الشيوعي اللبناني استعاد أيام ألقه النضالـيّ واستبعاده عن المشهد الرسمي ضاعف وهجه

جنى نصرالله

الحوار المتمدن-العدد: 736 - 2004 / 2 / 6 - 05:06
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

ولكن المشهد الشيوعي بدا في زمن آخر يعود الى نحو ربع قرن. انه خريف عام 1982 حين ولدت "جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية", ليصبح بعدها 17 ايلول تاريخا احتفى به الشيوعيون لاعوام طويلة على طريقتهم الخاصة. فكان مناسبة للعمليات النوعية التي نفذت ضد القوات الاسرائيلية وحصدت الكثير من عناصرها.

بدا الحزب الشيوعي اليوم في حلة مختلفة او بالاحرى متجددة تذكر بايام تألقه السياسي والنضالي والشعبي. اذاعته مستنفرة منذ ثلاثة ايام لمواكبة الحدث. اما امس فكان يوما اذاعيا طويلا استعاد محطات مضيئة في حياة الحزب, واستضاف امينه العام الاسبق جورج حاوي. فبدا في حواره امينا حقيقيا لتلك الفترة التي يعرف ادق تفاصيلها, ووضعت جانبا كل الادوار الاخيرة والمهمات التي كان يضطلع بها بعدما غادر مركز الامانة العامة.

الحزب الشيوعي في دائرة الضوء مجددا لاسباب تجعله يستحق ان يكون عن جدارة في هذا المكان. فقد انتظر عودة الاسير انور ياسين احد منفذي عملية جبل الشيخ الشهيرة. وينتظر ايضا عودة 16 رفاتا من اصل 59 لشهداء سقطوا في ارض المعركة في جنوب لبنان. ولكن ثمة من اراده خارج هذه الدائرة. ولأن الاشياء "لا تسمى باسمائها فالفاعل "مجهول" او بتعبير ادق لا اسباب معلنة لهذا الاستبعاد ولا تفسير رسميا لما جرى.

لماذا استبعد الحزب عن الاستقبال الرسمي? سؤال من دون اجابة في بلد اعتاد على التلهي بحل الالغاز ايا كانت طبيعتها ومستوى تعقيداتها.

الرواية لها مصدر واحد هو الحزب. ويبدو انها رواية صحيحة اذ ان اي جهة لم تنف او تؤكد او تبرر ما جرى او تعلق على ما ورد في البيان الصادر عن الحزب في هذا الشأن.

التفاصيل

وفي التفاصيل وفق مصادر الشيوعي ان "الحزب اتصل بدائرة التشريفات في القصر الجمهوري للاستفسار عن عدم ادراج اسمه ضمن الوفود الرسمية التي ستشارك في استقبال الاسرى المحررين في المطار. ولكنه لم يلق اي اجابة. فطرح وفد من الحزب الموضوع مع الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي وعد بايجاد حل للمشكلة وسعى جاهدا لتحقيق هذه الغاية. ولكن النتيجة كانت المماطلة وعدم الرد على الحزب لا سلبا ولا ايجابا. وبعدما اعد الحزب بيان استنكار لما جرى, تلقى اتصالا يتيما من العقيد مروان حلاوي طالبا التريث في عدم توزيع البيان واعطاءه مهلة ساعة لحل المشكلة. ولكن الساعة انقضت وبعدها ساعة ولم يحرك احـد ساكنا او يتـصل بالحزب".

وجاءت النتيجة عدم مشاركة الحزب في الاستقبال الرسمي رغم ان ثمة من نصح قيادته بدخول المطار مع وعد بعدم اعتراضها!

بقي الحزب خارج المشهد الرسمي كما اعتاد على ان يكون دائما. وانضمت القيادة الى صفوف الجماهير بعدما غادرتها في فترات سابقة. واحتشد الشيوعيون براياتهم الحمراء وصور شهدائهم التي طبعت على الخريطة اللبنانية وذيلت بعبارة "من الحزب الشيوعي اللبناني الى كل الوطن, شهداء جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية".

لم يحتل الشيوعيون وحشودهم الغفيرة الصفوف الامامية في المنطقة المحددة للاستقبال الشعبي, لانهم رفضوا المزاحمة للوصول الى حيث يفترض ان يكونوا. ولكن راياتهم كانت مرفوعة عاليا. والتاريخ لا تخطه الاقلام الرسمية ولا تلغيه القرارات الصادرة من الجهات العليا. الحزب الشيوعي مجددا في دائرة الضوء. وقرار استبعاده من الاستقبال الرسمي ضاعف وهجه خلافا لما اراده البعض, ورب ضارة نافعة.

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل