أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي يوسف - 9/11 الخطفين المفترضين: الهوية و الأهلية















المزيد.....



9/11 الخطفين المفترضين: الهوية و الأهلية


سامي يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 2397 - 2008 / 9 / 7 - 01:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أثارت هوية الخاطفين المفترضين الـ19 لطائرات جريمة الحادي عشر من سبتمبر 2001 بالولايات المتحدة الأمريكية شكوك حول مصادقية الرواية الرسمية.حيث تسائل "دفيد راي غريفين" : " هل لدينا أي دليل معروف لدي العموم بأن الـ19 شخص الذين أعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي و لجنة تحيق 9/11 عن أسمائهم كانوا على متن أيّا من الطائرات الأربعة ذلك اليوم؟ إن الجواب المربك هو : لا ".
و رغم أن الرواية الرسمية لم تقدم أي دليل على أن الـ19 شخص المعنيين كانوا فعلا على متن الطائرات التي قالت الحكومة الأمريكية أنه وقع إختطافها,فانها تقدم هذا المعطى على أنه بداهة يجب قبولها.كما تقدم عمليات الإختطاف على أنها بداهات و قد وقعت فعلا و من طرف هؤلاء الأشخاص بالذات لا غيرهم و بالكيفية التي وصفتها و صوّرتها.
و عندما حاول بعض المحققين المستقلين التثبت من صحة الرواية الرسمية فيما تعلق بهوية الخاطفين المفترضين الـ19 كشفوا حقائق تناقض كليا ما روجته الحكومة كما كشفوا عن ضعف في المعلومات حولهم.
و هنا نسأل هل أن الـ19 شخصا الذين ذكرهم مكتب التحقيقات الفيدرالي بأسمائهم و قدم صورهم هم فعلا الأشخاص الذين نفذوا إختطافات الحادي عشر من سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة الأمريكية؟ هل كانوا فعلا على متن تلك الطائرات؟أم هم ليسوا أكثر من مجرد إختلاق رسمي أمريكي؟و إذا كانوا على متن تلك الطائرات هل كانوا يعلمون مصيرها,أي أنها سوف تستعمل لضرب تلك المباني؟هل كانوا يعلمون أنهم إختطفوا تلك الطائرات ضمن عمل إنتحاري؟ أم لم يكن ليدهم أدنى علم بالطابع الإنتحاري للإختطافات؟ و إن كانوا على متن الطائرات المختطفة هل كانوا يعتقدون أن الأمور سوف تسير وفقا لسيناريو آخر غير السيناريو الذي حصل فعلا؟ هل كانوا ينتمون فعلا الى تنظيم القاعدة؟ هل كانوا إسلاميين متطرفين و إنتحاريين؟هل كانوا يعلمون بشكل مسبق بكل المخطط الذي كانوا طرفا في تنفيذه يوم الحادي عشر من سبتمبر 2001 أم أن طرفا ما إستعمل هوياتهم لنسب الأحداث اليهم أو إستعمالهم في عمليات لم يكونوا على علم بطبيعتها الحقيقية؟هل أن هوياتهم أو وجودهم و نشاطهم كان مجرد غطاء و تمويه, غطاء لفاعلين آخرين؟و نحن نطرح مثل هذه الأسئلة لعلمنا أن الرواية الرسمية ليست أكثر من مجرد حَبك من قبل خبراء التمويه المكونين للجنة التحقيق الرسمية و نعلم أن اللجنة قد نسجت أحداثا هي غير ما حدث فعلا,و هذايعني وجود سيناريو آخر هو الذي حدث فعلا.
إن مثل هذه التساؤلات تثار تمشيا مع تأكيدات عدة خبراء طيران و محللين في مجالات أخرى بأن تنفيذ إعتداءات الحادي عشر من سبتمبر كان عملية في غاية الدقة و التعقيد تتجاوز بشكل كبير جدا إمكانيات تنظيم القاعدة أو أي تنظيم إرهابي آخر.
و هنا نسأل السؤال الأكثر إلحاحا بصدد الإرهابيين المفترضين الذين تذهب الرواية الرسمية الى أنهم الهويات التي إضطلعت باختطاف الطائرات و توجيهها نحو أهداف منتقاة بهدف التدمير و القتل : هل كانوا يستوفون الأهلية اللازمة لتنفيذ العمليات بالشكل الذي شاهده العالم؟ أي هل كانت المعارف و التدريبات التي حصلوا عليها خاصة في ميدان الطيران كافية لإختطاف طائرات تجارية من نوع البوينغ 757 و قيادتها بحرفية عالية جدا و توجيهها نحو أهداف منتقاة بشكل مسبق بالدقة المشهدية التي شوهدت يوم الحادي عشر من سبتمبر 2001؟
بعض العلم و المنطق-1
للتأكيد نعيد إن السؤال الأكثر إلحاحا بصدد الخاطفين المفترضين الذين نفذوا إعتداءات الحادي عشر من سبتمبر هو : هل يستوفون الأهلية اللازمة لتنفيذ العمليات بالشكل الذي شاهده العالم؟ و يطرح هذا السؤال بعيدا عن ما روجته و تروجة أجهزة الدعاية الرسمية حولهم, أي بمعزل عن كل ما يقال عنهم و ما تنسبه الرواية الرسمية لهم.فهل كان للخاطفين المفترضين القدرات و المهارات الضرورية لقيادة الطائرات؟ و هل كانوا يعلمون أنهم في مهمة إنتحارية؟.
تذهب الرواية الرسمية الى أن الطيارين الأربعة لهم القدرات المادية لقيادة الطائرات و أكثر من ذلك لهم المهارات لقيادة الطائرات بتلك الصورة المشهديّة التي شاهدها العالم.
غير أن شهادات من طيارين و خبراء طيران لا تتفق بأي درجة مع الرواية الرسمية بل تناقضها كليا ليس في حالة واحدة إنما في كل حالة بالنسبة للخاطفين المفترضين الأربعة.
إن قيادة الطائرة لا تقارن بقيادة سيارة و حافلة أو دراجة ثم أن قيادة الطائرات تختلف كثيرا بحسب مجال إستخدامها,مثل عسكرية و مدنية و يختلف بحسب أحجامها طائرا صغيرة خاصة و طائرات ظخمة تجارية.هذه الإختلافات بدورها تخلق فوراق في نوعية و قدرات الطيارين.لذلك فان تعليم و تدريب الطيارين يختلف حسب حجم و نوع الطائرة المطلوب قيادتها, فالذي تعلم و تدرب على قيادة الطائرات الصغيرة لا تمكنه قدراته و معارفه من التحكم في طائرة كبيرة, و الذي تدرب و تعلم قيادة طائرة مدنية لا يستطيع قيادة طائرة عسكرية. و الإنتقال من تخصص في نوعية طيران الى آخر يقتضي دُربة و تعلما آخر.
نسأل هنا, هل راعت الرواية الرسمية هذه المعطيات البديهية بذاتها؟هل كان للخاطفين الطيارين المفترضين الدربة و التعلم الضروريان لقيادة طائرات بوينغ 757.200؟
هل أن التعلم و المران اللذان تلقاهما الخاطفون يسمح لهم فعلا بقيادة الطائرات التي إختطفت صباح يوم الحادي عشر من سبتمبر و بالكيفية الدقيقة التي شاهدناها؟
قدمت الرواية الرسمية قيادة الطائرات من قبل الخاطفين كما لو أن لا لبس فيها.قدمتها بشكل قريب جدا من فهم عامة الناس أي قدمت قيادة الطائرات التجارية الظخمة كما يفهم عامة الناس قيادة سيارة أو حتى دراجة.فكما تقاد و توجه سيارة من مكان الى آخر باعتماد الرؤية و تتبع بعض المعالم في الطريق لتصل مكان ما فان تلك الطائرات تمت قيادتها بهذا الشكل حسب ما أرادت الرواية الرسمية للعموم أن يفهموا.و لعل هذه المماثلة في ذهن عامة الناس هي من أسباب قبول الرواية الرسمية في هذه النقطة.
إذن,كيف تقاد طائرة تجارية؟كيف تقاد طائرة مختطفة في ظل شروط غير عادية قوامها التوتر و الضغط النفسي و الخوف و الصراع مع الطيار و مساعده و باقي طاقمها و عشرات المسافرين؟
تعتمد الطائرات التجارية الحديثة على أنظمة طيران متطورة, تستعمل فيها الأقمار الصناعية و الحواسيب ذات الأنظمة المتطورة.و هذا ما جعل قيادة طائرة تجارية حديثة أمرا غير متطلبا. و تعتمد القيادة على إمتيازات أنظمة التوجيه المثبة في الطائرة و القيادة الأوتوماتيكية بواسطة الحاسوب و التي تعتمد على أنظمة الملاحة و نظام تحديد المواقع عبر الأقمار الصناعية و غيرها من المعدات و أجهزة الإتصال مع غرفة المراقبة لدى إدارة الطيران الفيدرالية.
إن مهمة الطيار هي مراقبة الألواح و المعدات الإلكترونية أمامه للتأكد من أن كل القياسات دقيقة و المعدات مشتغلة و إنه منسق بين مختلف الأنظمة المبرمجة في الطائرة.و هو ما يجعل وظيفته تختلف جوهريا عن قائد السيارة و ما شابهها.الطيارلا يعتمد الرؤية و لا يعتمد علامات في السماء كما يعتمد السائق على علامات الطريق.
إن ما حدث يوم الحاي عشر من سبتمبر هو أن الخاطفين قد قطعوا الإتصال بادارة الطيران الفيدرايلة و مراقبيها. و أخرجوا الطائرات عن مسار طيرانها المبرمج في حواسيبها.و هذا يعني أنهم لم يعتمدوا في قيادتهم على الأنظمة المساعدة على القيادة المثبة في الطائرة مثل إعتماد نظام تحديد المواقع بواسطة الأقمار الصناعية و هو ضروري لتحديد موقع الطائرة و وجهتها.فخروج الطائرة عن مسار طيرانها يعني دخولها في مجال خط طيران طائرات أخرى و هذا ما يجعل إمكانية الحوادث واردة.و إذا كان الطيارون الخاطفين المفترضين قد أوقفوا العمل بأنظمة المساعدة على الطيران كيف تسنى لهم قيادة الطائرات و توجيهها نحو أهدافها بدقة؟هذه من غرائب ذلك اليوم و من أسراره.
لقد أوجدت إدارة الطيران الفيدرالية و شركات الملاحة أنظمة طيران بديلة لأنظمة الطيران العصرية.فقد إحتملوا تعطل هذه الأجهزة أو بعضها مما من شانه أن يصيب الطيار بالعمي التام.لذلك أوجدوا "نظام الطيران البصري".و يعتمد هذا النظام على الرؤية, حيث يقوم الطيار باتباع بعض العلامات الطبيعية القابلة للرؤية مثل الأنهار و الجبال و البحيرات و السهول و الغابات و الصحاري حتى يكون بامكان الطيار تحديد موقعه و بالتالي تحديد إتجاهه.
و قد يكون الأمر معقولا و مقبولا لو أن الطائرات إتبعت فعلا في مسارها(الذي قدمته الرواية الرسمية) العلامات الأرضية البصرية الممكن إعتمادها في تلك المناطق التي حلقوا فوقها.غير أن هذا لم يحصل "فبالنسبة للطائرات القادمة من بوسطن كان من المنتظر أن تطير غربا لتجد نهر الهودسن ثم تدور الى اليسار نحو مدينة نيويورك, غير أنه ليس هذا ما رسمته الخرائط التي قدمتها الجرائد أنذاك.و بدل أن تتجه نحو العلامات الطبيعية و العلامات الأرضية, فان الطائرات قد حلقت في مسارات غريبة متجاهلة الأنهار و ما حذا حذوها من النقاط المرجعية للملاحة ".
إن المسارات التي إتبعتها اطائرات المختطفة يوم الحادي عشر من سبتمبر حسب الرواية الرسمية لا تنسجم مع المنطق و الواقع.
فاذا كان الخاطفون قد أوقفوا العمل بأجهزة القيادة المساعدة المثبة في الطائرة فهذا يعني بالضرورة إعتمادهم طرق القيادة البصرية.غير أن المسارات التي قدمتها الرواية الرسمية لا تفيد إعتماد نظام القيادة البصرية من قبل الطيارين الخاطفين المفترضين.و هذا ما يدعو للشك في صحة الرواية الرسمية في هذا الأطار.
إن قيادة الطائرة باعتماد نظام القيادة البصرية يجعل بلوغ الطائرات أهدافها أمرا صعبا جدا خاصة إذا أخذنا بعين الإعتبار القدرات المحدودة و الضعيفة للطيارين الخاطفين المفترضين كما سيتم بيانه لاحقا .
و هذا ما يجعلنا نخلص الى عدم صحّة الرواية الرسمية حول هوية الطيارين و الطريقة التي تمت بها قيادة الطائرات و طريقة توجيهها نحو أهدافها بدقة.و هذا ما جعل عدة منتقدين لتلك الرواية يتسائلون إن كانت تلك المسارات التي قدمتها الرواية الرسمسة صحيحة, أي أنها تهدف الى إعماء الأبصار و البصائر حول حقيقة ما حدث فعلا, و إن كان الخاطفين الطيارين اللذين قدمتهم الرواية الرسمية هم فعلا من قاد تلك الطائرات أم أن غيرا عنهم قد إضطلع بهذه المهمة, غيرا بشرا أم غيرا آلة؟.
ليس لدينا هنا غير التساؤل و التخمين فهذه المسألة قد ظلت من الأسرار المستعصية لأحداث ذلك اليوم, و لاشك أن تحقيقا موضوعيا و حده قادرا على أن يكشف حقيقة ما حدث. و الى أن يوجد هذا التحقيق فان الشكوك تظل قوية في معقولية الرواية الرسمية.
إحدى هذه الشكوك أبداها طيارا عمل لسنوات في صفوف القوات المسلحة الجوية المصرية.ففي حوار له مع القناة الأمريكية "سي-أن-أن" يوم 15 سبتمبر 2001 قال الطيار :"...إن من قام بذلك لابد و أن يكون قد طار فوق المنطقة لوقت طويل.فمثلا البنتاغون ليس عاليا جدا(مثل مركز التجارة العالمي), فطيارا لا يمكن أن يأتي مباشرة الى البنتاغون,هكذا ليضربه,لابد و أن يكون قد طار كثيرا في هذه المنطقة ليعرف العراقيل التي يمكن أن تعترضه عندما يطير بشكل منخفض جدا بطائرة تجارية كبيرة ليضرب البنتاغون في منطقة بعينها.لابد أن يكون ثمة شخصا درس هذا بشكل جيد, شخصا قد طار في المنطقة كثيرا "و هذا لا ينطبق على هاني حنجور البتة كما لا ينطبق على باقي الطيارين المخطفين المفترضين حيث لم يحلق أيا منهم سابقا فوق المنطقة التي ضربها.و حسب شهادة هذا الطيار فان الإرهابيين المفترضين لا يمكن أن يكونوا هم من قاموا بالعمليات بالشكل الذي تمت به في الزمان و المكان المذكورين.
و دائما حسب نفس الطيار المصري إن حدوث شيئا مثل هذا ليس أمرا ممكنا بالنسبة لطيار تدرب في فلوريدا. فالتدرب في مدارس فلوريدا "لا يعني أنك قادرا على إتيان مثل هذه العمليات الإرهابية " مضيفا "إني أتكلم كطيار سابقا.أنا أعرف ذلك جدا.لقد قدت طائرات ثقيلة جدا,و قدت مقاتلات, أعرف ذلك جدا, هذا ليس أمرا سهلا... ".
كان ذلك الطيار هو الرئيس المصري محمد حسني مبارك و شك مبارك هذا يلتقي مع شك محمد حسنين هيكل في معقولية الرواية الرسمية كلا من موقهة.و إن كان شك هيكل إتخذ شكل المهزلة فان شك مبارك إتخذ شكل المأساة, ألم يكتوي نظامه بنار الإرهاب؟ ألم تُبتز مصر تحت ضغط الإرهاب؟ إن ذلك ما أنطق مبارك رغم ألجامه لنفسه مراعاة للبرتوكولات الديبلوماسية.
و في اليوم الموالي للاحداث قامت قناة تلفزية ألمانية باستدعاء طيارين ألمانيين لهما خبرة في قيادة طائرات البوينغ 757 و 767 و طرحت عليهما اسئلة حول معقولية ما حصل في اليوم السابق في الولايات المتحدة الأمريكية و إمكانية أن يكون طيارين هواة قادرين على تنفيذ مثل تلك العمليات.
الكابتن "جورغ كوجاك" قال :"ليس الامر بهذه البساطة...إن الأمور لا تحدث بهذا الشكل.أي طيار هاوي غير قادر على توجيه طائرة تجارية كبيرة الى أي مكان بدقة, لا باستعمال نظام القيادة الأتوماتيكي و لا باستعمال يده على أدوات التحكم.إنه يحتاج الى دربة على ذلك, دربة ليس بالضرورة لمدة ثلاث سنوات كما يحدث بالعادة في مدارس الطيران. إنما يجب ان تتواصل بعد ذلك لبعض الوقت.إضافة الى أنه يحتاج الى تدريب أساسي في ذلك النوع بعينه من الطائرات أو طائرة كبيرة بصفة عامة, و من خلال ذلك يمكنه أن يتعلم كيف يقود الطائرات بشكل يدوي".و يخلص "كوجاك" الى أن القيادة بشكل يدوي تحتاج الى خبرة حسيّة دقيقة :" و هذا كثير جدا بالنسبة لهاوي.إن هذا لا يمكن أن يحدث بدون دربة ".
