أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جلال القصاب - أفغانستان وجورجيا وترقّبنا المهديّ














المزيد.....

أفغانستان وجورجيا وترقّبنا المهديّ


جلال القصاب

الحوار المتمدن-العدد: 2386 - 2008 / 8 / 27 - 04:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في رحاب استذكار "المهديّ" كرمزٍ مأمولٍ يحقّق أمنيات العدل العالمي وإفشاء السلام، نتساءل إن كان العالَم يسير تجاه قيَم السلام أم تُسيّره أربابُ الحروب لأتون الخراب بشرائع الغاب؟!
فبمعزلٍ عن تحليلات السياسة، الراصدة لأخطاء "جورجيا" الغرّة، وارتمائها المتهاوي بأحضان أمريكا، وتحرّشها بمصالح وكبرياء الدبّ الروسي، ومراهنتها على دعم ونجدة "الربّ" بوش، والذي أظهرته الصحف الأمريكيّة سكراناً يتحرّش بفتيات فريق كرة الطائرة بأولمبياد بكّين!
بمعزلٍ، ففي الصورة الأكبر، رأينا جورجيا تريد التعشّي بأوسيتيا (وأبخازيا)، فعجّلت روسيا لتتغذّى بها، في حروب المصالح والنفوذ.
روسيا ليست بهذا بدعاً، فأمريكا كانت الرائدة والبادئة بتشريع اجتياح دولٍ ذات سيادة وتهديدها غزو أخريات، فانفلتت بدون تخويل وشرعية، بل بشرعيّة القوّة المتغلّفة بشرعية دولية هشّة ملفّقةٍ، لاجتياح الدول الأضعف بمسميّات "دول مارقة"، (وآخرها البلقان)، وتحت يافطات "نشر الديمقراطية" و"محاربة الإرهاب" وأشباهها، وهي لأجل تأمين طاقتها ومصالحها والهيمنة وبسط النفوذ، بالعراق وأفغانستان والسودان، وعشرات الدول الأفريقية والجنوب-أمريكية و"جمهوريّات الموز"، التي أسقطت حكوماتها عسكريا وبالحصار الاقتصادي وبالتدخلات المخابراتية وبالاستتباع..

لقد أصبح العالَم بنظامه العالمي الجديد/الهمجي، وصغارُ دوله تخشى تحوّلها لقمةً لكباره، فتايوان والنيبال تخافان ابتلاع الصين، وباكستان تترقّب الهند، وجمهوريات القوقاز كأذربيجان وأرمينيا وأوكرانيا والمنفلتات من الاتحاد السوفياتي (المرحوم) هاجسها روسيا، ودول أمريكا اللاتينية بل ودول العالم قاطبةً تخشى بلطجة أمريكا، ودول الخليج تتخوّف إيران، ولبنان تتربّص بها إسرائيل، والصومال من أثيوبيا...وبالأمس رأينا عراق صدّام واجتياحه الكويت..الخ، علاقات تقوم على خوف الضعيف من القوي، لأنّ المعادلة الحاكمة عالميّا المصالح وحدها، أي الرأسماليّة البحتة، دون قيَم تراحم واعتراف.

لقد حذّرت مرويات تراثنا -المكتنز بالقيم- مآلات كهذه، وأنذرتنا آخرَ عصور بني الإنسان حين يمتلك أوج القوة فتهيّجه ليدخل طوراً همجياً غير مسبوق، تثبّت أصابعه على الزناد ليلَ نهار، وتصيّر منطقَه البطش بدل الرحمة، فأرمزت لهذه العلاقة بمقولة (حين يثب الجارُ على جاره)، ولخّصت مروياتُ الملاحم بشاعة العلاقات العالمية -المسكونة بالاجتياحات وبنفاد قيَم التوافق والوفاق- بخارطة رمزية ترسم معالم الاعتداء البينيّ وانتشار الخراب: (وخرابُ الترك من الديلم، وخرابُ الديلم من الأرمن، وخرابُ الأرمن من الخزر، وخرابُ الخزر من التُّرك، وخرابُ السند من الهند، وخراب الهند من الصين..)!

بالأمس بشّرتنا "وزيرةُ بوش" بولادة نظام جديد، وكانت سواطير سفّاحها (إسرائيل)، تمزّق جارها الأضعف وتسحق جماجم أطفاله الأبرياء وتدكدك منازلهم، فدُحرت بنصر الله لرجاله الأشاوس، ولكن السياسة الهمجيّة –المبشَّر بها- باقية؛ بأنّ النظام العالمي والشرعية الدولية، هما قانون القوي على الضعيف، لذلك نرى المحكمة الدولية تدين "البشير" وتترك "بوش" و"أولمرت" (إذا سرق فيهم القويّ تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحدّ)!

فهل يمكننا بلوغ عدالة وسلام عالميّين دون إيمان بقوّة السماء؟! لقد بيّن النموذجُ الرساليّ الأوّل، الذي أطلقه نبيّ العالمين(ص)، أنّ منظومة العدالة القابلة للتطبيع لدى الشعوب تستقيم بمعيّة "الإيمان بالغيب"، أيْ الإيمان بقوّة أعلى من قوّة أحلاف الشرعية-الدولية سواءً لنشر العدل أو لإعادة النظام واسترجاع الحقوق، فالنفس البشرية -حتّى لجهة استرجاع حقها- قد تُطلق همجيتها من عقالها، وهذا ما يجعل الثورات والانقلابات تسحل خصومها وتدحرج رؤوسهم بالشوارع وعلى رماح التشفّي، فجاءت وصايا السماء للجند "بالتقوى" فلا يقتلوا أسيرًا ومُدبرا..الخ.

"فالتمكّن" والقوّة ينبغي ألاّ يُنسيانا "صلاتنا" بربّنا الأقوى منا، فهذا كفيلٌ بنفي همجيتنا لإدامة السلم والعدل (الذين إن مكنّاهم في الأرض أقاموا الصلاة)، لذلك حين دخل النبيّ(ص) مكة فاتحًا لم يدخلها كطاووس، كما دخل برلين روزفلت وتشرشل وستالين، وكما جاست الأحذية الأمريكية بغداد لتدوس كرامتها، بل دخل مطأطأً رأسه لله ومستغفراً إيّاه، ولهذا "فالمهديّ" المنشود للسلام يُزار في مأثورنا بعبارات (عبدك..العائذ بك)، فامتلاك القوّة دون امتلاك "إيمانٍ بالله وخوفِ حسابِه" تجترح مصائب الظلم وجوائح الاعتداء على الحقوق، لذلك حفل تراثنا بأورادٍ مثل (اللهمّ إني صائم) (لا حول ولا قوة إلا بالله) (إنّا لله)، للجْم النفس ساعة اقتدارها، وللتيقّظ بأنّ ثمّة قوّةً عليا حسيبةً يحبسنا الخوفُ منها عن تطاولات الشرور وأذى الآخرين.

ونحن نحتفل بمولد منقذ البشرية، (المهديّ"ع") بمنتصف شعبان -وفق اعتقاد بعض المسلمين- نستذكر انتظار وتلهّف الشعوب قاطبة لمخلّصٍ عالميّ تنوعت أسماؤه وانتساباته وكيفيّات تصوّراته، لكن توحّدت سماته وانتظمت حوله الآمال كأهزوجةٍ للعدل والسلام، يُصلح الأرض بعد خرابها، ويُحيي القلوب بعد يبابها، ينشر العدل والحرّيات والأمن والسعادة فيرتع الجميع بعدله وتسامحه، فقد ورد بمأثورٍ يُخاطَب به: (يقصم الله بك الطغيان.. تهتزّ بك أطرافُ الدنيا بهجة، وتستقرّ بواني الحقّ في قرارها، وتؤوب شواردُ الدين إلى أوكارها..)، مُصلحٌ بشّر به النبيّ(ص) بأنّ مهمّته الكبرى (يملأ الأرض قسطًا وعدلا بعدما ملئت ظلما وجورا).
فهل الدول اليوم تسودها علاقات العدل والتكافؤ والأمان، أم التكالب والعدوان؟! ويتدرّج العدوانُ تنازلياً داخل البلدان ليُوصَل بظلم الحكام والساسة لشعوبهم، واستعلاء الطوائف على بعضهم، واستطالة المؤسسات الدينية على أتباعهم ومخالفيهم، وأكلِ التجّار فقراءَهم ومسحوقيهم، (ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ)، ويا ويل كلّ ضعيف.


جلال القصاب
جمعية التجديد الثقافية الاجتماعية
http://www.tajdeed.org/



#جلال_القصاب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- في ظل أحداث السويداء.. روبيو: أطراف الاشتباك اتفقت على -خطوا ...
- واشنطن تتحدث عن قرب احتواء التصعيد بين إسرائيل وسوريا.. وروب ...
- بحكومة شابة.. زيلينسكي يسعى لكسب دعم الشعب الأوكراني وترامب ...
- على خطى الأساطير الكبار.. برشلونة يمنح يامال القميص رقم 10
- سوريا: إلى أين؟
- ردود فعل دولية تدعو إسرائيل لوقف الضربات وسوريا تطالب مجلس ا ...
- حزب -شاس- يستقيل من حكومة نتنياهو دون الخروج من الائتلاف
- وزير إسرائيلي ثانٍ يحرّض على اغتيال أحمد الشرع
- تحليل يظهر تحسن أداء صواريخ إيران وخامنئي: مستعدون للدبلوماس ...
- ستارمر يدعو لمحاسبة الضالعين في برنامج سري لنقل آلاف الأفغان ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جلال القصاب - أفغانستان وجورجيا وترقّبنا المهديّ