عن التخوين بنفيه - الرَد على رجا زعاترة

إيليا زعمط

الحوار المتمدن-العدد: 742 - 2004 / 2 / 12 - 07:18
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

يحاول منذ فترة الحزب الشيوعي الإسرائيلي (الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة الَتي يرأسها عضو الكنيست محمد بركة )  شن حملة لا أساس لها ضد الدكتور عزمي بشارة مفادها أن الدكتور تصرَف كمبعوث للحكومة الإسرائيلية إبان فترة إيهود باراك وبالتالي أنه قام بنقل عرض إسرائيلي للسلام مع سوريا. هذه الحملة تستند الى مقال لصحفي إسرائيلي يدعى "بن كسبيت" إدَعى فيه أن عزمي بشارة إجتمع مع شخصيَات حكوميَة من ضمنها ايهود باراك قبيل إحدى الزيارات الَتي قام بها الى سوريا عام  1999 بهدف نقل المقترحات الإسرائيلية الى سوريا.

 

للتوضيح،  قامت جميع الشخصيات الإسرائيلية المذكورة في المقال بمن فيها إيهود باراك وأيضا الجهات السورية الرسمية بلإضافة طبعا لعزمي بشارة بنفي صحة هذه الوساطة المزعومة كما أكدت وكالات الإذاعة الإسرائيلية ولاحقا حتى الجريدة نفسها "معاريف".

 

و حتى لو إفترضنا جدلا أن النبأ صحيح  فبرأيي ليست الوساطة للسعي في سبيل إتفاق يضمن إعادة الجولان المحتل لسوريا أمرا بهذه الشناعة التي تتطلب التبرير لكن الدكتور عزمي بشارة يرى أنه من الأفضل أن تقوم بهذا الدور جهات دبلوماسية حيادية أخرى غير حزب التجَمع الوطني الديمقراطي الذي هو يرأسه.

 

المقصد من هذا المقال هو تخوين شخصية بارزة مفكرة على مستوى العالم العربي من أجل مصلحة حزبية ضيِقة الأفق لحزب صغير ليس إلا.  يدعي هذا الكاتب أن "عزمي بشارة ليس عميلا" حين المقصد الجلي و الأمل هو في أن تسقط ال"ليس" بعد فترة ما من ذهن القاريء غير الملم بحيثيَات القضيَة فيبقى في باله أن هنالك علاقة ما بين عزمي بشارة من جهة والعمالة من جهة أخرى.

 

لم يقم أحد بتخوين الدكتور بشارة فلماذا تنفي العمالة؟ لماذا تدَعي الدفاع عنه وأنت أصلا لا تترك فرصة لتزوير و تشويه اراءه إلا  و تستغلَها؟ و لماذا يضع عزمي بشارة في سياق الحديث مع شخصيَات صهيونية لا يمتُ لها بصلة لا من قريب و لا من بعيد؟

لا توجد هنا أي نيَة بريئة أو دفاعية كما يوحي العنوان ولا حتى أي إنصاف في سياق الحديث.

 

أن تقوم جهات صهيونية ببث هذه الإدعاءات هو ليس بلأمر الجديد أو المستغرب، لكن أن تقوم أحزاب يفترض أنها وطنية بالترويج لهذه الإشاعات ونشرها بدون حتى أن تتأكد من صِحتها هو ما يثير الإشمئزاز.

 

يبقى من المهم هنا وضع هذه المحاولة الوضيعة للنيل من مكانة عزمي بشارة المعروفة ليس فقط على المستوى العربي في سياقها  فالكاتب ينتمي لحزب الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة المناويء للحركة الوطنية في الداخل التي تبرز فيها قيادة الدكتور بشارة وهذا الحزب قد سئم مؤخرا من فضح محاولاته العلنية و غير العلنية لتسويق شارون بين فلسطينيي الداخل تارة عن طريق دعوته الى الناصرة وإستقباله هناك و تارة عن طريق اللقاءات الحميمة و المتكررة معه لشحدة بعض المال في وقت يحاول فيه التجمع الوطني الديمقراطي وضع  شارون في عزلة على الأقل على المستوى الداخلي أمام الرأي العالمي لما في ذلك من مصلحة للفلسطينيين بلإضافة للموقف المبدئي و الوطني الرافض لأي مقابلة مع هذا الشخص في ظل حصاره وجرائمه ضد الشعب الفلسطيني.

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات