سيدي ايفني ..صمود و غضب و نضال مستمر

سعيدة الخمساوي

الحوار المتمدن-العدد: 2380 - 2008 / 8 / 21 - 09:42
المحور: حقوق الانسان
    

قبل أزيد من ثلاث سنوات تجندت جماهير سيدي ايفني - ايت باعمران لنضال شاق ضد عقود من الحصار الاقتصادي و الاضطهاد السياسي . و كانت مسيرة 22 ماي 2005 بداية اعلان البعث الشعبي في صفوف كدح هدا الاقليم المناضل . و جاءت ملحمة مسيرة 07 غشت تتويجا لهدا الكفاح الدي استمر بعدها لسنوات و لا بد لنا اليوم من مواصلته .
و قد اتجه هدف الجماهير بحق نحو تعاطي جدي للنظام مع المطالب الجماهيرية التي يؤمن بها كل بعمراني و بعمرانية في كل اماكن تواجدهم . غير ان اسلوب النضالات المدنية الدي تواصل طيلة سنة 2006 لم يشق الطريق الى أدهان النظام الديكتاتوري الرجعي الدي فهم رسالة الجماهير كابتزاز سياسي مثبتا لها مدى عداءه و حقده على منطقة ايت باعمران كما باقي قلاع التحرر و الممانعة التاريخية :( الريف ،الاطلس المتوسط ، الصحراء ..) مند تسليم اسبانيا ايفني عاصمة الصحراء الغربية من وراء ظهور رجال و نساء المقاومة و جيش التحرير الدين حاصرو جيوشها الاستعمارية طيلة سنوات من 1958 الى 1969.


وهكدا طال انتظار وعود النظام المافيوزي القائم بالمغرب لتلبية المطالب الجماهيرية لشهور بل لسنوات ، أحس معها الباعمرانيون و الباعمرانيات ان كل دلك ليس سوى خداعا و درا للرماد في عيون الكدح المتعطشين للكرامة و الحرية . فبدأت مرحلة جديدة من الكفاح مند نزول شباب ايفني يوم 31 ماي 2008 للاعتصام و سد ميناء المدينة رافعين التحدي حتى وقف التماطل و الاستجابة لمجمل مطالب ايت باعمران المشروعة . و في فجر يوم السبت 07 يونيو من نفس السنة كان رد الفاشيين ليعلم كل الاحرار والشرفاء المغاربة عبرة الوثوق بنظام مغرق في دمويته مرة أخرى ، اد لم تتورع جحافل القمع التي جرى استقدامها من كل مكان في تنفيد مجازر رهيبة اتخدت طابع العقاب الجماعي لساكنة تقدر بحوالي 20 الف نسمة ، و لم تتردد في استعمال اساليب التعديب و الضرب حتى الموت بحق 12 شهيدا لا يزال مصيرهم مصيرهم مجهولا حتى اليوم ، كما لم تتوانى في تنفيد عشرات عمليات الاغتصاب و التحرش بالرجال و النساء بل ان ايدي الوحوش المخزنية امتدت للعبث ببراءة طفلة لم تبلغ بعد سنتها الرابعة عشرة . في دلك اليوم كانت الاوامر واضحة من الملك العلوي المخنث لكلاب اجهزته لسلب ممتلكات السكان الامنين و الدوس على كرامتهم فحوصرت ايفني و فرض التجويع الجماعي على كل من تواجد داخل المدينة المنكوبة وتوالت عمليات الاختطاف في صفوف الناشطين و الناشطات الباعمرانيين .

، و مند دلك اليوم لم يظهر بعد اي اثر للتحقيق الدي اجرته لجنة عن برلمان النظام المتعفن ، بل ان هده اللجنة التي لم يكن هدفها سوى اقبار الحقائق وجدت عقب انتهاء تقصياتها الحجة لعدم كشف مضمون تقريرها بدعوى عطلة جماعة اللصوص و تجار المخدرات و زمرة الانتهازيين المسمون برلمانيين .

بعد كل هدا ساد شعور بالغبن و الاهانة لدى كل الباعمرانيين ، فكان ان قاطعوا احتفالات المخزن القروسطوي بدكرى استرجاع المدينة من اسبانيا يوم 30 يونيو من هده السنة ، و نفدوا اعتصاما انتهى بتدخل قوات القمع لتفكيكه بعد ان هاجمته ليومين . و لما وجدت الجماهير الباعمرانية كل الابواب موصدة عمدا امامها بسبب غياب ادنى تعاطي مع مطالبها الخمس التي انضاف اليها اطلاق سراح كل المعتقلات و المعتقلين السياسيين و كشف حقائق قمع انتفاضة 07 يونيو 2008 المجيدة كاملة و تعويض ضحياها و تقديم اعتدار رسمي من رمز التحالف الطبقي المسيطر عما وقع و ضمان عدم تكراره بتقديم المنفدين من كل الرتب - على الاقل - الى محاكمات علنية تستند الى تحقيقات داخل كل الاجهزة التي يستندون اليها عن مصدر الاشاعات التي اريد منها بث التفرقة بين المغاربة و التطاول على شرف احفاد و ابناء المجاهدين الشرفاء ، جاء يوم 18 غشت لتثبث ان النظام الشبه اقطاعي لا يزال متمسكا بنفس سياساته التي ظل ينفدها بالمنطقة قبل 39 سنة تقريبا ، تلك السياسات المسؤولة عن التهجير و التفقير و تعميم البؤس و الاستغلال و الاضطهاد . لقد اعلنت الجماهير الشعبية بسيدي ايفني الصامدة خلال يومي 18 و 19 غشت من هده السنة استمرار غضبها حيث رجعت الى اغلاق ميناء المدينة و وضعت المتاريس بكل مكان لتعلم قوى قمع النظام درسا آخر من دروس الصمود و التحدي و لتثبث مرة اخرى الا مجال لتراجع الباعمرانيين مالم يستجب لمطالبهم و ان تكتيكات نضالهم لا زالت تتطور يوما بعد يوم و أنه من المستحيل تصحير الحركة الجماهيرية بنشر قوى القمع مجددا بشوارع و ازقة و جبال المدينة و العودة الى اسلوب اختطاف و تعديب المناضلين.

ان سياسة نظام التحالف الطبقي المسيطر بالمغرب الجريح تقوده لاشك و هو في عزة أزمته الى تفجير تناقضاته الداخلية و رفع مستوى احتداد تناقضاته مع جماهير الشعب العريضة ، و هدا لاشك هو مخاض مرير يؤدن باقتراب بزوغ فجر الثورة لبناء مغرب شعبي ديمقراطي بيتا جديدا للسعادة و الحرية

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل