أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عمار الدقشة - حتى عنق الزجاجة فقدناه!














المزيد.....

حتى عنق الزجاجة فقدناه!


عمار الدقشة

الحوار المتمدن-العدد: 2384 - 2008 / 8 / 25 - 08:20
المحور: القضية الفلسطينية
    


أكثرَ المتحدثون في الآونةِ الأخيرة من إطلاقِ المسمياتِ والتوصيفات للمأزقِ السياسي والأخلاقي الذي تعيشه القضية الفلسطينية، ولربما كان أكثر تلك التوصيفات حظوةً عند أهل السياسة هو أن قضيتَنا تراوحُ في عنق الزجاجة.
ولا أدري عن أيِّ عنقِ زجاجةٍ يتحدثُ أولئك؟!
-هل هي زجاجةُ مصباح النور والحكمة الوطنية التي كسرناها بأيدينا، لنغرقَ في بحرٍِ من الظلم والظلام؟!
-أم هي الزجاجة التي وُضعت كشاخصٍ للرماية، في معسكرات التدريب والتعبئة الحزبية والفصائلية؟!
-أم تلك التي يبحثُ عنها أطفالُ غزة داخل حاوياتِ القمامة؛ لبيعها؛ سعياً للحصول على ما يقتاتون به ليسد رمقهم؟!

برأيي الذي لا أثقُ بمدى صوابيته بقدر ما أثقُ بأن إحباطَ الفلسطينيين أوصلَهم لقناعةٍ مقاربةٍ له: أن هذا المصطلح فقد موضوعيتَه، ولم يعد مناسباً لننعت به إفلاسَنا الأخلاقي والسياسي وحتى الوطني، لربما أمكننا استخدامُ مثل هذا التوصيف في مرحلةٍ سابقة: كالخروج من بيروت مروراً بحرب المخيمات وصولا لاتفاقات أوسلو..

أما الآن فحتى الزجاجة التي كنَّا نشعر بالضيق وانسداد الأفق عند حشر قضيتنا داخل عنقها فقدناها بجملة ما فقدنا، وكم تمنيتُ في مراحلَ سابقةٍ أن تعودَ قضيتنُا لتحشر داخل عنقها، بالطبع ليس حباً في الاكتئاب أو رغبةً في الوقوع تحت الظلم، ولكن لأن مع كل ما يعنيه ذلك فهو يعني أن قضيتنا الوطنية لازالت موجودةً وتشغل حيزاً على سطح البسيطة، حتى لو كان هذا الحيز هو عنق زجاجة، يمكن أن يكون قاعدةً للانطلاق نحو فضاء الحرية والانعتاق.

أما الآن فأعتقد أننا كفلسطينيين لو حُشرنا في عنق الزجاجة، فلن نشعر بالضيق أو الضجر؛ لأننا الآن بعد أن انقسمنا ومُسخنا فرقاً متقاتلة، أصبحنا أصغر من أن نشعر بضيق هذا المكان؛ لأنه عملياً اكبرُ من حجمنا العقلي والأخلاقي، وأقوى من أن تكسره بنادقُنا التي ضلَّت الطريق وفقدت الاتجاه.

وإذا ما أبدينا الإصرارَ على توصيف حالتنا السياسية، فلن نجد مصطلحاً سياسياً أو لغوياً يمكن أن يُطلقَ على ما آلت إليه أحوالُنا، إلا أننا كنا فعلاً داخل عنق زجاجة تهشمت، لتختفيَ في المجهول، وتدورَ في فلكٍ متناهي الصغر، محصورٍ بين العدمية واللا جدوى.

ويبقي خيطُ نجاتنا الوحيد مرهوناً بأن يدفعنا دوارُنا ذلك للشعور بالغثيان، لنتقيء سمومَ التعبئة الحزبية، ونعودَ كما ولدتنا أمهاتنا، ونسترشدَ كحي بن يقظان بفطرتنا الإنسانية والوطنية، لنعودَ للوجود مرةً أخرى، بعد رحلةٍ طويلةٍ من العدمِ والعبثيةِ الفظة، التي وصلنا إليها بفعل ما نُفث من سمومٍ داخل عقولنا، وغيَّبَ وعيَنا الوطني..



#عمار_الدقشة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كاتم الصوت أصدق إنباءً من الكتب..
- اعتذاري لحنظلة!
- فتح.. الثورة الذبيحة!
- بين نعلين والقدس.. دمُ -أشرف- !


المزيد.....




- أعداد القطط تفوق السكان..هذه الجزيرة الإسبانية الصغيرة تحتفظ ...
- لقاءٌ مرتقب بين ترامب وزيلينسكي في البيت الأبيض يوم الجمعة
- تونس: كيف يرى التونسيون مستوى الحريات في بلدهم؟
- ملك الأردن عبدالله الثاني في مقابلة خاصة مع بي بي سي
- الجانب المظلم لكريستوفر كولومبوس و-عالمه الجديد-
- في غياب صاحب نوبل للأدب.. انطلاق معرض فرانكفورت للكتاب 2025 ...
- سجناء فلسطينيون أطلقت إسرائيل سراحهم مقابل الرهائن في غزة
- لوكورنو يلقي خطابا أمام النواب الفرنسيين لكسب التأييد وتفادي ...
- أكثر من 65 قتيلا وعشرات المفقودين بسبب فيضانات ضربت المكسيك ...
- مدغشقر: الرئيس راجولينا يحل البرلمان بعد أسابيع من احتجاجات ...


المزيد.....

- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عمار الدقشة - حتى عنق الزجاجة فقدناه!