كامل شياع اغتيال عقل .. اغتيال مشروع للأنسانية

إخلاص الطيار

الحوار المتمدن-العدد: 2384 - 2008 / 8 / 25 - 09:26
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

باغتيال الراحل الأستاذ كامل شياع سيبدو المشهد الثقافي العراقي الحر في حال خطر دائمة وتهديد مباشر لتصفية رموزه الثقافية التي تتمتع بالعقل الحر والنظرة الوطنية لثوابت اجتماعية وتاريخية وثقافية .

لم يكن كامل شياع مجرد اسم في طابور وزارة طويل ، بل كان عقلاً حراً منفتحاً يستدرك الكثير مما ضاع من ثقافة العراق عبر تجلياتها المختلفة ، وكان العقل النشط في مشهد أربكته المظاهر المسلحة وفرق الموت والإغتيال لكنه كان يأمل في متغيرات آتية ربما تستطيع فيها الثقافة العراقية أن تستعيد ريادتها وأهميتها محلياً وعربياً وأن تستوعب الكثير مما فقدته في أكثر من ثلاثة عقود .

يبدو أن العقل الحر بدأ يخيف شراذم القتل والغدر والثأر السياسي فاستهدفوا هذا العقل المتفتح الذي نأى عن اشتباكات السياسيين ومصالحهم الضيقة وصرف النظر عن آليات معقدة ما تزال تدور في أروقة الأحزاب ودهاليز السياسيين الموتورين ، وانتبه الى الحالة الثقافية من أوسع أبوابها ومحاولة إعادة صياغتها تحت مفهوم ديموقراطي وطرح مشروع وطني لها يرى أن تكون ثقافتنا لها الصدارة في مجمل الأنشطة المدنية والإجتماعية الواسعة . بوصفها ذات إرث عميق وغائر في التاريخ العراقي والإنساني .

كامل شياع مشروع ثقافي بحد ذاته .قيمته من قيمة إنتمائه الى عراقيته وعروبته وإرثه الوطني . عقلية نافذة الى مشكلات الثقافة . تشكّل مبدئي في مواجهة المنحرفين الإيديولوجيين الذين يحاولون تسييس الثقافة الى غير مظانها وأهدافها . صاحب أفكار لم تجد طريقها كثيراً الى التطبيق بسبب غلبة السياسي على الثقافي ومحاولة احتوائه لمصالح طائفية وهامشية في الحياة اليومية . كان شياع معطاء وفير الإنتاج الفكري والمعرفي الذي يصبّ في خانة التحضر والتمدن في مساهماته الجليلة للبناء الديموقراطي الجديد .

لم يحمل كامل شياع بيده رصاصة ولا مسدساً ، بل كان يحمل قلماً وطنياً يعرف كيف يوجّهه وكيف يقوده الى ما يراه مؤثراً في الحياة اليومية والثقافية .رغم الحياة المفخخة وتعالي اصوات الشر والمفخخات على اصوات السلام والكلمات الوطنية المعبرة عن حالة البلاد وهي تستعر بالحقد السياسي الطائفي المشين. وكان الراحل يرى المستقبل قادماً رغم مرارة السنوات التي مضت وهي تُميت الأمل في الصدور.

رحمك الله يا كامل .
ستبقى نصباً كبيراً أمام أنظارنا وحالة نادرة في ضمائرنا وعقلاً حراً ينير للعميان طرقهم من المأجورين والقتلة .
نم في خلودك
وسينكشف المأجورون وقتلة الأصوات الحرة..
الى خلودك أيها الرجل الطيب ...

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل