أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - أحمد الجبير - ما الذي يخيف العرب من حوار الشمال والجنوب المتوسطي















المزيد.....

ما الذي يخيف العرب من حوار الشمال والجنوب المتوسطي


أحمد الجبير

الحوار المتمدن-العدد: 2372 - 2008 / 8 / 13 - 04:38
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


يرى البعض أن الخطوة الأوربية للتقارب مع البلدان العربية في شمال أفريقيا فكرة حديثة العهد ، القصد منها هو المساعدة على تسهيل تعامل إسرائيل مع البلدان المذكورة ، مقابل حصول الأخيرة على تسهيلات وإتفاقات تعاون مثمر بين الشمال والجنوب المتوسطي .
لكننا نرى أن النضج الحالي لهذه الفكرة ليس وليد اليوم وإنما يعود بجذوره الى ثمانينات القرن الماضي وفي فرنسا على وجه التحديد. إذ في حينها قدم حزب الجبهة الوطنية( حزب اليمين المتطرف الفرنسي ) والذي يرأسة السيد جان ماري لوبين ( Jean- Marie Le PEN ) مشروعا سياسياً ، في مؤتمره الفرعي في مدينة مونتبلييه الفرنسية، آنذاك والذي كان بإشراف البروفسور جان كلود مارتينيز ( le Professeur Jean- Claude MARTINEZ )( وقد حضرت المؤتمر الذي أقيم في بلدية مدينة مونتبلييه بناءاً على الدعوة التي وجهت ليً شخصياً من قبل السيد رئيس المؤتمر ،وقد حضر المؤتمر أيضاً زميل لي من أصل سوري، وبناءاً على دعوة مشابهة ، وكان سبب دعوتنا هو أن البروفسور مارتينيز( رئيس المؤتمر وقتها ) كان إستاذنا المشرف في الدراسات العليا )الدكتوراه في العلوم السياسية ) ، وهو الذي أراد حضورنا في المؤتمر المذكور.
وقد طرح المشروع في المؤتمر بصيغة أن أوربا (بشكلها العام) ينقصها العمق الأستراتيجي مقارنة مع العمق الأستراتيجي لكل من الولايات المتحدة الأمريكية والأتحاد السوفيتي في حينها ، وكانت الحلول التي طرحت في ذلك الوقت ، مبنية على أن القارة الأفريقية هي العمق الأستراتيجي لأوربا فهي الأرض وهي السكان وهي الموارد، كما إن هذه القارة، تدين بالتقارب السياسي والأقتصادي والثقافي الى أوربا، إذن فهي النواة للعمق المنشود وعلينا ( الفرنسيون في ذلك الوقت ) العمل ليصبح هذا الأمر واقعاً ملموساً . هذه كانت الفكرة الأم التي إنطلقت ولم تخمد . ورغم أنني تعًرفت على هذه الفكرة عند اليمين الفرنسي المتطرف ( والذي لايكن الكثير من المودة للعرب والأفارقة على وجه الخصوص )، إلا أنني على يقين من أن الفكرة المذكورة قد نوقشت على أكثر من صعيد وبمختلف الإتجاهات . وعليه فإن الطرح الحالي ليس هو إلا طرحاً جزئياً من الفكرة الأم وبالشكل الذي يتلائم والظروف الحالية.
وحصيلة الطرح المشار اليه هو ماتم طرحه في مؤتمر مدينة فاس المغربية، والذي تم الإعداد له بفترة ليست بالقصيرة مع الأطراف المعنية، وذلك من خلال الزيارات المكوكية والمحادثات السرية والمساومات السياسية لبعض المواقف، والتي حددت بالنتيجة الخطوط العريضة للإتفاق على ما تم طرحه في المؤتمر المذكور، رغم وجود بعض الأصوات التي تعلو وتنخفض بين الدهشة والإستغراب والتساؤل لما يمكن أن يكون ، وماسينتج عنه لاحقاً . وليس تجنياً القول ( وهو رأي شخصي مبني على الملاحظة ) بأن أطرافاً عربية مختلفة قد تبنت الأفكار المطروحة ، ولكنها لاتريد أن تظهر بمظهر الموافق عليها، بل إنها تنتظر اللحظة المناسبة ، ولحين مايستجد ما يبرر القبول للإعلان عما كان مقرراً ولننتظر عما سينكشف عما قريب . وما مؤتمر باريس الأخير إلا تعزيزاً لما سنطرحه في هذا المقال التحليلي لعلاقة الشمال الأوربي بالجنوب المتوسطي.
والسؤال الذي يطرح اليوم هو : هل في الموضوع مايخيف العرب؟ والجواب هو ، بإعتقادنا ، إن البلدان العربية في شمال القارة الأفريقية والساحل المتوسطي، تعاني ضعفاً داخليا وخارجياً ، لأسباب مختلفة،
• منها ما هو سياسي
• ومنها ما هو إقتصادي ـ إجتماعي ..
• ناهيك عن الإستهداف الخارجي والداخلي ..
• والمتمثل في الحركات المتطرفة ،
• وعداء الأنظمة العربية لبعضها البعض ،
• وما تقوم به الدول الكبرى من إستهداف لكل ما هو عربي وإسلامي..
• يضاف الى كل هذا :
• سمة عدم وجود رؤية إستراتيجية موحدة للعالم العربي.
• هذه الأسباب وغيرها أدت بالنتيجة، الى عدم الإستقرار السياسي والأمني في المنطقة عموماً،
• والذي إنعكس بدوره على الأنظمة السياسية في البلدان المشار اليها
• مما أدى الى زعزعتها ، وأصابة البعض منها باليأس والأحباط.
وعليه فأن الوقت الذي تعيشه الأنظمة المشار اليها هو بالذات، الذي تنظره بلدان أوربا الغربية، والتي لديها برنامجها السياسي الجاهز لأفريقيا كاملة كما أشرنا.
ولابأس للأوربيون من البدء في هذا المكان، والذي يمثل (الحلقة الأضعف)، إذ أنه سيكون الأساس والخطوة الأولى لجر الآخرين لنفس الحلبة المعدة سلفاً.
ليس هذا فحسب، وأنما هو ذات الوقت الذي تنتظره الأنظمة المرتبكة والمحبطة والتي تنتظر لمن يمد يد العون والمساعدة لها وذلك قصد إنقاذها وإعطائها دفعة جديدة للإستمرار على المنوال القديم / الجديد في التعامل مع الداخل .
ولاضير في أن يختلف هذا التعامل مع الخارج، والذي سيسمح له بأكثر مما هو متعارف عليه . ومن هناك ستبدأ الكارثة الجديدة لهذه الأمة والتي لاتنقصها الكوارث.
إذ وبإعتقادنا بأن هذه الأنظمة ستتكبل بإتفاقيات هي الطرف الأضعف فيها ، ولن يطول الوقت بعدها لتجد نفسها، وقد رضخت وبإرادتها على قبول شروط الطرف الأقوى ( كما هو حال أغلب البلدان النامية التي ترضخ لما يطلبه منها صندوق النقد الدولي شريطة لإستمراره في دعمها ) وسيكون مصيرها مجهولاً .
بعدها ، ستجد هذه الأنظمة نفسها مقيدة وقد قيدت في ذات الوقت (والى أمد طويل) شعوبها بإتفاقات قانونية تبيح للطرف القوي تنفيذ مايريد تنفيذه ، وهذا هو الهدف الأسمى لإتفاقيات الشمال والجنوب المتوسطي . لذا .. فعلى الجميع أن : لايضيع في الجزئيات. وأن لايرضخ للجزره التي تقدم اليوم، لإننا نعلم بأن العصا ستكون لمن عصى ،وأيً عصا !!! وإلا سيكون الأوان قد فات...
وحين نبدأ من النهاية التي توصل اليها مؤتمر باريس ، نرى الذي تحقق يتمثل بالآتي :
• الأتفاق المباشر مع سوريا لتنفيذ ما يجب عليها أن تعمل،
• والأتفاق مع الشمال الأفريقي بشأن الهجرة والتنمية ،
• الحراك المحسوس للتواجد الأسرائيلي وإتصالأته المكوكية مع جميع الأطراف،
• والضغط على الأطراف التي لها وجهات نظر مغايرة.
• وإدخال المانيا بقوة في اإتفاقات الشمال والجنوب رغم عدم فاعليتها مع أطراف الحوار المعنية.
فهذه المؤشرات هي التي تخيف العرب وليس التطبيع مع إسرائيل ، إذ أن الذي يتم تحقيقه يمس بشكل مباشر الوضع السياسي العام ، والوضع الإقتصادي العام ، والذي سيكون اللبنة الأولى لإعادة بناء إتفاقيات سايكس ـ بيكو المشهورة . وخير مثال يمكن تقديمه اليوم ، هو :
• معاملة الغرب للسودان ،
• والرؤية الأمريكية لإدارة المنطقة والعراق بالخصوص .
لذا فعلى العرب ورغم تأخر الوقت، إعادة تنظيم أنفسهم وفق رؤى إستراتيجية بعيدة المدى، وبغير ذلك فما عليهم سوى القبول بما سيفرض عليهم ، وسيكون حال الجميع كما هو حال العراق اليوم ( محتل بطريقة ديمقراطية )، إن لم يكن أكثر سوءاً . فالجميع يعلم عزيزي القاريء أن الغرب لايعطي دون مقابل. إذن فما هو المقابل ياترى للعطاء الغربي السخي لبعض الأنظمة الساحلية ؟ . هل هو كرم غربي جديد ؟ أم أنه دهاء، وراءه مايخيف العرب فعلاً، وأنه أبعد من تطويع العلاقة مع إسرائيل؟ .



#أحمد_الجبير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مابين الإنسحاب واللا إنسحاب


المزيد.....




- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب
- لماذا يقامر الأميركيون بكل ما لديهم في اللعبة الجيوسياسية في ...
- وسائل الإعلام: الصين تحقق تقدما كبيرا في تطوير محركات الليزر ...
- هل يساعد تقييد السعرات الحرارية على العيش عمرا مديدا؟
- Xiaomi تعلن عن تلفاز ذكي بمواصفات مميزة
- ألعاب أميركية صينية حول أوكرانيا
- الشيوخ الأميركي يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا وتايوان ...
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - أحمد الجبير - ما الذي يخيف العرب من حوار الشمال والجنوب المتوسطي