أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - روني علي - الرهانات الخاسرة ...















المزيد.....

الرهانات الخاسرة ...


روني علي

الحوار المتمدن-العدد: 744 - 2004 / 2 / 14 - 06:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


 بغض النظر عن مدى الاتفاق أو الاختلاف مع التوجه الأمريكي ، وشرعية أو عدم شرعية سياساتها ومصالحها في المنطقة ، وعن أسباب ومبررات هذا التوجه ، وكذلك شكل إدارتها للأزمات الدولية . ودون الدخول في توازنات القوى الدولية ، وحيثيات التكتلات الاقتصادية التي تتشكل على قواعد ومفاهيم ، إما جغرافية أو سياسية أو قومية ، كمجموعة (آسيان) و(الاتحاد الأوربي) و (القوة الأمريكية) التي تحاول أن تتوسع بطابعها لتشمل القارة الأمريكية ، والمنافسة الدائرة بين هذه التكتلات من أجل السيطرة وتثبيت موقع قدم لها في الصراعات الدولية ، وخاصةً بعد انهيار المعسكر الاشتراكي ، وسقوط مفاهيم الحرب الباردة . إضافةً مع ما يجري في العديد من الدول - خاصةً الواقعة منها ضمن المنطقة الجغرافية المسماة بالشرق الأوسط - من مظاهر اللا استقرار ، وتشوه البنى السياسية والفكرية والاقتصادية ، وازدياد حدة الصراعات والنعرات العرقية والطائفية ، وكذلك تبلور تيارات أصولية متزمتة ذات منهجية ثنائية ( دينية وقومية ) ، تخدم في مراميها وممارساتها النزعة الإقصائية ذات الطابع الإرهابي ، بالإضافة إلى الخلايا الإرهابية المنظمة التي وجدت لنفسها المناخ المهيأ في هكذا أرضية لأن تنتعش وتتوسع باعتمادها على الموروث الثقافي لتلك الذهنية من جهة ، وأنظمة بعض هذه الدول التي تمارس الإرهاب المنظم تجاه حرية الرأي والتعددية السياسية والاقتصادية ، في معرض خنقها للصوت المعارض ونسفها لمبادئ حقوق الإنسان من جهة أخرى ، ترافقاً مع تغذيتها وتسخيرها من قبل بعض مراكز القرار الدولي خدمةً لمصالحها وغاياتها ، والتي تشكل - هذه الحالات بمجملها - عوامل اللا استقرار ، وعناصر التهديد لأمن المنطقة خاصةً ، وأمن ومصالح الدول الكبرى عامةً . تحولت هذه الرقعة الجغرافية إلى خزان حامل للكثير من القلاقل ، وعنصر تهديد في العلاقات الدولية ، وبالتالي دفعت بالدول الكبرى - وخاصةً أمريكا - لجعلها في مقدمة أهدافها لأن تترجم فيها مفاهيم النظام العالمي الجديد .
    إذاً ، وبغض النظر عن كل ما ذكر وما يدعى . يمكننا القول ، أنه ، ومنذ أن تبلورت ملامح المشروع الأمريكي تجاه المنطقة ، وأضحت التغييرات التي يحملها في أحشائه بحكم البديهيات ، وأن تياره سيجرف ، دون شك ، مجمل الآليات والأنماط السائدة لشكل تعاطي أنظمتها مع المنحى التغييري لصيرورة التطور ، ومقومات ديمقراطيتها السلطوية المقولبة ، وتوازناتها القطرية والإقليمية . لدرجة أنها قد تعيد النظر في الخارطة الجيوسياسية ، وتهدم مكونات الكانتونات القائمة والمكتسبات القسرية لحكامها ، وبالتالي ستنسف مرتكزات الذهنية الإقصائية المنتعشة في أحضان السلفية المتوارثة ، المستندة على ثقافة الدم والقتل ، والتي ساهمت في صيرورتها التاريخية في انتعاش الثقافة الشمولية السائدة ، تلك التي ساهمت بدورها على تغذية المنابع الفلسفية لتلك الذهنية ، ومهدت لبلورة التيارات المتطرفة ، والخلايا الإرهابية ، وترسيخ دعائم الأنظمة الدكتاتورية التي اعتمدت على قوة الحديد والنار في مواجهة حناجر مواطنيها ، باستنادها على مبادئ ولاية الفقيه ، وإطاعة أولي الأمر .. إلخ من جهة ، والإيديولوجيا القوموية من جهة أخرى . بدأت نواقيس الخطر تدق في معظم دول الجوار العراقي ، أو تلك التي تتصل بها وبنموذجها السلطوي بصلة ، سواء من قريب أو من بعيد ، وخاصةً التي تحمل في جنباتها من تراكمات واحتقانات ، هي نفسها التي شكلت أسباب ومبررات المشروع ، والأرضية التي استندت عليها الولايات المتحدة في دبلوماسيتها لكسب رضا وموافقة ، أو سكوت وتغاضي الدول المعنية بشؤون المنطقة .
   