و الطيار الألماني الثاني هو" نيكي لودا" و هو الى جانب كونه طيارا يمتلك مدرسة طيران و قد أكد على ضرورة تدريب خاص للطيار حتى يكون بامكانه أن يأتي الحركات المشهدية التي قام بها الطيارين عند ضرب برجي مركز التجارة العالمية.و حسب هذا الطيار و صاحب مدرسة طيران :" يجب أن تعرف بدقة راديوس(نصف القطر)دورة طائرة مثل هذه(757),إذا أنا أردت أن اضرب مركز التجارة العالمية.هذا يعني أن هؤلاء(الخاطفيت الطيارين) لابد أن يكونوا طيارين مدربين بشكل تام على (بوينغ)757 او 767 إلا فانهم لن يصيبوها.مؤكد أنه ليس حقيقة أن طيارا بنصف دربة يحاول بشكل ما أن يفعلها,لأنه لن يصيبه(مركز التجارة العالمية).إنه ليس أمرا سهلا أبدا أن تأتي خارجا من منعرج...إذا كان خارجا من منعرج عندئذ لابد أن يعرف بدقة راديوس الدورة الذي يترتب عن سرعة الطائرة حتى يكون بامكانه حسابه, حتى يكون بامكانه أن يضرب هناك بدقة ".
إن ضرب برجي مركز التجارة العالمية باعتماد أسلوب القيادة البصرية أمرا صعبا و يكون أصعب إذا تعلق الأمر بطيارين بنصف قدرات طيار عادي و أصعب أكثر لمن لا يعرف المنطقة و لم يطر فوقها من قبل و هو ما يجعلنا نخلص الى أنه أمرا مستحيل لمن إجتمعت فيه كل هذه المواصفات.
و عندما سئل "لودا" عن إستهداف مبنى البنتاغون مع العلم أنه مبنى منخفض جدا و مسطح قال:" أنه حالة أكثر صعوبة...فأن تطير في إتجاه الأسفل خارجا من منعرج و تظل قادرا,بعد, على ضرب جسم المبنى, فهذا يفترض أن تكون الأحسن دربة بين الجميع...أن هذا يعني أنهم تلقوا تدريبا خارقا للعادة ليكون بامكانهم التحكم في الطائرة بدقة كبيرة ".
إن التقارير الرسمية لا تذكر أن الطيارين الخاطفين قد تلقوا أي تدريبات على طائرات بوينغ 757 أو 767 في أي مكان في العالم.و المدارس المذكورة في التحقيقات الرسمية لا تقدم دروس طيران على هذان النوعان من الطائرات. و الأمر هنا لا يتعلق بأنهم تلقوا تدريبا سريا في أي مكان أو باعتماد أي مراجع دراسية.فالدروس النظرية و حدها لا يمكن بأي شكل أن تصنع طيارا.ثم أن الخاطفين الطيارين المفترضين الأربعة و الى حدود المدة القريبة جدا من الأحداث لا تزال قدراتهم هزيلة جدا و أي تدريب مكثف بعدها لن يسمح لهم بصقل معارفهم و مهاراتهم لقيادة الطائرات الظخمة و بالشكل المشهدي الذي حدث.
-2- الخاطفين الأساسيين و الخاطفين المساعدين
-أ- محمد عطّا : رأس الجماعة
إن هوية الخاطفين الـ19 تثير الكثير من الشكوك.و لا أحد بإمكانه التثبت من هوية أولئك الأشخاص القانونية و الإيديولوجية.فالقائمة التي نشرت من قبل شركات الطيران لم تضم أسماء عربية أما القائمة الثانية التي قدمها مكتب التحقيقات الفيدرالي فتضم 19 عربيا.
و قد إتضح لاحقا أن بعض الأسماء المقدمة أصحابها لايزالون على قيد الحياة.و هذا من أحد العوامل التي تدفع للشك في صدقية الرواية الرسمية.
قدمت الرواية الرسمية كل الخاطفين على أنهم إنتحاريون و هم كذلك لأنهم إسلاميون متطرفون و متعصبون,أي أن عقيدتهم هي التي حددت سلوكهم.هذا إضافة الى القدرات الخارقة و الجبارة لهؤلاء.
غير أن المعلومات التي جمعها بعض الناشطين في إطار اللجنة الدولية للتحقيق حول أحداث الحادي عشر من سبتمبر و المعلومات التي جمعها بعض الصحفيون و المحققون من مشارب مختلفة حول هويات و شخصيات بعض الخاطفين لا تتفق مع ما ورد في تقارير مكتب التحقيقات الفيدرالي و مع تقرير لجنة التحقيق الرسمية سواء تلك التي قام بها الكونغرس أو لجنة "كين-هاملتون".
الصورة التي أجمع عليها عدة محققين حول رأس الجماعة محمد عطا تناقض كليا الصورة التي قدمتها له الرواية الرسمية.
فعطا لم يكن مسلما متدينا,أي لم يكن يمارس الشعائر الدينية الرسمية,أي لم يكن يصلي أي صلاة في اليوم من الصلوات الخمس,ثم أنه لم يلتزم بالإبتعاد عن إتيان بعض الكبائر.لقد كان محمد عطا يشرب الخمر,جعة و ويسكي و فودكا.و كانت له علاقات محرّمة مع الفتيات كان يتردد على البارات في "فينيسيا" بفلوريدا و على النوادي الرقص العاري و طلب خدمات الفتيات هناك عدة مرات.هل كان يستعد لملاقات الحور العين الموعود بها كإستشهادي مفترض؟
و هناك عدة صور لعطا لوحده في مثل هذه المحلات أو برفقة الإسلامي المتطرف المفترض مروان الشيحي.(كل المحلات بها كامرات مراقبة في الولايات المتحدة الأمريكية).
و كان لعطّا صديقة أمريكية تشتغل مع إحدى شبكات الدعارة و إسمها "أمندا كيلاّر" و يخمن "تاربلي" بأنها كانت تعمل لحساب إحدى الوكالات الأمنية التي توظف مثل هذه الخدمات للإبقاء على علاقة قريبة من "الباتسي".و قد تجاهلت لجنة التحقيق الرسمية علاقتها بعطّا. و عندما حاول بعض المحققين التحدث إليها كانت ترفض.و قد ذكر "هوبسيكر" أن "أمندا" قالت له "لا أستطيع في الواقع ان أناقش أي شيء.أنا خائفة,ستحصل لى مشاكل " و كانت قد عاشت مع محمد عطّا لمدة شهرين.
هذا ما جعل عدة باحثين يتساءلون كيف يمكن لمسلم متدين و متطرّف و أكثر من ذلك إنتحاري,حسب الرواية الرسمية,و رواية أسامة بن لادن,و يكون سكّيرا و يختلط بالنساء خارج حدود ما أحله شرع الله؟
إن ما يخلص اليه عدة باحثين هو أن محمد عطّا لم يكن إسلاميا متطرفا و لا إنتحاريا و إنما هو عون مزدوج لبعض الوكالات الأمنية التي إستعملته دون علمه في عملية لم يكن يعلم تفاصيلها و أفقها.و قد شك البعض في أن يكون عطّا على علم بالطابع الإنتحاري لإختطاف الطائرات.و شك البعض الأخر في أن يكون في الطائرة أصلا و هو ما حرص البعض على تأكيده.فقد قدمت الحكومة الأمريكية جواز سفره للصحافيين و قالت أنه وجد بين ركام برج مركز التجارة العالمية.و من غرائب الأمور أن الجواز لم يكن محترقا كمايتبادر الى الذّهن بل كان سليما.و هنا يمكن لأي أحمق أن يتساءل : كيف يمكن لضربة الطائرة و الإنفجار و النيران أن تؤدي الى إضعاف و إذابة فولاذ المباني التي أكد العلماء أنها لا يمكن أن تضعف و أن تذوب تحت مفعول تلك النيران أما جواز محمد عطّا فقد جاز له أن يخرج من تلك النيران سليما.
أما عن مهارات محمد عطّا في ميدان قيادة الطائرات فهي ضعيفة جدا مثل إيمانه على عكس ما روجته الرواية الرسمية.و رغم أن هذه الأخيرة قد ذكرت بأن محمد عطّا و مروان الشيحي قد تلقيا مئات الساعات من التدريب على الطيران في مدرسة "هوفمان أفيايشن" و في مدرسة "دجونز أفيايشن فلايينغ سيرفس إينك".غير أن خبراء الطيران يؤكدون أن مهارتهما لم تكن في مستوى الحد الأدنى لتنفيذ عمليات الحادي عشر من سبتمبر 2001.و قد نقلت "الواشنطن بوست" عن أحد مدرسي الطيران بـ"دجونز أفيايشن فلايينغ سيرفيس" أن عطّا و الشيحي لم يوفّقا في إجتياز إختبار ضروري لبدء الدروس, و مع ذلك قال مدرس الطيران :"لم نطردهما و لكنهما لم يرتقيا الى مستوى مواصفاتنا ".و هذا ما يدفع المحللين الى التساؤل :إذا لم يستجب عطّا و الشيحي الى مواصفات القبول في مدرسة الطيران و لم يرتقيا الى المستوى المطلوب في المدرسة أشهرا قليلة قبل الأحداث فكيف إستطاعا أن يقودا الطائرات المختطفة بحرفية و بدقة عالية جدا و يوجهانها الى أهداف صعبة؟و إذا كانت قدراتهما هي دون ما يؤهلهم لتعلم قيادة الطائرات الصغيرة فماذا عن قيادة الطائرات التجارية الضخمة التي إختطفت يوم الحادي عشر من سبتمبر 2001؟
كان سلوك الولايات المتحدة الأمريكية تجاه محمد عطّا قائد المجموعة الإنتحارية المفترضة غريبا و غير منطقي في كل تفاصيله كما هو الشأن مع باقي أفراد المجموعة تقريبا.
كان محمد عطّا موضوع مراقبة مكثفة من قبل المخابرات المصرية.و كانت تتنصت على مكالماته الهاتفية كلها بحكم تصنيفه إرهابيا.كما كان عطا موضوع مراقبة من قبل المخابرات الألمانية و مكتب التحقيات الفيدرالي الأمريكي بحكم سفره من مقر إقامته بهامبورغ الى فرانكفورت و إقتنائه كميات كبيرة من المواد الكميائية الضرورية لصنع متفجرات سنة 2000.
و رغم أن قانون الهجرة في الولايات المتحدة الأمريكية يمنع منعا باتا إصدار تأشيرة دخول الى الشخص الذي خالف في زيارة سابقة شروط منح التأشيرة فان محمد عطّا الذي خالف شروط التأشيرة السابقة الممنوحة له بأن بقى في الولايات المتحدة أكثر من المدة المحددة في التأشيرة قد حصل مرة أخرى على تأشيرة دخول التراب الأمريكي في 10 جانفي 2001,مع العلم أنه كان تحت مراقبة عدة أجهزة إستخبارات بما فيها مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي.و لأن التنسيق كبير جدا بين مختلف الوكالات الأمنية الأمريكية بما فيها الـ"سي-أي-أي" و الـ"آن-أس-أي" فقد دخل تحت نظر الجميع أو لنقل أن الجميع قد سمحوا له بالدخول لأن مكتب الهجرة لا يعمل بشكل منفصل عن الوكالات الأمنية و وزارة الخارجية.
لقد وقع إستثناء محمد عطّا من قانون الهجرة و الإقامة في الولايات المتحدة الأمريكية رغم صرامته عندما تقدم الى إدارة الهجرة بمطلب الحصول على تأشيرة دراسة بعد أن كان قد دخل البلاد بتأشيرة سائح و حصل على ما أراد, و الحال أن القانون الأمريكي واضحا جدا في هذه المسألة.إذ لا يمكن الدخول بتأشيرة سائح ثم التسجيل في أي مؤسسة تعليمية.و يقضي القانون الحصول على تأشيرة الدراسة من بلد إقامة الشخص.و مرة أخرى يخَالف القانون تحت نظر كل الوكالات الأمنية التي تراقب تحركات محمد عطا أو مرة أخرى سمح له بالحصول على ما يريد أو ما يريدونه.كانت تأشيرة محمد عطّا منتهية عندما دخل هذه المرة إضافة الى أنه بقى أكثر من المدة المحددة.و كان عطا تحت المراقبة منذ 1986 بحكم الإشتباه في تورطه في تفجير باص في إسرائيل.إذن محمد عطّا لم يحصل على تأشيرة سهوا أو خطأ أو إهمالا كما يمكن أن يضن البعض.إنه بتفاصيل مثل هذه تم التخطيط و تنفيذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر و بتغييب مثل هذه التفاصيل في الرواية الرسمية و تهميشها وقع الترويج لكذبة العصر و صدق العالم الكذبة الكبرى للرواية الرسمية. فما حدث ليس بعبقرية أسامة بن لادن و أيمن الظاهري أو بمباركة ربانية كما ظن و يظن البعض.
كتبت "الأوبسرفر" اللندنية متعجبة :"...رغم أنه كان تحت المراقبة ما بين جانفي و ماي السنة الماضية بعد أن شوهد يشتري كميات كبيرة من الكيميائيات في فرانكفورت...فان الأعوان الأمريكيون الذين تبعوا عطّا لم يخبروا السلطات الألمانية بتحقيقهم.إن مسألة كون عطّا قد وقع تتبعه من قبل البوليس قبل 11 سبتمبر يطرح سؤال, لماذا لم يقع إجتناب الهجومات بتوقيف الرجل ".
و إذا كان محمد عطّا مراقبا من قبل عدة وكالات أمنية أمريكية و غير أمريكية منذ 1986 فهذا يعني أن كل ما يفعله كان معلوما لدى كل هذه الوكالات.و قد تكون من خلال مراقبته توصلت المخابرات المصرية الى معرفة مخطط أحداث الحادي عشر من سبتمبر و قامت بانذار الولايات المتحدة الأمريكية رسميا بذلك و توصلت المخابرات المغربية الى الشيء ذاته لكن بتفاصيل أدق و نبهت كذلك الولايات المتحدة رسميا.و تحت مراقبة الوكالات الأمنية سجل محمد عطّا في إحدى مدارس تعليم الطيران بفلوريدا.
في شهر أفريل من سنة 2001 تم توقيف محمد عطّا من قبل الشرطة عندما خالف قانونن الطرقات و تبين أن ليست له رخصة سياقة. تم إستدعائه الى المحكمة بناءا على هذه المخالفة إلا أنه لم يحضر الجلسة فأصدر القاضي أمرا بايقافه.و تم تعميم الأمر على البوليس.و لم يقم هذا الأخير بأي خطوة لإيقافه مثل الذهاب الى مقر إقامته, هذا أمرا عاديا يحصل.تم توقيفه مرتين أخريين من قبل الشرطة على إثر مخالفات طريق أثناء القيادة و مع ذلك لم يقع إيقافه رغم أن البوليس من المفروض أن لديه معلومات على حاسوب سياراته بأن محمد عطّا صدر في حقه أمر توقيف.و هنا يستحيل أن يكون الشرطي في مناسبتين لا يقوم باقاف عطّا.التفسير الوحيد هنا هو أن هناك من ألغى أمر التوقيف في المحكمة أو حذفه من حاسوب الشرطة ليظل محمد عطّا طليقا.
و تجدر الملاحظة هنا بأن محمد عطّا كان يعيش في الولايات المتحدة الأمريكية بهويته الحقيقية أي لم يستعمل هوية مزوّرة.
إن مراقبة محمد عطّا من قبل الوكالات الأمنية تعني معرفة دقيقة جدا بكل ما يفعلة و تشمل التنصت على كل مكالماته الهاتفية و كل إتصالاته عبر الحاسوب و كل الأشخاص اللذين يتعامل و يتصل بهم بما في ذلك العقل المدبّر المفترض خاد شيخ محمد و باقي أفراد المجموعة.و هذا يعني أن الجميع كان تحت المراقبة الدقيقة.و هنا تكمن قيمة تساؤل "الأوبسرفر" و تعجبها من عدم إحباط الإعتداءات قبل وقوعها طالما أن كل المعلومات حول الإعتداءات(أسماء.أرقام هواتف.أماكن عمل.مقرات سكن.أماكن يترددون عليها,أي نشاط بما فيه دراستهم و تدرّبهم على الطيران) كانت في حوزة الوكالات الأمنية إضافة الى التنبيهات من الدول الأخرى.
دخول محمد عطّا الى الولايات المتحدة الأمريكية رغم مخالفته لقوانين الهجرة الأمريكية يحيلنا الى تشكيات أحد موظفي الهجرة و بحدة كما تم عرضه في مكان أخر من هذا الكتاب من تدخل الوكالات الأمنية لمنح التأشيرات لأشخاص لا تتوفر فيهم الشروط القانونية.كما يحيلنا هذا الى المعرفة المسبقة لعدة فروع أمنية تابعة لمكتب التحقيقات الفيدرالي بأمر مخطط الإعتداءات و التي أقفلت تحقيقاتها بأوامر عليا مثلما تم عرضه كذلك في مكان أخر من هذا الكتاب.
ذلك غيض من فيض نضيف اليه فقط أنه و في يوم 30 سبتمبر 2001 أوردت القناة التلفزية الأمريكية "أي-بي-سي نيوز" أن مكتب التحقيات الفيدرالي الأمريكي قد رصد تحويل أكثر من 100.000.000 دولار من بنك في باكستان الى بنك في فلوريدا الى حسابات تعود الى الخاطف المشبه بأنه رأس الجماعة أي محمد عطّا .و قد أمر جنرال المخابرات الباكستانية محمود أحمد بذلك التحويل المالي.و الكل يعرف طبيعة العلاقات القوية الرابطة بين أجهزة المخابرات الباكستانية و مجموعة الخاطفين و بينها و بين الأجهزة الأمريكية.فالولايات المتحدة الأمريكية و وكالاتها الأمنية تستعمل وكالات أجنبية تابعة لها للتعتيم عن دورها في العمليات القذرة بتحميلها المسؤولية.و في نفس السياق نلاحظ أن أغلب الإرهابيين المفترضين تدربوا في مدارس طيران في الولايات المتدة الأمريكية لكنها مملوكة لأجانب رغم وجود 200 مدرسة طيران في فلوريدا.و ذلك لإبعاد أي علاقة بأطراف أمركية, ثم أن الأجانب يمكن إستعمالهم أكباش فداء و إلحاق الفضيحة بهم.
-ب - هاني حنجور
بعد محمد عطّا نأتي الى هاني حنجور.هذا الأخير حسب الروية الرسمية المختطف الأساسي لطائرة الرحلة 77 التي ضربت مقرّ وزارة الدفاع.و لكي تضرب الطائرة المفترضة مبنى البنتاغون نزلت بسرعة عالية من إرتفاع 7000 قدم و تدور بـ270 درجة و تقترب من مستوى الأرض,لأن مبنى البنتاغون ليس عاليا و إنما مسطح تقريبا لتصيب المبنى في جناحه الشرقي.إن عملية النزول هذه عملية صعبة و معقدة جدا بالنسبة لطائرة تجارية ظخمة و تحتاج الى مهارات طيار ذي حرفية عالية جدا و معرفة دقيقة بالمنطقة ككل و بموقع المبنى المستهدف ضمن المنطقة.و هذا ما لم يكن متوفرا لدى هاني حنجور و لا أقل منه بكثير.فقد ذكرت بعض وسائل الإعلام أن هاني أراد تأجير طائرة من شركة "ماريلاند فري آربورت" بمنطقة "بووي" من ولاية ميرلاند القريبة من واشنطن دي سي في أواسط شهر أوت 2001 أي قبل شهر تقريبا من الأحداث.و ذكرت جريدة "برنس دجورج ز جورنال" نقلا عن "مرسال برنار" مدير تدريب الطيران بالشركة أن هاني قد خرج في طلعة جوية مع إثنان من مدربي الطيران على متن طائرة "سيسنا 172" للتثبت من قدراته على قيادة الطائرة حتى يحددوا ما إذا أمكن تأجير الطائرة له أم لا و هو إجراء يتخذ مع أي شخص.و ذكرت الجريدة :"أن مدربي الطيران قد قالا لبرنار بعد ثلاث طلعات أنهما لا يزالان يشعران بأنه غير قادر على الطيران لوحده ".
و رغم أن هاني إستظهر بوثائق تدل على أنه تدرّب لمدة 600 ساعة إلا أن مهارته لا تنسجم مع هذا الكم من ساعات التدريب.و السؤال الذي يطرحه المحللين هو: إذا كان هاني حنجور غير قادر على قيادة طائرة صغيرة بحجم "سيسنا 172" مدة شهر قبل إختطافه لطائرة الرحلة 77 فكيف إستطاع قيادة هذه الطائرة الظخمة بحرفية عالية و يقوم بحركة نزول بهلوانية خطيرة و يقودها نحو هدف بمستوى الأرض تقريبا و يضربه و بدقة عالية؟
-ج - زياد الجراح
بعد عطّا و حنجور نأتي الى زياد الجراح.هذا الجراح لم يكن طيارا أحسن من الأخرين,أي لقد كان سيئا مثلهم.حيث أستلزم إدخاله لبرنامج التدريس إعطائه دروسا خاصة اضافية.فقد أوردت "أرني كرفيثوف" أنه :" كان علينا أن نقوم بعمل إضافي معه أكثر من الأخرين ليكون مستعدا ".و رغم أن زياد حصل على رخصة طيران إلا أن هذا لا يعني أنها توصله لقيادة الطائرات التجارية و حسب نفس المرجع السابق :"لقد كان شخصا في حاجة الى المزيد".
أما "ثورستين بيرمان" زميل زياد الجراح و رفيقه في السكن فقد ذكر لاحقا:"لقد قررت أن لا أطير معه مرّة أخرى, و كل من أعرفه و طار معه(جراح)كان له الشعور نفسه ".
-د - نواف الحزمي و خالد المهدار
فهل يختلف الأمر مع الزوج الباقي من العنقود أي نواف الحزمي و خالد المهدار.قام هذا الثنائي بالتسجيل في إحدى مدارس الطيران بسان دياغو بفلوريدا غير أن إمكانيتهما لم تسعفهما للبقاء بهذه المدرسة.و قد أوردت "الواشنطن بوست" أن "...الحزمي و المهدار دخلا لوقت وجيز إحدى مدارس الطيران المحلية لكن تم إيقافهما عن الدراسة لأن قدراتهما في اللّغة الأجليزية محدودة و لأن قدراتهما على التحكم(في الطائرة)كذلك محدودة ".
كان ذلك في ربيع 2001,أي مدة قصيرة جدا قبل الأحداث و مهما تلقوا من دروس بعد هذه المدة فهي لن تكون كافية أبدا لتصنع منهما طيارين بقدرات عادية فما بالك بطيارين بقدرات عالية.
بعد ذلك حاول الثنائي الإلتحاق باحدى المدارس الأخرى فقاما بالتسجيل في مدرسة"سوربي ز فلاينغ كلوب" :" وقد سمحت لهما بأخذ درسين فقط قبل أن تنصحهما بترك المدرسة ".و قد ذكر أحد مدرسي الطيران للواشنطن بوست :" أن أنجليزيتهما كانت سيئة جدا و مهارتهما الميكانيكية كانت أسوأ" و أضاف المدرس :"لقد كان الأمر كما لو أنهما لم يقودا سيارة البتة...في الطائرة كانا يبدوان أحمق و أحمق منه ".و بعد أسبوعين من التسجيل في "سوربي ز فلايينغ كلوب" قال مدير تدريب الطيران "ريك غارزا" للحزمي و المهدار :"بأن هذا (تعلمهما الطيران) لن ينجح " و أضاف قائلا :" إنهما لا يعرفان ما يفعلان ".
و رغم أنمها طيارين بدرجة "الأحمق و الأحمق منه" فقد آتيا العجب العجاب بعد مدة وجيزة جدا أي يوم الحادي عشر من سبتمبر و يقودا طائرة تجارية ظخمة و إبرزا مهارات عالية جدا لطيارين محترفين عملوا لسنوات في سلاح الجو الأمريكي و خبرة سنوات في الطيران المدني التجاري.كيف حدث هذا؟.ألغي العقل فيك إنه عالم المعجزات و بركات "الجهاد" المصنع في كهوف المخابرات النسخة المعاصرة لتنظيمات اليسار المتطرف في ستينات و سبعينات القرن الماضي.
-ذ - الخاطفين المساعدين : "الخاطفين العضلات"

ظل من العنقود دعائمه, الخاطفين المساعدين أو الخاطفين العضلات.
مجموع التسعة عشر إنتحاريا يقسم الى مجموعتين.أولا الأربعة طيارين السابق ذكرهم و الذين يفترض أنهم من قاد الطائرات المختطفة.ثانيا "الخاطفين العضلات" حسب التسمية الرسمية و هم الباقي من العدد الجملي .
و تتمثل مهمة هذه الجماعة في كل طائرة في السيطرة على قمرة القيادة و ذلك بالسيطرة بواسطة... القوّة على الطيار و مساعده إضافة الى السيطرة على العاملين بالطائرة و على الركاب كذلك.
و وسيلة الخاطفين لكل ذلك هي إستعمال...سكاكين صغيرة و آلات قطع الوق المقوّى.أي لم تكن هناك أي قنابل أو رشاشات أو مسدسات حسب الرواية الرسمية.
و هنا أبدى "بول ثومسون" أستغرابه من عدد راكبي الطائرات يوم الحادي عشر من سبتمبر.فبالعادة تكون هذه الطائرات مكتضة بالمسافرين أما في ذلك اليوم فلم يكن فيها غير أعداد قليلة منهم بالمقارنة مع معدل المسافرين على متن هذه الرحلات بالعادة ففي الرحلة 11 كان هنا؟؟؟ و في الرحلة 175 كان هناك ؟؟؟مسافرا و في الرحلة 77 ؟؟؟ مسافرا و في الرحلة 93 كان هناك ؟؟؟ مسافرا.إن هذه القلة في عدد المسافيرن و المتكررة في كل الرحلات المختطفة ليست صدفة أي أنه تم تقليص عدد المسافرين المعتاد على هذه الرحلات. و الفرضية التي نصل إليها هنا هي أن هذا التقليص يخدم الخاطفيت القليلين غير المسلحين بما يكفي لمواجهة أكثر من مائة مسافر.أي أن خضوع أكثر من مائة مسافر لخمسة أو أربعة أشخاص هو أمر غير معقول لتمرير الرواية الرسمية أما بضع عشرات فقد يكون الأمر معه ممكنا و قابلا للتصديق إذا تضافر مع عوامل أخرى.
إننا هنا بصدد التخمين فقط.
و هنا نسأل,هل بأمكان مجموعة مكونة من خمسة أشخاص يحملون سكاكين صغيرة و أدوات غير حادة لقص الورق المقوى أن يسيطروا على الطائرة بكل ما فيها.مع العلم أن الرواية الرسمية نفسها لم تذكر أن هؤلاء الخاطفين قد تلقوا تدريبات عسكرية أو أي فنون قتال.
كما تجدر الإشارة الى أن هؤلاء الخاطفين لم تكن لأي منهم بنية جسمية قوية فكل من رآى صورهم يمكنه أن يلاحظ قصر قاماتهم و ضعف بنيانهم.إذن ,كيف إستطاع أربعة أو خمسة أشخاص بقدرات جسمية ضعيفة و بدون أسلحة نارية أو أدوات حادة أن يسيطروا على قائد الطائرة و مساعده مع العلم أن أغلب الطيارين في الولايات المتحدة الأمريكية هم طيارين سابقين في سلاح الجو الأمريكي و أغلبهم محاربين سابقين و لهم بنيات جسمية قوية بالمقارنة مع البنية النحيفة و الهزيلة للخاطفين.ثم كيف إستطاعوا أن يسيطروا على بقية طاقم الطائرة من الذكور و الإناث و أكثر من ذلك كيف إستطاعوا أن يفرضوا الإستسلام على عشرات المسافرين.كيف أجبروا الجميع على الخضوع و ليس لديهم ما به يجبرونهم و يكرهونهم؟ و الملفت للإنتباه هو أن هذا الإخضاع قد تم و نجح في كل طائرة تقريبا.
إن قدرة خمسة اشخاص على إخضاع عشرات الأشخاص بدون أسلحة نارية تهدد أمرا صعب التصديق إن لم نقل مستحيل التصديق.و هذا ما قد يدفعنا الى الشك في الرواية الرسمية.نسأل هنا: ماذا لو كان عشرات المسافرين إضافة الى طاقم الطائرة قد خضعوا للخاطفين تحت قوّة تهديد مادي معقول أي تهديد أسلحة نارية.و هذا ما يدفعنا الى التساؤل حول كيفية إدخال هذه الأسلحة الى الطائرات المختطفة رغم المراقبة الدقيقة و التي تجعل إدخال أسلحة الى الطائرات أمرا مستحيلا. و إن أمكن هذا فانه سيدفعنا للتساؤل عن المسؤول الأمني الرفيع الذي سمح بحدوث ذلك بشكل أو بآخر و خاصة بآخر.
- خلاصات ملتقى الطيارين الأمريكييين3
في نفس هذا المجرى من النظر تصب خلاصات ملتقي الطيارين الأمريكيين الذين إنعقد في الأيام الموالية للأحداث.إذ إلتقى عدة طيارين في القوات الجوية الأمريكية و طيارين مدنيين لتقييم و مراجعة الأحداث.
و كان السؤال الجوهري للملتقى يتعلق بما إذا كان بامكان الطيارين الخاطفين قيادة الطائرات بالدقة التي شوهدت.و بعد نقاشات و تبادل آراء لمدة 72 ساعة,لخص الملتقون في ندوة صحفية نتائج نقاشاتهم و قد ورد فيها ما يلي :" إن ما سمي هجومات إرهابية هي في الواقع عملية عسكرية تم تنفيذها بدقة ضد الولايات المتحدة الأمريكية.و قد إقتضت أعلى المهارات العسكرية المحترفة في القيادة و الإتصالات و التحكم.و قد كانت دقيقة في التوقيت و في إنتقاء الطائرات لتستعمل صواريخا موجهة و في تنسيق إيصال تلك الصواريخ الى أهداف منتقاة بشكل مسبق ".
كما أبدى المؤتمرون شكوكا في أن يكون طيارين هواة تدربوا على قيادة طائرات صغيرة من نوع "سيسنا172 " قادرين على قيادة و التحكم و توجيه طائرات تجارية كبيرة مختلفة كليا في آليلتها عن ذلك النوع من الطائرات.و تساءلوا كيف أمكن لطيارين هواة أن يجدوا أهدافهم و هي أهداف ميتة/ثايتة من على بعد 200 ميل و أكثر عن نقطة إنطلاقهم.
و قد ذكر "تاربلي" "إن الملتقى قد خلص الى أنه على ما يبدو لم يكن الخاطفين هم الذين يتحكمون في الطائرات ".و ينقل "تاربلي ما خلص اليه طيار ذي خبرة طويلة, حيث قام باكثر من 100 طلعة طوال الحرب الفيتنامية إذ قال :" تلك الطائرات إما أن يكون لهم طيار مقاتلة مدمن كراك في المقعد اليميني أو أنها كانت متحكما فيها بواسطة الريموت كنترول ".
أي طالما أن الطيارين المختطفين ليس لهم القدرات و الأهلية الضرورية للإضطلاع بمثل هذه العمليات بما تقتضيه من قدرات عالية في القيادة و الإتصال و التحكم فان الفرضية التي يمكن أن تفسر حقيقة ما حدث هي فرضية "الريموت كنترول".و هذه الفرضية تدعمها شهادة احد الطيارين الذين شاركوا في الملتقى و هو الكابتن "كانت هيل" الذي أكد أن الجيش قد سير عدة رحلات جوية لطائرات بوينغ 757 بين قاعدة "إدوارد آرفورس بايز" بكاليفورنيا و مكانا ما في جنوب أستراليا و ذلك عبر المحيط الأطلسي و قد صلت الطائرة الى القاعدة الملكية بأدنبرة بعد أن قطعت مسافة 8600 ميل بدون توقف لمدة 22 ساعة.و ذكر "تاربلي أنه و حسب الكابتن "هيل"أن الأربعة لابد و أن يكون قد تم تحريكهم بواسطة نظام الأواكس .هذا النظام يمكن أن يسطر على عدة طائرات بشكل متزامن و ذلك بتحييد أنظمة الطيران بواسطة التحكم من على ألواح(الطائرات) ".
و قد اثار الملتقى واحد من أهم الأسئلة في هذا السياق و هو : لماذا لم يتصل أيا من الطيارين أو مساعديهم بادارة الطيران الفيدرالية أو بمركز القيادة العسكرية بواسطة الطرق المتفق عليها للإنذار بأمر الإختطاف؟ لم يحدث ذلك في حالة واحدة و إنما في كل الطائرات التي يفترض أنها إختطفت مع العلم أن كل الطيارين قد وقع تدريبهم على عمليات الإنذار.
كما أبدى المؤتمرون دهشتهم من أن الطيارين و مساعديهم و طاقم الطائرات لم يقوموا باي مواجهة مع الخاطفين المفترضين فان لم يكن من أجل الطائرة و من فيها فلأنفسهم.
و قد أرسل المؤتمرون خلاصات ملتقاهم الى البيت الأبيض إلا أنهم لم يحصلوا على ردّ.
- غلوبال هاوك4
إن فرضية الخاطفين لإرهابيين التي إتخذتها الرواية الرسمية مبدأ لتفسير أحداث يوم الحادي عشر من سبتمبر لا تفسر حقيقة ما حدث بالشكل الذي شاهده العالم. و التهافت المنطقي لهذه الفرضية قد أفضي بالخبراء العسكريين و الطيارين المدنيين و المحللين الى فرضية إعتماد نظام الطيران بواسطة الريموت كونترول و الذي يعرف باسم "غلوبال هَاوك".هذه الفرضية تجد ما يدعمها في الكيفية التي تمت بها الأحداث.
إن تكنولوجيا الطائرات بدون طيار موجودة منذ سنوات عديدة قبل الحادي عشر من سبتمبر 2001 و بعضها يعود الى خمسينات القرن السابق. و منذ ذلك الوقت تم تطوير عدة أنظمة لقيادة أنوعا و أحجاما مختلفة من الطائرات دون طيار.و تختلف هذه الأنظمة من حيث نوعية إستعمال الطائرات و توظيفاتها العسكرية و المدنية.
و يعتبر نظام "غلوبال هاوك" على ما يبدو آخرها و أكثرها تطورا و دقة." و هو نظام توجيه تم تطويره من قبل "وكالة مشاريع الأبحاث المتطورة للدفاع" لحساب البنتاغون "."غلوبال هاوك" هو نظام تحكم في الطائرة أكثر تطورا من نظام "بريدايتور" و هي طائرة تعمل بدون طيار و تزود بصوريخ "هال فاير" الموجهة.و هو النظام الذي يقال أن وكالة المخبرات المركزية قد أعدته لإغتيال إبن لادن لكن "جورج تينيت" قال أن ذلك لا يحدث "إلا على جثتي".
و مع "غلوبال هاوك" تطير الطائرة وفقا لبرنامج مبرمج بشكل مسبق و تظل مراقبة الطيار ضروية تحسبا لأي طاريء تقني و تتم المراقبة من محطة أرضية أو من طائرة أواكس مثلا.
و حسب عدة خبراء و محللين غير المغردين في السرب الرسمي فان تكنولوجيا "غلوبال هاوك" موجودة و عملية و ناجعة و قد تكون هي التي تم إعتمادها لقيادة الطائرات التي تدعي الحكومة الأمريكية أنه وقع إختطافها من قبل إرهابيين عرب مسلمين.هذه التكنولوجيا هي التي مكنت من توجيه الطائرات التي يفترض أنه تم إيقاف إعتماد وسائل الملاحة الجوية المساعدة فيها لإستعمال نظام القيادة البصري حسب الرواية الرسمية كذلك و مع ذلك فاننا لم نرى ما يدل على أنه تم إعتماد هذا الأسلوب في القيادة طالما أن الطائرات لم تلتزم بالعلامات الأرضية و الطبيعية لتجد طريقها الى أهدافها و تأتي بعض الحركات البهلوانية التي يعجز عن إتيانها طيارا بقدرات متوسطة و إنما تحتاج الى طيار متمرّس بقيادة الطائرات من الحجم الكبير و أكثر من ذلك لابد و أن يكون عارفا بالمنطقة و طار فيها لمرات حتى يكون بامكانه أن يجد طريقه فيها بدون إعتماد أنظمة ملاحة مساعدة ثم يصيب هدفه بدقة متناهية.
هذه التكنولوجيا تسمح بقيادة الطائرة بواسطة "ريموت كنترول" إبتداءا باقلاعها و طيرانها ثم نزولها الى اليابسة سليمة أو في البحر كما يبدو أنه قد حدث في إحدى الحالات و ذلك حسب برنامج من يمسك بالرموت كنترول أو إرادة من يمسك به.
كما تسمح تكنولوجيا "غلوبال هاوك" التي تجسد قمة تكنولوجيا الطيران و قمة التطور العلمي و العقلاني و تشهد على قمة الإنحطاط الأخلاقي, تسمح هذه التكنولوجيا بالدخول الى حاسوب الطائرة لتحييد البرمجة المسبقة فيه حول مسار الرحلة و إتجاهها ثم السطرة كليا على الطائرة عبر حاسوبها. و هذا من شأنه أن يسحب وظيفة القيادة من الطيار أو الإرهابيين في حالة الإختطاف.و كان إختطاف الطائرات في عمليات إرهابية هو أحد تبريرات إيجاد نظام "غلوبال هاوك".ففي حالة إختطاف طائرة من طرف إرهابيين و الطلب من الطيار التوجه الى مكان ما فان الجيهات الأمنية تسحب البساط من تحت الإرهابيين بتحييد نظام القيادة الأوتوماتيكي و اليدوي في الطائرة و من ثمة قيادتها من محطة أرضية أو من طائرة أواكس لتوجيهها الى مكان ما حيث تتكفل القوات الخاصة بالتعامل مع الإرهابيين.
إنه بامكان مركز القيادة على الأرض أو من على طائرة أواكس إختراق "نظام التحكم في الطيران" الخاص بالطائرة باستعمال شفرة الدخول الى النظام لبدء التحكم بكل شيء في الطائرة,إرتفاعها و سرعتها و و جهتها و إطفاء المحركات...الخ.و يفسّر مهندس الملاحة الجوية "دجو فيلاس" واقعة أن لا أحد من الطيارين الذين قادوا الطائرات أثناء إختطافها قد أرسلوا إنذارات بأن طائراتهم تتعرض للإختطاف بأن القناة التي يتم عن طريقها إرسال الإنذارات الى إدارة الطيران الفيدرالية و القيادة المركزية للجيش و هي قناة الترانسبوندر هي التي يقع إستعمالها من طرف مركز التحكم من الأرض أو الأواكس لقيادة الطائرة المعنية و هذا يعني أنها لم تعد تحت تصرّف الطيار و إنما تحت تصرّف المتحكمين من الأرض أو الأواكس.و هذا ما إعتبره "فيلاس" "أول دليل على أن الطائرات المستهدفة قد تم إختطافها ألكترونيا من الأرض لا من قبل مجموعة من العرب المسلمين بسكاكين صغيرة ".
ثم أن الحكومة الأمريكية لم تقدم أي تسجيل صوتي للدقائق الأخيرة (30 دقيقة) قبل الوقت المفترض فيه تحطم الطائرات من غرفة القيادة بين الطيار و مساعده أو بين الطيار و إدارة الطيارن الفيدرالية عند محاولته الإتصال بها.هذا ما يتخذه المهندس "فيلاس" دليلا قويا آخر على إستعمال تكنولوجيا "غلوبال هاوك" التي تستولي على قناة الترانسبوندر و بالتالي فهي تمنع عملية التسجيل لما يدور في غرفة القيادة التي تسجل في الصندوق الأسود للطائرات.و هذا كذلك يجد دعما في إنكار الحكومة الأمريكية و وكالاتها الأمنية بأنه لم يقع إنتشال صناديق سوداء رغم شهادات من بعض الأشخاص بأنه قد تم فعلا العثور على الصناديق.فالحكومة أخفت أمر إنتشالاها لأنها لا تريد أن تكشف أن آخرها فاض لأنه لم يقع التسجيل.
فرضية الريموت كونترول يدعمها كذلك نوعية المؤهلات في ميدان الطيران التي كانت لدى الخاطفين الطيارين المفترضين مثلما تم بيانه سابقا.



5-الخاطفين المفترضين تدرّبوا في القواعد الجويّة الأمريكية
بعد أربعة أيام من الأحداث تناقلت بعض وسائل الإعلام الأمريكية خبرا خطيرا.حيث ذكرت كلا من "النيوزويك" و "الواشنطن بوست" و "النيويورك تايمز" أن بعض المختطفين المفترضين للطائرات قد تلقوا تدريبات على الطيران في قواعد تابعة للقوات الجوية الأمريكية مثل قاعدة "بانسكوبا" للقوات الجوية و قاعدة "برُكس" بـ"سان أنطونيو" و قاعدة "ماكسويل" بـ"ألاباما" و معهد لغة الدفاع بـ"مُونتَاري" بـ"كاليفورنيا". و قد أقام هؤلاء في تلك القواعد الجوية إذ أن عناوين إقامتهم في رخص السياقة هي عنوان قاعدة "بنساكولا" حسب ما ذكرت جريدة "بنساكولا نيوز جورنال" يوم 17 سبتمبر 2001.
و عندما إستفسر الصحافيون الأمر من ناطق باسم القوات الجوية قال:"قد لا يكون الأمر متعلقا بالأشخاص نفسهم "و هذا يعني أنه أنكر أن يكون بعض الإرهابيين قد تدربوا في القواعد الجوية الأمريكية بما فيهم رأس الجماعة محمد عطّا. و عندما طلب الصحافيون من قيادة القوات الجوية مدهم بهوية الأشخاص الأخرين الذين تشابهوا مع الإرهابيين أصرّت قيادة الجيش على رفض التصريح بهويتهم أو عناوينهم أو دولهم الأصلية.
و لسائل أن يسأل: هل من الصدفة فعلا أن تتطابق أسماء بعض الإرهابيين المفترضين مع أسماء أشخاص أخرين تدربوا في قواعد الجيش الأمريكي؟ قد نقبل أن تكون الصدفة حدثت في حالة شخص واحد أما أن تكون الصدفة قد حدثت في ثلاث حالات فهذا ما قد يثقل على العقل قبوله. إذا كانت الصدفة قد حصلت فعلا فلماذا تصرّ قيادة الجيش على عدم كشف هويات الأشخاص الأخرين، أليس من مصلحتها فعل ذلك لتبديد الشكوك حول تورطها في تدريب أرهابيين إعتدوا على البلاد؟ألا يعني هذا التكتم أن ثلاثة من "الإرهابيين" الـ19 بما فيهم حلقة الربط بين الجماعة و القاعدة محمد عطّا قد تدربوا على قيادة الطائرات في قواعد القوات الجوية التابعة للجيش الأمريكي بهدف إختطاف طائرات تجارية أمريكية لضرب أهداف داخل الولايات المتحدة الأمريكية و قتل آلاف المواطنين الأمريكين بتواطيء من بعض القيادات العسكرية الأمريكية نفسها؟
و قد ذكر "دَيفيد راي غريفّن" أنه عندما بلغ الأمر الى السيناتور عن فلوريدا "بيل نيلسون" أرسل خطابا الى النائب العام الفيدرالي"دجون آشكروفت" يستفسره ما إذا كان الأمر صحيحا. و عندما سئل ناطقا باسم السيناتور "نيلسون" عن ردّ "آشكروفت" قال""لم نتلقى أبدا أي إجابة نهائية من وزارة العدل لذلك طلبنا من الـ أف-بي-أي إجابة...و كانت إجابتهم أنهم يحاولون فرز شيئا معقدا أو صعبا ".
طبعا كانت تلك طريقة للتهرّب من الإجابة مما يفضح تورط الجيش الأمريكي نفسه في تدريب الإرهابين المفترضين الذين نفذوا إعتداءات على الولايات المتحدة الأمريكية و كان يفترض في هذا الجيش حماية البلاد و العباد، إلا أنه يوم الحادي عشر من سبتمبر 2001 كان "حاميها حراميها".
وقد يضن البعض أن "الإرهابيين المفترضين" قد تدرّبوا فعلا في قواعد القوات الجوية دون أن يكون الجيش على علم بما كانوا يخططون من أعمال إرهابية. الرّد على مثل هذا التصور نلمسه في سلوك قيادة الجيش نفسها. فلو كان الأمر كذلك لإعترف الجيش بأن الجماعة قد تدرّبوا فعلا في قواعده بدون أن يعلم ما كانوا يضمرون من شرّ، و له عذرا في عدم علمه. غير أن قيادة الجيش لم تعترف بتدريبهم على سبيل الخطأ بل إختلقت حكاية تتطابق أسماء الإرهابيين بأسماء أشخاصا آخرين تدربوا لديها فعلا.
و هنا قد يلفت إنتباهنا أمرا مثيرا حقا، إذ كيف يمكن "لإسلاميين متطرفين" يُعادون الولايات المتحدة الأمريكية أن يقبلوا بأن يدرّبهم جيشا يعادونه و يختلفون معه في العقيدة؟ و رغم أن هذه الحجة غير مقنعة لأنهم إن لم يكنوا متطرفين فعلا لن يعدموا وجود تبرير ديني لذلك من مثل الضرورات تبيح المحضورات أو و أطلب العلم و لو في الصين أو كذلك درء المفاسد مسبق على جلب المصالح. فرغم معاداتهم للولايات المتحدة فانهم لن يرفضوا تدربيهم من قبل جيشها لأسباب دينية فدينهم يسمح لهم عند الضرورة باتيان المحرمات. إن مثل هذا الأمر جعل "غريفّين" يشك في أن يكون مثل هؤلاء الشباب "إسلاميين متطرفين" فعلا. و هو شك مبني على الجهل بمرونة الإسلام و المسلمين في التعاطي مع المحرمات على قاعدة : الضرورات تبيح المحضورات.و هذا أمرا إستدل عليه "غريفّين" كذلك من ما عرف من سلوك بعضهم و الذي لا يتفق مع سلوك الإنسان المسلم و المتطرف.و سوف يتم التوسع في هذه النقطة في مكان أخر من هذا المتن.
كما سيتأكد لدينا لاحقا أن الجيش الأمريكي لم يقم بتدريبهم على وجه الخطأ بل عن قصد و إضمار.و هذه تهمة تنضاف الى سجل تهم الجيش و الوكالات الأمنية و الحكومة حول ضلوعهم في صياغة و تنفيذ إعتداءات الحادي عشر من سبتمبر 2001.

- هل كانت الحكومة الأمريكية و وكالاتها الأمنيةv
تعلم بوقوع الإعتداءات قبل وقوعها؟
إن واحدا من أهم الأسئلة المتعلقة بأحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 هو : هل كانت الحكومة الأمريكية و وكالاتها الأمنية تعلم بالإعتداءات قبل وقوعها؟ و إذا كانت تعلم ما هي حدود ذلك العلم، أي هل كانت تعلم كل التفاصيل أم بعضها؟ و إذا كانت تعلم هل حاولت أن تمنع وقوعها؟ و لأن الأحداث قد وقعت فلماذا لم تنجح في منعها قبل حدوثها إن كانت تعلم؟ و إذا كانت تعلم شيئا ما عنها ألا يفترض أن تتخذ إجراءات من شأنها أن تعرقل نجاحها الكامل على الأقل؟ ثم هل أن الأمر يتعلق بمجرد علم فقط أم علما من باب شراكتها مع منفذيها و بالتالي ضلوعها في الإعتداءات؟
إذن، هل كان الرئيس بوش الإبن يعلم شيئا عن الأحداث قبل وقوعها؟ عندما وجه اليه هذا السؤال من قبل لجنة تحقيق "كين-هاملتون" كان ردّه :"لم يَقل لي أحدا" أي لا أحد من مستشاريه و نائبه و وزير دفاعه و وزير داخليته أعلمه بهذا الموضوع قبل وقوعه حتى و إن كان لهم علما به.فهل صدق هذا المحلّف على أمن البلاد و العباد؟هل كان بوش الإبن و مستشاريه و مسؤولي الوكالات الأمنية لا علم لهم بأحداث يوم لحادي عشر من سبتمبر 2001 قبل ذلك التاريخ؟
لقد صار معلوما في الولايات المتحدة الأمريكية أن عدة دول، كانت أجهزة إستخباراتها قد إخترقت تنظيم القاعدة و تنظيمات قريبة منه، على علم بما كان يُعد من إعتداءات على الولايات المتحدة الأمريكية من قبل تنظيم القاعدة.و قد أبلغت المخابرات الفرنسية و المخابرات الإسرائلية و المصرية و المغربية الحكومة الأمريكية [امر تلك الإعتداءات. و يقال أن المعلومات المغربية كانت أدقها من جهة التواريخ و الأهداف.و لا شك أن تلك الإنذارات كانت تتم عبر قنوات رسمية.
و نعلم أن الوكالات الأمنية تقدم تقارير أمنية شبه يومية للرئيس و مستشاريه. و قد ذكر "ترايبلي" أن عنوان أحد تلك التقارير قد كان" إبن لادن سيضرب في الولايات المتحدة الأمريكية"و قد كان تعليق الرئيس بوش الإبن على ذلك التقرير:"تقرير 6 أوت تاريخي في طبيعته".
و مع ذلك فقد أنكر بوش الإبن كليا علمه بالأحداث قبل وقوعها رغم أنه أقسم على أن "يقول الحق و لا شيء غير الحق".و لن يستخدم معه المحققون الأساليب التي وردت في الوثيقة التي أمضاها و تسمح باستعمال طرق فضّة في التحقيق مع "الإرهابين".لن يجبره أحدا على الإعتراف باقتلاع أضافره و صعقه بالكهربا أو كيه في أعضاءه التناسلية و حرمانه من النوم لعدة أيام.
إذن، هل كانت الحكومة الأمريكية و وكالاتها الأمنية تعلم؟
-1- ف-ب-آي شيكاغو ينبه و الإدارة المركزية تعطّل التحقيق و تتجاهل.
ذكر "غريفن" أنه في سنة 1998 بدأ عون مكتب التحقيق الفيدرالي بشيكاغو "روبار رايت" تعقب خلية إرهابية في المدينة. و قد إشتبه بأن الأموال التي إستعملت لتمويل تفجير المدمّرة "كول" على شواطيء اليمن مصدرها مليونير سعودي يقيم في شيكاغو. و رغم أنه أحرز تقدما هاما في التحقيق لتجميع الأدلة فانه فوجيء في شهر جانفي 2001 باعلامه باغلاق ملف تحقيقه و أن عليه التوقف و كان ذلك بأمر من طرف مسؤولين أعلى منه.
و نظرا لتأكده من المعلومات التي لديه فقد صدم باغلاق التحقيق و إيقافه رغم أنه يتعلق بقضية خطيرة و لم يرى أي داع لإيقافه مثل قلة الأدلة أو ضعفها.لذلك رفع تقريرا الى مسؤولين سامين في إدارة مكتب التحقيق الفيدرالي حول عرقلة تحقيقه في قضية خطيرة تتعلق بأمن البلاد.لكن لم يتجاوب معه معه المسؤولين.
و بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 إقتنع المحقق "رايت" بأنه كان على حق و بأنه لم تكن صدفة عملية إيقاف تحقيقاته و هو ما أقنعه بضلوع أطراف داخل مكتب التحقيقات الفيدرالي في تفجيرات 11 سبتمبر 2001. و قد قام بتأليف كتاب حول الموضوع إلا أن مكتب التحقيق الفيدرالي عارض نشر الكتاب و هو مع دفعه الى رفع قضية ضد المكتب في ماي 2002.
-2- ف-ب-أي "فونيكس" يحذر و إدارة المكتب المركزية تعطل وتتجاهل.
ذكر "غريفن" أنه في 10 جويلية 2001 أرسل عون كمتب التحقيقات الفيدرالي "كين ويليامز" تقريرا الى الإدارة المركزية للمكتب يحذر فيه من نشاط مشبوه لمجموعة من الشباب من الشرق الأوسط يتدربون في مدارس الطيران و قد إشتبه ذلك العون في أن يكونوا من أتباع بن لادن و هم بصدد الإعداد لعمل إرهابي داخل الولايات المتحدة الأمريكية لذلك إقترح"ويليامز" برنامجا لمراقبة و تتبع أفراد المجموعة لمعرفة العملية التي قد يكونوا بصدد الإعداد لها ثم تحييدهم غير أنه فوجيء بأن الإدارة المركزية لمكتب التحقيق الفيدرالي لم تتخذ أية خطوة في هذا الشأن. و هو ما جعل عدة صحف أمريكية مثل "النيويورك تايمز " و "لوس أنجلس تايمز " تتساءل لماذا لم يقع إخضاع المجموعة للمراقبة من باب الإحتياط على الأقل.
-3- ف-ب-آي نيويورك يحذر و الإدارة المركزية تعرقل و تتجاهل
قبل أسبوعين من أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 تقدم فرع مكتب التحقيقات الفيدرالي بـ"نيويورك" بطلب الى الإدارة المركزية للمكتب لفتح تحقيق جنائي حول المدعو خالد المهدار لأنه قد ثبت لديهم تورطه في عملية ضرب المدمرة "كول" سنة 1998. غير أن الإدارة المركزية لذلك المكتب رفضت مطلب "نيويورك".
-4- ف-ب-آي مينيا بوليس يحذر و الإدارة المركزية تعرقل وتتجاهل
في عدد 8 فيفري 2002 ذكرت الـ"نويورك تايمز" أنه في شهر أوت 2001 أبلغ إطار مدرسة طيران بـ"مينيا بوليس" الفرع المحلي لـمكتب التحقيقات الفيدرالي شكوكهم بأن زكريا الموسوي المسجل لديهم يريد إستعمال طائرة "بوينغ" 747 سلاحا لضرب هدفا ما داخل الولايات المتحدة الأمريكية.
و قد إستدعى الـمكتب زكريا الموسوي و حقق معه و لم يبدد التحقيق شكوك أعوان المكتب إنما زادها.فارسلوا طلبا الى إدارة المكتب المركزية يطلبون الترخيص لهم بتفتيش جهاز حاسوب زكريا الموسوي. غير أن مسؤولين رفيعين بالإدارة المركزية للمكتب رأوا أن المعلومات غير كافية و غير مؤكدة ليسمحوا بتفتيش جهاز حاسوب الموسوي و ذلك حسب جريدة التايمز .
لكن و بعد الإطلاع على تقيرير إستخباراتي فرنسي يؤكد أن زكريا الموسوي إرهابي و يتدرّب على الطيران لإستعمال الطائرات التجارية لضرب أهداف إزدادت شكوكهم.و قد أكد الباحثان الفرنسيان "غيوم داسكوي" و "جون شارلز بريزار" وجود هذا التقرير كما أكدت الأيام صحته . و قد ذكرت "النيوزويك " أن أعوان"مينيا بوليس" قد خمنوا بأن زكريا الموسوي يخطط "لضرب مركز التجارة العالمي".لذلك فقد أعادوا التقدم بمطلبهم مرّة أخرى عبر قناة رسمية أخرى كانوا متأكدين أن الإدارة المركزية لمكتب التحقيق الفيدرالي لن ترفض طلبهم وفقا لها. لكن مرّة أخرى رفض طلبهم لعدم كفاية الأدلة على علاقة الموسوي بالقاعدة. و هو ما أثار حفيظة أعوان مكتب "مينيا بوليس" و شكوكهم حول الإدارة المركزية للمكتب. و قد ذكر "غرفين" أن أحدهم قد تندّر قائلا :" إن الذين يعملون هنا هم جواسيس... يعملون لحساب بن لادن".(أين المصدر يا سامي)
و عندما إطلع الـ"ف-ب-آي" بعد الأحداث على حاسوب زكريا الموسوي إتضح أنه يحتوي على معلومات تدل على إرتباطه بالقاعدة و بخلية "هامبورغ" و على علاقة بخلية في ماليزيا.
-5- مؤكد أن ف-بي-أي يعلم و مؤكد أن الحكومة تعلم
و رغم هذه الوقائع فان الحكومة الأمريكية و كذلك مكتب التحقيقات الفيدرالي يصرّان على أنه لم يكن لديهم أي علم بالأحداث قبل وقوعها لقد قال مدير الـ"ف-ب-آي" الذي خلف "جورج تينت" أي "مولّر":"لم يكن ثمة أية علامات تنبيه على حد علمي ، يمكن أن تدل على هذا النوع من العمليات في البلاد"(أين المصدر يا سامي ).
من المواطنين الأبرياء خرج "شيبرز" عن صمته ليعلن للعموم أنه قد أنذر النائب العام "جون آشكروفت"حول وجود مخطط إرهابي سيستهدف منطقة "منهاتن" السفلى قبل ستة أسابيع من وقوع الإعتداءات.و قد كانت المعلومات التي قدمها "شيبرز" دقيقة جدا و تتضمن تاريخ تنفيذ العملية و الأهداف التي سيقع ضربها و أسماء الفاعلين و مصادر تمويلهم.
و قد حصل "شيبرز" على المعلومات من بعض أعوان مكتب التحقيقات الفيدرالي الذين قدموا تلك المعلومات الى إدرة المكتب إلا أن هذا الأخير أمرهم بإغلاق تحقيقاتهم و عدم إخراج هذه المعلومات و إلا فانهم سيخضعون للتتبع. و حرصا منهم على منع الأحداث فقد لجأوا الى "شيبرز" ليستعمل نفوذه عند الحكومة لمنعها.
و إذا كان"شيبرز" قد أعلم النائب العام "جون آشكروفت" فهذا يعني أن وزارة العدل كان لديها علما بالمخطط الإرهابي قبل وقوعه، و إذا كانت وزارة العدل تعلم فهل يمكن أن نتصور أنها أخفت المعلومات عن الرئاسة و وزارة الخارجية و وزارة الدفاع و الوكالات الأمنية؟ هذا محال. و محال أن يكون شخصية رسمية مثل النائب "شيبرز" يدّعي بالباطل على النائب العام "جون آشكروفت".
إن عدم قيام الحكومة بمحاولة منع وقوع الإعتداءات رغم علمها بها هو ما أكد للنائب "شيبرز" و أعوان مكتب التحقيقات الفيدرالي تواطيء الحكومة في هذه الجريمة، لذلك فقد قبل أن يمثل بعض أعوان المكتب الذين رفعوا قضية ضد الحكومة الفيدرالية .
و على إثر تصريح النائب "شيبرز"قام الصحفي "ويليام غريك" باستفسار ثلاثة من أعوان مكتب التحقيقات الفيدرالي فصادقوا على تصريحات "شيبرز" و قال أحدهم:"إن المعلوامات التي توفرت لـ شيبرز كانت معلومات لدى الجميع في المكتب قبل سبتمبر 11" و قال آخر أنه" كان معلوما لدى الجميع في المكتب كيف وقع تجاهل تلك الإنذارات من قبل واشنطن". كما ذكروا له أن أحد أعوان الـمكتب قد تنبأ بدقة تقريبا بما حدث في سبتمبر 11"
طبعا لم يغير تصريح "شيبرز" من إصرار رموز إدارة بوش الإبن على عدم علمهم بالأحداث.ثم أن تصريح "شيبرز" من شأنه أن يستبعد فرضية فشل مكتب التحقيقات الفيدرالي في توقع الأحداث رغم ما له من قدرات ، إنه يدل على أن المكتب في مستوى السمعة التي يعرف بها و لم يقصّر في معرفة الأحداث قبل وقوعها.غير أن ما حدث هو أن بعض مسؤوليه قد أخلوا بالواجب في منع وقوع الأحداث "لغاية في نفس يعقوبا". فليس من الصدفة في شيء أنه في كل مرة يتوصل تحقيقا من الأعوان الى كشف بعض تفاصيل المخطط إلا و يأمروا بإغلاق التحقيق و إيقافه.فالأكيد أن هؤلاء لا يريدون للإرهابيين أن يقع إيقافهم، فهذا يعني منع وقوع الأحداث ، هناك من يريدهم أحرارليقوموا بالعملية.
و إذا كان الـ"ف-بي-أي" يعلم فلا شك بأن الوكالات الأخرى مثل المخارات المركزية و وكالة الأمن القومي و مخابرات الجيش تعلم و مع ذلك فاننا لم نرى أي جهد لمنع وقوع الإعتداءات و هو ما من شأنه أن يضع الحكومة و وكالاتها الأمنية و العسكرية موضع إتهام باعتبارها طرفا في الجريمة التي ذهب ضحيتها آلاف المواطنين الأمريكين.
و إذا كان البعض قد حاول أن يلطف من هذه اتهمة بأن يرد وقوع الإعتداءات الى مجرد "التقصير" أو "عدم كفاءة" الجيش و الأجهزة الأمنية لأنهم فشلوا في إستباق الأحداث و فشلوا في الرد المناسب عند وقوعها فان "زويكر" يذهب في كتابه "أبراج الخيبة" الى أنه يمكن دحض فرضية عدم الكفاءة بسهولة."فعدم الكفاءة عادة ما يستوجب التأنيب" و العتاب غير أننا لم نسمع، رغم مرور سنوات على الأحداث بأي تأنيب أو عقاب لأي شخص سواء من إدارة الملاحة الجوية الفيدرالية و القيادة القومية للجيش أو داخل أي من الوكالات الأمنية.و لم نسمع عن إقالات أو إستقالات لمسؤولين كما جرت العادة في حالات التقصير و الإخلال المتعمد أو غير المتعمد.
و قد نقلت جريدة"الواشنطن بوست" عدد 18 سبتمبر 2002 إعتراف "مولّر" مدير الـ"ف-بي-أي" أمام لجنة التحقيق التابعة للكونغرس بأنه لم يقع معاقبة أو طرد أي موظف بعد سنة من الأحداث أي بعد سنة من ثبات التقصير و عدم الكفاءة.
و يتساءل كل نقاد الرواية الرسمية لماذا لم تقع محاسبة المقصرين من قبل الحكومة رغم أنهم تسببوا في موت قرابة الثلاثة آلاف مواطن أمريكي إذا كان هناك من قصّر فعلا؟
و يذهب "تربلي" في حلّه لهذه المعضلة الى أن سلوك الوكالات الأمنية و الجيش لم يكن يعتبر "تقصيرا" و "فشلا" من قبل إرادرة الرئيس بوش الإبن لذلك لم يعامل معاملة "التقصير" أي يعاقب عليه الفاعلون، فما حدث كان "نجاحا" باهرا تم بفضله البدء في تنفيذ أجندة "النيو-كون" المتعلقة بتكريس الهيمنة الأمريكية في العالم و خاصة على الثروة النفطية.لذلك يمكن القول بأن الجيش لم يقصر في رده على الأحداث بل إضطلع بالمهمة و الدور الذين أوكلا له. كما أن أسامة بن لادن لم يقع صيده لأنه لم يعتدي على الولايات المتحدة الأمريكية بل نفذ الخطة التي رسمت له و قام بالدور الذي أسند له من قبل إستراتيجيو واشنطن.
6-لماذا طَمت الحكومة الفيدرالية الأمريكية معالم الحقيقة؟ و لماذاعرقلت لجان التحقيق المستقلة في بحثها عن حقيقة ما حصل فعلا يوم 9/11؟
تخضع كل الكوارث الطبيعية و الإنسانية للتحقيق في الولايات المتحدة الأمريكية مثل كارثة إعصار كترينا، وتخضع الحوادث كبيرها و صغيرها الى التحقيق من طرف عدة جيهات مثل حادث تحطّم المركبة الفضائية "تشالنجر". و من جهة كون أبراج مركز التجارة العالمي هي إنجازا معماريا و تكنولوجا فان أي حادث قد يحدث فيها يجب أن يخضع لتحقيق علمي دقيق لتحديد أسبابه ، سواء بهدف الوقوف على الأخطاء الهندسية أو الفيزيائية من أجل تطوير أليات العمل حتى تؤدي البناءات من النوع ذاته وظيفتها بشكل أحسن و يقع بذك تفادي حوادث أو كوارث أخطر في المستقبل. و من دواعي التحقيق العلمي كذلك السعي الى تحديد ما إذا كان الحادث ناتجا عن عمل إجرامي أم أنه مجرد خطأ أو خلل تقني بحت لا نوايا جرمية وراءه. و إذا إتضح أن الحادث كانت وراءه دوافع جرمية فلابد من بدأ تحقيق جنائي في الموضوع لتحديد المسؤولية الجنائية لطرف ما.و من ثمة تحميله المسؤولية و إتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضده.
كما تخضع الجرائم الساسية و القانونية للتحقيق مثل إغتيال الرئيس الأمريكي "جون كنيدي" و إغتيال الزعيم الأسود "مارتن لوثركينغ" أو كذلك فضيحتي "واتر غايت" و إيران كونترا...الخ كما هو الشأن بالنسبة لقضايا التجسس.
و في خضم أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 ، و رغم أن إنهيار مباني مركز التجارة العالمي قد شكل كارثة إنسانية، إذ ذهب ضحيتها قرابة 3 آلاف مواطن أمريكي، كما كانت كارثة هندسية و تكنولوجية و هي الى جانب كل ذلك جريمة سياسية من أعلى مستوى كما هي جريمة إقتصادية إذ إستهدفت أحد رموز الإقتصاد الأمريكي كما شكلت تلك الأحداث عدوانا كبيرا على سيادة أقوى دولة في العالم كما كانت إهانة لها و لشعبها و هي لذلك تمثل جرحا هو الأعظم و الأكبر في الكبرياء و الصلف الأمريكيين،و رغم كل ما مثلته تلك الأحداث المأساوية فان الحكومة الأمريكية، و في سابقة خطيرة ترفض تشكيل لجنة تحقيق في تلك الأحداث.و تلح في الرفض رغم إصرار كل الهيئات العلمية و السياسية و الإنسانية إضافة الى أهالي الضحايا على ضرورة التحقيق من معرفة حقيقة ما حدث فعلا يوم 9/11/2001.
فاذا كان القانون الأمريكي ينص على عدم تحريك سيارتين تصادمتا حتى إنتهاء التحقيق حتى و إن كان الحادث بدون ضحايا بشرية أو أضرار بشرية ضعيفة أو حتى إنعدامها كليا، فماذا لو كان حادثا مثل الذي جد يوم 9/11/2001 و خلّف قرابة الثلاثة آلاف ضحية بشرية.فلإعتبار ما فان الموضوع/الكارثة لم يجعل إدارة الرئيس بوش الإبن تحرك ساكنا لإنشاء لجنة تحقيق.بل أكثر من ذلك سعت هذه الإدارة الى عرقلة كل تحقيق من قبل هيئات أكادمية و قانونية مستقلة.
و كما في مفاصل أخرى من الأحداث كان سلوك الحكومة الفيدرالية الأمريكية "غير مسؤول" و "غريب" و مناف للقانون الفيدرالي الأمريكي و هو ما يدعم الشكوك في ضلوع هذه الحكومة بشكل أو آخر و خاصة بأخر في تنفيذ الإعتداءات. ففي الأيام الموالية للأحداث بدأت عملية "تنظيف" لمكان الحادث أي بدأت عملية نقل ركام المباني المنهارة.و تبدو المسألة لدي عامة الناس عملية تنظيف فعلا لركام لا فائدة منه و فيه كما قامت الحكومة الأمريكية بالإيحاء به. غير أن أزالة الركام هي عملية خطيرة جدا و مخالفة للقانون حيث تشكل تلاعبا بالأدلة الجنائية.فذلك الركام هو عناصر/أدلة "ساحة الجريمة" ، إنه الشاهد الملك و لا يجب المساس به من طرف أي كان و لأي سبب كان حسب القانون الفيدرالي الأمريكي كما في كل الدول. فمن مكان الجريمة يقع جمع الأدلة الجنائية لتحليلها و دراستها و بناءا عليه تقع صياغة القضية.و يقضي القانون في كل دول العالم بحماية مكان الجريمة حتى لا تدخل اليه عناصر غريبة أو تُنقص منه بعض العناصر و هو ما ينتج عنه تغيير في الأدلة الجنائية .لذلك يقع وضع مكان الجريمة تحت حماية الشرطة و عزله عن العموم.و في مكان الحادث/الجريمة قامت الحكومة الأمريكية بالفعل بعزل المكان و تطويقه بعناصر الشرطة و الـ"أف-بي-أي" و لكن ليس من أجل حماية الأدلة الجنائية و المحافظة عليها من أجل تحقيق شفاف و نزيه و إنما هي قامت بذك حتى لا يعرف أي كان ما تحتويه و كل ذلك من أجل طمس الحقيقة. لقد منعت الحكومة الأمريكية العلماء و لجان التحقيق التي كونها أكادميون مستقلون من دخول المكان/مسرح الجريمة.
لقد سمحت الحكومة الأمريكية بنقل فولاذ المباني المنهار قبل أن يتم فحصه من قبل العلماء فقد بيع الى تجار "الخردة" و وقع شحنه على عجل الى الصين و الهند من أجل "رسكلته". و قد أثار ذلك إحتجاج العديد من الهيئات الأكاديمة و الحقوقية. و في هذا السياق كتبت جريدة "النيويورك تايمز" يوم 24/12/2001:"إن قرار رسكلة فولاذ الأعمدة و العارضات و الدعائم من مركز التجارة العالمي بسرعة في الأيام التالية للحادي عشر من سبتمبر يعني أن الأجوبة النهائية قد لا تعرف أبدا". إذ لا يمكن أن يتم أي تحقيق في الموضوع و ساحة الجريمة "نظيفة"/"مُنظفة".و في أطار التظليل و التستر على خطورة نقل فولاذ المباني المنهارة قال عمدة نيويورك "مخائيل بلومبورغ":"إن النظر الى قطعة من المعدن عموما لا تقول لك أي شيء"(أين مرجع هذا الكلام يا سي سامي).طبعا لا يمكن أن يكون الرجل جاهلا و غبيا إنما هو يستغبي و يستغفل عامة الناس ، لأن الذي سيتعامل مع قطعة الحديد ليس تجار خردة و إنما عالما له وسائله العلمية الخاصة لإستنطاق قطعة المعدن فهي ليست صماء بالنسبة له.كما علقت المجلة المختصة في الهندسة و الحرائق "فاير أنجينييرينغ ماغازين"، عدد أكتوبر 2001 قائلة:"لقد عاملنا الفولاذ كما لو كان فضلات و ليس دليلا في ساحة الجريمة".
و مما تجدر الإشارة اليه هو أن عملية نقل ركام المباني المنهارة قد أحيطت باجراءات أمنية مشددة لتصل الى خارج البلاد.
و قد كانت شاحنات النقل تحمل جهاز تحديد المواقع عبر الأقمار الصناعية التي كانت تسجل مسار رحلة الشاحنة. و كانت عناصر "الأف-بي-أي"كذلك تراقب حركة الشاحنات و وقوفها.و طبعا مبرر كل ذلك الحرص هو أن لا يصل أي كان إليها ليأذ عينات للتحليل.فحتى اللجنة العلمية التابعة للكونغرس قد وقع منعها من الوصول الى بعض المواقع داخل مكان الحادث و قد كتبت في تقريرها:"إن الحد من سلطة المحققين لأخذ قطع من الفولاذ للفحص قبل أن تتم رسكلته أدى الى ضياع أجزاء من الأدلة"
إن تستر الحكومة الأمريكية على حديد المباني "المسحوبة" و ممانعتها في إخضاعه للتحليل المخبري بهدف كشف العوامل التي فعلت فعلها فيه هو تستر على حقيقة الأحداث كلها.فتحليل فولاذ المباني "المسحوبة"هو كما وصفه الخبراء "مفتاح" فهم الأحداث و "سرّها الأكبر".
إن تحليل ذلك الفولاذ قادر على أن يحسم الجدل حول كيفية سقوط الأبراج ، فإما تكون ضربة الطائرة متضافرة مع إحتراق الفيول ، وإما أن تكون المتفجرات هي التي أدت الى تسخينه و إضعافه و كسره و ذوبانه.و الفرضية الأولى تقود الى توجيه التهمة الى أسامة بن لادن و تنظيم القاعدة أما الفرضية الثانية فتتضمن توجيه أصبع الإتهام الى أطارف داخل الحكومة الأمريكية و وكالاتها الأمنية بإعتبارها قامت بإعداد المباني "للسحب"مدة طويلة قبل يوم 9/11/2001 و قامت بالتخطيط و التنفيذ لكل شيء بما فيه تأطير العناصر "الإنتحارية" من تنظيم القاعدة، لإستعمالهم للتمويه.
و إذا كانت القاعدة العربية "البعرة تدل على البعير" فيها بعض المعقولية و قمنا بسحبها على الحالة الراهنة فإننا نخلص الى توجيه إصبع الإتهام الى من قام و لا يزال بالتعتيم و عرقلة أي تحقيق مستقل من أجل كشف حقيقة ما حصل يوم 9/11/2001.نعلم أن القانون الأمريكي يجبر على فتح تحقيق شامل في حالة تحطم طائرة واحدة بحيث يُجمع كل حطام الطائرة المنتشر على مدى أميال ليوضع في المخابر من أجل دراسته و تحليله لكشف ملابسات الحادث التكنولوجية و البشرية.أما في حالة إختطاف و تحطم أربعة طائرات تجارية في الوقت ذاته و ضربها لرموز إقتصادية و سياسية و سيادية و سقوط ما يقارب 3000 قتيل مرّة واحدة، إضافة الى الإنعكاسات الإقتصادية، فان إدارة الرئيس بوش الإبن ترفض و بشدة إجراء تحقيق.
إن مثل هذا الرفض يجب أن يثير الريبة.و في سابقة تاريخية لم يقع تشكيل لجنة تحقيق في الكارثة من قبل الحكومة الأمريكية إلا بعد 441 يوما و بميزانية ضعيفة جدا تقدر بـ 600.000 دولار. هذا في حين خصصت ملايين الدولارات للجان تحقيق في حوادث أقل أهمية و خطورة من ما حدث يوم 9/11/2001.ذلك إضافة الى أن لجنة التحقيق الحكومية لم تعطى الصلوحيات الكاملة و السلطة الضروية على مجال تحقيقها كما هو شأن كل لجنة تحقيق سايقة كانت قادرة على إستجواب أي شخصية رسمية و الوصول الى أي وثيقة على علاقة بالحادث المُحقق فيه. أما في حالة لجنة كين-هاملتون المكلفة رسميا بالتحقيق في ما حدث يوم 9/11 فقد كان لتجار الخردة سلطة على ساحة الجريمة و فولاذ المباني "المسحوبة" أكبر من هذه اللجنة التي منعت من دخول بعض المناطق كما منعت من أخذ عينات الفولاذ بحرية.فقد منعت ،مثلا، من الوصول و الدخول الى "الأرضية صفر"(الغراوند زيرو ).
و قد إنتقد البرفسور "غلين كوربات" من معهد "دجون دجاي" التحقيق و إدارة "جولياني" عمدة نيويورك و من وراءه إدارة بوش الأبن قائلا :" إن الحديد يحمل المفتاح الأساسي لفهم التسلسل الزمني للأحداث و للعوامل المسبّبة للإنهيار.و إنهيار أبراج مركز التجارة العالمي هو أكبر إنهيار بُنيوي في التاريخ.فكارثة بهذه المقاييس الظخمة تتطلب أن يتوفر بشكل كامل فهما و تحقيقا مفصّلان بصددها.لكن بدلا عن ذلك نَمُدُ فيما بمهندسين ذوي دوام جزئي و علماء بميزانية منقوصة"
لذلك دعى "كوربات" الى تكوين لجنة كارثة للتحقيق في الأحداث إلا أن إدارة بوش الأبن رفضت مقترحه.
لقد مارست إدارة نيويورك تحت سلطة "جولياني" و بضوء أخضر من إدارة بوش الأبن إرباكا منهجيا لعمل بعض الهيئات العلمية التي حاولت التحقيق في الحادث و ذلك لكي تخلص الى فكرة موضوعية واضحة حول الأسباب الحقيقية لما حصل يوم 9/11/2001 مخالفة بذلك القانون الفيدرالي و ضاربة عرض الحائط بأوجاع أهالي الضحايا و كل المواطنين الأمريكيين كما بكل الأخلاقيات بهدف التستر على واحدة من أكبر الجرائم في التاريخ الإنساني و ذلك من أجل إطلاق و تبرير برامج سياسية في الداخل الأمريكي و في باقي العالم.
و من مظاهر ذلك التستر نفي أن تكون الحكومة الأمريكية قد وجدت الصناديق السوداء الخاصة بالطائرات المتحطمة.و هو ما على نقيضه يشهد "نيكولاس دي ماسي" مؤلف كتاب "الأرضية صفر: ما وراء الستار" إذ روى أنه كان صحبة عناصر مكتب التحقيقات الفيدرالي عندما إنتشلوا 3 صناديق سوداء خاصة بالطائرات المتحطمة(أين المرجع يا سي سامي) و هو ما أنكره الـمكتب. و هذا ما يدفع الى طرح قضية تلك الصناديق و ما الذي جرى لها و هي المقاومة للحرائق، هل تبخّرت؟


- 7- حماية "بزنس" أسامة بن لادن و شركائه
إن ما يلاحظه كل المحللين السياسين و الخبراء الأمنيين و الإقتصاديين هو أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تحمي أسامة بن لادن و شبكته و ذلك بواسطة إعاقة التحقيق من أطراف نزيهة و موضوعية داخل الحكومة و الوكالات الأمنية أو إعاقة عملية إغتياله أو إعتقاله فقط، و إنما قامت بعض الأطراف و بشكل نسقي و دائم بحماية أملاك و أعمال إبن لادن و التستر عليها، و ذلك بعرقلة التحقيق حولها أو حتى عدم السماح به.و لا يتعلق هذا السلوك المثير بأسامة و أعماله فقط و إنما شمل كذلك منظمات و أشخاص و شركات ثبت أن لها علاقة مباشرة بأسامة وبأنشطة إرهابية إستهدفت الولايات المتحدة الأمريكية ذاتها.هذا السلوك قد يثير الأستغراب حقا لدى العديد سواء داخل الحكومة الأمريكية ذاتها أو لدى بعض عناصر الأستخبارات أو لدى المواطن العادي أو أي إنسان متابع للأحداث.و لسائل أن يسأل مثلا : لماذا لم تجمّد الولايات المتحدة و الدول الحليفة لها أموال و أعمال أسامة بن لادن و الأطراف المرتبطبة به و بشبكته الأرهابية و الحال أنها معلومة لديها كما فعلت في مناسبات أخرى؟ ألا تقتضي محاربة الإرهاب قطع مصادر تمويله؟
معلوما أن المنظمات الإرهابية لا تقدم نفسها للعموم على أنها إرهابية لذلك فان المنظمات المرتبطة بها كذلك لا تقدم نفسها على أنها مرتبطة بشبكات إرهابية.لذلك فهي تقدم نفسها للعموم على أنها منظمات إنسانية مستقلة، مستقلة عن أي حكومة و عن أي تنظيم سياسي. و تضطلع هذه المنظمات و غيرها بنشاطها "الإنساني" في عدة مناطق من العالم.و غالبا ما يكون عملها في المناطق المتوتّرة سياسيا أو التي تشهد حروبا.و هنا يمكن أن نلاحظ بأن الصفة "الإنسانية" التي تضفيها على نفسها هذه المنظمات و على نشاطها هي أحسن طريقة لدفع الشبهات.فهي الأسلوب المعتمد للتستر على أعمال أخرى تقوم بها تلك المنظمات. و تمارس هذه الأخيرة نشاطها بالإعتماد على "التبرعات" التي يقوم بها "أهل البر" و المحسنين. و هذا ما جعل من المنظمات "الإنسانية" وسيلة جيّدة للقيام بالمهام السرّية لبعض التنظيمات الإرهابية و للدولة كذلك.فنعلم أنه في أحيان كثيرة إستعمل الصليب الأحمر و غيره في عمليات تجسس.ثم أن هذا الطابع "الإنساني" يسمح بتغطية عمليات جمع الأموال من أجل تمويل الإرهاب.
و قد ذكر مكتب المحاماة الأمريكي "دجوديسيال ووتش " و جود عدة منظمات في الولايات المتحدة الأمريكية ساهمت في تمويل شبكة أسامة بن لادن الإرهابية و قال المكتب "حسب تحليلنا للوثائق المتوفرة للعموم،و تقارير منشورة، أنه لجلي أن هذه الشبكة التي تتخذ مقرا لها في الولايات المتحدة قد وفّرت مصادر تمويل لأسامة بن لادن و العمليات الإرهابية ".لهذا وجه ذلك المكتب إنتقادات و اسعة الى مصلحة الضرائب الأمريكية التي لم تقم بأي إجراء تجاه هذه المنظامت رغم ثبوت تورطها في علاقات بالإرهاب. و قال المكتب عن مصلحة الضرائب أنها "تنظر الى الجهة الأخرى عندما يتعلق الأمر بالتحقيق و باتخاذ إجراءات ضد الجماعات الإسلامية الرادكالية الي تعمل في الواجهة و التي قامت بغسل الأموال لتمويل عمليات إرهابية على التراب الأمريكي ".و قد خص مكتب المحاماة منظمة بعينها بالحديث هي "وكالة البلسم الإسلامي الإفريقي " فهذه المنظمة " قد حولت أموالا الى منظمة الرحمة العالمية ...و هذه المنظمة هي التي إشترت السيارات التي إستعملت من قبل أسامة بن لادن لتفجير سفارتي الولايات المتحدة في كينيا و تنزانيا في 9 أوت 1998 ".و قد أحصي مكتب المحاماة السابق ذكره أكثر من 16 مؤسسة مالية مرتبطة بأسامة بن لادن و مع ذلك لم يخضع أيا منها للتحقيق من قبل مصلحة الضرئب الأمريكية.و رغم أن قلة قليلة من كل المنظمات قد خضعت للتحقيق إلا أنه لم يقع إتخاذ أية إجراءات قانونية تجاها.
وحسب أحمد نفيض نجد تأكيدا لموقف و تحليلات "دجوديسيال ووتش" لدى "جوناتان فايمر" وقد شغل منصب مساعد نائب وزير الخارجية سابقا، حيث أكد "فايمر" أن الولايات المتحدة طلبت من السعودية و الكويت و الإمارات العربية المتحدة و البحرين التحقيق حول تمويل الإرهاب غير أن هذه الدول قد فشلت بشكل نسقي في تتبع أموال الإرهاب رغم أنه معلوم لدى الجميع أن أكبر نسبة من تلك الأموال تخرج من هناك.و قد قال "فايمر" : "بلدا بعد آخر قد أعلنوا لقد بحثنا عن الأموال.لقد بحثنا بكل جد. و كنا على إستعداد لتجميد بعضها، لكننا لم نجد أي مال . لم يكن ثمة مال في الإمارات و لم يكن ثمة مال في الكويت...حسنا، باعتبارنا نعلم أن أموال الإرهابيين جاءت من هناك و نعرف أن أموال الإرهابيين عادت الى هناك،فان عدم قابليتهم لإيجاها مدهشة جدا ".
إذن، كيف لم تعثر تلك التحقيقات في كل تلك الدول عن أموال لها علاقة بالإرهاب القاعدي؟ هل يتعلق الأمر بقصور مهني و قلة حرفية لدى الذين قاموا بالتحقيق؟ أم أن خبراء تلك الدول قد تعلموا إحتراف التقصير من زملائهم الأمريكيين؟
إن إسناد المهمة في حد ذاته الى تلك الدول دليلا على عدم جدية الولايات المتحدة الأمريكية في التحقيق في الموضوع.فهي تريد أن تقول للرأي العام لقد قمنا بواجبنا فطلبنا منهم أما الباقي فهو عليهم.طبعا هناك الكثير من الذين يعتقدون أن الأمور تحصل هكذا.
طبعا ليس هناك دولة مستعدة للإعتراف بأن أموال الإرهاب تأتي من عندها.فليس هناك دولة مستعدة لتعريض سمعتها للخطر بأن تثبت أن أموال الإرهاب تمر عبر نظامها البنكي و هو ما يعني تقصيرا من طرف ذلك النظام و بالتالي تشكيك في مصداقيته.ثم أن ذلك يعني تشكيكا في المنظومة الأمنية للبلاد. و نعلم أن إثبات علاقة لهذه البلاد بالإرهاب من شأنه أن يعرضها الى حملة ضدها لدي الرأي العام الأمريكي الغاضب على كل من تسبب في قتل آلاف من المواطنين و إحداث دمارا في وطنهم و جر بلادهم الى حروب كلفتهم بلايين الدولارات و كلفتهم رسيما أكثر من 4000 قتيل.
و على أساس ما سبق من المشروع التسائل : إذا كانت تلك الدول غير قادرة على أن تصرّح أمام الملأ بأن هناك أموالا على علاقة بالإرهاب في نظامها البنكي خوفا على سمعتها و مصداقيتها فانه بامكنها مد أطراف داخل الحكومة الأمريكية و أطرافا داخل الوكالات الأمنية بتلك المعلومات سرّا لتساهم في تعقبها و تجميديها بهدف قطع دابر الإرهاب و الإرهابيين؟
طبعا لم تكن تلك الدول لتمتنع عن التحقيق الجدي بملإ إدرادتها فهي لم تفعل ذلك إلا لأن الولايات المتحدة الأمريكية قد طلبت منها ذلك.و مما لا شك فيه أن بعض الأطراف في الحكومة الأمريكية و وكالأتها الأمنية تعرف من أين يجيء كل "سِنت" من الملايين التي تمول الإرهاب و ما هي القنوات التي تمر عبرها.فالنخبة الحاكمة في الولايات المتحدة تعرف أن الدول النفطية تمول القاعدة منذ تأسيسها بل إن الولايات المتحدة نفسها هي التي تحرص على ضخ تلك الأموال اليها لأنها في حاجة الى القاعدة و الى إرهابها.و كان مكتب المحاماة الذي مر معنا ذكره قد ذكر أن الحكومة الأمريكية نفسها قد قدمت مبالغ مالية الى منظمة معروفة بعلاقتها بأسامة بن لادن و القاعدو و هي "وكالة البلسم الإسلامي الإفريقي" التي " تلقت من وزارة الخارجية الأمريكية منحتان سنة 1998 بمبلغ جملي قدره 4.2 مليون دولار ".و هذا يعني أن القيام بتلك التحقيقات بشكل جدي يمكن أن تتضرر منه بعض الأطراف داخل الحكومة الأمريكية و وكالاتها الأمنية التي أنشأت و موّلت تلك التنظيمات الإرهابية بملايين الدولارات من أموال دافعي الضرائب الأمريكيين بما فيها أسامة بن لادن و قاعدته.
و رغم أن تقارير أوروبية رسمية قد أدرجت، مثلا، "بنك فيصل الإسلامي بالبحرين" و "بيت التمويل الكويتي" ضمن قائمة البنوك التي لها علاقة بالإرهاب، إلا أن هذان البنكان "قد تم إستبعادهما من حملة بوش الإبن لفرض الرقابة المالية بعد 9/11 ".
لقد شملت حملة السيد الرئيس بوش الإبن "الصليبية المالية" بعض البنوك في ...الصومال و الباهماس لكنها لم تشمل أي بنك في أيا من دول الخليج و خاصة السعودية، و هو أمر مثير للغرابة حقا.كيف لم يشمل التحقيق إذا كان جديا "البنك القومي التجاري" و هو على ملكية صهر أسامة بن لادن أخو زوجته خالد بن محفوظ رغم أنه كان معلوما قيامه بتحويلات مالية لفائدة تنظيم القاعدة و هو ما جعل الحكومة السعودية تضعه تحت الإقامة الجبرية.
و أشد غرابة من ذلك في سلوك إدرة الرئيس المؤمن بوش الإبن و مصلحة الضرائب أن "لا"يقع إدراج بنك أسامة بن لادن الخاص ضمن قائمة البنوك المطلوب التحقيق حولها.إذ يملك إبن لادن "بنك الشمال الإسلامي" و توجد إدارته المركزية في الخرطوم بالسودان.مع العلم أنه قد ثبت أن للبنك علاقة بالإرهاب.فحسب أحمد نفيض و أثناء محاكمة أحد مساعدي أبن لادن في تفجيرات كينيا و تنزانيا أقر المتهم " أن مبلغ 250.000 دولار قد تم تحويلها مباشرة من بنك الشمال الإسلامي الى حساب إبن لادن ببنك بتكساس حيث إستعملت لشراء طائرة...كانت مخصصة لنقل صواريخ ستنغر ".
إن هذا السلوك لإدارة الرئيس بوش الإبن يجعلنا نشك و بقوّة في جديتها حول إطلاق التحقيق المتعلق بمصادر تمويل الإرهاب كخطوة ضرورية لابد من قطعها بهدف القضاء على الإرهاب.و هو ما يجعل العديد من المحللين و المتابعين يشكون في عدائها أصلا لأسامة بن لادن و يشكون في جدية حربها هي و حلفائها على الإرهاب في العالم، و هذا ما جعل مجلة "أنتلجنس أونلاين" تقول "ثمة بعض الشكوك فيما إذا كانت عدة وكالات إستخبارية و أمنية تتعقب الإرهابي المشبوه أسامة بن لادن،جادة حقا في موضوع إلقاء القبض عليه "و لاحظت المجلة المختصة في شؤون الأمن أن الدول الخليجية و الوكالات الأمريكية و الأوروبية "تفتقد الى الحماس " بصدد محاربة إبن لادن و قاعدته.
الواقع أن أسامة بن لادن رغم أنه مصنف على أنه إرهابي و يقود شبكة إرهابية عالمية فانه يمارس أعماله كأي إنسان عادي تقريبا.فشركاته موجودة في عدة دول و هو شريك في عدة شركات.كما تتأتى أموال القاعدة من تبرعات لمنظمات "إنسانية" و ليس أحسن من هذا الغطاء للتستر.و من بين تلك نجد "البلسم" أو "الشفاء الإسلامي" و "الإخوة الإسلامية" و "منظمة الصحوة الإسلامية" و يرأس أيمن الظواهري هذه الأخيرة و هي تنشط بكل حرية في الكويت.
إن كل ما سبق يكشف لنا طبيعة الحملة العالمية لمحاربة "الإرهاب" و يسلط الضوء على حقيقة مطاردة "أكبر إرهابي في العالم" و العدو رقم واحد للولايات المتحدة الأمريكية و الدول الغربية التي يصنفها أسامة بن لادن على أنها "ديار كفر".و قد قارنت مجلة" أنتليجنس أونلاين" بين سلوك الولايات المتحدة الأمريكية و حلفائها عندما يشنون حربا فعلية ضد عدو حقيقي لهم، و سلوكهم عندما يكون "العدو" مجرد" إختلاق و إصطناع من قبلهم فخلصت الى ما يلي :"إن التاريخ القريب لمقاومة الإرهاب اظهر أنه عندما تكون السلطات تريد حقا أن تشن حملة على منظمة ما فانها تقطع عليها تمويلاتها و تقطع جذورها اللّوجستية.إذن، لماذا ينتعش داعمي إبن لادن رغم أن أقوى المنظمات العالمية لمقاومة الإرهاب تطاردهم؟ و هذا ما يجعلنا نخلص الى أن وضع أسامة بن لادن و القاعدة ليس وضع عدو للولايات المتحدة الأمريكية و حلفائها حسب أحمد نفيض و "جوديسيال ووتش" و الدليل هو أنها لا تطبق عليه المعايير و الإجراءات المتبعة عندما يتعلق الأمر بعدو حقيقي أو شخص مزعجا لبعض الأطراف داخل الحكومة و وكالاتها.
بناءا على ما سبق حق لكل عاقل أن يسأل : لماذا لم يلقى أسامة بن لادن نفس مصير الرئيس "جون كيندي" أو "مارتن لوثركنغ" أو مصير "باتريس لومبا" أو كذلك "سلفادور ألندي "، لماذا لم يلاقي إبن لادن مصير "نوريغا" أو "بابلو أسكوبار" أو "ميلوزوفيتش"، لماذا لم يلاقى مصير صدام حسين أو أحمد شاه مسعود...الخ؟ تاريخها القصير يعلمنا أن الولايات المتحدة الأمريكية لا يثنيها أي شيء عن فرض سياستها،تأمر فتهتز العروش و الكراسي مهما رسخت وتعجز عن صيد أسامة بن لادن الذي قال عنه السفير السعودي سابقا لدى واشنطن و لا أحد غيره أنه "يشك في أن يكون قادرا على أن يقود مجموعة من البط لقطع الطريق".
إن مناعة أسامة بن لادن عن التتبع قضائيا و ماليا و عسكريا مصدرها الحماية التي توفرها له أطرافا قويّة جدا داخل الحكومة الأمريكية و وكالأتها الأمنية، لأن لا أحد غيرها قادرا على أن يعيق و يعطل و يوقف التحقيقات الفيدرالية و الدولية حول أسامة بن لادن و شبكته العالمية للإرهاب. هذه الأطراف تحمي الإرهابيين و الإرهاب لأنها تستعملها لتحقيق ترتيبات في عدة مناطق من العالم من أجل تكريس هيمنتها على مصار الطاقة و الثروة من جهة و من أجل ضرب و إضعاف و إلهاء أعدائها من جهة أخرى.و لأن تلك الأهداف هي نصب عيني مدير وكالة المخابرات المركزية الأمركية سابقا جورج تينيت" فان إبن لادن كذلك نصب عينيه بل هو في المقليتن منهما فروح "جورج" فداء له فهو موفر "الفرص" للتوسع الإمبريالي الأمريكي.و بذلك نفهم مرّة أخرى العبارة القوية المنفعلة حول تفعيل "خطة بريدايتور" لإغتيال أسامة بن لادن :" إلا على جثتي".
-8- عن آل إبن لادن و شركائهم
تحتل عائلة إبن لادن وضعا متميزا جدا سياسيا و إقتصاديا سواء داخل المملكة العربية السعودية أو في الولايات المتحدة الأمريكية و بريطانيا.ففي السعودية تعتبر عائلة إبن لادن ثاني أكبر عائلة بعد آل سعود.و للعائلتين علاقات متينة منذ بديات المملكة.وقد ذكر "مايكل روبارت" أن تقريرا إستخباريا فرنسيا قد وصف سالم بن لادن بـ"أنه واحدا من أقرب صديقان للملك فهد ".و هذه القرابة الشخصية و السياسية كان لها أثرا إقتصاديا إيجابيا على النشاط الإقتصادي للعائلة حيث كانت دائما تحصل على العقود الحكومية في مجال الإعمار و البناء خاصة.
و لم تكتفي العائلة بالإعمال داخل المملكة بل توسّعت الى عدة بلدان عربية فانجزت عدة مشاريع مما جعلها صاحبة أكبر شركة مقاولات في العالم الإسلامي.
هذا الوضع السياسي و الإقتصادي المتميز لعائلة آل إبن لادن في المملكة العربية السعودية هو الذي أعطاها وضعها المتميز في الولايات المتحدة و بريطانيا و العالم.فقد نجحت العائلة في تأسيس إمبراطورية مالية شاسعة شملت عدة مجالات مثل البناء و النفط و القطاع البنكي و الأمني و الإتصالات...الخ و إرتبطت الشبكة الإقتصادية لآل بن لادن بشركات عالمية كبيرة.
"مجموعة إبن لادن السعودية "
تنشط العائلة إقتصاديا تحت إسم "مجموعة إبن لادن السعودية" و يوجد مقر إدارتها المركزية في مدينة جدة.و لها أربعة فروع أساسية هي : 1- "سيكو كورا كاو " 2- "ذي توب فيل كوربوريشن " 3- "فالكن آل تي دي " 4- إيسلاي هولدينغ ".و تتفرع كل من هذه الفروع بدورها الى عدة فروع.و تعمل في عدة إختصاصات في عدة بقاع من العالم.لكن كل المقرات الرئيسية لهذه الشركات موجود في لندن.
تملك "مجموعة إبن لادن السعودية" شبكة للإتصالات هي "إريديوم ساتلايت "، و تملك 73 قمرا صناعيا ذي تموقع على مدار منخفض و تغطي خدمات الهاتف التي تقدمها الشبكة كل العالم.و ترتبط "إريديوم ساتلايت" مع وزارة الدفاع الأمريكية بعقود لتوفير خدمات الإتصال.و هذا يعني أن العائلة مرتبطة عبر "البزنس" بالحكومة الأمريكية.
و لأن المجموعة تستثمر في مجال البناء فقد حصلت على عقود بناء قواعد عسكرية أمريكية في الخليج بما فيها قاعدة "الخبر" التي قام أسامة بن لادن بتفجيرها.
كما تستثمر "مجموعة إبن لادن السعودية" في مجال النفط حيث لها إستثمارات في عملاقي لنفط و الطاقة "أونوكول" و "إنرون" و هما شركتان مساهمتان في مشروع إستغلال نفط تركمانستان الذي أطلقت الحرب في أفغانستان بسببه.و هذا يعني أن مجموعة إبن لادن هي أحد أكبر الرابحين من الغزو الأمريكي لأفغانستان من جهة كونه سمح ببناء أنابيب النفط و الغاز الطبيعي.و بعبارة أخرى فان "بزنس" العائلة إساتفاد بشكل كبير من أحداث الحادي عشر من سبتمبر التي نفذها إبن العائلة كما إستفاد صهر العائلة خالد بن محفوظ صاحب "دلتا أويل".
و كما للعائلة أسهما في شركة صتاعة السيارات الفخمة "بورش" و "أودي".
و علاقاتها البنكية ترتبط بفرع لندن لعملاقي المال الأمريكيين "دوتش بنك" الذي كان أحد المضاربين في أسهم شركات الطيران في الأيام السابقة لأحداث الحادي عشر من سبتمبر، و "سآي تي غروب".
أما أكثر "بزنس "أثار القلاقل فهو إمتلاكها أسهما في الشركة العملاقة "كارلايل".و قد أثارت شراكة آل بن لادن في "كارلايل" القلاقل في الولايات المتحدة الأمريكية لأن الشركة تستثمر في مجال الدفاع و الأمن.و تعتبر الشركة الثانية عشر في ترتيب الشركات المتعاقدة مع وزارة الدفاع الأمريكية.و هذا ما جعل عدة أصوات أمريكية تحتج بشدة،إذ كيف يمكن للولايات المتحدة أن تضع خدماتها الدفاعية و الأمنية بين أيدي عائلة العدو رقم واح للبلاد و أكبر إرهابي؟و كيف يمكن أن يأمن الناس على أنفسهم و عائلة عدوهم ساهرة على هذا الأمن؟
طبعا مثل هذه الهواجس يبديها من لا علم له بخفايا الأمور أي من لا يعلم أن آل بن لادن لا يشكلون خطرا على أمن البلاد فعلا و لا أسامة بن لادن نفسه يشكل خطرا حقيقيا على الولايات المتحدة الأمريكية و شعبها.
و تضم الشركة العملاقة التي تملك 164 شركة موزعة عبر العالم في إدارتها عدة شخصيات سياسية متنفذة في السياسة الأمريكية و العاليمة مثل "فرانك كارلوتشي"، وزير الدفاع في عهد "رونال ريغان" و "جيمس بيكر" وزير الخارجية في عهد بوش الاب ، و مسؤول الخزينة الفيدرالية في عهد "ريغان" "ريتشارد دارمان" و مسؤول البيت الأبيض في عهد بوش الأب "دجون سونونو" إضافة الى رئيس وزراء بريطانيا السابق "دجون ميجور".
و بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر كتبت جريدة "وول ستريت جورنال" منتقدة الرئيس بوش الإبن قائلة أن "جورج بوش الأب "موظفا لدى عائلة بن لادن" من خلال "كارلايل غروب".
و مما زاد في حدة الإنتقادات للحكومة الأمريكية و الرئيس بوش الإبن نفسه هو أن "كارلايل" تستعمل العلاقات الخاصة لخدمة الشركة عن طريق بوش الأب فقد حصدت عقودا كبرى مع وزارة الدفاع و ذلك بعد أن وافق الكونغرس على الترفيع في ميزانيتها بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر بما قدره 48 بليون دولار (48.000مليون دولار) بحجة دعم القدرات الدفاعية للبلاد.
و كنا ذكرنا سابقا أن إعتداءات الحادي عشر من سبتمبر هي التي أقنعت الكونغرس بهذه الزيادة الكبيرة بعد أن رفض الزيادة منذ سنوات.و بذلك يكون أسامة بن لادن، إبن العائلة التي تملك قطعة كبيرة من "كارلايل"، مرة أخرى قد خدم العائلة و "بزنسها" من خلال الإعتداءات كما خدم هذا "البزنس" من خلال شركات أخرى مثل "أونوكول" و "إنرون"، كما أشخاص خرين من السعودية و من بينهم الأمير الوليد بن طلال باعتباره أحد المساهمين في "كارلايل".
و تأكيدا لقوة إرتباط مجموعة بن لادن بدوائر النفوذ السياسي و المالي في كل من الولايات المتحدة و المملكة المتحدة نقلت "وول ستريت جورنال" عن "شارلز فريمان" مدير "مجلس سياسة الشرق الأوسط" بواشنطن قوله "إذا كان ثمة شركة مرتبطة بقوة بالولايات المتحدة و بحضورها في السعودية فهي مجموعة إبن لادن ".
هذا الوضع المتميزلآل بن لادن سواء من ناحية قوتهم الإقتصادية أو من ناحية موقعهم من العائلة المالكة أو من ناحية إرتباطاتهم الشخصية و المالية بأشخاص و عائلات متنفذة ماليا و سياسيا في المملكة العربية السعودية و خارجها، أعطى للعائلة و رموزها مثل سالم أو بكر الذي خلفه على رأس العائلة قوة و نفوذا في كواليس السياسة و الأعمال في عدة دول عربية و إسلامية و في الولايات المتحدة الأمريكية و في المملكة المتحدة.
هذا الوضع هو الذي جعل أطرافا متنفذة داخل الوكالات الأمنية و الحكومة الأمريكية تضع عدة عراقيل في مواجهة المراقبة الدائمة لآل بن لادن و للعائلة المالكة السعودية.و قد ذكر عدة محققين في الوكالات الأمنية أن الرئيس بوش الإبن طلب منهم التراجع عن مراقبة العائلتين. و في برنامج "نيوز نايت" يوم 6 نوفمبر 2001 ذكرت قناة "ب-ب-س" نقلا عن مسؤول سام في أحد الأجهزة الأمنية أن مراقبة السعوديين كانت دائما تتعرض لتضيقات سياسية لكنها صارت أكبر في عهد الرئيس بوش الإبن.فبعد إنتخابات 2000 التي جاءت ببوش الإبن الى البيت الأبيض طلب من الوكالات الأمنية التوقف عن مراقبة كلا العائلتين.
إن هذا الوضع المتميز جدا لآل بن لادن داخل العربية السعودية هو الذي صنع وضعهم المتميز عالميا و هو ما جعل الأستاذ و المحقق "مايكل روبارت" يقول "إن آل بن لادن هم لاعبون كبار في النظام المالي الجديد للعولمة ".
-9- كيف صدق العالم كذبة 9/11؟
تتميز الرواية الرسمية بالضعف و التناقض و عدم التماسك المنطقي و مع ذلك فقد قبلها العالم.إذن، كيف صدق العالم كله تقريبا أكاذيب الحادي عشر من سبتمبر؟ ما الذي جعل الشعب الأمريكي يقبل تلك الرواية و يصدقها؟ كيف صدقنا نحن العرب و المسلمين أكاذيب و تناقضات الرواية الي قدمتها لنا الحكومة الأمريكية عبر وسائل الإعلام رغم أننا لم نعتد على أن نصدق كلا منهما؟
لقد مارست الرواية الرسمية سلطة قويّة و غير عادية على العقول.و لم يكن لهذه السلطة أن تُمارس لولا جملة من الإستعدادات النفسية و الفكرية للأفراد.
هذه الحالة النفسية هي حالة "شيزوفرينا" حسب عالم النفس "كفين بارِّيت" و هي حالة سيكولوجية مرضية .و تعكس هذه الحالة المرضية الجماعية إستعداد لدى الجماعة لقبول الأفكار الخيالية و الأوهام. و هي الآلية النفسية ذاتها التي تجعل المجتمع يميل الى قبول الخرافات و الأساطير.و حسب "تاربلي" لقد حوّل الإعلام الرسمي أحداث الحادي عشر من سبتمبر الى أسطورة ليقع قبولها بسهولة من قبل الرأي العام رغم إعتباطيتها.
لم يكن للأوهام و الأكاذيب و الإختلاقات الرسمية حول أحداث الحادي عشر من سبتمبر أن تتحول الى "الحقيقة" و يقبل بها الرأي العام الأمريكي و العربي و العالمي لولا عملية غسل الأدمغة التي خضعوا لها.و هي عملية تمت بشكل علمي منهجي من قبل خبراء الحرب النفسية القابعين في البنتاغون و الذين راكموا خبرة طويلة منذ سنوات الحرب الباردة أيام الإتحاد السوفاتي. و قد كان غسل الأدمغة قبل و أثناء و بعد الحادي عشر من سبتمبر 2001 مأثرة من مآثرهم.
كان كل شيء عادي و هاديء في الولايات المتحدة الأمريكية قبل الأحادث أو لنقل مطمئن.و فجأة إخترقت التفجيرات السكون و الهدوء و الأمن لتنشر الموت و الدّمار.خلقت التفجيرا صدمة،أصيب الناس بحالة من الهلع الشديد.يومها أصيب الناس عامة بحالة من الأرتباك و الذهول و فقدان التركيز.يومها لم تكن الكارثة على الشاشة و تعتمد التأثيرات الصوتية و الضوئية.و يوم الحادي عشر من سبتمبر 2001 كانت الصورة حيّة مطلقا، و لم تكن وليدة خيال هوليودي بل واقعا باهرا و مدهشا.و لم تكن الصورة مركّبة.و كانت النار حارقة و قاتلة فعلا. و كانت الأشياء بأحجام طبيعية و شديدة الواقعية.
و في مثل تلك الوضعية يعرف خبراء الحرب النفسية كيف يستغلون تلك الحالة و توظيفها سياسيا و يعرفوا جيدا كيف يتلاعبوا بنفسية الجماهير و الجموع و توجيهها الوجهة التي يرغبون.
لقد كانت مهمة الخبراء النفسيين حسب "كفين بارِّيت" هي "تعطيل التفكير العقلاني و التلاعب بالسلوك على المستوى اللاشعوري و العاطفي ".فتعطيل التفكير العقلاني يؤدي الى تعطيل التفكير المنطقي و هو ما يؤدي الى إعدام القدرة على التحليل و البرهنة ليخلو المجال الى العواطف و الأنفعالات و هناك يسيطر الخوف و القلق.طبعا يعلم أولئك القابعون في مخابرهم هشاشة الكائن البشري و قابليته للتشكيل وفق شروط معينة.
في يوم الكارثة عاش الجميع حالة من الإرتباك الكلي. و في هذه الحالة تتعطل كل مقاومة و يصاب الناس بما يشبه الشلل النفسي تحت مفعول الصدمة التي سببتها التفجيرات. و هذا ما يؤدي حسب ""بارِّيت" الى "تدمير العالم المألوف للذات، كما تنهار صورة الذات عن نفسها داخل العالم ".و هذا ما يجعل الذات مفتوحة لكل ممكن و بالتالي قابلة لكل ما يقدم إليها دون إعمال للعقل و المنطق،و كانا قد تعطلا. و في أثناء ذلك يسيطر الرّعب على الذهن فينعدم التركيز لأن شيء ما خطيرا جدا و مُهددا جدا يحدث.
في ذلك اليوم تحول الشعب الأمريكي و العرب و المسلمين و العالم الى طفل تائه و في حاجة الى الإرشاد من أب أو سلطة. و كانت الدولة حاضرة بتحليلها و تفسيرها و أجوبتها.لقد تمت عملية تنويم مغناطيسي لعامة الناس يوم الحادي عشر من سبتمبر حسب "بارِّيت"، حيث لم يعد الناس يعون عالمهم الذي صار غريبا و لذلك إحتاجوا الى من يهديهم و يقودهم الى بر الأمان. و كانت الدولة حاضرة.
لقد إستغل خبراء الدّعاية و الحرب النفسيّة تلك الهشاشة البشرية لينزلوا على الوعي الجماعي بكل ثقل عبر وسائل الإعلام و الدّعاية.و قد لعب "الإعلام" الدور الأكبر في صنع أسطرة الحادي عشر من سبتمبر فهو الذي روّج للرواية الرسميّة و قدمها على أنها التفسير الوحيد لما حدث و يحدث و بالتالي فان تلك الرواية هي الخارطة الوحيدة التي يُهتدى بها و هي الوحيدة التي رَسمت معالم العالم و سبل الخلاص في هذا العالم. و هذا يعني أنه لا بديل لها و لا غنى عنها.إنها أول المعاني و الدلالات التي إنبثقت من فوضى المعاني و من العماء الذي ساد أثناء الأحداث.لذلك قبلها الشعب الأمريكي و صدقها و قبلناها و صدقناها نحن العرب و المسلمين كذلك.
و لأن التكرار و على سنة معلمهم "غوبلز" هو أهم آلية في غسل الأدمغة فقد ظلت "وسائل الإعلام" الرسمية تكرر على مسامع الشعب الأمريكي المعطيات ذاتها حتى تُطبع الرواية الرسمية في الأذهان و تترسخ فيها دون غيرها.لقد ظلت تلك الوسائل و المسؤولين الأمريكيين يكررون عبارات و مفاهيم مثل "الإرهاب" و "الإرهابيون" و "الحرب على الإرهاب" و "الوطن" و "الأمة" و "المتطرفون" و "الإسلام المتطرف" و "إبن لادن" و "القاعدة" و "صدام حسين" و "أمريكا تهاجم" ...الخ.
و قد ركزت أجهزة الدّعاية الرسمية على أن الإعتداءات و القتل جاءا من الخارج.قامت به قوى خارجية.و تقديم هذه القوى على أنها قوى شيطانية حاقدة على نظام و قيم الولايات المتحدة الأمريكية.هذه القوى الشيطانية هي في تناقض مع قوى الخير و الإستقرار الداخلية.و في صراع قوى الخارج و قوى الداخل يكون إنتصار قوى الشر مؤقت أما غلبة قوى الخير فهي أزلية لأن العناية الإلاهية ترعى الأخيار دائما. فالله يقيّض دائما رجالا لتحقيق رسالته في الحياة و إقامة ملكوته.و قد تم تقديم الرئيس بوش على أنه رجلا إصطفاه الرّب لمحاربة قوى الشر.و يلاحظ كلا من "تاربلي" و "زويكر" و "بارِّيت" و غيرهم أنه قد تم توظيف الأسطورة و الدين من قبل الرواية الرسمية لترسيخ هذه الأخيرة في الأذهان نظرا لإستعداد المجتمع لقبول الأسطورة، بل إن الأحداث نفسها قد تحولت الى أسطورة في الأذهان.و يعتقد "تاربلي "أنه أريد لها أن تكون كذلك من قبل صانعي الأحداث في الولايات المتحدة الأمريكية لا في كهوف أفغانستان. و هذا ما يفسر حسب إعتقاده كون الأمريكيون يتجاوبون مع سعي الدعاية الرسمية الى شيطنة الأعداء مثلما حصل مع "نوريغا" و إبن لادن و صدام حسين و "سلوبدان ميلوزوفتش" و إيران...الخ.و بذلك يقع إفراغ التاريخ من محتواه في ذهن الجماعة لتشحن بمحتويات أسطورية مما يجعلها تعيش التاريخ كحالة هلوسة كما في حالة تخدّر.
يوم الحادي عشر من سبتمبر 2001 أصيب العرب و المسليمن كغيرهم بصدمة.لم يكن ليخطر على بال أحد أن تضرب الولايات المتحدة الأمريكية بهذا الشكل و في عقر دارها و على أم رأسها.لقد كان مشهد الطائرات و هي تضرب الأبراج ثم سقوط برجي مركز التجارة العالمية مشهدا مثيرا جدا.و عندما تبين أن تنظيم القاعدة بقيادة أسامة بن لادن هو المسؤول عن الإختطاف و التفجير تنفس الكثير الصعداء و إنفرجت الأنفس و يومها فرح الكثيرين، الإنسان العادي غير المسيس فرح و فرح المسيسون من اليسار كما من اليمين و هي الفرحة ذاتها التي شعر بها الجميع يوم تساقطت صواريخ "الحسين" التي أطلقها العراق في حرب الخليج الأولى على إسرئيل.و العرب و المسلمين لا يفرقون بين الأخيرة و الولايات المتحدة الأمريكية. و كما "شمتوا" في إسرائيل "شمتوا" في الولايات المتحدة الأمريكية.ألسيت هي التي تدعم الكيان الصهيوني في إغتصابه للأراضي العربية و إنتهاكها للمقدسات الإسلامية و قتلها اليومي للفلسطيني؟ اليست الولايات المتحدة هي التي تدعم الأنظمة العربية المتسلطة على الشعوب العربية؟
عندما إتضح أن تنظيما إسلاميا و عربيا هو الذي قام بضرب الولايات المتحدة كبّر البعض و هللوا.و إعتبرها البعض غزوة من غزوات المسليمين في عهد النبوّة.إنها "بدر" ثانية أو "قادسيّة" ثانية قائدها أسمة بن لادن.و تحول هذا الأخير الى بطلا قوميا و تحول الى أحد أولياء الله.صار أسطورة حيّة و بايعه الناس في قلوبهم على إمارة لا تزال في المخيلة بلا خارطة و حدودها قلوب المسلمين.كان اليوم يوم شماتة وطنية في الولايات المتحدة الأمريكية، رغم أن الإسلام ينهى عن الشماتة حتى في الأعداء.
و لأننا نحن العرب و المسلمين نفتقد الى "زعيم" قادرا على أن يطلق و يضطلع بمشروع مقاومة ضد كل أشكال التخلف الإقتصادي و السياسي و الإجتماعي و الثقافي و يضطلع بمشروع يهدف الى بناء البلاد و الإنسان لمواجهة التحديات التاريخية فقد رأى الكثيرين في أسامة بن لادن هذا البطل الذي سيخلص الأمة من قيودها.و قد سلم الجميع بكل ما روّجت له وسائل الإعلام الرسمية التي تكرر عن وعي أو بدونه ما تنقله وسائل الإعلام الأمريكية.و هنا نشير الى الدور الذي لعبه كل الإعلام العربي حتى ذلك الذي يدعي "الدقة" و "الموضوعية" و "الحياد" في نقل الخبر و يدعي "الحرفية" ، في الترويج لأكاذيب الحادي عشر من سبتمبر.
سلم الجميع بأن أسامة بن لادن قد بدأ "الجهاد" و أعلن الحرب على الولايات المتحدة الأمريكية و الغرب باسم الإسلام و المسلمين و صدقوا أن تنظيما بحجم و قدرات القاعدة قادرا على أن يخطف طائرات أمريكية ليستعملها لضرب أهداف داخل الولايات المتحدة الأمريكية و الأنكى من ذلك أنه قد أصابهم العمي و حملتهم موجة الأحداث ليصدقوا أن أيا كان و ليس القاعدة قد ضرب مبنى البنتاغون.حتى الصحفيين العرب أو الباحثين لم يكلف أحدا نفسه طرح إمكانية ذلك و كأن الأمر يتعلق بوزارة دفاع "بورندي" أو "الطوغو"، مع إحترامنا لشعبي البلدين، و ليس بوزارة دفاع أقوى جيش في التاريخ.و ذلك لأن الكل قد سلم بما قيل عن قدرات القاعدة الكبيرة و التي نفخت فيها "وسائل الإعلام" العربية و الأمريكية كما كانت قد فعلت مع القدرات العسكرية للجيش العراقي يوما، و قد جعلونا نصدق بأن ذلك الجيش لا يهزم لتبرير قوّة ضربه لقصمه.
يوم الحادي عشر من سبتمبر لم يناقش العرب و لا المسليمن إمانية مسؤولية تنظيم القاعدة فعلا عن التفجيرات ليس لكسل ذهني و إنما لأن الجميع أراد أن يكون ذلك صحيحا.الجميع أراد أن يكون كل ما قيل حقيقيا.فنحن العرب، "أضعف الشعوب و أذلها" ضربنا الولايات المتحدة الأمريكية في عقر دارها و في رموزها الإقتصادية و السياسية و العسكرية.أسكرت هذه "الحقيقة " الجميع" الذين إنتشوا بها، و لا يريد الجيمع أن يفيق من سكرته، و لا يزال الجميع يستلذ المنامة الجميلة و لا يريدون أن يصحو من هذا الحلم،رغم لون الدم الذي غطّى الجسد العربي و رغم السواد الذي لفّ الوطن و رغم صوت الرصاص و وقع الأحذية العسكرية للغزاة في ديار العرب و المسلمين.
و من يريد أن يصحو من حلم جميل؟ من يريد أن يعود الى بؤس الواقع و مرارته.ألسنا في حاجة الى الوهم كي لا نموت من بؤس واقعنا و مرارته؟ ألسنا في حاجة الى الوهم كي لا نرى سَلخَنَا اليومي؟
في تلك الفترة المحيطة بأحداث الحادي عشر من سبتمبر، تعطل التفكير العقلاني و المنطقي لدى الإنسان العربي ليستسلم الى الأوهام المُجمّلة.و قد خضع الإنسان العربي و المسلم مثل بقية العالم الى عملية غسل دماغ من قبل "وسائل الإعلام" العربية التي تدعي الدقة و الموضوعية و الحياد و الحرفية لأن الإنسان العربي و المسلم هو المستهدف من كل الأحداث. و قد كان العرب من أكثر الناس إستهلاكا للمواد الإعلامية حول أحادث الحادي عشر من سبتمبر لـ"يستمتعوا" بالأحداث حول "الجهاد" القاعدي لذلك فعلت فعلها فيهم و إنطبعت في أذهانهم.فكان العرب أكثر من صدقها، لأنها دغدغت مناطق حساسة جدا في عواطفهم.
و منذ الأيام الأولى لأحداث ذلك اليوم من سبتمبر 2001ظهرت بعض الأصوات المشككة في الرواية الرسمية بناءا على بعض تحليلات من قبل بعض الخبراء الذين أشاروا الى عدم منطقية بعض عناصر الأحداث. و قد توسّعت حركة الشك في صدق الرواية الرسمية بعد أن تشكلت عدة مجموعات عمل من قبل بعض العلماء و المحققين و من قبل أهالي الضحايا لكشف حقيقة ما حدث فعلا يوم الحادي عشر من سبتمبر، و تم نشر عدة كتب في الموضوع و إيجاد عدة مواقع إلكترونية في الغرض لتجميع المعلومات التي من شأنها تقديم تحليلات علمية و سياسية لإبراز تهافت الرواية الرسمية.و شارك في الجهد علماء و أكادميون خبراء في عدة إختصاصات و ناشطين سياسيين من عدة دول في العالم.و ما هذا الكتاب إلا مساهمة في ذلك الجهد من وجهة نظر عربية للمساهمة في طرح المشكل لدى الإنسان العربي و المسلم، و إن رآى فيه البعض إرباكا لبعض القناعات و إستفزازا لبعض البداهات.






#سامي_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي يوسف - 9/11 الخطفين المفترضين: الهوية و الأهلية