كاظم شناتي الركابي
الحوار المتمدن-العدد: 2369 - 2008 / 8 / 10 - 08:39
المحور:
الادب والفن
الناصرية جنة ... قد زانها
سحر الربيع معطرا أجواها
الناصرية من فؤادي قطعة
و أنا لباب نخيلها و ثراها
أميرةٌ سومرية ... أعلنت إسلامها ولم تعلن استسلامها .. لطبيعة قاسية او رياحٍ عاتية ... أشعلت الشموع انتصارا على ظلام الصحراء .. وابتهاجا بالخضرة والنماء .. ولونت خدودها علامة ً للعافية .
نشأت وترعرعت في أحضان الفرات .. كوكب دري أشرق بين وحشة الصحراء ورائحة الهور العبقة .
أشرعت أبوابها للموجات البشرية الهاربة من الجوع .. وأرضعت الغرباء الذين هجروا مدنهم القصية .. بحثاً عن الأمان من خطر ٍ ما او طلبا لرغيف الخبز من مدينة شابة .. الخير فيها لم يهرم والرزق بأرضها موفور الصحة .. فكانت لهم موئلاً ظليلاً ، يرتشفون من مناهلها الروية ويستقون من معينها الذي لاينضب .
كلما أكل ملح الصحراء من نظارة جلدها .. طهرتها مياه الفرات القدسية وغسلت أدرانها أمواج الهور المضمخة بأريج القصب والبردي .. فعاد لها الالق والبهاء .
ومتى ما لفحت وجهها الوضئ رياح ( السَموم ) و ذرات الغبار .. أسعفتها بساتين النخيل وذادت عنها أشجار التوت والسدر.
مدينة .. تشبه امرأة .. بارعة الجمال .. كريمة الأصل والمحتد .. ترتدي عباءة الإسلام وتتكئ على وسائد وثيرة من مجد سومر و أور .. وتعمّد جسدها الغض في مياه ( الموحية ) وتستمتع بأوقاتها بين (بستان زامل ) وبستان (حجي عبود ) .
حين تفوح رائحة القهوة العربية ( المهيّلة ) من (الدلال ) التي تنتظم على (وجاغ ) (المضيف ) يكتنز (الديوان ) ( بوجوه الخير ) ويزدان صدره بالشيخ .. (الفريضة ) الذي لا ينطق إلا بالمعروف و لا يحكم بين المتخاصمين إلا (بالحظ والبخت ) مستلهما ( السواني .. والعرف .. والمعروف ) .
كل مقهى .. وكل شارع ..وكل محلة فيها تتنفس الأدب وتتنسم الشعر وتتباهى بمبدع ٍ لامس قلبه تراث الأنبياء وتشبع ضميره بعبق التاريخ وعطر الأمجاد .
إنها ( آخر العنقود ) فهي اصغر أخواتها العراقيات عمرا ً ... ولكن شهادة ميلادها صدرت منذ بدء الخليقة .
#كاظم_شناتي_الركابي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