أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - جواد الديوان - هل يزدهر الشباب العراقي؟















المزيد.....

هل يزدهر الشباب العراقي؟


جواد الديوان

الحوار المتمدن-العدد: 2383 - 2008 / 8 / 24 - 11:17
المحور: الطب , والعلوم
    


تعدّدت مفاهيم الصحّة العقلية من حالة تفوّق القدرات الطبيعية للإنسان لزيادة إمكانياته على العمل والابداع وحبّ البشر، أو الذكاء الاجتماعي حيث القابلية على تقليل تأثير القلق والتوتّر والتحادث لبناء علاقات حميمية وإمكانيات على تركيز العواطف، وتعكس نضج الإنسان خلال تقدّمه بالسنّ. وأخيراً الصحّة العقلية هي الشعور بالسعادة ومقاومة التوتّرات في الحياة، ويتأثّر مفهومها بالثقافة السائدة في المجتمع. ومن دراسة مكوّنات الصحّة العقلية ولفترات ظهر أن التمتّع بها كاملة يعني الازدهار بالحياة، وعكسه الوهن والضعف. أثّرت العولمة على انتشار الأمراض النفسية بتأثيرها على هويّة الفرد والجماعة، والتمدّن سبب زيادة واضحة في انتشار اضطرابات السلوك، وارتبط في تحطيم أواصر العائلة، وانتشار العنف ضد الزوجات والأطفال وكبار السنّ، وتنتشر مع التمدّن الكآبة والقلق النفسي.
والبحث في الصحّة العقليّة موضوع مهمل في العالم العربي، فهي تشكّل ١.٢% من كلّ البحوث المنشورة من العالم العربي في المجلاّت العلمية الطبّية العالمية للفترة ١٩٨٧ و٢٠٠٢. وكانت الكويت والسعودية ومصر الأقطار الرائدة في البحوث المنشورة عن الاضطرابات النفسية بين الأطفال والمراهقين. وظهر بحثان فقط في العراق عن الاضطرابات النفسية. واستطاع بعض العلماء تحديد مقياس للصحّة العقلية، تعتمد على العواطف الايجابية تجاه حياة الفرد، والدور الايجابي له في الحياة.
في محاولة لدراسة الصحّة العقلية لدى الشباب العراقي، تمّ جمع معلومات عن عيّنة من مسح معارف واتجاهات وممارسات الشباب في العراق للعام ٢٠٠٤. وشملت الدراسة ٨٨٠٧ شباب تراوحت أعمارهم من ١٢ الى ٢١ سنة، وعدد الذكور مساوٍ لعدد الإناث تقريباً، وذوي مستويات تعليمية مختلفة. وأجرت فرق متدرّبة مقابلات لكل شاب مشمول ومليء استمارة خاصة. وشملت الاستمارة استبيان الحالة النفسية والاجتماعية، إضافة الى المعلومات الديموغرافية.
كانت نسبة الشباب المزدهر (التمتّع بالصحّة العقلية الكاملة) ٥.٦% تقلّ كثيراً عن النسبة التي تمّ تسجيلها في الولايات المتحدة الأميركية في العام ٢٠٠٦ (٤٠%). ومن أسباب ذلك تعرّض الشباب العراقي للحروب المتكرّرة والحصار والعنف والحياة النمطية. وأكّدت دراسات من الكويت وفلسطين ولبنان وإسرائيل ورواندا وكرواتيا، التأثير السلبي للحرب في نموّ الطفل النفسي. والدراسة الوحيدة عن أطفال العراق بعد حرب ١٩٩١ وطوال عقد التسعينيات (نفّذها علماء من السويد من مجموعة الدراسة العالمية ـ هافرد) تؤكّد تأثير الحرب السلبي في النموّ النفسي للطفل والذي يستمر الى ما بعد نهاية الحرب. وقد حدّدت بعض الدراسات العالمية بأن نصف الأطفال الذين يتعرّضون للحرب سيعانون اضطرابات عقلية في شبابهم.
كما أن سوء التغذية أثناء الطفولة يزيد من انتشار الاشكاليات السلوكية الخارجية (الاضطرابات السلوكية والسلوك العدواني تجاه المجتمع وغيرها) بين الشباب، وقد تكون الاشكاليات السلوكية عامل خطورة لممارسة العنف مستقبلاً. وهناك نسب انتشار عالية لسوء التغذية بين أطفال العراق في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، وقد يكون هذا سبباً لتدهور الصحّة العقلية بين الشباب الآن (ولادات الشباب الذين خضعوا للدراسة في فترة سنوات الحرب العراقية ـ الإيرانية وحرب تحرير الكويت وسنوات الحصار الاقتصادي).
يرتبط سوء التغذية للأمّهات الحوامل (أي لا تحقّق الحامل زيادة الــوزن الطبيعية)، وزيادة نسب الولادات بوزن ناقص (وزن الولادة أقـلّ من ٢٥٠٠ غرام)، وزيادة في نسب الولادات المسبقة (الولادة بحمل أقلّ من ٣٧ أسبوعاً)، مع انتشار الاضطرابات النفسية. والأطفال الذين ولدوا بوزن ولادة ناقص يعانون في فترة المراهقة ضعف الانتباه وأداء اجتماعياً سيئاً. وينتشر سوء التغذية بين الحوامل العراقيات مع زيادة كبيرة في نسب الولادات بوزن ناقص والولادات المسبقة، وقد تكون هذه من أسباب تدهور الصحّة العقلية لدى الشباب وعدم تمتّعهم بها كاملة (الازدهار).
يرتبط العنف مع الاضطرابات العقلية بشكل لا يمكن عكسه أبداً، وانتشار العنف في العراق واضح، وقد يكون العنف سبباً آخر لانتشار الوهن بين الشباب العراقي، وقد تكون هذه علاقة سببيّة متبادلة، وبحاجة الى دراسة مستفيضة.
العولمة غيّرت آليّة تفاعل الإنسان مع جوانب الحياة مثل الاقتصاد والسياسة والمجتمع والثقافة والبيئة والتكنولوجيا. وكذلك إدراكه للزمان والمكان وطريقة التفكير. فتأثّرت الصحّة العقلية وانتشار الأمراض العقلية. وقد يكون للعولمة دور في تدهور الصحّة العقلية للشباب المشار إليه.
قلّت نسبة الازدهار مع تقدّم العمر. وقد تكون هذه الظاهرة نتيجة تراكم التعرّض للحروب العبثية التي خاضها العراق. وتعرض الشباب للسنوات الأصعب للحصار.
ولم تظهر فروق في الصحّة العقليّة بين الذكور والإناث من الشباب. وتتأثر الإناث بنسب أكبر منها بين الذكور. والاضطرابات النفسية لدى المرأة تتوضّح في إشكاليات داخلية (المزاج والقلق)، في حين يعاني الرجال نسب انتشار عالية لاضطرابات خارجية (الاضطرابات السلوكية والسلوك العدواني تجاه المجتمع).
ارتباط اضطراب السلوك (الاعتقال وترك المدرسة والتدخين واستخدام المواد بالاستنشاق) بالوهن (عدم التمتّع بالصحّة العقلية الكاملة) بين الشباب، يوضح أن أداء الشباب الذين يتمتّعون بالصحّة العقلية الكاملة (الازدهار) أفضل من غيرهم وخاصة الذين يظهرون الوهن. وكانت معاناة الشباب المزدهر من أعراض الكآبة أقلّ من معاناة الشباب الواهن بكثير. هذه محاولة أوليّة لقراءة واقع الصحّة العقلية للشباب في العراق من معطيات مسح ميداني. وانتشر الارهاب في العراق بعدها، مع العنف والقتل العشوائي والخطف والمساومات والفدية والتفجيرات.

مكوّنات الصحّة العقلية
العواطف الايجابية
مشاعر إيجابية: مبتهج عادة، ومشارك في الحياة، سعيد، وهادئ ومسالم، ومفعم بالحيوية.
حياة معلنة: عادة ذات قناعة عالية بالحياة بشكل عام.
نشاطات نفسية إيجابية
قبول النفس: يحمل اتجاهات إيجابية تجاه النفس، ويحب كل أوجه نفسه وشخصيته، ويعبّر عن شكره.
النمو الشخصي: يبحث عن التحدّيات، ويعرف قدراته الذاتية، ويشعر بضرورة التطوّر المستمر.
غاية في الحياة: يجد أن حياته الخاصة لها اتجاه ومعنى.
سيطرة بيئية: يمارس قابلياته للاختيار ويشكّل بيئته الشخصية لتلائم الحاجات.
استقلالية يقاد ذاتياً، ومقبول اجتماعياً، ولديه قيم ومعايير داخلية.
علاقات إيجابية مع الآخرين لديه، أو بإمكانه تشكيل علاقات دافئة وذات مصداقية، وثقة بالآخرين.
نشاط اجتماعي إيجابي
قبول اجتماعي: يملك اتجاهات إيجابية للاختلافات البشرية والاعتراف بها وتقبّلها.
المساهمة في تطوير المجتمع: يؤمن بأن الناس والمجموعات والمجتمع لهم طاقات كامنة وبإمكانهم التطوّر إيجابياً.
الاسهام في المجتمع: ينظر الى نشاطاته الخاصة كونها مفيدة وتقييم من قبل المجتمع والآخرين.
تماسك المجتمع: يهتم بالمجتمع والحياة الاجتماعية ويجدها ذات معنى.
تكامل المجتمع: يشعر بالانتماء الى المجتمع.



# جواد_الديوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- وزيرة مصرية سابقة تدافع عن الطبيب حسام موافي بعد الهجوم عليه ...
- مصر.. اختراق صفحة -اتحاد طلاب جامعة جنوب الوادي- على فيسبوك ...
- نقاش عقيم مع إدارة معهد العلوم السياسية وطلاب السوربون يتحدو ...
- «عملاق الهواتف الذكية».. تعرف على مواصفات ومميزات هاتف ريلمي ...
- GTA 3 NEW Update|.. تحديث جاتا 3 الجديد على الأندرويد والأيف ...
- أرجوكم الحقوا أطفالكم!!.. تحذير شديد اللهجة بمنع استخدام الأ ...
- الصحة الفلسطينية: ارتفاع حصيلة شهداء الكوادر الطبية بغزة إلى ...
- معهد العلوم السياسية في باريس يرفض مراجعة العلاقات مع إسرائي ...
- مايكروسوفت تستثمر المليارات لدعم التحول الرقمي في ماليزيا وإ ...
- شركة -إيجاس- المصرية تستأجر وحدة عائمة للغاز الطبيعي المسال ...


المزيد.....

- المركبة الفضائية العسكرية الأمريكية السرية X-37B / أحزاب اليسار و الشيوعية في الهند
- ‫-;-السيطرة على مرض السكري: يمكنك أن تعيش حياة نشطة وط ... / هيثم الفقى
- بعض الحقائق العلمية الحديثة / جواد بشارة
- هل يمكننا إعادة هيكلة أدمغتنا بشكل أفضل؟ / مصعب قاسم عزاوي
- المادة البيضاء والمرض / عاهد جمعة الخطيب
- بروتينات الصدمة الحرارية: التاريخ والاكتشافات والآثار المترت ... / عاهد جمعة الخطيب
- المادة البيضاء والمرض: هل للدماغ دور في بدء المرض / عاهد جمعة الخطيب
- الادوار الفزيولوجية والجزيئية لمستقبلات الاستروجين / عاهد جمعة الخطيب
- دور المايكروبات في المناعة الذاتية / عاهد جمعة الخطيب
- الماركسية وأزمة البيولوجيا المُعاصرة / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - جواد الديوان - هل يزدهر الشباب العراقي؟