فرمان صالح بونجق
الحوار المتمدن-العدد: 2363 - 2008 / 8 / 4 - 10:32
المحور:
الادارة و الاقتصاد
واحد ثمانية .....! أيعقلُ أننا كنا قد تهنا عن جراحنا منذ زمن ؟. هو جرح بحجمنا كنا قد نسيناه أو تناسيناه وهو ينزف ، لا فرق في ذلك ، فعندما تتدفق الآلام كالينابيع ، قد لا يجدر بنا أن نحصيها جميعاً . أوعندما تتكاثر ، فمن ذا الذي ينفق عمراً كي يعد الجراحات ؟.
وأنت .. منْ علَّمك يا أبا كرم أن تصطاد جراح الناس هكذا ؟. ومن علَّمك أن الجراح يمكن اصطيادها ؟. وبألف لون ولون تمزِّقها كي يتجدد الألم ، وكم يستهوينا ويُمتعنا هذا الألم ، كما استهواك وأمتعك من ذي قبل . أيمكن أنك كنت تمارس طقوسك خارج هذا الزمن ؟. ومنذ متى ؟. ألا ليتنا كنا معك ، وأنت تتعلم انزلاقه القلم ، ولو كنا كذلك لما كنا اليوم كذلك ، فوالله ما وجدتك محلقاً هكذا من ذي قبل ، لا في شعرك ولا في نثرك ، أكنت تملك جناحين ليستا كأجنحتنا ؟.إني والله لفي شكٍ بأنك كنت تخفي عنا ما لم نكن ندركه ، واليوم وبعد فوات الأوان ، كنت أخالهما جناحين ملونين يلاطفان الريح ، ومرةً بعد مرة ، ترتد عنهما أشعة الشمس لتبهج الكون بألوان قوس قزح ، كنت أخالهما كجناحي فراشتي المذهبة ، أي نسر هذا الذي عمره ألفَ عام وعام ، ولم تحدثنا عنه الأساطير ، بأنه قادم ومن عين الشمس يسبقه أزيزه صوب الهدف ، وأيُّ هدفٍ متناثر هذه المرة ، وهو يمتد على مساحة الإنسان ، بئس البوابات التي تاهت مفاتيحها بين منتصبٍ وراكع ، بئس العطاء إذا كان استجداءً ، وبئس المحابر التي صممت للأباهم .
أحسنت إذ قلت : واحد ثمانية ... وكنا في غفلة من أمره ومن أمرنا ، يوم تجود كل قريحةٍ بما امتلكت ، ويوم يقفون هم تلك الوقفة الزلقة ، وتنزلق الكلمات مابين الشفاه ، وينزلق القاني إلى الجباه ، وتتخدر الأوصال أمام النصال .
ألم يكن كيوم العيد آنذاك ؟. من الذي سرق منه إكسير الحياة ؟. من الذي بدل النجمات اللامعات ؟. حين راحت السنوات تجتر واحد ثمانية... ، من الذي فعل بنا كل هذا ونحن في غفلة من أمرنا ؟. حتى بلغنا تخوم الموت ، وتخوم العدم ، وتخوم الخواء الذي ما بعده خواء .
يا صديقي .. أتراه سيعود .. ذاك الذي كان اسمه يوم الأمنيات ؟؟؟.
#فرمان_صالح_بونجق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