- أحلام وشارع -

فادي_البابلي

الحوار المتمدن-العدد: 2403 - 2008 / 9 / 13 - 05:24
المحور: الادب والفن
    

في كل يوم نخرج إلى أشغالنا و أعمالنا..
يجب أن نستخدم الشارع أو الرصيف فنرى هناك نفس الوجوه لعدة أشخاص.
يمشون معنا بجانبنا و أمامنا وخلفنا..
لكل واحد منا له قصه وحياة وطريقة للعيش..
وأنا امشي و أطالع وجه شخص يكلم نفسه..بكل اندماج مع الأخر الذي لا نراه..
و كم ودت لو أني اعرف بماذا يفكر ويتمتم بينه وبين نفسه..
وهناك في الرصيف الثاني ..امرأة تجر ورائها أربع أطفال صغار اثنان منهم يبكون..
والآخران يركضون ويلعبان وهي تنادي عليهم تعالا هنا..
خوفا عليهم من النزول إلى منتصف الشارع و خطورته ..
إذا كم تشغلنا أشياء عدة..نفكر فيها ونحن لا نكاد نحل شيء..أبدا
سوى أننا نراقب أفكارنا بلا أي حراك..هكذا أنا كم تمنيت لو أني تلك المرأة..
التي تتأنق كل صباح قبل الذهاب إلى عملها..
وهي لا تبالي سوى في زينتيها..
وغير ذالك ليس لها علاقة..وخارج اهتمامها..
وليتني لو كنت ذالك العامل الذي يحمل الطوب والحجر على ظهره..
من الصباح وحتى المساء بلا كلل أو ملل..
لان هذا الرجل الذي يعرق ويصب عرقه أخر النهار على بيته وأطفاله وما يحتاجون..
وليتني كنت ذاك العجوز الذي تخبرنا تجاعيد وجهه التي تحملت أعواما من المعاناة والحزن.. والتعب الذي حنا ظهره حتى أصبح يحتاج لعكاز..
من خشب مزخرف بعرقه الذي لو لم أبالغ لملئت سدا في إحدى الدول العربية..
في هذه المقالة التي تحمل عنوان أحلام وشارع أسلطت الضوء على..
أحلامنا و ما نريد أن نحققه في مستقبلنا وماذا نريد أن نكون..
كم ولدت في عقولنا مذ كنا صغارا أحلام ناعمة وطفولة جميلة..
وددنا لو تتحقق..وأقنعونا بأنها ستتحقق في المستقبل..
وهنا نحن كبرنا و أصبحنا شباب أو كبارا في العمر ولم نحقق شيء..
سوى ماضي جميل لطفولة أشبه بحلم..
هذا وقعنا و واقع الشارع العربي العام...
كثيرا ما نرى تلك النماذج تمر بجانبنا و أمامنا..
ولكننا نمر ولا ندع شيء في ذاكرتنا يسجل..سوى عيشنا على الأمل القادم..
والذي من الممكن أن لا يأتي..أو نتمنى أن يأتي..

انتظروني لأني سأكون بجانبكم كلما تمرون من على الرصيف أو بسياراتكم على الشارع ..
أنا سأكون بجانبكم وخلفكم وأمامكم..

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل