أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد الكريم أبو شارة - السيد القائد والاستجداء المذل














المزيد.....

السيد القائد والاستجداء المذل


عبد الكريم أبو شارة

الحوار المتمدن-العدد: 2364 - 2008 / 8 / 5 - 07:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من قم المقدسة حيث محل إقامته اصدر مقتدى الصدر بيانا جديدا إلى الحكومة العراقية ضمن سلسلة بياناته ورسائله المتضاربة والمتناقضة والتي سببت حرجا شديدا لقيادات تياره وحيرة مستديمة لأنصاره وبعثت على الارتياح والاستهزاء من قبل خصومه السياسيين .
وبعد أن أرعد وأزبد في بيان سابق أثناء عملية تحرير البصرة من مليشياته وتوعد حينها المالكي وقوى الأمن العراقية بالويل والثبور وحروب مفتوحة وأن يجعل الأرض تتزلزل تحت أقدام الجميع ، عاد مقتدى يجر أذيال الهزيمة النكراء بعد أن لقن قوات جيشنا العراقي عبر صولته المباركة في البصرة وبشائره في ميسان المارقين على القانون والدين درسا في الوطنية والشجاعة والإقدام وليسدل الستار بفضيحة للميلشيات الإرهابية والتي عاثت بأرض العراق خرابا ودمارا وقتلا وتنكيلا ..
وفي الوقت الذي لا يزال المئات من أنصار تياره معلقين في معسكرات التجنيد في مهران والاحواز تحت ضغط نيران الاعتقال او العمالة او الموت جوعا ويعانون اثر ذلك من مختلف صنوف القهر والإذلال بعد ان وعدهم السيد القائد بعيش كريم ورغيد في ضل الحكومة الإسلامية الا ان تلك الوعود سرعان ما ذهب ادراج الرياح حين استسلموا للأمر الواقع في تلك المعسكرات النائية وفي ضل حكم وقيادة الاطلاعات وفيلق القدس الإرهابي .
اليوم انبرى مقتدى ليغازل حكومة المالكي التي قذفها قبل أسابيع بأبشع الأوصاف وليعلن عن استعداده التام ليكون أداة طيعة ويوعد بأن يكون وأنصاره المشتتين المطاردين معه في بلاد فارس ألعوبة وجندا مجندة وسيوفا مجردة وخيولا مسرجة ؟
والعجيب في هذه الرسالة الأخيرة التي أرسل بها من تحت الرماد وليس الماء ان يؤكد انه سيقدم الدعم السياسي والشعبي والاجتماعي في حال عدم ابرام معاهدة مع الولايات المتحدة وهو يعلم يقينا ان هذه المعاهدة ستوقع بعنوان أخر وزمن قريب وسوف يحتفى بها على انها نصر للعراق والمقاومة ، ويبدوا ان السيد المجاهد لم يراجع كلمة ( اجتماعيا) قبل ان يقدم على إقحامها في بيانه الجديد او انه لا يفقه منها شيئا ولا معنى باعتبار انه لو صح التعبير لم يتوصل إلى دراسة علم الاجتماع او يتسنى له الاطلاع على كتب علم الاجتماع ككتب الدكتور علي الوردي خصوصا والتي بين فيها بوضوح ان المجتمع الذي يتشدق مقتدى به ويراهن عليه قل مل مشاكساته وتخبطاته ورفض بوضوح سطوة جيشه وجرائمهم مما حدى بذلك الجيش الهارب إلى وصف المجتمع العراقي بشعب البيعتين في دلالة على رفضهم لمقتدى وقواه العسكرية المتغطرسة .
والملاحظ أن مقتدى القائد لم يتطرق إلى هموم أبناء العراق وتياره على وجه الخوص ولم يعرج على الملفات الساخنة بالساحة العراقية كموضوع الخدمات المنعدمة والمنتكسة او هموم ومعاناة المهجرين في الداخل او حتى المطاردة والملاحقة الأمنية لعناصر جيشه بل ان قضية كركوك الساخنة والملتهبة كانت بعيدة عن خطاب السيد الذي يبدوا أن يريد المضي بإقناع السلطة العراقية بأنه أصبح ينأى بنفسه عن هموم ومشاكل ابناء العراق ولا يهمه الا رضا السلاطين والحكام والعفو عنه والسماح بعودته إلى النجف الاشرف ويعبر عن ذلك بهذا البيان ألاستجدائي التوسلي للمالكي وعبد العزيز .
ان ذلك إنما يعبر بوضوح عن خواء مقتدى وعدم صلاحه لقيادة تيار واسع وكبير لم يجمع بينه وبين مقتدى من سبب اللهم الا من يربطه من سبب ونسب بالشهيد الصدر الثاني (قد) مفجر النهضة الإسلامية الثقافية في العراق والذي سعى مقتدى بقصد او غير قصد إلى القضاء على اهم ملامح ثورته الإصلاحية الكبيرة عبر ممارساته وتصرفاته واستغلاله لذلك العنوان الرمز لكسب التأييد والعطف الجماهيري .
ومما لا شك فيه ان كل عراقي وطني غيور لا يسره الحال الذي وصل اليه المجتمع المرتبط بمقتدى خصوصا مع ملاحظة العدوان الذي يتعرض له من قبل المجلس الأدنى وعصاباته التي يقودها المجرمون عمار الحكيم وهادي العامري وبيان صولاغ وجلال الصغير بحيث لم يسلم من ارهاب بدر الشيوخ والنساء والأطفال وأصبح العراقيون مطاردين من فلول عبد العزيز في جميع المحافظات والمدن العراقية ولم يكن ذلك ليحصل لو اقتنع قادة التيار وكوادره بأن الوقت حان لاكتشاف ان سبب بلائه وانتكاسه يعود إلى مقتدى نفسه وان الوقت حان للانقياد إلى قيادة راشدة وشجاعة وحكيمة تمنع عنهم الأذى والجور والعدوان وتجنبهم التخبط والوقوع فريسة لكل من هب ودب .
ان بيان مقتدى الصدر الأخير دليل على انتباهه أخيرا إلى الفخ الي وقع وأوقع أنصاره فيه والذي نصبه له أنصاره وحلفائه في إيران بمنتهى السهولة والبساطة ليصبح أسيرا لديهم لا حول ولا قوة ، الا ان محاولة الهروب من المصيدة بهذه الطريقة المذلة والفاضحة دلالة أخرى على فشله وتخبطه المستمر ، كما أنها قد تكون القشة التي ستقصم ظهر البعير .







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- تونس: زيارة معبد الغريبة ستقتصر على اليهود المقيمين في البل ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد وكيفية ضبطه لتسلية أطفالك
- لأول مرة في الدنمارك: محاكمة متهمين بتدنيس المصحف
- ما الذي ميز القداس الأول للبابا الجديد في الفاتيكان؟
- كيف تابع مسيحيو الأراضي الفلسطينية القداس الأول للبابا الجدي ...
- الفاتيكان يحدد موعد قداس تنصيب البابا لاوُن الرابع عشر رسميا ...
- غارديان: ميتا تحجب صفحة إسلامية كبرى في الهند
- الكنيسة السويدية ترحب بإنتخاب البابا الجديد
- عشرات الآلاف يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- البابا ليون الرابع عشر يترأس أول قداس له في الفاتيكان


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد الكريم أبو شارة - السيد القائد والاستجداء المذل