أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مهدي قاسم - السياط الغليطة للكتاب الإسلاميين














المزيد.....

السياط الغليطة للكتاب الإسلاميين


مهدي قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 740 - 2004 / 2 / 10 - 07:13
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


منذ أسابيع ، و نحن نسمع أزيزالسياط الغليظة للكتاب الإسلاميين وهي ترتفع متساقطة ،
بهمة و دأب ، على ( طهور ) الكتاب العلمانيين ، و مع تركيز خاص
على الحزب الشيوعي العراقي , و نبش ملافات الماضي ، من منظور واحد ،
مشوه , و منحرف يجعل التاريخ العراقي الحديث يمشي على رأسه مترنحا .
ويبدو إن بعض هؤلاء الكتاب لم يستطعوا تحمل و هضم بعض الحقائق ،
و الوقائع  , و الآحداث المريرة التي ( تجرأ ) العديد من الكتاب العلمانيين التطرق إليها .
بصدد المطالبة بإجراء انتخابات في ظروف غير ناضجة  , و لا ملائمة ،
و تحت ظل الإرهاب المسعور  , و الانفلات الآمني الكارثي ،
و عدم المعرفة الدقيقة بعدد السكان المؤهلين قانونيا للتصويت .
و لكن أكثر ما اثار حفيظة هؤلاء الكتاب ، هو التطرق إلى الظاهرة
المقلقة جدا للعربدة العنفية التي مارستها و تمارسها عناصر
من تنظيمات دينية متطرفة ضد أخواننا المسحيين العراقيين الذين
تعرض قسم منهم إلى أعمال القتل ، مع تدمير ممتلاكاته ،
بينما قسم آخر منهم يفكر بالهجرة من مسقط رأسه ،
لإن أحدا لا يضمن سلامة حياته , و ممتلاكاته !!!.
إلا إن الخلط الآكبر  , و تحريف الحقائق ، الذي مارسه هؤلاء الكتاب ،
هو وضع الآنظمة الديكتاتورية  و الشمولية تحت قبعة واحدة ، أو
في سلة واحدة  - على طريقة بائع الخضار- مع أنظمة علمانية ،
قائمة على تعددية برلمانية ، و ذات مفاصل ديموقراطية حقة ،
أثبت التاريخ القديم  , و الحديث صحتها  , و عافيتها  , و رسوخها ،
امام عواصف  , و زلازل الآزمان , و العصور .
إذ كيف يمكن بنية حسنة اعتبار أنظمة مثل ناصرية و بعثية ،
و قذافية و غيرها ، أنظمة علمانية ، بينما هي كانت اصلا ، و بالاساس ،
أنظمة ديكتاتورية , و شمولية مطلقة ، تمارس عملية تصفية خصومها
و أعداءها السياسيين ، و تصادر الحريات العامة و حرية الرأي ،
و العقيدة , و الفكر , و القناعات السياسية المختلفة .
و من ثم القول و الصياح هاكم : هذا هو النظام العلماني الذي يبشر
به الكتاب العلمانيون العراقيون ?!.
و هؤلاء البعض عندما يطرحون هذا الموضوع بذلك الاسلوب الزائف،
و التدليسي , و المشوه ، يعرفون جيدا ، ماذا نقصد نحن بالنظام العلماني ،
و عن أي نظام تعدد ي، برلماني , و ديمقراطي ، نتحدث ، و نسعى إليه .
و نحن وبكل البساطة نرفض النظام الشمولي ، و بغض النظر عن
كونه سيرتدي عمامة أو قبعة صدامية إو شفقة يسارية .
و نحن مع تداول السلطة بين كل دورة انتخابية حرة ، و ديموقراطية .
و كما نود أن نلفت أنظار ، و إنتباه هؤلاء الكتاب الإسلاميين ، إلى
حقيقة راسخة و هي إن التاريخ الطويل للآنظمة العلمانية الحقيقية ،
القائمة على التعددية البرلمانية ، قد اثبت بشكل لا يطاله أي شك ،
أو علامة أستفهام ، بإن الآنظمة العلمانية العريقة قد وفرت و من ثم ،
ضمنت جميع الحريات بما فيها حرية الرأي و التعبير و العقيدة ،
و تأسيس تنظيمات و حركات و أحزاب سياسية  , و الآشتراك في
الانتخابات ، و من ثم احترام رأي و رغبة الآغلبية في تسليم السلطة ،
للحزب الفائز بأكثر الآصوات ! .
بينما رأينا إن أنظمة إسلامية التي هينمت على السلطة ،
كيف تحجرت بين يديها هذه السلطة ، إلى أبد الآبدين ، و هي سعت
في الوقت نفسه إلى إبادة و تحطيم خصومها السياسيين ، و خنق
الحريات و كل النشاطات السياسية و الفكرية و الإجتماعية ، التي لا
تتماثل مع خطها الفكري  , و الايديولوجي .
إن قول كلام حق يراد به الباطل ، هو أسلوب تضليلي ، يهدف إلى خلق
وعي سياسي غوغائي ضار، و خطير ، وبدلا من أن يخدم
مجتمعنا العراقي , و يخرجه من مأزقه الراهن، فإنه سيدفعه إلى
مجاهل , و أنفاق  , و داهليز أكثر ظلاما , و اضطرابا  , و زعزعة ، و فوضى .
و كان الآولى بهؤلاء الكتاب أن يدينوا ,   و بشكل واضح أعمال القتل و الإجرام
التي تمارسها عناصر إسلامية متطرفة ضد الآخوة المسيحيين في مناطق الجنوب ،
بدلا من الكتابة عن ( ماكو مهر ??) ، أو عن أشياء من هذا القبيل !.
لإن ما يهمنا هو حاضر شعبنا المضطرب الفجائعي ، و الآحداث الدامية ،
و الكارثية التي يعيشها شعبنا يوما , بعد يوم بكل بكل المأساة و العذابات ،
و المعاناة الكبيرة .
أننا نظن بإن أي خوض لصراع فكري مفتعل ، هو إهدار ، بلا معنى ،
للطاقة و الوقت ، بينما نحن بأمس حاجة إلى توحيد صفوفنا و قوانا ،
لمواجهة المخاطر الجسيمة لتي تهدد عراقنا الحبيب بالكوارث ،
و الفجائع ، و الانقسام و التشرذم !.
إذن فلنعط الآولوية لمعالجة هذه المخاطر و محاولة إزالتها ، بدلا من
السعي إلى إقصاء الأخر و الهيمنة عليه و كأن شيئا لم يحدث ?! . 
 



#مهدي_قاسم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- زيادة كبيرة.. مصر تستقبل 3.9 مليون سائح خلال أول 3 شهور من 2 ...
- السودان: ما دلالات استهداف الدعم السريع لقاعدة جوية في بورتس ...
- أوكرانيا: إصابة 11 شخصًا في هجوم روسي بطائرات مُسيرة على كيي ...
- الكرادلة يدخلون مرحلة الصمت الانتخابي قبيل انعقاد المجمع الم ...
- المحادثات النووية مع أمريكا - شكوك وأمل لدى المعارضة الإيران ...
- الجيش السوداني يعرض أسلحة غنمها من الدعم
- مصر.. الكشف عن قضية فساد تضم 16 مسؤولا حكوميا
- -سرايا القدس- تعرض مشاهد تفجير عدد من آليات الجيش الإسرائيلي ...
- نتنياهو يتوعد بشن -المزيد من الضربات- على اليمن
- غزة.. 65 ألف طفل مهددون بالموت جوعا


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مهدي قاسم - السياط الغليطة للكتاب الإسلاميين