إلي قيادة الإضراب:إما أن تضبطوا عناصركم أو فلتوقفوا الإضراب !!

.طلال الشريف

الحوار المتمدن-العدد: 2403 - 2008 / 9 / 13 - 02:46
المحور: القضية الفلسطينية
    

كما تحدثت في مقال سابق، عما، يمكن استخلاصه سريعا، من عبر، ومعلومات، عن مجرى، وحيثيات الإضراب، وخاصة في القطاع الصحي، من قياس الالتزام للملتزمين، من عناصر فتح بالذات، وكذلك، المتحولين منهم، عن الولاء لتنظيمهم، وتراخي هممهم، نتيجة، لغياب التعبئة، والمتابعة، من قبل قيادة التنظيم، هؤلاء منهم، الذين لم ينصاعوا أصلا إلى الالتزام بقرار الإضراب أولا، وكذلك، الذين لم يلتزموا لقرارات التمديد، ولكي، لا يذوب الإضراب، وكأن، شيئا لم يكن، فتصبح خطوة الإضراب، كأنها، قفزة في الهواء، فيزيدوا من ضعف فتح ضعفاً، وبذلك، يؤكدون على ترهل الحركة من جديد.
ويمكن القول، مما لاحظناه، من خطورة موقف العناصر، التي حسمت أمرها، في بداية الإضراب، بالتزامها به، ثم بدأت تتراخى، بادعاء إجبارها على العمل، أو، إحضارها للعمل بالقوة، أو الادعاء كذبا، بأنه قد طلب منهم عبر الهاتف، أو أنهم قد هُدِدوا، وكفا الفتحاويون شر الإضراب، ولسان حالهم، يقول: عملنا ما علينا، مما يوحي، بأنهم، إما أنهم لا يعرفون الهدف، ولم يوضعوا في صورة المطلوب، أو، أن طاقتهم الفتحاوية، غير الأصيلة، لا تتحمل أكثر من هذا، ولذلك على قيادة الإضراب قراءة هذه المواقف المتخاذلة سريعاً، وتقييم الوضع لحظة، بلحظة، لضمان استمرار الإضراب بقوة، أو، لوقف الإضراب، لكي، لا يكون، عبئاً على المواطنين، دون نتائج. وهذا يحتاج إلي قرارات واضحة، بالفصل، أو، العقاب التنظيمي أيضاً، وليس التهديد بالفصل الوظيفي وقطع الراتب.
قابلت الكثيرين، ممن، كانوا ملتزمين بالإضراب، ولكن، بعد عودتهم الطوعية إلى العمل، أو، بالإجبار، قد بدءوا بالتصريح، بأنهم، قد خافوا من فصلهم، وقطع راتبهم، وهذا يؤكد على نتائج هامة منها
1- ضعف التعبئة تجاه الهدف
2- لم تعد فتح، كما كانت، وكما تصور البعض، أنها في الطريق، لاستعادة صحتها، وقد تحتاج لوقت أطول للنهوض.
3- تناقضات المواقف القيادية، بين، قيادة الإضراب، وقيادات فتح أخري، وكأن الهدف ليس واحدا.
4- انكشاف واضح بعدم، وجود قيادات في القطاع الصحي الفتحاوي على قدر الحدث، لأن بدء الحدث مهم، ولكن، الأهم، هو المحافظة على استمراره بقوة، لحين الوصول إلي الهدف، لكي، لا ينقلب إلي الضد، وانظروا، كيف تمت إدارة الأزمة من خارج القطاع، وليس من داخله، وعدم مقدرة الكادر الفتحاوي في غزة، من عقد، أي مؤتمر صحفي عن الإضراب، وهذه المؤتمرات، هي أداة لازمة جدا في مثل هذه الأحوال، لما، لها، من تأثير إعلامي، وتوضيح المواقف، على الأقل للكادر الفتحاوي، في حين، تمكن آخرون من التيار الوطني، من عمل ذلك، ولكن، مواقفهم كانت في الاتجاه المعاكس للإضراب، وهذه نقطة هامة جديرة بالاهتمام.
5- وضح أن هناك تباين طبيعي، أو مصطنع، بين موقف قيادة الإضراب، وبين الإطراف والقطاعات الصحية المحسوبة على التيار الوطني، مما أثر على قوة الإضراب، وبدا هذا واضحا من تصريحات، وتوقيعات، ومؤتمرات، من قبل هذه الإطراف، وسواء كان التباين طبيعي، أو، مصطنع، فنتيجته كانت هذا الانقسام الواضح في الموقف الوطني، مقابل الموقف الإسلامي، بغض النظر، عن تفسيرات المواقف، على خلفية مصلحة المرضى، والجمهور، لأن الإضراب سياسي بامتياز، وأوضح المواقف من جديد، حيث تبين، وجود فرزا خطيرا في التيار الوطني، المنضوي، تحت عباءة منظمة التحرير، وهي نقطة جديرة بالملاحظة، لأهميتها، لتجازوها إشكالية الصراع، بين، الوطني والإسلامي، وكأن، حالة الانقسام، تم تجاوزها، وأصبح الانقلاب أمرا واقعا، وجاري التعامل معه، والبناء على نتائجه، وهذا لا يبرره، إن كان الإضراب سياسي، أم، نقابي، بل، هو خطأ استراتيجي في التفكير أيها الوطنيون، المنضوون تحت عباءة منظمة التحرير. فهل أفاق الفتحاويون من تخبطهم، وغياب الإرادة القوية لعناصرهم، التي تنتظر تخليص غزة من حماس، بإرادات، وقوي، أخرى، ليستعيدوا مجدهم، ويكبروا رواتبهم، ومواقعهم، واستقواؤهم من جديد، على منهم أضعف منهم، وحتى، دون بذل الجهد المطلوب ، يا حيف !!!!
6- ومن يضمن، في حالة التراجع، عدم إنزال العقاب عليكم بالتنقلات، والتغيرات، في المواقع المهنية، والجغرافية، من حماس، فالإضراب من أمامكم، وحماس، من خلفكم ولكم الله، أيها الفتحايون الأصلاء، ، فأين قياداتكم؟!!! وليذهب المتخاذلون منكم إلي خارج فتح.

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل