حول وانفصام شخصيه

محمود زعيتر

الحوار المتمدن-العدد: 2366 - 2008 / 8 / 7 - 04:24
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

مر العالم المتمدن(الغربى) بثلاث ثورات كبرى 0 في بدايه القرن السادس عشر قام القس مارتن لوثر الالمانى بزياره لروما عام 1510 هناك كانت المفاجاه التى حولت مجرى حياته لما شاهده من فساد وعلى اعلى مستوى
فى الكنيسه الكاثوليكيه وكانت انذاك الرهبان تبيع صكوك غفران الذنوب وصكوك التوبه بل ان بعض الرهبان كانوا يحددون المده التى سيقضيها المذنب فى النار قبل ان يمنحوه صك الغفران الذى يعتقه ويسمح له بالمرور الى الجنه 0000000000 لذا قرر هذا القس اصلاح الكنيسه وتقويض سلطتها (سلطه البابا) وكانت افكاره هى بمثابه الغام انفجرت فى وجوه القائمين على الكنيسه وهى الارضيه التى انطلق منها الفكر البروتستنتى الفكر التجديدى الاصلاحى ومعنى كلمه بروتستنت الاحتجاج او الاعتراض ومنتصف القرن السادس عشر بدات بشائر الثوره الصناعيه الكبرى وما رافقها من وعى اجتماعى وسياسى على كافه الاصعده 0 وجاءت الثوره الفرنسيه عام 1789 رديفا ورافدا مهما فى هذا التطور ومقدمه للثوره الديمقراطيه اللايبراليه والحريات وحقوق المراه ومساواتها فى الحقوق والواجبات مع الرجل 00000 واطلاق كافه الطاقات الكامنه فى المجتمع0 وبعد نهايه الحرب العالميه الاولى 1918 دخل العالم مرحله جديده وليده من المعاناه فى الحرب والكساد الاقتصادى الكبير الذى اصاب جميع دول العالم تقريبا0 وبدا العصر الجديد وهو الثوره العلميه التكنولوجيه التى ما زلنا فيها الى اليوم0التى قال عنها عالم الفيزياء ريتشارد فاينمان بمقارنه بسيطه بين تاريخ البشريه وهو خمسين الف عام تقريبا ورجل عمره خمسين عاما وهذا من منظور التطور البشرى بأن السنه الواحده فى هذا العصر تساوى الف عام والشهر الواحد مائه عام اما فى الالفيه الثالثه فهى تشبه المتواليه الهندسيه وتصبح المقارنه ان لم نقل صعبه فهى مستحيله لانها ستحسب بالساعات 0
أما بعد الحرب العالميه الثانيه فقد خرجت من هذه الحرب دول كثيره محطمه كليا وتحمل من اوزار الحرب المدن المدمره واقتصاد منهار مع ديون لعشرات السنين القادمه واجيال من الشباب اندثرت وكل صفوه العقول اما قتلت او وضعت فى السجون 0مثل المانيا اليابان ايطاليا وهذه الدول هى التى تصدر لنا كل ما نحتاجه وهى من الدول العظمى الان0 لماذا ؟ أليس هم بشر ونحن بشر ؟ اذن لابد ان يكون هناك سبب فما هو؟ وهذه حكايتنا لعلنا نجد السبب0 نحن كعرب خرجنا من الاحتلال النركى الذى استمر منذ عام 1515حتى عام 1918 نهايه الحرب العالميه الاولى وما رافقه من اهمال متعمد ومعاناه وفقر وجهل وشعوب مغلوبه على امرها وبعد توزيع هذه التركه على الدول الاوربيه (انجلترا وفرنسا وغيرها) بقيت الامور على حالها وقامت الثورات فى جميع الدول العربيه واستقلت جميعها فى خمسينيات القرن الماضى تقريبا ولكن 00000000كانت الطامه الكبرى بهذه النظم العسكريتاريه التى حملت هذه الامانه والحمد لله حافظت عليها كما هى كما استلمتها من الاستعمار بل حرصت كل الحرص ان تبقى بذره التخلف والفقر كما هى خوفا على نراثنا ان يضيع فى خضم هذه الثوره العلميه التكنولوجيه بل نفخت فيه وضخمته حتى اصبحنا فى كثير من الاحيان نتبجح باننا نحن الافضل والاحسن وعندما نظرنا حولنا كانت صدمتنا عظيمه هزائم عسكريه ونكسات سياسيه وجهل وفقر0 وبدل ان ننظر الى الامام ونحاول ان نلحق بركب الحضاره ويكون لنا شرف المساهمه فيها لم نستطع ان نفعل اى شىء لاننا ننظر الى تاريخنا الاسلامى العظيم ونتمنى ان يعود ونحن نستعمل كل ما انتجته الحضاره الغربيه من تكنولوجيا واردنا المزاوجه بين هذا الماضى المضىء والحاضر ونحن لسنا مؤهلين لذالك فاصابنا الحول عين على الماضى وعين على الحاضر واصبحنا نراوح فى نفس المكان فى عصر السلطان غبد الحميد رحمه الله واصابنا انفصام فى الشخصيه فالواحد منا يفكر فى شىء ويقول شىء ويعمل شىء اخر وسلوكه مختلف فنجد الفشل فى كل مكان وفى كل زاويه حتى الثوره الفلسطينيه نجد ان محصله خمسه واربعين عاما من الشعارات والشهداء هى صفر 0 اليس هذا هو اكبر دليل على منهجيه تفكير ! وعلى اسلوب حياه 0 أين نحن من العالم 0 ومتى نستعيد وجودنا ؟ وكم من السنوات التى نحتاجها لنلحق بركب الحضاره؟ وهل نستطيع فعلا ان ننظر الى الامام ومتى00 اننا نحتاج الى معجزه وزمن المعجزات انتهى00000000 أليس هذا حول وانفصام الشخصيه0

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل