تراكم وتتابع المصاريف

عبد اللطيف بحنام

الحوار المتمدن-العدد: 2368 - 2008 / 8 / 9 - 06:05
المحور: المجتمع المدني
    

لعل أهم ما يتعرض له المواطن عموما والموظف البسيط الراغب في الرقي بمستواه المعيشي في السنوات القليلة هو توالي المناسبات المختلفة والمتطلبة لمزيد من المصاريف المادية والتي وإن كانت في أغلبيتها تراكمية فلا يكاد يتمتع بأولى لحظات عطلته التي معها تتراخى العظام ويتسرب الروتين والملل من الجلوس بالبيت والمقاهي وتتعب الأقدام من كثرة الخرجات الليلية مع الأهل و الأصدقاء حتى تدب للنفس فكرة تغيير الأجواء والسفر لكن ما يحول دون ترسب الفكرة وتخملها فكرة أخرى أقوى وأشد ألا وهي توالي المناسبات والظروف التي تفرض المزيد من المصاريف فحتى إن فرضنا مثلا أن هدا المواطن البسيط قد تكافى مع مصاريف مختلف الأعراس المفروض عليه حضورها ووفى بما يسمى لدينا بحقها في حضور أغلبها مما تحتمه الأواصر العائلية أو علاقات القرابة والصداقة يجد نفسه أمام توافد الضيوف من مختلف بقاع الوطن وعلى مختلف طباعهم إن لم اقل أعدادهم وما يتطلبونه من حسن الضيافة أو ما يزيد عن الحود أو بالأحرى الطاقة يصتدم بجدار إقبال ضيف عزيز وأن كان فيه ما فيه من مصاريف إضافية و ضرورية إنه شهر رمضان شهر التوبة والمغفرة والعودة إلى الله وإن تزامن هده السنة مع أجواء الصيف والحرارة وما يتماشى معها من المستجدات الزائفة من الهندام واللباس والأزياء التي تجعل الفرد يمشي في نصف هدومه خصوصا من طرف الماوسة لنا في الحقوق نحن معشر الرجال اللمرأة وإن كنت لا أعمم فيكفي بنظرة عابرة و أولى على الشواطئ والساحات العمومية والشوارع الكبيرة للأغلب مدننا لكن ما إن يستيقظ أخونا المواطن من هدا الحلم حتي يتلقى صفعة على الخد الأيمن لمواجه مصاريف الدخول المدرسي و ما أدراك ما الدخول المدرسي خصوصا مع الإصلاح وما خلفه من تقوس في ظهور فلدات أكبادنا في ظهورهم من جراء ثقل المحفظة وأكثر على الجيب إضاف إلى اقتناء الملابس الجديدة والخاصة بهده المناسبة دون أن ننسى الوزرة التي اضحت من الأدوات المدرسية وتدون ضمن الأئحة ليتلقى الصفعة الثانية على الخد الايسر ومصاريف عيد الفطر المبارك بالمزيد من المشتريات من أجل تهييء مختلف أنواع الحلويات والملابس الجديدة للأهل دون أن يفكر في نفسه ليتلقى الضربة أو بالأحرى النطحة القاضية من قبل كبش العيد الكبير وما يجلبه من تبعات مادية تنضاف لما سبق لايفيق معها أخونا المواطن إلا وهو منهوك القوى ومهدود الهيل وفارغ الجيب لكن مايرجع الروح هو ما يرمقه من سعادة على وجوه الأبناء والعائلة فتزداد سعادته بسعادة الآخرين هدا إن واجه كل تلك المصاريف من حر ماله دون اللجوء إلى القروض التي توفرها مختلف الشركات المتخصصة أما إن زاد الفيل على الفيلة فلا يسعنى إلا أن نصلي عليه صلاة الجنازة المؤقتتة لأنه سيظل خارج التغطية طيلة العام وكل صيف وأنتم بألف خير

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات