أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - أبتهال بليبل - أشلاء عراقية لجذور لبنانية ...














المزيد.....

أشلاء عراقية لجذور لبنانية ...


أبتهال بليبل

الحوار المتمدن-العدد: 2374 - 2008 / 8 / 15 - 10:29
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


يوماً قالها غسان كنفاني : (لقد حاولت منذ البدء أن أستبدل الوطن بالعمل ، ثم بالعائلة ، ثم بالكلمة، ثم بالعنف، ثم بالمرأة ، وكان دائما يعوزني الانتساب الحقيقي. ذلك أن الانتساب الذي يهتف بنا حين نصحو في الصباح: لك شيء في هذا العالم فقم.أعرفته؟ وكان الاحتيال يتهاوى ، فقد كنت أريد أرضا ثابتة أقف فوقها ، ونحن نستطيع أن نخدع كل شيء ما عدا أقدامنا ، إننا لا نستطيع أن نقنعها بالوقوف على رقائق جليد هشة معلقة بالهواء ) ...
لماذا كل منا يمسك دمية الساحرة الشريرة ويحاول غرس أبرتهُ فيها ، كلما لم تأتي الامور كما يشتهي ، لماذا لا ننظر الى دواخلنا ؟؟ ألسنا بشر ؟! من منا لن تنسلخ روحهُ يوماً لتسير في ممر ضيق في نهايتهُ ضوء ساطع ، ونحن مجبرين على أستكمال مسيرتنا فيه للنهاية ، لماذا ؟؟ بعد أن خمدت النيران ، يحاولون مرةً أخرى ، أشعالها ، لماذا بعد أن تسللت شمس الامل على لبنان ، وجدائل شعرها تسبح تحت نورها بغمرة لا تعلوها غمرة ، توهمت الشمس أن أبناءها لن يقتلوا مرة أخرى ، فأطلقت جدائلها ، بفرح ، ولكن عجباً ، هاهي تبتعد الشمس مرة أخرى بخفية ، لتغيب وتترك جدائل لبنان عالقة برقاب أبناءها لتخنقهم وتقتلهم ...
أنا أمراة ، أنشطرت نصفين ، جذوري في لبنان موطن أبي ، وأشلائي تسير في العراق موطن أمي ، تمازج غريب ، تمازج مبهم ، فكلما نظرتُ الى جذوري أجدها تتوجع ، وكلما تفحصت أشلائي أراها تنزف ، حيرة تعتريني ، أين الهرب والى من ؟؟؟
أن ماحصل من تفجير أرهابي في مدينة طرابلس ( لبنان ) ، جعلني أشعر أني وحيدة ، ولا أعلم أين مثواي ، وأين موطني ، وعلى من أعلن الحداد ، ومتى أعلنهُ ، فأنا لم ألبث أن أخلعهُ حتى أرتديه بعد لحظات ، أغبر لون ردائي وتمزق وأمتلى بالثقوب ، وجفوني باتت كاسحات المطر الاسود التي تكسرت فرامل توقفها ، ودون جدوى نعود مرة أخرى اليهم ، يحاولون قتلنا ، وتدميرنا ، فما أن هدأت النفوس من تلك النكبة الطائفية بين أبناء جذوري ، حتى دبروا اليوم فرصة أخرى لأثارتها ، ففجروا موطن جذوري وقتلوهم وقتلوهم ، ألا يكفيكم اشلائي التي مزقتموها وجرحتموها ، أرتحلتم اليوم لجذوري علكم تقتلعونها ...
أحاول البحث اليوم على وجودي ، فربما وجودي سبب تعاسة هذين البلدين ، ربما أرتباطي بهما ، لعنة ، ووباء ، لا أعرف مايدور بخاطري ، أستسمحكم فربما أنا أهذي وتجتاحني هلوسة كمجنونة ، ماذا أقول لكم ؟ إنني أثمر مرارة...يعصر قلبي القهر، ويتوسدني الغضب وأنا لا أستطيع أن أغتسل من غبرة وجعي كما يغتسل الناس من أوساخهم ...
لكني لن أنسى مايصيب لبناني وعراقي ، ليتني أستطيع الان أن أحصل على حذاء سندريلا وأرغم قدماي على أرتداءهُ ، لأرحل الى جذوري قليلاً وأرى جراح أبناء وطني ، فقد أصبحت لدي مهارة في قص حكايات الطائفية والانفجارات ! أسمح لي ياعراق ، أن أرحل قليلاً اليهم ، فهم لا يعلمون ولا يعرفون ، وأنا أعلم وأعرف ، ولن أترككَ ، سأعود اليكَ ، وتذكر أني لم أترككَ يوم لغموكَ وغيروا ملامحكَ ، وشوهوا معالمكَ ، فكيف أنساك اليوم ؟؟
الآن ، موطن أبي وجذوري يعاني من القسوة والخيبة ، أعتقلوا حروفهُ ، ويحاولون طمس كلماتهُ وحرق صفحاتهُ ، رحماك يارب ، رحماك يارب ، الى متى نترقب هواجس آمالنا ، والى متى نسوق أنفسنا الى هزيمتنا ، هي هزيمتنا التي بأستمرار تطرح قوالب ثلوج من أفواه محرقة بسخونة ..







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إين هي التفاحة ...؟


المزيد.....




- مكالمة حاسمة بين ترامب وبوتين.. فانس: الرئيس سيواجهه بهذه ال ...
- تصريح جديد من البيت الأبيض حول طائرة قطر الفاخرة
- الجيش المصري يعلن سقوط طائرة تدريب عسكرية ومصرع طاقهما
- الجزائر تتوعد فرنسا برد حازم
- حملات مقاطعة وموجة غضب جماهيري تدفع شركة اتصالات مصرية لحذف ...
- زيلينسكي: لا نخشى المحادثات المباشرة مع روسيا ومن المهم ألا ...
- لحظة اصطدام السفينة البحرية المكسيكية بجسر بروكلين
- الرفيق محمد عواد يوجّه سؤالاً إلى كل من السيد وزير العدل وال ...
- قائد الجيش يعين مسؤولا أمميا سابقا رئيسا لوزراء السودان
- خمس سنوات على -بريكست-.. لندن تعيد بناء علاقاتها مع بروكسل


المزيد.....

- حين مشينا للحرب / ملهم الملائكة
- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - أبتهال بليبل - أشلاء عراقية لجذور لبنانية ...