كوران الوندي
الحوار المتمدن-العدد: 2397 - 2008 / 9 / 7 - 05:10
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لم اندهش ، بل لاو لم يندهش اي عراقي من هذا الخبر ( خبر تشكيل خلايا مخابراتيه عراقيه في كوردستان ) ، والتي تناقلته الجهات الرسمية وغير الرسمية حول اتصال المخابرات العراقية باشخاص من النظام المقبور – من الاجهزة المخابراتية الجحشة – لتشغيلهم في مراقبة الناس في اقليم كردستان . ((بكلمة اخرى بناء تشكيلات المرتزقة من جديد ))
. ان الحكومة في بغداد ما تزال تعمل بنفس الوتيرة والاسلوب والعقلية المدمرة للنظام المقبور ، فلو كان بامكان حكومتهم وجيشهم القدرة لما ترددوا في فعل ما فعله من سبقوهم في السليمانية قبل خانقين وجلولاء . الضباط المتعجرفون هم انفسهم الذين قادوا حملات الانفال ، هم انفسهم الذين هدموا البيوت ، ولكن من قبل تحت شعارات الامة العربية واليوم تحت شعارات اسلامية . هم انفسهم الذين تدربوا على اذلال الفقراء من ابناء العراق . هم نفسهم الذين سيقوا بالعصا وعندما صار العصا بيد
هم استعملوه ضد الفقراء بدلا من ان يوجهوا انظارهم وافكارهم لانقاذ الفقراء .
بل انهم نفذوا الاوامر بابشع صورة على المواطن العراقي .
تعلم هوءلاء من اصدار الاوامر على الجحوش ، واليوم يعتقدون ان المقاتل الكردي (( البيشمه ركه )) يتقبل الاوامر المجحفة بحق ابناء شعبه .
تشكيل خلايا الماخبراتية من قبل المخابرات العراقية والدوائر الامنية في كوردستان بهذا الاسلوب لا يدل الا على النوايا السيئة التي تبيته الحكومة العراقية لابناء كوردستان . وهي عملية البدء في تخريب الوضع الامني والاستقرار النسبي والذي فشلوا هم ادراكه في بغداد والمدن العراقية الاخرى .
وما الفوضى التي يقومون به والتصريحات النارية والادعاءات بالوطنية الا منح الحق لانفسهم باتهام الاخرين باللاوطنية وكأن الوطنية نزلت عليهم كوصايا من السماء و لا يحق لاحد غيرهم ان يكونوا وطنين .
ان التوجه لازلام النظام المقبور دليل واضح ان الحكومة تحاول ان تبدأ حملة انفال اخرى ، ولكن لماذا ولمصلحة من ؟ اليس الاجد رلهذا الحكومة ان تكون شريكا صادقا وشريفا في التعامل مع الملفات الامنية ، ام انهم لا يثقون بحكومة اقليم كوردستان وبرلمان كوردستان ، ام ان السيد لم يفتي لحد الان بمنح الحقوق القومية لشعب ناضل من اجل حريته سنوات طوال .
من خلال قرائتنا للموضوع من بعيد ومن قريب لا نرى الا نقل التجربة الماساوية التي يعيشها اكراد الجزء الشرقي من كوردستان الى كوردستان العراق .الدستور العراقي يكون فعالا وموجودا على الارض حينما تجد الحكومة هذا الدستور قادرة على لوي الذراع الكردي لتطبيق ما في نواياهم . والا لماذ لم يطبق المادة الدستورية 140 في وقتها المحدد ، بل انهم حاولوا وبكل ما لديهم من حيل ومخادعات من عرقلة تطبيق هذه المادة ، وكانهم لجنه مختصة لمراجعة القضايا الدستورية ، نسوا انهم ليسوا الا موظفون اداريون وكل اليهم امر فما عليهم الا تنفيذ الاوامر . لان نياتهم غير صادقة ويخفون في دواخلهم ما هو مبيت لاذية الشعب الكردي فلا يختلف القومي منهم من الاسلامي والاسلامي القومي .
ان ما حدث في خانقين لم تكن امرا مستغربا ، هذه المدينة التي شهدت الويلات على ايدي الذين يتصلون بهم لاستغلالهم في تطبيق خبايا الامور الكامنة في عقولهم الباطنية ، سوف تتكرر فيها الامر ولن يدعوا اهل المدينة
ان يتنفس الصعداء بحرية .
انهم يحاولون الاستمرار في تعريب المدينة وكان هذه المدينة من مخلفات غياض بن غنم الذي هجم على المدينة في اول هجمة اسلامية على المنطقة . لفرض الجزية على اهالي المدينة الامنين .
بل ان الحكومة العراقية تحاول من خلف الكواليس خلق علاقات مع الجحوش والبعثيين ممن باعوا انفسهم بالامس للتحايل على حقوق الشعب الكردي في ارضه ووطنه ، ليدعوا ان هناك من الاكراد ممن يرغبون بما عم يريدون :ما فعل النظام المقبور حين جمع حوله مجموعة من المرتزقة والدجالين لتغطية افعالهم المشينة.
خانقين مدينة كردية ولا غبار على كردية هذه المدينة ، وان المحاولات في عرقلة ايجاد حلول مناسبة لحل مشكلة هذه المدينة هو محاولات لابقاء الوضع المزري للمدينة كما هو عليه ، بل وترك المدينة خرابا متألما بجراحات السنين الطوال .
اذا كان حقا من يجلس على قمة السلطة في العراق يحاول بناء العراق ،عليه ان يكون صادقا مع نفسه قبل غيره ، ان يكون نبيلا ، محبا لوطنه ، لا يفرق بين مكونات الشعب ، يبتعد عن اجندات ومصالح الدول التي لا تريد الا الخراب للعراق ، وكفى الموءامرات في الكواليس الخلفية ، وكفى ان تعلنوا انفسكم اوصياء على الاخرين
وكفى خلق الاذناب هنا وهناك لان الشعب سيقطع كل هذه الاذناب اجلا ام عاجلا .
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