أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماهر فرغلى - الإنتماء للجماعات والحق الأوحد















المزيد.....

الإنتماء للجماعات والحق الأوحد


ماهر فرغلى

الحوار المتمدن-العدد: 2363 - 2008 / 8 / 4 - 10:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


توسعت الجماعات الإسلامية فى مفهوم الإنتماء وقدمته وجعلت له الأولوية مما جعل مشاعر الإستعلاء والتعصب والإحساس بإقتناص الحق المطلق تتضخم وتحول العمل الإسلامى إلى مباريات ومشاكل تصاعدت لتؤدى إلى إتقسامات وأحزاب وجماعات بعض منها يضع أوصافاً فكرية وعملية وخلقية يحدد بها حزب الحق وينزلها على جماعتة فيصبح هو صاحب الحق محتكر الحقيقة , ومن يحتكر الحقيقة كيف يراجع نفسه ويعترف بخطأه ؟ وهذا هو مأزق أصحاب البصائر الذين رأوا أن الحركة بمعناها الواسع قد اختفت فيها النظرية النقدية وتضخمت بعدها المصالح الحزبية وقصر النقد الذاتى بل وغاب فى أحيان كثيرة .. هذا بالطبع لأن الإنتماء لجماعة أصبح قيمة محورية لدى الإسلاميين وواجبة وأساسية فى واقعهم الحالى والمعاصر " تحولت التنظيمات إلى هدف بحد ذاته وصارت دعاوى المحافظة عليه مشجياً لتبرير الحرفية والجمود والإلتفاف عن دعوات التجديد والتطوير"
ولهذا أصبحت قليلة تلك المراجعات وشحيحة تلك التقويمات التى انبعثت عن الأوعية الحركية والتنظيمات التى ينتابها الهاجس من كل رؤية نقدية تصدر من الداخل أو الخارج وليس غريباً أن تصدر بعض الرؤى النقدية والمراجعات القليلة وتنبثق من الأوعية الحركية القيادية ولكنها كما يقول علاء النادى فى ذات المصدر { لم تكن إفرازات لتأسيسات أخلاقية فى مجال النسق لمعرفية داخل الحركة وهذا نابع من قداسة القياده عند القاعدة من الأفراد وتلك الهالة والنظرة المثالية التى جعلت القادة فى مصاف الملائكة وأعطتهم كل الحق ليكونوا هم أصحاب القرار الوحيد مما عرض بعض الجماعات للهلكة فى بعض الأحيان وعرض العمل لسوء التقديرات وقلل من المراجعات }
هذا هو ما جرى بالفعل والأدهى من ذلك أن الأفكار التى تبنتها بعض الجماعات لم تكف لصياغة رؤية إسلامية للعالم وللإجابة على الأسئلة الأساسية المتعلقة بالإسلام والعصر بل وأصيبت بتكرار المقولات وعدم إرتقاءها لمستوى القدسية التى أحيطت بها حتى أصبح ميراث التعالى فيما بين الفصائل هائل وملئ بالخوف والمحاذير ويحتاج إلى نقاش وتجديد للبرامج والرؤى وفاعلية الدور والحاجة إلى رؤى شافية للعصر والإجابة على هذا السؤال لماذا كل هذه الجماعات والتنظيمات ؟ّ لماذا هذا التمزق والتشرذم ما دام الكل يعمل للإسلام ؟! " ومن آفات الجماعات الإسلامية المعاصرة هذا الإنقسام والتمزق الذى تشهده بين فصائلها وجماعاتها المتعددة فكل جماعة ترى نفسها وحدها جماعة المسلمين لا جماعة من المسلمين "
ونحن نقول إذا كان مبرر وجود تلك الجماعات هو استئناف الدور الحضارى للإسلام فهل تستطيع أن تجيب عن تلك الأسئلة المطروحة فى واقعنا المعاش وهى تلك الأسئلة التى اختلفت عما واجهه السلف فى رحلة البحث القلقه فى قلاع التاريخ إن أردنا التوفيق بين الفقه وأرض الواقع .
إن تلك الجماعات بإختلاف توجهاتها لم تستطع أن تعطينا إجابات واضحة لأشياء كثيرة نواجهها فى واقعنا المعاصر ولن يحدث ذلك فى الواقع القريب طالما أن إفرازات التعصب واضحة والمنتمى لجماعة يحسبها انها على الحق الأوحد فالإنتماء لجماعة تدعى أنها تمثل الإسلام دون غيرها يجعلها تستبد بالمرجعية ومستعصية على التجديد فى القول والعمل طالما استطاعات حشد الجماهير وهذه هى إشكالية كبيرة .
الإنتساب لجماعة ليس نهاية المطاف :
ليس الإنتماء هو نهاية المطاف أو المحور الأساسى الذى تقوم عليه الدعوة الإسلامية حتى أننا نضخم الفروق ونوسع الهوة ونهمل الشخصيات القوية العاملة بمفردها فى الميدان رغم أننا نحسب أن فيهم الصادقين المخلصين من أجل الهدف الأسمى وهو الحفاظ على الكيان للجماعة التى ننتمى إليها .
إن الواجب أن تكون هذه التجمعات هى وسائل لغاية واحة هى العمل للإسلام لا أن تكون عائقاً أمام الآخرين الذين يعملون بمفردهم ومن أجل الإسلام ايضاً كما قال صلاح الصاوى " إن هذه التجمعات لا تعتبر نهاية المطاف ولا يمثل احدها على انفراد جماعة المسلمين وإنما هى خطوات مرحلية فى الطريق إليها لأن إلتزامه بالجماعة بمفهومها العام والشامل أسبق من إلتزامه بهذه التجمعات لحركية لأن الول واجب باصل الشرع فهو الذى دلت عليه النصوص واتفق عليه الإجماع اما الثانى فمستند وجوبه هو المصلحة الراجحة فلا ينبغى إذن أن تنقلب الأمور ويصبح الولاء لهذا التجمع أو ذاك ذريعة لقطع الولاء لبقية الآخرين .
لابد أن تكون عضواً فى بنية جسد المجتمع :
وإذا كانت الجماعات والأحزاب ستجد تاصيلاً شرعياً لنفسها يبيح لها الوجود فإن ذلك لا يدفعها أن تكون نسيجاً آخر يختلف عن المجتمع يحاول أن يتميز عنه ويتسامى عليه بل إن المهمة الأولى لمن نصب نفسه داعية إلى الإسلام هى تقريب المسافة بينه وبين الناس وعدم قطع الصلة بالمجتمع الإسلامى والأسمى من ذلك أن يكون عضواً بناءاً فى جسد هذا المجتمع وفى الحديث أن النبى صلى الله عليه وسلم قال " المؤمن للمؤمن كالبنان يشد بعضه بعضا وفى الحديث الآخر قال صلى الله عليه وسلم " مثل المؤمنين فى توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى " .
إن الإسلام بقيمه وشرائعه هو القيمة العليا التى يجب أن ينتمى إليها الإنسان ومن المهانة والضياع أن نقدم إنتماءنا على الدين ونقدم مصلحة الحزب على مصلحة الإسلام العليا ومصلحة الوطن الكبرى فالإسلام ليس جسماً ولكنه روح يسرى فى الأبدان وقوة الإسلام فى قوة الولاء له لا لغيره أما حب الوطن فهو الحفاظ عليه والوقوف أمام الأحقاد التى طمعت فيه وتحاول أن توجه الضربات لكيانه .
الدعوه إلى الله مقدمة على التشكيلات والتنظيمات :
فالدعوة إلى الإسلام هى الهدف الأسمى الذى لابد وأن يقدم على الإنتماءات الحزبية والمتأمل يرى أن التشكيلات أصبحت غاية وهدف شغل العاملين للإسلام عن هذا الأمر المهم .
يقول الأستاذ / سعيد حوى " إن الدعوة إلى الله مقدمة على التشكيلات والترتيبات ولم تكن التشكيلات والترتيبات إلا من أجل الدعوة إلى الله وأحياناً قد تكون التشكيلات والترتيبات حجاباً عن الله وعن دينه "
فلابد وأن ننتبه إلى ذلك بأن تقديم الإنتماءات قد عطل الدعوة سنوات كثيرة وشوه صورة الإسلام فى أحيان اخرى بسبب حركات العنف والمواجهات الدعوية أو بسبب انقسام القوى الإسلامية إلى عصبيات انبثقت من الرؤى الإسلامية المختلفة .
الإنتماءات لجماعة لا يجعلنا نصل إلى مرحلة فناء الآخرين :
ومهما بلغت حدة إنتماءنا فلابد ألا تجعلنا نصل إلى درجة استئصال الآخر لأن الإسلام كفل حرية الإختيار وحرية العمل فلا بأس أن يتبنى الإنسان رأياً معيناً وأن يختار ما يراه مناسباً ولكن أن يعتبر ذلك هو حكم الإسلام الأوحد وأن ما عداه هو الباطل والضلال فهذا هو الخطأ بعينه " وأما جماعة ذات فكر معين تختلف عن جماعة أخرى يجمعها كلها الإسلام فلا يجوز أن ندعى أنها هى الجماعة الناجية وكل من عداها فى النار فقد أدى ذلك إلى ظهور الغلاة والخوارج من قبك وتفرقت منها فرق يكفر بعضها بعضاً "
وإن كان الإختلاف خطراً فإن التعصب للمذاهب والإنتماءات ونفى الآخر هو اكبر خطر يقول الشيخ سلمان العوده " إن الخلاف المبنى على مقام الديانة والعلم أعنى إختلاف أهل الإجتهاد المعتبر فى الأمة إذا تحولت الأراء المتعددة فيه إلى ولاءات خاصة ومفهومات للحزبية والطائفية فإنه يخرج بذلك عن كونه رحمة ومتابعة لحكم لله ورسوله لكونه تمزيقاً لأهل الإسلام ورجوعاً لأمور الجاهلية " .
ويقول فضيلة الشيخ ابن عثيمين { فهؤلاء الذين يدعون إلى الحزبية لاشك أنهم يجنون على أنفسهم وعلى إخوانهم وأنهم سيجرون البلاد إلى نزاع طويل ومشكلات متعددة } .
ونقصد بالحزبية هنا التعصب للإنتماء ونفى الآخر وفى كتب التراث سنرى أن الأئمة وفهمهم للدين فهماً صحيحاً نصاً وروحاً أخرجهم عن التعصب والولاءات الخاصة وهناك قول وأثر عن أكثر من واحد منهم هو رأيى صواب يحتمل الخطأ ورأى غيرى خطأ يحتمل الصواب وسنرى أن الإمام مالك لم يرض أن يجعل الخليفة يحمل الناس على كتابة الموطأ.
إن حصر العمل للإسلام فى جماعة واحدة يراها البعض ضرورة يحتمها الواقع وأنها هى وحدها هى التى تمثل الحق الخالص وما سواها هو الباطل وبعبارة أخرى وصف هذه الفئة بأنها جماعة المسلمين وكل ما جاء من أحاديث عن الجماعة ولزومها ينطبق عليها وان الآخرين هم الفرقة الضالة المذمومة فهذا هو الضلال بعينه قال تعالى " من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً كل حزب بما لديهم فرحون " وقال تعالى " إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم فى شئ "
إن هؤلاء لا يرون إلا أنفسهم ولا يسمعون إلا ذواتهم ويعلون من شأن جماعاتهم ويضعون أعينهم على أخطاء غيرهم وهؤلاء إنما ينسون انفسهم وينتقصون من حق غيرهم فقط .
الاختلاف بين الجماعات إجتهادات بشرية :
والمسألة المهمة والتى لابد وأن تلاحظ أنه باختلاف المفاهيم والتوجهات حدثت الإختلافات وبرز أكثر من تيار إسلامى جاء ليعبر عن انقسامات حادة فى الرؤى والمفاهيم التى التقطت بعض الخيوط والمسائل الفقهية والفكرية الفرعية لتكون سلاحها للتميز والتفرد عن غيرها " وإن كثيراً من طلاب العلم وأبناء الصحوة الإسلامية لا ينتبهون لوجود هذا النوع من الاختلاف ويظنون أن كل مسائل الاختلاف بين العلماء مما يعادى فيه ولأجله ويبغض المخالف وهذا قد يوجد من أسباب الفساد والضغائن والتعادى ما لا يعلمه إلا الله "
إن هذا المسلك هو الذي أهلك الأمة من قبل حين بلغت العصبية المذهبية وتفرقت الجموع حول مسائل فرعية فى الدين فى وقت كانت تحتاج فيه إلى الوحدة والتكاتف وهذا ما تكلم عنه الشيخ ناصر بن سليمان العمر قائلاً " ولا يشترط أن يكون الاختلاف فيها اختلاف تضاد بل قد تكون اختلاف تنوع وهو الذي ينبغي أن يكون بين العاملين للإسلام فيتمم بعضهم بعضاً للقيام بواجبات التكليف المناط بمجموع الأمة ومن ثم فإن التباين فى تلك الثوابت النسبية لا يوجب عداوة وشقاق بل هو تباين يرجع فى حقيقة إلى نوع ائتلاف "
فكيف نصل إلى هذه الحكمة ونوجه الإرادة إليها فلا تضع الأراء الإجتهادية للعلماء إلى مرتبة الفرضية التى تدفعنا بعد ذلك للتعصب " والرأى الاجتهادي لا يجوز التعصب له أو اعتقاد أنه وحده الصواب ولا صواب غيره ومن هنا يستحسن الإطلاع على أراء الآخرين فقد يكون فيها الصواب ولا يجوز أبداً اغلاق الفكر على معلومات معينة من مصدر واحد مهما كان قدر هذا المصدر فقد سبق قول الأئمة فى ذلك فإذا جاء بعض الغلاة ورفضوا كل نقاش فيما يعتقدون مما تلقوه عن أميرهم فقط ومن أميرهم هذا ؟ وما منزلتة بين العلماء الذين هم ورثة الأنبياء ؟ كان هؤلاء مخالفين لأدب البحث والعلم "
إن التفرق منهى عنه إذا كان على أساس فكرى معين أو عقيدى من العقائد التى يتوقف عليها الإيمان والكفر وهو كذلك منهى عنه إذا كان فى مجال الفروع ويدفعنا إلى الاختلاف ولا مانع أن تختلف ولكن أن يكون اختلافنا هو الذى يجعل الأمة متفرقة ومتنازعة ويكرس من فرقة المسلمين وتشرذمهم ويقطع أوصالهم فهذا هو الخطأ الفادح وللأسف فسنرى ان الخلافات بين الجماعات الإسلامية ما زالت محصورة فى إطار الإجتهادات فى الفروع وفى الوسائل التى تميز واحدة عن الأخرى ولا بأس ان يتبنى تياراً معيناً ما كان مناسباً ولكن عليه أن يعرف أن ذلك اجتهاد بشرى
الإنتماءات لا تدفعنا للعداوة :
إن الحالة التناحرية السائدة بين كثير من الجماعات والأنظمة وبين الجماعات الإسلامية وبعضها البعض تعكس مظاهر التأزم فى بنية الفكر وبنية التنظيمات على مستوى الأفكار والأشخاص كما يقول معتز الخطيب " إن المتامل للواقع يجد ثمة خلاف داخل الجماعات ذات الأولوية الواحدة سلفية كانت ام صوفية او غير ذلك إضافة إلى علاقة التناحر التى تعود إلى اسباب منها هو شخصى ومنها ما هو منهجى "
إن هذه الأسباب الشخصية والمنهجية والتعصب لها هو الذى دفع إلى هذه الحالة من التناحر وليست المنافسة والسباق لخدمة الإسلام بل وصل فى أحيان كثيره إلى القتال والعداوة والنزاع على السلطة والمواقع وافغانستان والجزائر خير مثل على ذلك " والحقيقة أن كثيراً مما يجرى بين الاتجاهات الإسلامية المعاصرة من اختلافات مريرة على المناهج والأفكار والأولويات سببه حب الرياسة وكثرة الأتباع وإلا ما اثمرت هذه الثمار المرة فى التعاملات التى تجرى بين هذه الاتجاهات الإسلامية وأفرادها " .
وتنتشر العلاقات التناحرية وتصبح ظاهرة عامة من أجل تنازع مواطن النفوذ هذا ما شاهدناه من اقتسام الخطابة فى المساجد وحق الجماعات فى كسب المزيد من الأفراد وهذا كله يشوش مفهوم الدعوة إلى الله سبحانه بالإضافة إلى محاولة انتزاع النفوذ من الدولة وعلمائها ودعاتها باعتبارها فريق آخر مغاير للجماعة الإسلامية والمفترض أن تكون البنية التنظيمية على قاعدة الإخوة وتعكس جانب عزل الخطأ عن المؤثرات الفكرية وتعكس الشفافية ولكن شخصنة الدعوة فى شخص واحد هو رئيس الجماعة جسد حالة الفرد وعلاقاته وهنا يفهم الولاء والبراء على أساس ذلك الإجتماع وهو ما حذر منه بن تيمية قائلاً " فإن حملهم التخرب على التعصب لمن دخل فى حزبهم بالحق والباطل والإعراض فمن لم يدخل فى حزبهم سواء أكان على الحق والباطل فهذا من التفرق الذى ذمه الله ورسوله "
إن الإنتماء الحقيقى حينما يكون للإسلام وأحكامه سوف يصيغ علاقات جيدة وجديدة بين انفسنا نحن المسلمين وبين العالم وبين الجماعات والأنظمة .. علاقات لا تقوم على العداوة بل على منهج آخر وهو المنهج الذى يدفعنا أن نمد جسور التقارب فنحن إذا حددنا أهدافنا وهل نريد بإنتماءنا إلى جماعة وحدة الأمة أم تصفية الحسابات وتصفية الآخرين ؟
سنخلص إلى إجابة تعرفنا أن الذين لا ينتمون لتنظيمات هم إخواننا فى الدين وأن الدعاة الحكوميين كذلك ولكن المتعصب كما يقول الشيخ القرضاوى " لا يؤمن إلا بالقول نفسه ولا يؤمن بأحد غيره أو غير فرقته وجماعته التى ينتمى إليها فمنها يبدأ وإليها ينتهى " والداعية بحق إلى الإسلام هو الذى يبحث عن الجوامع المشتركة للإلتقاء بالمسلمين وهى كثيرة فى الساحة الفكرية وأن يزيل ما بينه وبين أهل الوطن الواحد من حجب ويخطو على طريق الوفاق لا إلى الخصام والتفاهم لا القطيعة " ولكننا ندعو ألا نجعل من تلبس بعض العاملين للإسلام فى هذا العصر بشئ من البدع حائلاً يحول دون نصرتهم على ما عندهم من الحق والتنسيق معهم لجمع الأمة على كلمة سواء من ناحية كما ندعو إلى بذل النصيحة لهم والإنكار عليهم بما لا يؤدى إلى مفسدة أعظم "
وأخيراً :
- إنه من الخطأ الفادح أن يتصور البعض أن جماعته هى الأقرب للحق وان ما عدها قد انحرف عن ذلك وأنه لا يوجد فى الاسلام تعددية تستطيع ان تعبر عن ذاتها وأفكارها.
- إذا كان فى الإسلام تعددية فإن هذه الجمعات لا تجعلنا بالضرورة نقر بمخالفتها للصواب ولا الرضا بما هم عليه من الباطل كما لا نقر بتحقير أعمال الناس فإن النظرة المريضة للإستعلاء على أصحاب العلوم والأعمال الصالحة الأخرى التى لا تهتم بها الجماعة التى ينتمى إليها الفرد بإعتبار أن الأولويات التى تحددها جماعة هى وحدها الحائزة على الصواب فهى لا تجوز
-إذا كان الانتماء والتعصب هو خطأ كبير وفادح وان التعددية فى ذات الوقت جائزة فإن هذا يمثل اسلوباً فى إدارة الاختلاف يجب ان يقوم على الاعتراف المتبادل وليس على الإنكار طالما ان الكل يخدم القيم الإسلامية وعلى هذا فإن العلمانيين بطبقاتهم والماركسيين يجب أن يعترف بهم ولا ينكر عليهم حق الإختلاف طالما يحترمون القيم الإسلامية العليا .
- مهما حاولنا ولو كنا مخلصين فلن نستطيع رفع الخلافات فى العلم والفقه وهذه المحاولة تزيد الخلاف وتوسع دائرته مثل الذين حاولوا أن يمنعوا التمذهب فلم يزيدوا إلا أن كونوا مذهباً جديداً .
- نؤكد على أن التعددية لا تدفعنا إلى التعصب والخروج عن المألوف والهجرة من المجتمع إلى جماعة تتوسع وتأخذ حجماً كبيراً وتشكل مجتمعاً جديداً .
- إن التجارب أكدت ان اغلب الفصائل قد اصابها الجمود والعيوب الهيكلية والتنافسات الإدارية التى أدت للتوترات والصراعات وفقدان الأشخاص الذين يفهون فى الثوابت والمتغيرات مما أدى إلى عدم التعامل وفق القواعد والأصول وأدى إلى التجاوزات .
- الحركة الإسلامية تحتاج إلى تاسيس بنيه نؤمن بالتعددية وتعترف بالآخر وبالعمل الفردى كذلك ولا تخرج عليه وفق شورى حقيقة متوازنة مهما كانت جاذبية القائد وتاريخه وهذا يحتاج إلى تربية سياسية وإدارية لا يعتمد على الإرث التاريخى ، تربية لكل الأفراد الذين صنعت تضحياتهم هؤلاء القادة ولكنهم لم يراجعوهم لأنهم تعودوا عدم التفكير فى زمن الطاعة العمياء والموت المجانى .









#ماهر_فرغلى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة الوعى لدى الحركات الإسلامية


المزيد.....




- لوموند تتابع رحلة متطرفين يهود يحلمون بإعادة استيطان غزة
- إبادة جماعية على الطريقة اليهودية
- المبادرة المصرية تحمِّل الجهات الأمنية مسؤولية الاعتداءات ال ...
- الجزائر.. اليوم المريمي الإسلامي المسيحي
- يهود متشددون يفحصون حطام صاروخ أرض-أرض إيراني
- “متع أطفالك ونمي أفكارهم” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 ب ...
- لولو يا لولو ” اظبطي تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- شاهد: عائلات يهودية تتفقد حطام صاروخ إيراني تم اعتراضه في مد ...
- أمين عام -الجماعة الإسلامية- في لبنان: غزة لن تبقى وحدها توا ...
- وزيرة الداخلية الألمانية: الخطوط الحمراء واضحة.. لا دعاية لد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماهر فرغلى - الإنتماء للجماعات والحق الأوحد