أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رشا حسني - حوار مع الشاعر المصري شريف الشافعي















المزيد.....

حوار مع الشاعر المصري شريف الشافعي


رشا حسني

الحوار المتمدن-العدد: 2374 - 2008 / 8 / 15 - 05:08
المحور: الادب والفن
    


يُصدر "الأعمال الكاملة لإنسان آلي"

الشاعر المصري شريف الشافعي:
المعارك المفتعلة حول القوالب الشعرية انعكاس لأنظمة راكدة

النقد الحقيقي يدعم الشعر بشرط ألا يصبح وصيا علي القارئ


حاورته: رشا حسني

منذ بدأ شريف الشافعي خطواته الأولي في عالم الشعر بدا وكأنه يختط لنفسه دربا لا يتسع إلا لعبوره وحده علي الأقل في بداية ذلك المشوار الذي ظل يبحث من الوهلة الأولي من خلاله عن مشروعه الخاص المغاير لكل ما هو مطروح.عبر ثلاثة دواوين أصدرها خلا ل خمس سنوات عقب تخرجه من كلية الإعلام "بينهما يصدأ الوقت" 1994 و"وحده يستمع إلي كونشرتو الكيمياء" 1996 و"الألوان ترتعد بشراهة" 1999. رسم الشافعي ملامح عالمه الشعري مستخدما كل معطيات الحياة بما فيها تلك المصطلحات العلمية الجامدة ليرسم لوحات تفيض بالشاعرية ومثيرة للتساؤل. مشروعه المغاير دفع البعض في بداية المشوار لاتهامه بالغرائبية والإغراق في عالم يصعب تصنيف هويته لكن ثبات خطواته التالية علي الدرب نفسه حشدت له دعما نقديا قلما ناله شاعر شاب.
يطل علينا شريف الشافعي من جديد بديوانه "البحث عن نيرمانا بأصابع ذكية" وهو حسبما يشير غلاف الكتاب يمثل الجزء الأول من "الأعمال الكاملة لإنسان آلي" ويتضمن 200 محاولة عنكبوتية لاصطياد كائن منقرض بحسب تعبير الشاعر.. وكما تبدو جدة المضمون تتأكد كذلك جدة الشكل وتكاملهما معا في تقديم تجربة شعرية جديدة تثير عشرات التساؤلات التي ناقشناه في حوارنا مع الشاعر.
> لماذا اخترت أن تنشر ديوانك الأخير علي نفقتك الخاصة برغم أن دواوينك السابقة صدر بعضها عن دور خاصة والبعض الآخر عن هيئات حكومية وكان من السهل أن تعفي نفسك من تحمل مسئولية النشر بنفسك؟
- هناك سبب فني وآخر إجرائي وراء هذا الاختيار فعلي المستوي الفني يقدم هذا الديوان بصورة افتراضية الأعمال الكاملة لإنسان آلي وليست تعبيرا مباشرا عن الشاعر، فعلي المستوي المجازي يشاركني هذا الإنسان الذي تمت "ألينته" مسئولية الكتابة وكان علي أن أضمن له حقوقه الفنية التي قد لايتفهمها ناشر آخر لا يلم بأبعاد هذه التجربة.فالشكل هنا مكمل للمضمون بدءا من الغلاف الذي يهيأ القارئ للدخول إلي عالم شعري مختلف كل ما فيه ممكن وخاضع لقوانين الآلة وانتهاء باستخدام شكل ولون الحرف بنفس لغة الكمبيوتر فالبطل هنا هو "الروبوت" المتمرد الذي يطرح أشكالا مختلفة لتمرده الفكري والحياتي لذا تعاملت فنيا مع هذا الديوان باعتباري شاهدًا علي تجربة قبل أن أكون مؤلفها حتي اسمي علي الديوان قد يكون نوعًا من اللصوصية علي كاتب النص الأصلي "الروبوت".
أما من الناحية الإجرائية فلم يكن متاحا أمامي أكثر من شهر واحد هو فترة إجازتي التي أقضيها في مصر للإعداد للديوان وكان من الصعب أن أجد ناشرًًا يحقق لي شروطي ويتفهم ما أريده ويستطيع تنفيذه في هذا الوقت الضيق.أما الجزء الثاني من هذا العمل فيمكن أن ألجأ فيه لناشر آخر لأن تأمل شكل الجزء الأول يسهل علي الناشر تفهم ملامح المشروع ككل فنيا وإخراجيا ودورها في تعضيد المضمون.
> ألم تخش أن يتسبب طرحك للديوان بهذا الشكل البعيد عن الأشكال التقليدية للإصدارات الشعرية في فقدان جانب من جمهور الشعر الذي قد يظن للوهلة الأولي الكتاب متخصصا في علوم الحاسب الآلي؟
- فكرت في هذه النقطة لكني علي العكس وجدت أنها قد تجتذب قراء من المهتمين بعلوم الكمبيوتر إلي عالم الشعر خاصة بعدما أتاحت التقنيات الحديثة تداول الشعر واستخدامه في " الشات". إضافة إلي اعتقادي بأن المفهوم القديم لأغلفة الدواوين الشعرية المرتبط بالأشكال الحالمة لم يعد مطروحا فهناك اتجاه عام حتي علي مستوي اختيار العناوين للتوجه نحو لغة الواقع. هذا الغلاف ليس به غرائبية بقدر ما هو معبر عن المضمون ومتسق معه وكل عنصر فيه يعبر بالقارئ خطوة للأمام نحو النص نفسه.
> هل تري في دواوينك الشعرية مشروعا واحدا تتبدي ملامحه شيئا فشيئا أم أن كل تجربة قادتك لارتياد مناطق شعرية جديدة ضمن أكثر من مشروع خاصة بعدما كتبت ديوانك الأخير كاملا في اطار نثري؟
- الرؤية التي أنطلق منها في كل ما كتبت واحدة وإن كانت تقنيات التعبير تتنوع دون الارتداد أو التحول عن الرؤية الأصلية. ففي ديواني السابق " الألوان ترتعد بشراهة " الذي امتد علي أكثر من ألف صفحة كامن هناك عشرات الأصوات التي تتكلم كل منها لغة خاصة فجاءت بعض الأشعار ضمن شعر التفعيلة كما استخدمت القالب النثري وكذلك العمودي، فقد كنت أرمي لرسم لوحة جدارية تتحاور فيها عشرات الألوان بأصوات مختلفة، وفي هذا الديوان أتيحت الفرصة للصوت النثري ليكون وحده عبر قصائد الديوان، لكن اختيار هذا القالب لم يأت مصادفة فقد قصدت، جاءت اللغة خالية من الموسيقي والحليات لتلائم لغة "الروبوت" الذي يروي الأحداث ويتحدث عن ضالته "نيرمانا" في فضاء إلكتروني متتسع.
> مشاعر الاغتراب أكثر وضوحا في هذا الديوان برغم استخدامك للغة تعايش مع التحولات القائمة وتسلم بها؟
- الصراع بين الإنسان والآلة دخل نفقا مظلما فبعد أن كانت غاية الإنسان السيطرة علي الآلة أصبحت الآلة الآن هي المتحكمة في الإنسان لدرجة جعلته يفقد ذاته وهذا هو قمة الاغتراب. الآلة أسرت الإنسان وحولته هو أيضا إلي شبه آلة يجاهد كثيرا حتي يشعر بمشاعر بشرية ويتمني لو يعيش للحظات بعيدا عن النظام الثابت يتمني أن يحس لذة الخطأ أن يعود فطريا بعيدا عن الأنظمة الصارمة وتسليع كل شيء.
> ماذا قصدت بإظهار "نيرمانا" بأسماء وتيمات متعددة تتضح ملامحها وتغيب تدريجيا عبر القصائد المتتابعة؟
- «نيرمانا» شخصية كونية تتعدد صورها وسماتها بتعدد البشر فهي تعبر عن التجسد البشري الفيزيائي لدي البوذيين وهي أيضا "نيرفانا" القيمة الروحية العليا لديهم وهي "نيرمالا" الهندية الفتاة الشفافة وهي "ن" بكل ما لهذا الحرف من معان تراثية إسلامية.عبر 16 اسما مختلفا استحضرت "نيرمانا" كما يراها الروبوت الذي يعتقد أنه إذا وجدها ستعود إليه السعادة.
«نيرمانا» هي "الذات" التي ضلت طريقها تاركة الإنسان فريسة للميكنة خالعة منه طبيعته البشرية.
> لكن "نيرمانا" التي يعتقد الإنسان الآلي أن معها خلاصه تبدو هي نفسها ملوثة بآليات السوق والتسليع جزءا من التناقض المحيط بها حسبما ورد في القصيدة رقم 138 "نون أغرتني بالتعاون معها لإنشاء (نونا محدودة المسئولية) قلتلها أنا أكبر من أكون ألفا زائدة في نهاية اسمك التجاري" .ألاتري في ذلك تناقضا.؟
- علي العكس فقد أردت ابعادها عن الصورة المثالية الملائكية إذ إنها ممثلة للذات البشرية لذا فهي في الثلث الأول من الديوان تبدو محاطة بهالة نورانية تتلاشي تدريجيا عبر ظهورها واختفائها المفاجئ
> إعلان فشل عملية البحث عن «نيرمانا» ألا يعني استسلاما وتشاؤما لألينة " الإنسان؟
- ليس استسلاما..صحيح أن عملية البحث قد فشلت لكن المجال لايزال مفتوحا أمام عشرات المحاولات الجديدة بشرط أن يبقي لدي الإنسان الرغبة في البحث عن ذاته الضائعة الغنية بعشرات الصور المتناقضة.
> ألا تري أن اختيارك للغة متخلية عن كل الحليات الموسيقية والبلاغية مغامرة غير محسوبة العواقب؟
- كانت مغامرة بقدر ما كانت تحديا لقدرتي الشعرية بحيث يبدو الشعر في هذا الديوان مجردا من كل زينة عاريا إلا من قيمته هو وحده، ربما لم تبق إلا الموسيقي السحرية المنبعثة من قيمة الشعر ذاته لذا يبدو كاشفا فاضحا للشاعر الضعيف الذي يتخفي وراء الأقنعة.
> برغم عملك لسنوات طويلة محررا ثقافيا إلا أنك تبدومنعزلا عن الوسط الثقافي غير مشتبك مباشرة مع قضاياه.. ما سر هذه العزلة؟
- أنا مشتبك رغما عني بالواقع الثقافي، ليس لكوني شاعرًًا فحسب وإنما وفقا لطبيعة عملي الصحفي، صحيح أني لم أنضم لجماعة أدبية لكني لست ممن يكتبون من أبراج عاجية، كل ما في الأمر أنني لا أفضل الاشتباك في جدل بلا قيمة وأفضل استغلال طاقتي في الإبداع إلي جانب تسليط الضوء علي الإصدارات الجديرة بالقراءة حتي وإن كانت قليلة، بدلا من انتقاد عشرات الإصدارات الرديئة.
> ألا يصيبك الإحباط عندما تجد صراعات قائمة بين المدارس والقوالب الشعرية المختلفة فضلا عن رفض المؤسسة الرسمية الاعتراف بقصيدة النثر وتعسف لجنة الشعر في تقدير أي شكل مخالف لشعر الفصحي الكلاسيكي؟
- هذه المعارك المفتعلة تمثل جزءا من الأنظمة الراكدة والرؤي المتحجرة التي لا نزال أسري لها لكن المبدع بطبيعته لا يبحث عن الأكثر رواجا فهو يدرك منذ بداية رحلته أنه يقاوم وأن عليه أن يتحمل عواقب مواجهته للعملة الرديئة الأكثر رواجا في هذا الزمن.
> هل تري أن النقد لا يزال محتفظا بدوره المؤثر علي مسيرة المبدع ؟
- للنقد دور مهم إذا كان نقدا حقيقيا مبدعا لا يسعي للتعريف بالعمل الأدبي والوصاية علي ذوق القارئ بقدر ما يستطيع إعادة قراءة العمل الأدبي بصورة إبداعية كاشفة لخطي الشاعر تضيء مساحات قد يكون هو نفسه غير منتبه لها عبر رصد الدلالات علي أكثر من مستوي



#رشا_حسني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
- فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر
- أفلام فلسطينية ومصرية ولبنانية تنافس في -نصف شهر المخرجين- ب ...
- -يونيسكو-ضيفة شرف المعرض  الدولي للنشر والكتاب بالرباط


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رشا حسني - حوار مع الشاعر المصري شريف الشافعي