    نعم ، مع شعور أنظمة المنطقة ، وكذلك التيارات اللصيقة بها ، والقائمة على ذات الأسس والمنابع ، والتي تصنف نفسها - قسراً - تحت مسميات المعارضة ، بأن التغيير آت لا محالة ، وأن إمكانية الوقوف في وجهه بالاستناد على هشاشة وحدتها الوطنية ، واحتقانات مسائل الديمقراطية ، وآلة القهر والقمع ، بات ضرباً من ضروب الوهم والخيال ، وكذلك استمراريتها بشكلها ونموذجها القائم لا يمكن له أن يدوم بعيداً عن ممارسات الذهنية الآنفة الذكر . راحت تلملم أشتاتها من جديد - عند أول طلقةً دوت صداها في بغداد - لتبحث عن رهانات وركائز الاستناد لها ، وذلك باعتمادها على مخططات سلطوية - مدعومة من رواسب الإيديولوجيا الإقصائية - تحمل في البعض منها تنازلات مهينة - بحسب المفاهيم الوطنية المتداولة - لمصادر القوة والقرار الدولي ، وفي بعضها الآخر متناثرات تلك الذهنية ، التي من شأنها زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة ، بغية الحفاظ على هيكليتها واستمراريتها . ولا شك أن ركائز تلك الرهانات تجسدت في الـ بعضها الآخر - متناثرات الذهنية - من تلك المخططات ، ووجدت ضالتها في الغالبية الغالبة من المكون المجتمعي ، القائم على ذات التربة وذات الأفكار  -وإن اختلفت المواقع - ، والمهيأ للقيام بدور المنفذ لممارسات تلك الذهنية ، خاصةً إذا ما أجيد التعامل معه من خلال دغدغة مشاعره القومية والدينية ، والإفتاء له بأن الطريق إلى الجنة ونهر زمزم يمر عبر القضاء على الآخر المخالف ، طائفياً كان ، أو عرقياً ، بغض النظر عن الوسيلة وأشكال الممارسة والأداء ، حتى لو كانت انتحاراً . هذه الوسيلة التي أجمعت على تحريمها كل الديانات ، الدنيوية منها والسماوية ، فقط حللها البعض من مذاهب الإسلام السياسي وفقاً لمشيئة أولي الأمر والقرار . وهذا ما نلمسه على أرض الواقع والفعل من خلال البؤر الإرهابية التي تنتعش يوماً بعد آخر في حاضرة منطقتنا ، وتحولها إلى جحيم أسود لأبنائها ، وذلك بدعم وتشجيع مباشرين أو غير مباشرين ، سواء من الأنظمة أو من الإيديولوجيا السلفية السائدة ، والتي تدعمها في توجهاتها الإعلام الرسمي وغير الرسمي ، وتسخرها كما قلنا بعض المراكز الدولية ، حتى بات أمن المواطن وشعوره بالطمأنينة على كف عفريت .         
   
    بالاستناد إلى هذه المعطيات نستطيع الإجابة على التساؤل الذي يطرح نفسه ، والذي فحواه ، لماذا تنتشر البؤر الإرهابية في منطقتنا ، وتمارس القتل الجماعي من خلال القنابل البشرية . أما لماذا تحولت هذه القنابل البشرية لتتخذ من العنصر الكردي هدفاً لها ، فلها تفسيراتها ومدلولاتها ..
    
    باعتقادي أن تداعيات الحدث العراقي ، وأسباب سقوط نظامه الطاغي بركائزه ومؤسساته في عقر داره ، أفرزت خلطاً جديداً في الأوراق لدى أنظمة وشعوب المنطقة بتلاوينها وانتماءاتها المختلفة ، وجعلتها تقف وجهاً لوجه - ورغماً عنها - أمام استحقاقات المرحلة وخيارات التغيير . فهي من جهة قد أعطت دفعاً للشارع العام لدى الأطراف الإقليمية المعنية بالشأن ، وحثتها إلى إعادة النظر في أوضاعها وشكل صراعاتها مع أنظمتها وسقف مطاليبها ، بالإضافة إلى التفكير بمفاهيم الوطن والمواطنة والسيادة الوطنية . ومن جهة ثانية ، أجبرت الأنظمة الحاكمة إلى إعادة النظر في ترتيباتها وتوازناتها ، وشكل ممارساتها السلطوية وقيادتها للدولة والمجتمع . خاصةً وهي تدرك حجم تراكماتها التاريخية ، ومعنى الوجود الأمريكي على مقربة من حدودها السياسية والجغرافية ، والخطورة التي يمكن أن تشكلها ، ومدى تأثيرها على بعض الأصوات التي تنادي في الداخل والخارج بضرورة الانتقال من الوضع السائد - والذي هو مزيج من القمع والقهر والإذلال والاحتقان - من خلال تغييرات جذرية ، قد تطال في أدنى مستوياتها البنى الهيكيلية لهذه الأنظمة ، وهذا ما تخشاه مصادر القرار في هذه الدول . إضافةً إلى ذلك فإن تداعيات الحدث العراقي سيلقي بظلاله وإفرازاته على جملة من المسائل العالقة في المنطقة ، سواء ما يتعلق منها بالصراع العربي الإسرائيلي ، أو بمسائل الإرهاب والدول والحقول المغذية والراعية لها ، إضافةً إلى موضوع أسلحة الدمار الشامل وملفات القضايا القومية . وقد رأينا كيف أن بعض الدول قد سارعت باتخاذ بعض الخطوات في هذه المجالات ، تداركاً لما سيجرها عليها إفرازات التغيير وتداعيات (الحدث) ، كالقرار الليبي ، والقرار الإيراني ، والاتفاق السوداني ، ومواضيع الأسرى ، وما إلى غير ذلك ، وكلها تتصل من قريب أو بعيد بالوجود الأمريكي في المنطقة .  لكن ما تخشاه هذه الأنظمة أكثر من كل هذا وذاك ، هو فتح ملف القضية الكردية ، والذي لا بد له أن يفتح ، كونه يعتبر أكبر خزان بشري جغرافي في المنطقة ، وهي على تماس مصيري مع أنظمة المنطقة ، وسوف تؤثر دون شك ، على نماذج تداولها للسلطة والسياسة ، وهي في وهمها ونموذجها السائد .

    ترافقاً مع ما جرى ، فإن (الحدث) أثبت أيضاً - ومن جديد - هشاشة المشروع القومي العربي ، وضحالة الرؤية لدى منظري إيديولوجيتها العروبية . خاصةً وأن النظام العفلقي الذي علق عليه المشروع القومي النهضوي بعد مرحلة عبد الناصر ، وعول عليه الكثير ، وتأمل منه الفعل في معرض الصراع العربي الإسرائيلي ، قد أصبح في خبر كان بمجرد دخول القوات الأجنبية إلى بغداد ، ودون مقاومة تذكر ، مما خلق شعوراً لدى الشارع العربي من البحر إلى البحر بالاستياء والهزيمة ، وزاد من نقمته على أنظمته وحكامه ، خاصةً وهو يرى أن القوات الأمريكية تدخل العراق من البوابة العربية (قناة السويس) ، وتهاجم من المركز العربي (قاعدة السيلية) أمام عجز وسكوت وتغاضي تلك الأنظمة والحكام - حسب تفسيرات الشارع - ، هذا من جهة . ومن جهة ثانية أدرك هؤلاء الحكام مدى خطورة المآل الذي ألت إليه أوضاعها ، وأنها أضحت بين فكي كماشة ، نقمة الشارع من جهة ، وشروط التغيير من جهة أخرى . فراحت تبحث عن شماعات لتعلق عليها فشل مشاريعها (النهضوية) ، وأسباب انتكاساتها وانكساراتها ومآل أوضاعها ، فلم تجد بديلاً عن العنصر الكردي لتقديمه كبش فداء ، وتحمليه وزر ما جرى ويجري . خاصةً وهي تدرك بأن هذه الشماعة مهيأة لأن تكون بمثابة (رهان جديد) في ذهنية قطاعات واسعة من الشارع العربي ، الذي تربى على مر عقود من الزمن على دعواتها ومناهجها في اعتبار الكرد (إسرئيل ثانية) وخنجر في خاصرة الوحدة العربية ، وسبباً من أسباب هزيمة الفكر العروبي ، إذا أخذنا في اعتبارنا أن بعض الشماعات الأخرى التي كانت بمثابة الحامل لكل سلبيات وممارسات الحكام قد انهارت وسقطت مع مجريات الأحداث ، وخاصةً شماعة الصراع العربي الإسرائيلي . تلك التي تاجرت بها الإيديولوجيا القوموية الإقصائية في سبيل بقائها ، ودفعت من أجلها ومن أجل استمراريتها دماء ودموع الملايين من أبناء بلدانها . فكيف لها أن تتعربش بها ، والعلم الإسرائيلي يرفرف في سماء بعض العواصم العربية ، وحكامها مرتبطون به باتفاقيات علنية وسرية ، وهناك من يتفاوض معه علناً بقالب سري ، مع ما يجري على أرض فلسطين في كل صباح مساء ، ومع الضغوطات التي تمارسها إسرائيل - سواء بشكل مباشر أو غير مباشر - ، فإن تلك الشماعة لم تعد تجد نفعاً ، بل ليس من المستحسن ولا من مصلحة هؤلاء الحكام الاحتماء بها . 
    إذاً ، فالشماعة البديلة للشماعة الإسرائيلية حتى يتم تعليق أسباب فشل المشروع القومي العربي عليها ، هي الشماعة الكردية . ومن هنا نرى أن الأنظمة العربية بأبواقها وإعلامها - الرسمي والمدعي للاستقلالية -  تعمل وتجتهد لتأليب شارعها على صورة الإنسان الكردي أكثر فأكثر ، بهدف خلق حالة القطيعة بين الشعبين الكردي والعربي ، ضاربةً عرض الحائط العلاقات والروابط التاريخية ، فقط من أجل الحفاظ على استمراريتها . وإلا فبماذا يفسر الموقف العربي الرافض لفكرة الفيدرالية والتعايش السلمي بين الشعوب العراقية ، في إطار عراق ديمقراطي تعددي فيدرالي ، من جهة ، وإلباس الطرح الكردي - رغماً عنه - بالنزعة الانفصالية وتقسيم العراق من جهة أخرى . أليس من أجل إثارة الحقد والضغائن بين أبناء البلد الواحد ، ودفع الكرد في العراق باتجاه الإعلان عن شكل من أشكال الاستقلال ..؟. أليس تباكيها على وحدة العراق بالشكل الذي تمارسه من خلال دخولها في مخططات إقليمية ، وعقدها لاجتماعات تحت سقف ما يسمى بدول الجوار العراقي تصب في ذاك الاتجاه .. ؟ .
   
    نعتقد أن مجمل ما ذكر ، سواء ما تعلق منه بأنظمة المنطقة بشكل عام ، أو بالمشروع القومي العربي ، أو بالذهنية الإقصائية ، هي في حقيقتها تمثل رهانات خاسرة جملةً وتفصيلاً ، وتدحضها إرادة الشعب الكردي ، وهاجسه السلمي . إلا أنه وبالتعاون مع الشحنات التي يطلقها الإعلام ، وتصويره للأعمال الإرهابية التي تقع هنا وهناك بالمقاومة والفداء ، وللإنسان الكردي بالشيطان ومثير القلاقل ، إضافةً إلى عوامل أخرى تتغذى على العامل الخارجي في حبك الدسائس والأحابيل ، تشكل المدخل لاحتقانات جديدة ، وقد تدفع بالمنطقة إلى أتون حرب أهلية ليس فيه مجال للحديث عن خاسر أو رابح . لأن الذي حدث في هولير ( اربيل ) في صبيحة عيد الأضحى ، ونتج عنه مجزرة من كبريات الجرائم البشرية ، والتي ستبقى بمثابة وصمة عار على جبين الجبناء ، قد استمد مرتكبوه قوتهم - دون شك - من كل ذلك ، إن لم يكن بشكله المباشر ، فإنهم قد وجدوا فيها التربة الخصبة والظرف المناسب للاستمرار في اقترافهم لجريمتهم . لأن الجهة التي تقف وراءها - بغض النظر أكانت من أنصار الإسلام أو أنصار السنة ، لأنها دون أدنى شك من أنصار الذهنية المهيأة والتربة الخصبة لانتعاش مثل هذه الظاهرة - لا بد لها تعي بأن جريمتها ستنضم إلى الذاكرة التراجيدية للشعب الكردي ، وستأخذ موقعها في قائمة حلبجة وخورمال وقلعة دزة وزيوا وآل قامش ومجازر السجون في ديار بكر ، ومجمل المشاريع العنصرية والشوفينية .. إلخ . وأن استشهاد المناضل سامي عبدالرحمن ورفاقه في قيادة الحزبين الشقيقين ، ليس إلا تكملة لذاكرة تطول وتطول ، تحمل بين ثناياها الشيخ سعيد وقاضي محمد وعبدالرحمن قاسملو وصادق شرف كندي .. إلخ . وإن لم يجرؤ أو يحاول أحد من مدعي الحرية وحقوق الإنسان ودعاة السلم والأمن والاستقرار في حاضرتنا عن شجبه واستنكاره - كما هي حالة مجزرة هولير - سوى قلة قليلة من مطاردي الأنظمة والإيديولوجيات السائدة في مخيلة شعوبهم . وبعض المفرقعات الدبلوماسية هنا وهناك .
 
