعة لشبكة الإعلام العراقي عندما افتضح أمر مسؤولها الأمني المدعو عبد السادة كاظم غازي والملقب بـ ( حذافة ) حيث تورط الأخير بفساد مالي وإداري كبير مما اضطر منظمة بدر إلى فصله ظاهريا من المنظمة للابتعاد عن سمعته التي أصبحت في الحضيض، حاله في ذلك حال نظرائه في محطات بابل والبصرة.. قد لا تكون منظمة بدر بحاجة إلى حفنة الدنانير التي نهبها هؤلاء نتيجة جشعهم وتقاطر لعابهم القذر أمام المال حال وصولهم إلى المسؤولية إنما المنظمة جندتهم لمتابعة سياسة إدارات هذه الدوائر والإبقاء على ميولها اتجاه المجلس الأعلى، لان هناك حربا حقيقية في مناطق وسط وجنوب العراق للسيطرة على إدارات دوائر الدولة من قبل الأحزاب وخصوصا داخل مدينة النجف الأشرف وقد ازداد سعير هذه الحرب حال تولي نوري المالكي رئاسة الوزراء حيث احتضن حزب الدعوة الإسلامية مديرية التربية بكل مؤسساتها والشركة العامة لتجارة المواد الغذائية والبيت الثقافي والمجلس الأعلى استحوذ على رئاسة جامعة الكوفة ودائرة الماء والبريد والاتصالات والضريبة وقيادة الشرطة والتخطيط العمراني والسفر والجنسية في حين حاز الفضيلة على دائرة المرور وشركة توزيع المنتجات النفطية وبقي للمستقلين دائرة المجاري والطرق والجسور..

تلك هي الطريقة التي وزعت بموجبها الدوائر بين الأحزاب.... أسفي لما حصل ويحصل في مؤسساتنا من تجاذبات وانحياز نحو هذا الحزب أو ذاك على حساب مصلحة العمل ورقيّه، ولكن على الأحزاب واجب أن تسحب عملائها وجواسيسها من الوزارات والدوائر خصوصا قاذورات منظمة بدر ممن تربوا على يد الحرس الثوري الإيراني، على الأقل من مؤسسات شبكة الإعلام العراقي ليكون لدينا إعلام مستقل وغير مراقب والدعوة هنا موصولة إلى مدير الشبكة السيد حسن الموسوي لكي يرمي بمخلفات إيران الحاقدة من عناصر منظمة بدر الإرهابية خارج الدائرة الأمنية التي عششوا فيها من غير استحقاق لسنين طويلة، ولتعود شبكة الإعلام ودوائر الدولة والوزارات كافة لتستعين بشرفائها من الموظفين لشغل منصب مسوؤل الأمن ولنعمل جميعا بنفس عراقي خالص..



#عبد_الكريم_الحاج_صالح_الحيدري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- أوامر التوقيف بحق نتنياهو.. رئيس البعثة الأممية لحقوق الإنسا ...
- السيسي وبايدن يبحثان هاتفيا التصعيد العسكري في مدينة رفح ووق ...
- واشنطن -لا تؤيد- تحقيق المحكمة الجنائية الدولية بشأن إسرائيل ...
- الخارجية الأميركية تتهم 5 وحدات إسرائيلية بانتهاكات جسيمة لح ...
- اعتقالات بتهمة -التطرف-.. حملة جديدة على الصحفيين في روسيا
- من إسرائيل وأميركا.. محاولات لمنع -أمر اعتقال نتنياهو-
- إسرائيل تلوح بإمكانية الانسحاب من الأمم المتحدة
- -من أجل فلسطين-.. حملة اعتقالات تعصف بالجامعات الأميركية
- الخارجية الأمريكية: حددنا 5 وحدات إسرائيلية ارتكبت انتهاكات ...
- مصدر إسرائيلي يحذر: مذكرات الاعتقال بحق نتنياهو وقادة إسرائي ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبد الكريم الحاج صالح الحيدري - إنهم يخترقون مؤسساتنا!!