أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عادل شحاتة - رسالة الى السيد/محمد عطا – قائد كتيبة الأعدام















المزيد.....

رسالة الى السيد/محمد عطا – قائد كتيبة الأعدام


عادل شحاتة

الحوار المتمدن-العدد: 2406 - 2008 / 9 / 16 - 00:39
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


السيد/محمد عطا أكتب إليك رغم معرفتى يقينا بأنك لن تستطيع أن تقراْ هذه الرسالة ... أعلم جيدا بأنك الان وفى مكانك الذى إخترته بمحض إرادتك لن تستطيع الرد عليها أو على غيرها .... لكن رغم ذلك فقد كتبت رسالتى هذة لعل أحد إخوانك أو أصدقائك أو عائلتك الذين يعيشون على نفس إيمانك ويثقون بأنك قد أديت رسالتك على أكمل وجه, يستطيع الاجابة على رسالتى أو على الأقل يفكر مليا فى فحواها.

أن ماشجعنى على الكتابة اليك هو مشاهدتى لك وللمرة المائة وأنت تقود الطائرة المدنية الكبيرة المحملة بالكثير من الوقود وترتطم بها فى أحد برجى مركز التجارة العالمى بنيويورك فتحيلة الى كتلة من النيران يسقط بعدها البرج ومعة العديد من القتلى الابرياء الذين لم يفعلوا شيئا لك ولايعرفون حتى أسمك أو عنوانك – لا يعرفون من أين أتيت أو كيف تفكر وماهى معتقداتك أوإيمانك ... لم يقابلوك فى حياتهم الا مرة واحدة.... لقد كانت المرة الوحيدة والأخيرة التى قابلوك فيها وأنت تقدم لهم هدية الموت كعربون للتعارف .. وياله من عربون.

سيدى أن العديد من أصدقائك ومعارفك أو حتى من أقربائك ممن يشاركونك إيمانك وعقيدتك وأرائك فرحوا جدا وتهللوا لانك أصبحت فى نظرهم ليس فقط البطل المغوار بل أيضا الشهيد الذى قدم حياته فى سبيل الله الذى سوف يعطية مكافأة رأئعة يتمناها جميع أتباع إلهك وهى دخول الجنة والتمتع بما فيها ....... ياترى من كان فى إستقبالك على باب جنتك؟ هل كان إلهك وحبيبك وسيدك هناك على رأس قائمة المستقبلين؟ هل كان هناك فى إستقبالك العديد من قادة الحروب والفتوحات الاسلامية الكبيرة شرقا وغربا؟ ياترى هل مازال إلهك معك الآن فى الجنة؟ هل سيذهب المؤمنون من أمثالك الى جنة رضوان ليعيشوا فيها الى الأبد مع ألههم؟ إذا كانت الاجابة بنعم فقل لى من فضلك ماذا يفعل وسيفعل الهك هناك؟ وان كانت الاجابة بالنفى فقل لى من فضلك أين ذهب هذا الاله ولماذا تركك فى جنته؟ هل تركك إلهك مع نبيك وباق المؤمنيين لتتمتعوا معا بما فى الجنة من أنهار وأشجار وشراب وخلافة؟ أم ذهب فى مهمة أخرى فى بقعة أخرى أوفى بقاع أخرى من العالم ليرعى شاب آخر على وشك تفجير نفسة فى جموع المصلين من الشيعة فى العراق او السنة فى الصومال أو حتى اليهود والنصارى والمسلمين فى القدس ومدريد والدار البيضاء ولندن والقاهرة وكابول والجزائر العاصمة وكشمير وبيروت والشيشان وتونس الخضراء وبومباى .....و.....؟ سيدى لن أتحدث عن جنتك التى ذهبت إليها فأنا وأنت نعرف جيدا ماهى الجنة ومافيها من وجهه نظرك، ولكنها لاتعنينى أطلاقا، كما أننى لا أريد ولا أشتاق أن أكون فى يوم من الأيام أحد ساكنيها.

قل لى من فضلك هل فرح إلهك وحبيبك وسيدك ونبيك بالغزوة الجديدة؟ هل ضحك إلهك وتاه نبيك فخرا بما أنجبت أمته التى هى خير أمة أخرجت للناس، أعتقد أنهم كانوا فى غاية الفرح والبهجة وكيف لا وأنت من أستطعت فى ضربة وأحدة أن ترسل أكثر من ثلاثة ألآلآف من القردة والخنتزير الى جهنم وبئس المصير. قل لى سيدى لماذا فرح هذا الآله بموت هؤلاء وأحتفل معك بقتلهم؟ لماذا يطلق إلهك على بعض ممن خلقهم قردة وخنازير والبعض الآخر عبيد؟ هل قام إلهك بخلقك وخلقهم أيضا من نفس الطينة وبنفس الكيفية؟ إ>ا كانت الاجابة بنعم - إذا لماذا يحب إلهك البعض ويكرة البعض الآخر؟ لماذا يطلق عليك لقب شهيد ويسمى الآخرين قردة وخنازير؟ وإ>ا كانت الاجابة بالنفى – فقل لى بالله عليك من أى طينة خلقت أنت ومن آى طينة خلق الأخرون؟ هل إلهك هو هو الآله ال>ى خلق الآخرين أيضا!!!!!!

قل لى من فضلك أين كان إلهك صباح 11 سبتمبر؟ هل كان إلهك مهتما بتدبير أمرك وأمر كتيبة الأعدام فقط؟ هل تفرغ إلهك فى هذا الصباح لحمايتك ومن معك حتى لاينكشف أمركم؟ هل رأى إلهك فى نفس هذا اليوم، العديد من الذين خلقهم والذيك كانوا يعملون فى هذا البرج. لقد كان بعضهم يرتشف من فنجان قهوته ممنيا نفسه بيوم رائع يستطيع فيه أن ينجز الكثير من الاعمال حتى يعود الى بيته فى المساء حاملا فى يدة لعبة جديدة لطالما تمنتها صغيرتة ذات الاعوام الأربع، ومنهم هذة الفتاة التى تخرجت من الجامعة وتسلمت لتوها عملها فى الطابق التاسع والخمسون من هذا البرج المشئوم. لقد كانت تحلم بأن ترسل الى والدتها المسنة فى جبال تورا بورا بغطاء جديد يقيها برد الشتاء القارس من أول مرتب سوف تقوم بالحصول علية فى نهاية الأسبوع، ومنهم هذا الشاب القادم من كشمير فارا من جحيم القتل والقتال هناك والذى قادة حظة العاثر الى أن يأتى فى نفس هذا اليوم ليقدم طلب للعمل فى وظيفة عامل نظافة فى الشركة الكبرى التى تحتل الطاق الثمانون لكن إلهك قد قرر أن يضحى به فى سبيل نجاحك فى تقديمه (إلهك) الى باقى المسكونة فى صورتة الحقيقية، ولما لا فهو العزيز الجبار المنتقم، لست أدرى منتقم من من؟ ولماذا؟ سيدى لست أعرف كيف أطلق لقب آله على من يعطى القاتل لقب شهيد ويرسلة الى الجنة على حساب دماء الضحايا مع عدم الأعتراف بأى حق من حقوق القتلى بل يرسلهم أيضا الى الجحيم وبغير محاكمة عادلة، ولما لا وهو الجبار المنتقم الذى سيسكب الرصاص المنصهر فى أذان المشركين ويطلق عليهم ثعبانه الأقرع يوم الحساب ..... ويعطيك أنت وأمثالك جنة تجرى من تحتها الانهار مع ..........و ..........و ...............

سيدى أنا أيضا لم أتشرف بمقابلتك فى يوم من الأيام، لكننى وبظروف نشأتى ومكان ميلادى، تعرفت على الكثير ممن يؤمنون مثلك بالجهاد المقدس والحرب المقدسة والكفاح المسلح من أجل الله .... أننى أعرف الكثير والكثير عن إيمانك ومبادئك السمحة التى تجعلك تحب فقط من يؤمنون بنفس مبادئك وأفكارك وتكرة كل من دون ذلك. أعرف جيدا أنك كنت أنت وإخوانك من كتيبة الأعدام بل العديد والعديد ممن يعتنقون مبادئك تصلون الخمس صلوات يوميا وتتعبدون بخشوع الى الهكم وتطلبون منه فى صلاة الجمعة أن ييتم أطفالنا ويدمر حياتنا ويعطيكم أموالنا ونسائنا وينصركم على القوم الكافرين.

