أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نورالعقل - عذابات شهر الرحمة















المزيد.....

عذابات شهر الرحمة


نورالعقل

الحوار المتمدن-العدد: 2384 - 2008 / 8 / 25 - 07:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عذابات شهر الرحمة

شاهدنا في رمضان المنصرم كيف تهاوى إسماعيل هنيه أمام عدسات الكيمرات التلفزيونية من شدة إعياء الصوم.
كما شاهدت صباح أحد الأيام الرمضانية المباركة حادث أنقلاب سيارة في شارع عريض جدا خال تماماً من أي حركة مرورية راحت ضحيته أسرة بكاملها.
ونشاهد كل عام بأم أعيننا كيف يتلوى الأطفال ألماً ويغمى عليهم في المدارس من جراء الحر القارض والجوع الشديد بفضل هذه الرحمة الإلهية التي لايصمد أمامها إنسان.
في شهر الرحمة، يعاني الأمرين ويتعذب بصمت مرضى السكر والكلى والمرضى المصابون بالقرحة ممن يحتاجون لكميات وفيرة من المياه لتخفيف أحماض المعدة التي تسبب آلاماً مبرحة.
كما نشاهد بام أعيننا ضيق الحال والعصبية التي تؤدي الى الشجارات والعراك أو حتى الإقتتال بين الإخوة الصائمين في شهر المحبة والوئام.
لقد قرأت بالصدفة في عدد من أعداد مجلة العربي الصادرة في 2005 مقالاً هاماً عن ضرورة التغذية وتزويد أجسام كبار السن بكميات وفيرة من المياه والسوائل اللازمة طوال اليوم، وحذرت تلك الدراسة العلمية من مغبة التهاون في إتباع تلك الإرشادات التي تكون نتيجتها مضاعفات خطيرة قد تؤدي الى الوفاة.

والمدهش في الأمر هو إختفاء تلك المقالات في شهر رمضان وبشكل مبرمج، فنرى وسائل الإعلام تستبدل تلك الثوابت بمقالات عن فوائد الصيام وإكتشافات علمية يسيل لها لعاب الصائم مع كثرة الطبخات الرمضانية التي تبثها القنوات الفضائية، فترى الصائم يغيب في جرعة تخديرية على الطريقة الإسلامية لايوقظه منها إلا أخبار الوفيات التي يزخر بها الشهر الكريم.
لاأحد تبلغ به الجرأة حتى بالتفكير في إنتقاد هذا العذاب الجماعي، فهذه خطوط حمراء تطير بسببها الرقاب.
لاشك أن أحدهم يتحرق لأن يقول العبارة التقليدية المعلبة بأن الإسلام دين رحمة وقد أحل للمريض الإفطار. نعم، ولكن من المستحيل أن يتفق علماء الدين على تحديد تلك الأمراض وحدود إستشراءها بدقة وبشكل قاطع لأن كل ذلك ترك لتقدير المريض، فالدين لايفقه شيئاً في الطب فهو من المكتشفات العلمية التي يعود الفضل فيها للغرب الكافر الذي لولاه لأنقرض مليار من المسلمين وبقي أربعمائة ألف منهم يتلذذون بالحبة السوداء ويحتسون كؤوس بول البعير المشبعة بالمضادات الحيوية التي تزخر بها إحدى أجنحة الذباب.
لقد ترك الإسلام الباب مفتوحاً لتقدير المريض لأمراضه، والمسكين لايجد لنفسه عذراً في الإفطار حتى لو نصحه الأطباء بذلك، لأنه خائف من بطش الرحمن الرحيم، لذلك تجده دائم التضحيات ودائم الشك في نفسه خوفاً من غدر هذا الإله البلطجي الذي قال عن مكره أول المبشرين بالجنة، على الرغم من أنه ضحى في سبيله الغالي تلو النفيس، قال عنه أنه لايأتمن له حتى لو عتبت أحدى قدميه جنة الخلد... إله لايؤتمن... إله متناقض مع نفسه، إله متخبط لايدري ماذا يريد من عباده بالضبط، ففي الوقت الذي تجد فيه أحاديث تضمن لك دخول الجنة فإنك تجد أيضاً أحاديث تدخلك النار بلمح البصر.
في رمضان يشمر الكثير من المشهود لهم بكثرة الأمراض عن سواعدهم لدخول المعترك الرمضاني المميت، فنرى العجزة وكبار السن ممن عتبت أحدى أقدامهم الآخرة، وفور دخول القدم إلى الآخرة تشبثت بها على الفور ستة وثلاثون من الحوريات فيما ظلت القدم الأخرى حائرة بين تصفيق الستة وثلاثون حورية الاخريات لإستقدامها إلى الجنة وبين محاولات الأطباء تمديد اقامتها في دنياها.
وهنا يتدخل السيد رمضان ليقول كلمته الفصل فيضع حداً لهذه المهزلة فنجده يصرخ في سماعة الأذن العتيقة للسيد (بإنتظار الفيزا) ويأمره أن لايكترث لنصائح الأطباء، وأن يلقي بمحتويات صيدليته عرض الحائط ويستمر في صومه.
أعرف أحدهم يصوم بكلية واحدة. كما سمعت عن إمرأة (ملتحية) تناولت عن عمد عقار طبي لإيقاف دورتها الشهرية حتى تتمكن من صوم كل أيام الشهر مرضاة لله، وهي الآن ترقد في المستشفى تعاني من آلام في الظهر ومآسي أخرى.
يدعي البعض أن هذا حباً وتقرباً إلى الله، بينما يرى العقل- وهو أسمى مانملك- إن هذا غباءا تقهقه له كل الآلهةً وإستخفافاً صريحاً بجوهر الأديان (التي تحترم نفسها) والتي تضع الرحمة والتسامح في مقدمة مبادئها.
دعونا نسمى الامور بسمياتها، فهذا التقرب ماهو إلا خوفاً ورعباً وعدم إئتمان لبطش الغفور الرحيم...
يخاف المسلم بطش اللة ولايجد لنفسه عذراً في شئ حتى في أحلك لحظات حياته.
نصح جراح عيون إمرأة بعد أن أجرى لها عملية في عينها الصحيحة الوحيدة أن تتجنب الركوع لأنه سيؤدي بها الى العمى. لم تستمع أمة الله لنصيحة الطبيب وهي الآن تنشد من يوصلها إلى الحمام.
ذهب العائل الوحيد لاسرة شديدة الفقر قبل سنتين للحج ومازال لهذا اليوم يسدد فاتورة رحلته المكوكية.
في رمضان تنقلب حياة الناس رأساً على عقب. فيصبح صباحهم سباتا ومساءهم معاشا. ومما لاشك فيه أن لهذا التغيير آثاراً صحية ونفسية غاية في الخطورة، وأول من يكتوي بناره الأطفال، حيث يجرّهم آباهم لمواكبتهم في السهر كي يضمنوا لأنفسهم نوماً هنيئاً في الصباح.
رمضان شهر يتميز بالخمول واللاإنتاجية، ومعظم الناس يأخذون إجازتهم في رمضان أما بشكل رسمي أو غير رسمي. وإن تظاهرت بعض الدول بتطبيق الدوام الرسمي، فانها تظل ساعات في العمل لاساعات عمل . فمن أين لموظف أو معلم أو تلميذ بالقدرة على العطاء والتركيز وقد سهر حتى الفجر وأتخم معدته قسراً قبل النوم رامياً عرض الحائط كل القواعد الصحية والبيولوجية.
الكثير من كبار السن يصابون بحالات إكتئاب غير عادية في رمضان لأنهم يسهرون الليل ولايستطيعون نوم النهار. وليس غريباً أنهم يحزنون عند إنتهاء هذا الشهر، فهناك حالة معروفة في علم النفس تتعاطف فيها الضحية مع من يعذبها وخصوصاً إذا كان هذا المعذب هو الجبار المهيمن.
لقد شاهدت على مدى أحدى عشرة عاماً قضيتها في أوروبا كيف يكيل علماء النفس اللوم على الدولة كل عام بسبب تقديم أوتأخير ساعة واحدة فقط حسب مايقتضيه التوقيت الصيفي أوالشتوي...
وبينما يبرر العلماء تلك الهجمات بتأثيرهذه الساعة السلبي على نفسية الإنسان أو مايسمى بساعتة البيولوجية ،تحاول الحكومة جاهدة تبرير موقفها بتقديم إحصائيات دقيقة عن توفيرها الملايين بسبب هذه الساعة في استرشاد الطاقة.
هل تجرأ احد في وطننا العربي بالقيام بأحصائية عن المبالغ الهائلة التي تهدرفي أمسيات الشهر الكريم...
هل تجرأ أحد أن يكتب علناًعن التأثير السلبي لجعل الليل معاشا والنهار سباتا...
لم ولن يحدث هذا لأن الاسلام ريح عاتية تطفئ نور العقول بل وتذهبها...
ومع ذلك فأن كل عذابات الشهر الكريم تهون فيما لو أن ماجاء به محمد هو الحق.
جاء في مقالة قرأتها للدكتوره وفاء سلطان على ماأتذكر أن الفرنسيين أمسكوا بشخص في سوريا إسمه المرشد بتهمة تنصيب نفسه إلهاً. وقد دافع الإله الجديد عن التهمة بقوله الذي وجدت فيه مصداقية كبيرة بأن الناس أرادوا له أن يكون إلهاً فكان.
ولو سألت مشعوذاً أوساحراً عما يفعل لأجابك ببساطة بأنه يفعل مايتوقعه منه زبائنه.
إذا كان هذا يحدث في التاريخ الحديث، فما بالنا بنوعية الزبائن التواقين للمنتجات الدينية قبل ألف وأربعمائة عاماً.
ولو جردنا أنفسنا من الأوهام الموروثة واللاموضوعية العمياء وحكمنا العقل الذي لاتصمد أمامه حجة، لوجدنا ان كل هذه ترهات ونزوات محمدية أراد بها وهم من إتبعوه بقدرات روحانية كاذبة كان الناس في أمس الحاجة إليها لإراحة أنفسهم الحائرة أمام ملايين الأسئلة التي كانت تعتري أناس الجاهلية من فجرهم حتى مساءهم، فالآلهة التمرية التي كانوا يصنعونها صباحاً ليأكلونها في عشاءهم لم تستطع حمايتهم من الموت الذي كانت من بين أسبابه نزلة برد عابره.
لقد كانت السلعة الرائجة في تلك الأزمنة هي ماتتعلق بالألوهية. وكان محمداً تاجراً يعرف اصولها وفصولها، فاستثمر تلك الفرصة إستثماراً جيداً، وروّج لبضاعته الجديدة متجاوزأً نفس الخطوط الحمراء التي يفرضها علينا الآن.
لقد قام محمد بعمل دراسات جدوى إقتصادية لمتطلبات سوق الجزيرة، خصوصاً ان موضوع الديانات موضوع حساس تطير بسببه الرقاب.
بيد أن ماكان يميز النبي الجديد عن غيره هو إدراكه بأنه يتعامل مع مجتمع - وأن أرهبتك وميض سيوفه- إلا أنه مجتمع قمة في الغباء وسهل الترويض والإحتواء أمام المنتج الإلهي.
وقد تيقن محمداً أن سلعته ستكتسح السوق عندما نجح نجاحاً منقطع النظير في التحكيم بين القبائل الغاضبة في مسألة حملها للحجر الأسود واللذين أشادوا بعبقريته التحكيمية فكان مثل الأعور في مجتمع عميان.
لقد كانت السلعة المحمدية الجديدة هي عباره عن نسخة معدلة لخليط من الأديان اضيفت لها بعض الصبغات المحمدية والنكهات الجبريلية بما يتناسب وإحتياجات السوق الخليجية.
ففي الوقت الذي أبقى فيه على منتج الحج كما ورثه عن الموديل الجاهلي، نجده يتخبط في عدد الصلوات، فحددها بخمسين صلاة على أساس أن مجتمعه (فاضي شغل)، وعندما رأى ان سلعته ستصاب بالكساد أدخل عليها تخفيضات هائلة فحذف الصفر واكتفى بالخمسة.
جاء بسيرة وقصص الأنبياء والشعوب الاخرى مما سمعه عن الاديان الاخرى خلال ترحاله بقوافل خديجة واختلاطه مع أبناء تلك الشعوب، فإعتمد في نقله على ذاكرته فجاء الكثير منه مشوهاً ولايتفق مع ماجاء في الكتب السماوية الأخرى.
أما الصوم فقد كان معروفاً في أديان ماقبل الاسلام، ولكنه كان صوماً روحانياً تحلق فيه الروح الى أسمى درجات الرقي والطمأنينة ولم يحمل في ثناياه هذا العذاب المحمدي الذي جاء به لمذلة النفس البشرية.
ومع هذا فإن مايدعو حقاً للأعجاب في شخصية محمد هو الموضوعية والحسم اللذان تمتع بهما عن غيره من أبناء قومه والتي تمثلت في تحكيم عقله ورفضه لعبادة الآلهة التمرية، فهل لنا أن نتبع خطى نبينا المصطفى فنجعله قدوتنا، ونحذو حذوه فنجتاز (كما اجتاز) الخطوط الحمراء وننبذ ماجاء به جملة وتفصيلا.
أخيراً دعوني أهمس في آذانكم:
لو كان محمداً بيننا وشاهد بأم عينيه كيف يتحكم الأمريكان بالريموت في مجس قابع في المريخ على بعد 980 مليون كيلومتر، أو لو أنه جرَب شفرة حلاقة من جيليت أو تحسس نعومة ورقة كلينكس لأنفجر مقهقهاً حتى أدمعت عيناه من الضحك فإستلقى على قفاه وقال:
أما أزلتم تصدقون تلك المزحة الثقيلة أيها البلداء...



#نورالعقل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -لن يوجد يهودي آمن حتى يصبح الجميع آمنا-
- المقاومة الإسلامية في العراق تضرب 3 أهداف في الأراضي المحتلة ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تشن 6 هجمات بالطيران المسير وصا ...
- شاهد.. رجل يطلق النار على كاهن أثناء خطبته في إحدى الكنائس ا ...
- بعد رد حماس .. -عودة الروح- لمفاوضات الهدنة وإطلاق الرهائن؟ ...
- “شوف جايزتك قد ايه”.. إعلان مشيخة الأزهر عن نتيجة مسابقة شيخ ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق-: استهدفنا منصة لوياثان الغازي ...
- المقاومة الاسلامية في العراق.. صواريخ -الأرقب- تدك ميناء عسق ...
- ولاية بنسلفانيا.. رجل يعتدي على قس في الكنيسة والعثور على جث ...
- ثبتها بخطوات بسيطة… تردد قناة طيور الجنة 2024 الجديد على ناي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نورالعقل - عذابات شهر الرحمة