فتوى تحرم نور وتبيح اللطمية

زيد حيدر

الحوار المتمدن-العدد: 2408 - 2008 / 9 / 18 - 03:07
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

أخيرا نطق الصنم و بفتوى تحرم مشاهدة المسلسلات المدبلجة والملفت إن هذه الفتوى ترافقت مع انتهاء المسلسل التركي المدبلج وهو الأمر الذي يجعلني اشك في أن الصنم هو نفسه كان متابعا دائما لحلقاته وربما كان دافع فتواه هذه نابع من عدم رضاء سماحته بما آلت إليه نهاية أحداث المسلسل الذي احمد الله إنني لم أشاهد لقطة واحدة منه ليس تضامنا أو توقعا لصدور مثل هذه الفتوى وإنما لأن صراخ الأولاد وأمهم إثناء عرض المسلسل ينقطع وتفرض حالة منع التجوال داخل المنزل مستفيدين من تكرار حكومتنا لهذا الإجراء متى ما شأت، وهو ما يوفر لي الهدوء النسبي للخلود إلى قليل من الراحة، ولكن ذلك لم يكن حائلا دون أن اسمعهم يتناقشون في أسماء اذكر منها نور ومهند.
وعودة على فتوى الصنم فان المهم فيها والذي عليكم أيها السيدات والسادة أن تنتبهوا إليه هو أن سبب التحريم كون المسلسلات المدبلجة "نوعا من أنواع الغزو الثقافي" !!!!
وهنا نطرح سؤالا إذا ما سلمنا بأنها فعلا أنها كذلك فأيهما اخطر، على وفق نهج القران الكريم والسنة النبوية ومنهج آل البيت وكل الشرائع السماوية والوضعية، الغزو الثقافي أم الغزو العسكري المسلح والاحتلال الخارجي للأرض واستعباد الشعب؟ وأيهما اوجب بالمقاومة والرفض؟
وهل باتت نور ومهند وغيرهم من الممثلين يشكلون خطرا كبيرا وداهما للأمن القومي العراقي والعربي والإسلامي بحيث أصبحا أكثر خطرا من الجنرال باتريوس وجنوده ومن شارون ونتنياهو وبوش ورامسفيليد؟
يقينا انه الدجل بعينه، نعم هذه العقول المتعفنة مازالت تعتقد أن ما تقوله هي الحقيقة التي يجب على الآخرين تصديقها وكأن هؤلاء الآخرين لا عقول لهم ولا يفقهون إلا ما يصدر عن الصنم وما غير ذلك هراء.
انتبهوا أيها "السادة" فان حقبة السنوات الخمس أثبتت حقيقتكم الظلامية وكشفت عن تعاونكم مع الغزاة الحقيقيين والفعليين بأسمائهم وألوانهم و الذين يمارسون القتل يوميا تحت اسم محاربة الإرهاب وتغص معتقلاتهم بعشرات الألوف من أبناء العراق الأباة بدون وجه حق وتنتهك أعراض العراقيات في داخل السجون وخارجها وانتم صامتون.
ويوم احترقت الفلوجة لم تنبسون ببنت شفه ومثل ذلك فعلتم يوم أرادوا حرق النجف إذ إصابتكم علة في القلب حسبما ادعيتم حينها فنقلتم على متن طائرة الغزاة أنفسهم إلى عقر دارهم للعلاج هناك بينما ألاف العراقيين مثخني الجراح التي انتم احد أسبابها.
وبينما تنعمون انتم بنصيبكم من أموال العراقيين من الخمس لتنقلوها إلى بناء مستشفيات ومدارس في إيران يعاني العراقيين المرض والجوع والجهل والأمية.
لكنكم نطقتم والحق يقال يوم دمر مرقد الإمام علي الهادي وكان نطقكم زيتا على النار وبعدها لم تنطقوا ولو بكلمة واحدة ضد أعمال القتل والتهجير والفتنة الطائفية التي أشعلتموها بنطقكم ذاك والتي ما زالت مستمرة إلى يومنا هذا.
ومسلسل الفساد والنهب من قبل سادتكم وأمثالهم في الحكومة والأحزاب التي تباركونها مستمر ووصل رقما قياسيا عالميا وانتم صامتون، وقبلتكم ما زالت جارة الشر والعراقيين لهم ربهم يحميهم وانتم بحماية الإيرانيين.
لكل هذا نقول نعم نقبل بالغزو الثقافي إذا كان بمستوى المسلسلات المدبلجة ولكننا لن نقبل أبدا بثقافة الدريل والجثث المجهولة الهابطة من القمر، نعم نقبل بذلك طالما أنها لا تحتوي على مشاهد اللطم والتطبير والدم والثأر والتشابيه ، هذه هي ثقافتكم التي تريدون أن تسود مجتمعنا الاصيل ثقافة الكراهية والظلام والكهوف والخلوات النتنة كعمائمكم ويقينا أن الجميع وأنا أولهم يتمنى مشاهدة نور ومهند وغيرهم ويفضلون ذلك على رؤية سماحة الصنم ذو الوجه الكئيب. وباستطاعة موقعكم أن يجري استفتاءا حول هذا الأمر فيا ترى كم عدد الذين يصوتون لنور ومهند وكم سيحصل سماحة الصنم من أصوات.

#زيد_حيدر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات