أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محجوب محمد صالح - كرامة الشهداء واحزان الاسر المفجوعة














المزيد.....

كرامة الشهداء واحزان الاسر المفجوعة


محجوب محمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 2368 - 2008 / 8 / 9 - 10:15
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


لعله من ابرز علامات البؤس السياسي في السودان الاعداد الهائلة من المواطنين الذين استشهدوا في سبيل العمل السياسي العام حتى قد اصبح لكل حزب من الاحزاب السياسية السودانية قائمة طويلة من الشهداء الذين ضحوا بحياتهم خلال مختلف عهود الحكم في السودان في سبيل ما يؤمنون به من افكار فقد كان النشاط السياسي دمويا منذ فجر الاستقلال وحتى اليوم والذين بجوا من الموت دفعوا الثمن الغالي سجنا وتشريدا وتعذيبا وملاحقة – انها ظاهرة مرتبطة بعدم الاستقرار السياسي الذي ما زلنا نعيش في كنفه حتى الآن معلقين الآمال على ان نكون قد تعلمنا الدرس من هذه التجارب القاسية وان نكون اكثر تصميما – بعد كل هذه المعاناة – للانتقال الى مرحلة حضارية في اطار الصراع السياسي الذي يحسم بالحوار وليس بالبندقية.

طافت بذهني هذه الافكار وانا التقى الاستاذة كمالا بابكر النور ابنه الشهيد بابكر النور الذي اعدمه النظام المايوي اثر فشل انقلاب 19 يوليو مع كوكبة من رفاقه العسكريين والمدنيين في مقدمتهم هاشم العطا وفاروق حمد الله وعبد الخالق محجوب والشفيع احمد الشيخ وجوزيف قرنق وبقية رفاقهم – وقبلهم وبعدهم لقى الكثيرون مصرعهم في اطار الصراع السياسي منذ ان اعدم نظام عبود ثلة من الضباط في حركة الشهيد على حامد. وتواصلت الاعدامات عبر احداث 1976م ضد ناشطي الجبهة الوطنية التي ضمت احزاب الامة والاتحادي وجبهة الميثاق وحركة حسن حسين وحركة رمضان وغيرها.

والعنف لم يكن وقفا على الاعدامات التي نفذتها الحكومات فقد ظلت احداث التمرد تؤدى الى سفك الدماء على اوسع نطاق وتطال مدنيين قبل ان تطال المقاتلين وتوالت احداثها منذ فجر الاستقلال يوم سالت الدماء انهارا في شوارع الخرطوم في احداث اول مارس 1954 ليفاجئنا من بعدها تمرد فصائل الفرقة الاستوائية في توريت في اغسطس 1955 لينتشر الاقتتال الى اغلب مدن الجنوب ونفقد خلال ايام الاف القتلى من الشماليين والجنوبيين في مجازر كانت في غاية البشاعة... وسيناريو العنف الذي بدأ انذاك ما زال يتواصل.

لقد نقلت لى الاستاذة كمالا نبأ تشكيل منظمة طوعية من السودانيين خارج السودان وامتد نشاطها للداخل ورأت المنظمة ان تركز جهودها على حقوق اولئك الشهداء وحق اسر اولئك الذين طالتهم احكام الاعدام في مختلف العهود في ان تعرف مكان قبورهم بعد ان دفنتهم السلطات يومذاك في قبور مجهولة لا يعرف مكانها احد غير اولئك الذين اصدروا القرارات يومها او تولوا التنفيذ – ولا شك ان حقوق الانسان تعني بحق الانسان الحي والانسان الميت فللموت جلاله وللميت كرامته ولاسر الشهداء الحق في معرفة مكان قبورهم وهذا حق يهم جميع فصائل العمل السياسي لان الفاجعة طالتهم اجمعين في مختلف العهود وتحت شتى الظروف.

لقد طالت تلك الاحكام رجالا عظماء كان السودان يأمل ان تؤدى جهودهم – مع اختلاف مواقفهم وتطلعاتهم – الى تقدمه وان تتفاعل افكارهم مع الآخرين سلما وحوارا لتؤدى في نهاية المطاف الى وطن يسع الجميع، فلا أقل من ان نعني بكرامة الموتى وأن نحترم حرمة الموت وان نسهم في تقليل احزان تلك الاسر بأن نجد في البحث للتعرف على اماكن دفنهم وذلك اقل ما يمكن ان نفعله تقديرا لتضحيات الشهداء ودعما لمواقف الاسر التي ما زالت جراحاتها مفتوحة ! – ان الجهد الذي تقوم به كمالا ورفاقها جهد انساني في المقام الاول يتسامي فوق كل المواقف السياسية ويلتقى عنده الجميع لأن الفجيعة لم تستثن احدا. ولا أشك في ان كثيرين من الداخل سيتجابون مع هذه المنظمة وسيدعمون جهودها ولا اشك في ان كثير ممن يملكون معلومات حول اماكن القبور لن يضنوا بها – والامل في النهاية معقود في ان يتجاوز السودان مربع العنف والاقتتال وينتقل لمرحلة الصراع السياسي السلمى.



#محجوب_محمد_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- نهشا المعدن بأنيابهما الحادة.. شاهد ما فعله كلبان طاردا قطة ...
- وسط موجة مقلقة من -كسر العظام-.. بورتوريكو تعلن وباء حمى الض ...
- بعد 62 عاما.. إقلاع آخر طائرة تحمل خطابات بريد محلي بألمانيا ...
- روديغر يدافع عن اتخاذه إجراء قانونيا ضد منتقدي منشوره
- للحد من الشذوذ.. معسكر أمريكي لتنمية -الرجولة- في 3 أيام! ف ...
- قرود البابون تكشف عن بلاد -بونت- المفقودة!
- مصر.. إقامة صلاة المغرب في كنيسة بالصعيد (فيديو)
- مصادر لـRT: الحكومة الفلسطينية ستؤدي اليمين الدستورية الأحد ...
- دراسة: العالم سيخسر -ثانية كبيسة- في غضون 5 سنوات بسبب دوران ...
- صورة مذهلة للثقب الأسود في قلب مجرتنا


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محجوب محمد صالح - كرامة الشهداء واحزان الاسر المفجوعة