أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فتيان ياسين - البراءة المفقودة














المزيد.....

البراءة المفقودة


فتيان ياسين

الحوار المتمدن-العدد: 2381 - 2008 / 8 / 22 - 04:56
المحور: الادب والفن
    


جلسا معا متقاربين متحابين تعانقت العينان وتشابكت الأنامل وخفت الصوت وتحررت الآهات وخيل لى أنهما طائران مغردان قد تطرفا بعيدا عن سرب الآلام.
اختلست النظر وتقدمت فى هدوء واخترقت جدران المعبد وشاركتهما نسائم الليل ومناجاة القمر لم تكن هى احدى حسناوات المدينة الأرستقراطية ولم يكن هو احد أمراء الحى الراقى الذى يقطنه بل كانا طفلين بائسين يائسين يشحذان معا لم تكن معالم الأنثى واضحة بعد ولم يكن يعلم من أمور الرجال سوى انه قد يوسع ضربا احد المتطفلين على جدار حياته أراها خاسرة باكية رافضة لرحلة النضال الزائف التى تحياها كل صباح ومساء بين شوارع وحارات تلك المدينة طلبا لرغيف خبز جاف أو قطعة نقود فضية أراها سئمت ذلك الروتين اليومى المهين فى التنقيب عن شئ ثمين وغالى قد سقط سهوا من احد المارة.
ضاقت زرعا بالحديث آلاف المرات لآلاف الأشخاص والاستماع لنفس الإجابة بدت لى ممزقة النفس والجسد أكثر من تمزق ردائها البالى القديم أما عنه فقد ارتسمت على وجهه علامات القهر والقلق حتى وان كان يحمل بين هواجسه المحترقة همجية رجل الغابات وعصبية رجل اليوم امتدت يده النحيفة ترب على كتفها العارى ليهدئ من روعها حينا ويجفف بأطراف أكمامه المهلهلة دموعها حينا أخر تحدثا طويلا ثم تركها ورحل مسرعا مختفيا عن الأنظار ، لحظات وعاد بمأكولات كثيرة ألقاها بين كفيها وهنا فقط تبدل حزن الصغيرة إلى ابتسامة واسعة احتلت مساحات وجهها الأسمر اقترب منى يتكئ على عصا معوجه جذبها من احد الأغصان من حوله وتقدم نحوى يطلب شيئا أعطيته ولم أرده فعاد إليها وأعطاها ما ظفر به منى دقائق قليلة واصطحب فتاته ومضى ولا زال الشغف والفضول يقودني لملاحقتهما كانت يده ملتصقة بكفها المبلل بعنف وعطف وكان يشير بيده الأخرى إلى ناطحات السحاب التى لا تكاد تصل أبصارهما لنهايتها وبعينها دهشة صاخبة تملؤها زهواً وسروراً ثم تنتقل أنامله ما بين أضواء اللافتات والإعلانات المغرية والمأكولات المستحيلة والى السيارات المخيفة التى تركض وكأنها فى سباق أحمق مع الزمن وكأى أنثى بالعالم تعلقت عيناها برداء زفاف جميل أذهلتها شفافيته الأسطورية واتساعه المرهق تحسسته من خلال زجاج العرض وهى فى حالة من الهذيان والأمل ولكن هناك شيئاً أخر جذب انتباهها لقد برقت بعينها قطعة نقود فضية ترقد على الجانب الأخر من الطريق أشارت إليه حدثته اندفع مسرعا للحصول عليها قبل ان يسبقه احد الزملاء المارين هناك.
لحظات وتوقفت حركة المرور والتف جمع من الناس ووقف الجميع ما بين الذهول والاضطراب والعدو لقد استكان بأحضان الطريق ينزف الدم والندم يلهث من شده الألم يرقب بعيناه التعبة وجوه الملتفين حوله لتستقر بعد طول رحيل بوجهها الأسمر الباكى ثم هدأت أنفاسه إلى الأبد فانطلقت هى من شدة الفزع والخوف تمر بزحام السيارات وزحام العابرين تركض فزعة مشتته دون توقف دون التفاته دون حذر تختلط دموعها بقطرات العرق تصعقها الأضواء الصاخبة المرتعدة فتفقد رؤيتها الواضحة للأشياء تتعثر قدماها تسقط فتلتهمها بالوعة مهملة فتختفى للأبد وكأنهما عصفوران مغردان يمرحان بسماء الأمل والغد فسقطا ببندقية صيد واحدة







ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- طلبة -التوجيهي- يؤدون امتحانات -الرياضيات- 2- و-الثقافة العل ...
- هنا رابط مباشر نتائج السادس الإعدادي 2025 الدور الأول العلمي ...
- سوريا الحاضرة من نوتردام إلى اللوفر
- كيف استخدم ملوك مصر القديمة الفن -أداة حكم- سياسية ودينية؟
- موعد ظهور نتيجة الدبلومات الفنية 2025.. استعلم عن نتيجتك
- عرفان أحمد: رحلتي الأكاديمية تحولت لنقد معرفي -للاستشراق اله ...
- “متوفر هنا” الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2025 الدور ا ...
- “سريعة” بوابة التعليم الفني نتيجة الدبلومات الفنية 2025 الدو ...
- عرفان أحمد: رحلتي الأكاديمية تحولت لنقد معرفي -للاستشراق اله ...
- جداريات موسم أصيلة.. تقليد فني متواصل منذ 1978


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فتيان ياسين - البراءة المفقودة