سيدى لقد وصلتنى رسالتك فتعرفت منها على إلهك. أنك تؤمن بآله يخلق الانسان ويعطية حياة ثم يطلب من المخلوق أن يقدم حياته ثمن لدخول الجنة، أنها مكافأة الطاعة مقابل أشياء كثيرة يسيل لها لعاب العديد من البشر مثل سيادتك. لاأعرف سيدى كيف يمكن أن أعبد هذا الآله الذى يعطى الحياة والخلود فى الجنة مقابل أن نعطى لة حياتنا ودمائنا بالاضافة الى دماء كل البشر ممن لايؤمنون به. أن علاقتك بألهك كالعلاقات المادية القائمة على الآخذ والعطاء – أعطنى طاعة أعطيك بركة – أعطى عبيدى صدقة فأزيدنك – أقتل باقى البشر فتنعم بجنتى – أذهب الى البيت الحرام فأغفر لك كل ماتقدم وماتأخر من ذنوبك .... أنك تعبد إلها يقبل من عبيدة العديد من الدعوات التى تحرص على طلب الخراب والدمار ودماء ونساء وأبناء كل من تجراء وآمن بآلله غيرة أو حتى لم يؤمن على الاطلاق بوجوده.

أسف سيدى أن كنت تظن أن هناك هدف سام لما فعلت وهو الدعوة لدخول الناس أفواجا فى دينك فأنت واهم، أن كان الهدف مما صنعت هو الأنتقام لقتلى من فريقك قتلوا فى حروب لاطائل من ورائها حيث تبنيت المبداء القائل عين بعين وسن بسن فانك بفعلتك الشنيعة لم تفلح فى الانتقام بل على العكس فأنك قد ساهمت مساهمة جبارة فى زيادة عدد من عرفوا داء الثأر والرغبة فى الانتقام لقتلاهم أضعافا ---

سيدى تأكد من أننى لاأكرهك ولاأكرة أصدقائك أومعارفك أو أقربائك بل أننى أشفق عليكم جدا – بل أجبنى سيدى، ياترى هل يجب على البشر أن يتبعوا من قال قاتلوا الناس حتى يقولوا أن لا الله الا الله أم من قال مأجمل أقدام المبشرين بالسلام المبشرين بالخيرات، من جال يصنع خيرا، من قال أن الله محبة.

سيدى أننى لاأستطيع أن أعبد ألهك لاأننى ببساطة أبن مدلل لالهى الذى لايحب رائحة البارود ولا رائحة الدماء.. اله آخر للأسف لاتعرفه أنت لانة اله لايرقص ولا يفرح بدماء وأشلاء الضحايا الابرياء .... أن إلهى ضمن لى الفردوس ليس على حساب دماء الآخرين بل على حساب دمة الزاكى الكريم ... أن الهى جاء لكى يكون للجميع (أنت وهى وهو وأنا) حياة وليكون لنا جميعا أفضل ... أن ألهى يقف على الباب ويقرع أن فتح أحد الباب فإن سيدى يدخل اليه ويتعشى معه.. أننى أبن ليسوع المسيح الذى قال لى (إن جاع عدوك فأطعمة وأن عطش فأسقة، أحبوا أعدائكم باركوا لاعنيكم وصلوا لاجل الذين يسيئون أليكم.

أنا أسف سيدى فأننى لن أستطيع أن أتبع إلهك حتى وإن كان رفضى له سوف يكلفنى حياتى.



#عادل_شحاتة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- إماراتي يرصد أحد أشهر المعالم السياحية بدبي من زاوية ساحرة
- قيمتها 95 مليار دولار.. كم بلغت حزمة المساعدات لإسرائيل وأوك ...
- سريلانكا تخطط للانضمام إلى مجموعة -بريكس+-
- الولايات المتحدة توقف الهجوم الإسرائيلي على إيران لتبدأ تصعي ...
- الاتحاد الأوروبي يقرر منح مواطني دول الخليج تأشيرة شينغن متع ...
- شاهد: كاميرات المراقبة ترصد لحظة إنهيار المباني جراء زلازل ه ...
- بعد تأخير لشهور -الشيوخ الأمريكي- يقر المساعدة العسكرية لإسر ...
- -حريت-: أنقرة لم تتلق معلومات حول إلغاء محادثات أردوغان مع ب ...
- زاخاروفا تتهم اليونسكو بالتقاعس المتعمد بعد مقتل المراسل الع ...
- مجلس الاتحاد الروسي يتوجه للجنة التحقيق بشأن الأطفال الأوكرا ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عادل شحاتة - رسالة الى السيد/محمد عطا – قائد كتيبة الأعدام