أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بسام مصطفى - بلا عنوان: شيلان حمو الشاعرة التي ترى بقلبها!














المزيد.....

بلا عنوان: شيلان حمو الشاعرة التي ترى بقلبها!


بسام مصطفى

الحوار المتمدن-العدد: 2412 - 2008 / 9 / 22 - 06:52
المحور: الادب والفن
    



{أحْصِ الممزقين. كلهم ممزقون :أكباد ذائبة تتقطر من فم الخير}
سليم بركات

"بلا عنوان" المجموعة الشعرية الأولى للشاعرة الكردية شيلان حمو* باللغة العربية، يضم بين دفتيه مجموعة من القصائد والنصوص أو اللقطات الشعرية التي التقطتها عدسة الشاعرة الجوانية بشكل عشوائي حسبما أملى عليها قلبها. إنها مجموعة من الخيبات والذكريات والأمال وبطاقات دعوة-معطرة بأريج النارنج والياسمين- إلى مشاركتها بالحزن الذي تعيش في كنفه وحمل بعض من همومها. قصائد المجموعة بأغلبها قصيرة شبيهة بقصائد الومضة التي توظفها الشاعرة في إيصال فكرتها أو حنينها المكسور إلى قارئها.
يكتب إبراهيم اليوسف-الشاعر المعروف-في مقدمة الكتاب المعنونة ب" هذه الشاعرة ترسم قامتها وتطرق الباب" أن المجموعة تضم" نصوص قصيرة التقطتها عدسة القلب، وأعادت صوغها، مكثفة، مضغوطة، مكتوبة بأقل ما يمكن من مفردات". شيلان الشاعرة التائهة ذات الواحدة والأربعين ألماً وأملاً، فشلاً ونجاحاً، تألقاً وشحوباً ماضيةٌ عبر هباب ديوانها هذا والذي ليس له عنوان أيضاً فهو بلا عنوان...في إستكمال بناء مملكتها السابحة في المتاه. تقتات على أحلامها البسيطة كقلبها وتبحث عن أعشاش قلبها الصغير المشتت، كما لو أن الأحلام التي بداخلها تتصارع وتنهش من لحم بعضها تاركة لها الفتات المزين بأعلام الأمبراطوريات والدول الهرمة.
تكتب شيلان عن حب لا يشبه الحب العادي. لدى الناس ما لديهم، ولدى شيلان "مم وزين" و" فرهاد وشيرين" وغيرهم من أبطال الملاحم والحكايا الكردية الذين تاهوا دون أن يصلوا إلى أية عناوين وماتوا هنا وهناك دون أن يتمكنوا من الوصول إلى حبيباتهم وعشيقاتهم. لكن قصصهم وحكاياتهم تناقلت من جيل إلى جيل ومن قلب إلى قلب لتجد لها مكاناً في كل بيت كردي مليء بالألم والغربة والهجرات. لا ربيع لشيلان وهي الشاعرة التي بحثت كثيراً صحراء صحراء عنه، لا واحة بل الكثير من الكلام الذي لا ينتهي والكثير من التعب كأنما لاوجود لها دون تعبها، كأنما قد خلقت لتتعب فهي وهم أخير تجتر اعلام زاهية ملونة ومكسوة بالغبار! وحتى لو جاء ربيعها فأنه سيجيء في غير موعده، كئيباً شاحباً مترنحاً من أثر الطعنات ورائحة الغبار:
انهمرت غزيرة
فاعشوشب خريفي
وجاء ربيعي في غير موعده
ختاما لمسرحية الأحزان!
في مكان ما من قلبها-المتآكل-ثمة زاوية بحجم السماء لألام وطنها وشعبها. حلبجة تدخل قصيدتها دونما استئذان لان كل الابواب مشرعة لها فالقلب ليس غريباً عن الحزن، ولا يليق به سوى الفاجعة. حلبجة خنجر حاد في خاصرة التاريخ والإنسان، الأرض والبشر. وشيلان الحنونة كقلوب الأمهات تبكي على كل صخرة في حلبجة، على كل شجرة، على كل طفل مات لا بل إختنق على صدر أمه، على كل أم مخنوقة على صدر زوجها، على كل زوج مخنوق على صدر الحجر. وبعد ان تجفف شيلان دموعها تنادى على حلبجة الروح:
سافري طفلة القرن العشرين
تغنيك القيثارة
والشعراء قصائد.
لاتنام شيلان أبداً وإن نامت فأن قلبها يبقى مستيقظاً قلقاً ينشر الغمام وتموجات الدروب التائهة. إنها كصدى ياسمينة أو نارنجة تملأ بأريجها المساء الحزين. وليس ما على كتفها حقيبتها، بل بيتها ووطنها لأنها لا تملك بيتاً أو وطناً كما تتوهم حيناً وتصدق أحياناً..أسماء كثيرة نسوية تعبر سطور قصائدها كومضات نجوم تدل على ذكرى ما ومدينة ما وحلم ما ولكنها في غمرة إنهمار اسماءها هذه تنسى إسماً واحداً مبعثراً في متاهتها الكبرى وضياعها الأزلي..تنسى شيلان نفسها وإسمها كأنها لم تلد بعد. رغم هذا فأن قلبها لم يتوقف عن الحياة أبداً. حياة تشبهها، تشبه كردها وتشبه وطنها. لديها ذكريات شاحبة كوجهها الشاحب ومدنها الشاحبة وعمرها الشاحب، متكئة على متاعبها في صحراء عمرها المديد، ونجوم أفلة من ذكريات عشق أو حب لا يبين:
رحل
وترك سيجارتين محترقتين
حتى النهاية.
ضيّعت شيلان دون أن تدري إتجاه الينابيع إلى جذور قلبها الوحيد. ها هي تكتشف الحقد وتنال من الألوان لون الخريف. تراقص الأشرعة التي عجز عنها أوليس بصبر يكاد أن يلامس موتها المحتوم. كلماتها تغرس في أنفسنا السكينة مثل قصص الأمهات والجدات في ليالي الشتاء الطويلة وتبُعد عنا الصوت الهادر لزئير العواصف خارجاً. تحاول أن تمنحنا الياسمين والسنديان ورائحة المساء الذي تحب، لكن كل ذلك يضّيع الطريق كصاحبته ويتبخر كدخان في سماء بعيدة...يصلنا منها التعب ورائحة الايام والكلام الكثير...لكن شيلان تبقى:
حتى المساء
لازالت ستائرها مسدلة
وراء نافذتها تغرد العصافير
فوق أغصان السنديان.
--------------------
* شيلان حمو:
-مواليد 1967 في منطقة القامشلي– غرب كردستان (سورية)
-أنهت الدراسة الابتدائية والمتوسطة والثانوية في القامشلي.
-تخرجت من معهد إعداد المعلمين في القامشلي.
-تكتب في عدة مواقع الكترونية كوردية منها: عفرين-سماكرد-تيريز وغيرها قصائد ومقالات باللغتين الكوردية والعربية.
-كتبت في العديد من المجلات الكردية في سوريا: زانين-الحوار-المواسم.
-تنشر في مجلة " آفاق تربوية" مقالات تربوية عن هموم الطفل.



#بسام_مصطفى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- إسرائيل تحتفي بـ-إنجازات- الدفاع الجوي في وجه إيران.. وتقاري ...
- رحيل المفكر السوداني جعفر شيخ إدريس الذي بنى جسرًا بين الأصا ...
- المقاطعة، من ردّة الفعل إلى ثقافة التعوّد، سلاحنا الشعبي في ...
- لوحة فنية قابلة للأكل...زائر يتناول -الموزة المليونية- للفنا ...
- إيشيتا تشاكرابورتي: من قيود الطفولة في الهند إلى الريادة الف ...
- فرقة موسيقية بريطانية تؤسس شبكة تضامن للفنانين الداعمين لغزة ...
- رحيل المفكر السوداني جعفر شيخ إدريس الذي بنى جسرًا بين الأصا ...
- -ميتا- تعتذر عن ترجمة آلية خاطئة أعلنت وفاة مسؤول هندي
- في قرار مفاجئ.. وزارة الزراعة الأمريكية تفصل 70 باحثًا أجنبي ...
- -بعد 28 عاما-.. عودة سينمائية مختلفة إلى عالم الزومبي


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بسام مصطفى - بلا عنوان: شيلان حمو الشاعرة التي ترى بقلبها!