    لكن بقي أخيراً أن نتوجه إلى المعنيين بالشأن ، بأن تجاوز الحالة ، وترتيب وضع المنطقة بأمنه واستقراره ، تتطلب في بعض جوانبها :

1- على مهندسي مثل هذه المخططات والمشاريع أن يدركوا ، بأن مثل هذه الظاهرة إذا ما تفشت واستفحلت وتمركزت ، فإنها ستنقلب على مغذيها كما ينقلب السحر على الساحر ، والأمثلة هنا أكثر من أن تحصى وتحصر ، وبالتالي ستجعل من المنطقة بؤراً للأحقاد والضغائن ، وتقودها إلى كوارث مجتمعية ، لا يخرج منها سالماً لا منفذوها ولا مهندسوها ولا الذين يقفون وراءها .
2- على الشرفاء ، من مثقفين وأصحاب الرأي ، وفعاليات سياسية واجتماعية ، والغيورين على أمن المنطقة واستقرارها ومصالحها ، كانوا من يكونون ، وإلى أية جهة ينتمون - طائفية أكانت أم قومية - ، الخروج من دائرة المخططات والأحابيل التي تمارس في الظل والظلام ، والتي تهدف إلى بذر الفرقة والشقاق بين أبناء الوطن الواحد وشعوب المنطقة ، والوقوف في وجهها إلى جانب الحق والعدل ، وذلك تماشياً وانسجاماً مع مهام فئاتهم النبيلة .
3- على الأطر والقيادات السياسية والاجتماعية الكردية ، وكذلك فعالياتها الثقافية ، أن تعي حقيقة أن الرهان التي ما زالت مفتوحة أمام المخططات الآنفة الذكر ، هي واقع الحركة الكردية وظاهرة التشرذم ، بإفرازاتها وانعكاساتها ، فإذا ما تم التعامل معه واللعب عليه ، والدخول منه ، ستكون له صداه على أرض الواقع ، وسيجر بويلاته على أبناء الشعب الكردي عامةً ، سواء بشكله المباشر أو غير المباشر . 



#روني_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- كوليبا يتعرض للانتقاد لعدم وجود الخطة -ب-
- وزير الخارجية الإسرائيلي: مستعدون لتأجيل اجتياح رفح في حال ت ...
- ترتيب الدول العربية التي حصلت على أعلى عدد من تأشيرات الهجرة ...
- العاصمة البريطانية لندن تشهد مظاهرات داعمة لقطاع غزة
- وسائل إعلام عبرية: قصف كثيف على منطقة ميرون شمال إسرائيل وعش ...
- تواصل احتجاج الطلاب بالجامعات الأمريكية
- أسطول الحرية يلغي الإبحار نحو غزة مؤقتا
- الحوثيون يسقطون مسيرة أمريكية فوق صعدة
- بين ذعر بعض الركاب وتجاهل آخرين...راكب يتنقل في مترو أنفاق ن ...
- حزب الله: وجهنا ضربة صاروخية بعشرات صواريخ الكاتيوشا لمستوطن ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - روني علي - الرهانات الخاسرة ...