أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوزي ناصر - المخرِّّّّّّّب وصاحب الموقد














المزيد.....

المخرِّّّّّّّب وصاحب الموقد


فوزي ناصر

الحوار المتمدن-العدد: 2403 - 2008 / 9 / 13 - 05:24
المحور: الادب والفن
    


الأنبوب المطَّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّاطي الذي يسقي به ازهاره واشجاره‘
ورأى الماء يخرج منه كالنافورة دون فائدة . لعن الأشرار الذين لا همَّّّّّّّّّّّّّّ لهم إلاَّّّّّّ إيذاء الآخرين
دون أن يستفيدوا ‘ غريب أمر هؤلاء ‘ كيف لهم أن يقتحموا بيته ويخرِّّّّّبوا ما يبني وهو الإنسان المسالم المحب للناس ‘ كل الناس . في حياته لم يؤذ أحداً ولم يضايق أحداً ولم يعتد على أحد ولم يرد على إعتداء إالاَّّّّّ بالرَّّّويَّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّة والحسنى ‘ ويعمل بالقول الذي يؤمن به بأن يكون حكيماً أسلم من ان يكون ذا حق .

زرته ‘ ولاحظت الضيق في عينيه ‘ وكان في حركاته ما يدل على ما يعتمل في نفسه..
وصديقي من الناس الذين لا يستطيعون إخفاء ما في قلوبهم ‘ ترى الغضب في عينيه إن غضب ‘ ترى فيهما الفرح إن فرح ‘ وترى الحزن إن حزن . سألته عن حاله وكان في كلماتة شيء من الحيرة . روى لي ما حصل لأنبوبه المطاطي وأنه اضطر لتغييره ‘ لكن ما يحيِّّره فعلاً أن يقوم أحد بمثل هذا العمل الخسيس. وسرعان ما أخذ يحدَََََََََِثني عن النفس البشريَّّّّّّّة الامارة بالسوء وعمَّّّّّّّّا قرأه في الآداب العالمية حول الشَّّّّّّّّّّر وأصحابه ‘ وهو القارئ المطَّّّّّّّّّّّّّّّّّلع على عيون الأدب العالمي والعربي ‘ ويحفظ عن ظهر قلب الكثير الكثير من الشعر والنوادر الأدبية وحكايات الأدباء من همنغواي الى مارك توين الى ابسن الى تولوستوي وبلزاك وأراغون ثم الى المعري ، وابن رشد ، وطه حسين والبياتي والقائمة تطول .

تكرَّّّّّّر تخريب الأنبوب المطاطي مرَّّّّّتين خلال الأسبوع ‘ لذا لم يسترح صديقي الشاعر سيمون عيلوطي قبل أن يعرف من يقف وراء هذا العمل التَّّّّّخريبي ‘ أدخلني في حيرة وأخذت أفكِّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّر .. علِّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّي أجد مخرجاً لهذه الدوَّامة ‘ أو حلاً لهذه المسألة ... وأعترف أني شعرت بالعجز ... فانسحبت .
وفي زيارتي التالية إستقبلني سيمون بابتسامة وارتياح واقترح أن نشرب القهوة في ظل الشجرة التي شَذَّّّّبَ أغصانها خصيصاً لذلك ..أتى بالقهوة ‘ وقبل أن نرتشف من الفنجان ما تيسَّّّّّّّّّر سألته إن كان هناك حلّّّّ لمسألة الأنبوب ... ضحك وقال إنه كشف (المجرم المخرِّّّّّّّّّّّّّّب) إذ رآه بأم عينيه وهو يثقب الأنبوب‘وأضاف أنه لم يغضب ولم يكره ذلك (المجرم) الذي رآه متلبِّّّّّّّّّّّساً إذ لم يكن يريد به سوءاً كما ظنَّّّ ‘ ولم يقصد التَّّّّخريب إذ ليس من طبعه ذلك ... ليس في قلبه حقد على الآخر ‘ لا يريد من الناس إلاَّّ أن يكونوا مثله واعين مسالمين ‘ مثله في الرِّّّّّّّّّّّّّّّّقَّّّّّة واللطف . وأخذ سيمون يطنب في وصف ذلك ( العدو المخرب) وكيف لا ‘ وهو الشاعر صاحب الخيال الواسع ‘ لم يترك صفة لطيفة في قاموس اللغة العربية إلاَّّ ونعته بها .

وكشف أخيراً أن الذي أتى ليثقب الأنبوب ما فعل ذلك إلاَّّ ليشرب ... يشرب بعض الماء فقط ... لا يريد إيذاء أحد بل يريد أن يطفيء ظمأه في هذه الأيام القائظة ‘ وانه هرب حين رأى صاحب البستان ‘ ولم تنفع ولم تشفع نوايا صاحبنا في استدراجه الى حيث كان ليقيم معه –كما قال –صداقة حميمة .
قال سيمون إنه رأى طيراً جميلاً يأتي لطلب الماء وحيث تشرب التُربة كل ما ينقط من الأنبوب لم يَعُد له حل إلاَّّّ أن يعمل ما يمكن من أجل الحصول على حاجتة ... لا يريد أكثر منها ... يريد قطرات لإطفاء ظمأه ... هذا كل ما يريد ‘ وهو بهذا يختلف عن الإنسان الذي لا يكتفي بما يطفيء ظمأه ويسكت جوعه . ويضيف : الطير كما تعلم ليس طمَّّّّّّّاعاً ولا شرِّّّّّّّّّّّّّيراً ... إنه يأتي ويشرب ‘ يقف فوق الأشجار ويغرِّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّد ‘ يُسعد نفسه ويُسعد السامعين ... لذا قام صاحبنا الشاعر سيمون بوضع صحن مليء بالماء ليشرب منه ذلك الطير ‘ وما هي إلاَّّّ أيام حتى اطمأن ذلك الغرِّّّّّيد الى صاحبنا فقامت بينهما صداقة ولغة لا يفهمها إلاَّّّ هما.



#فوزي_ناصر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- صَرَخَاتٌ تَرْتَدِيهَا أسْئِلَةْ 
- فيلم -خلف أشجار النخيل- يثير جدلا بالمغرب بسبب -مشاهد حميمية ...
- يسرا في مراكش.. وحديث عن تجربة فنية ناهزت 5 عقود
- هكذا أطلّت الممثلات العالميات في المهرجان الدولي للفيلم بمرا ...
- أول متحف عربي مكرّس لتخليد إرث الفنان مقبول فدا حسين
- المسرحيون يعلنون القطيعة: عصيان مفتوح في وجه دولة خانت ثقافت ...
- فيلم -أحلام قطار-.. صوت الصمت في مواجهة الزمن
- مهرجان مراكش: الممثلة جودي فوستر تعتبر السينما العربية غائبة ...
- مهرجان غزة الدولي لسينما المرأة يصدر دليل المخرجات السينمائي ...
- مهرجان فجر السينمائي:لقاءالإبداع العالمي على أرض إيران


المزيد.....

- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوزي ناصر - المخرِّّّّّّّب وصاحب الموقد