أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - موسى أبو دويح - قراءة في كلب محمود شقير الأبيض














المزيد.....

قراءة في كلب محمود شقير الأبيض


موسى أبو دويح

الحوار المتمدن-العدد: 2362 - 2008 / 8 / 3 - 07:10
المحور: الادب والفن
    


كلب أبيض ذو بقعة سوداء لمحمود شقير
كتب الأستاذ محمود شقير قصة قصيرة للأطفال بعنوان: " كلب أبيض ذو بقعة سوداء " من منشورات مركز أوغاريت الثقافي في رام الله سنة 2008م. وجاءت القصة في أربع وعشرين صفحة مصورة وإن كانت صفحاتها غير مرقمة.
بطل القصة كلب يعيش في أحد بيوت يهود في إحدى المستوطنات اليهودية في فلسطين. سئم الكلب الحياة في المستوطنة، وتمكن من الإفلات من رباطه والفرار إلى منطقة عربية، بل إلى القدس الشرقية التي فيها القبة المذهبة والمآذن و الصلبان وهي ما تسمى بالبلدة القديمة داخل السور، ثم وصل الكلب إلى حي خارج سور المدينة ونام تحت شجرة، فجاء ولد صغير يحمل رغيفا من الخبز فأطعمه إياه، وتجمع أطفال الحي حول الكلب وصاروا يلعبون.
تصور القصة حياة يهود، وما فيها من شقاء، حيث يعيشون تحت وطأة السلاح ليل نهار، فوصف الكاتب حارس المستوطنة بقوله: "لكنه لا يتخلى عن السلاح(البندقية) لحظة واحدة". وهذا هو الشقاء بعينه، فلا يشعر المغتصب ولا المنتهب ولا اللص بشئ من الطمأنينة والأمان، ولن يهدأ لهم بال ما داموا مغتصبين لأرض فلسطين، ولن ينسى أهل فلسطين فلسطينهم، مهما طال الزمن وتعاقبت السنون، فلا بد للحق أن يعود لصاحبه، ولا بد للباطل أن يزول. وصدق الله العظيم: "بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه، فإذا هو زاهق، ولكم الويل مما تصفون". الأنبياء الآية 18.
لغة القصة مناسبة جدا للأطفال، بل أن هناك جملا في القصة تظهر وكأن المتحدث طفل من الأطفال، أي أن الكاتب تقمص شخصية الطفل وهو يكتب له هذه القصة. اسمعه يقول:
"الولد تحسس رأس الكلب" ولم يقل: تحسس الولد رأس الكلب.
وقال: "والرجل وضع للكلب طعاما" ولم يقل: وضع الرجل للكلب طعاما.
وقال: "والولد والبنت ذهبا إلى المدرسة" ولم يقل: ذهب الولد والبنت إلى المدرسة.
وقال: "الحارس معه بندقية" ولم يقل: مع الحارس بندقية.
وقال: "والكلب ركض مبتعدا" ولم يقل: ركض الكلب مبتعدا.
وقال: "والرجل ظل جالسا على المقعد" ولم يقل: ظل الرجل جالسا على المقعد.
وقال: "والحبل تمدد قريبا منه" ولم يقل: وتمدد الحبل قريبا منه.
وهكذا بدأ بالاسم أولا في كل هذه الجمل وفي غيرها أيضا ولم يبدأ بالفعل، أي بدأ كما يبدأ الأطفال. حيث يقدمون الاسم على الفعل في أغلب أحاديثهم.
وقال: "وكان في الساحة أولاد وبنات" بنفس طريقة الأطفال في الفهم والتعبير، مع أن الكاتب يعلم علم اليقين أن لفظة الأولاد تشمل الذكور والإناث وليست للذكور فقط. ولم يقل: وكان في الساحة بنون وبنات أو صبيان وبنات أو فتيان وفتيات؛ لأن الأطفال يعتبرون الأولاد ذكورا فقط والبنات بنات.
القصة رمزية موحية ومعبرة عن واقعنا الفلسطيني وعما نعانيه من غطرسة يهود، وتدل على تمسكنا بحقنا، حتى أطفالنا يعلمون ظلم يهود وعنجهيتهم ولكنهم لا يستكينون لهم. اسمع عائشة تقول لعصابة يهود الذين جاءوا يستردون الكلب: "أسامة ليس لصا، أنتم اللصوص".
وأخيرا لقد ختم الكاتب القصة بقوله: "بعد ذلك حل المساء، ولم يكن في الساحة أحد".
هكذا ختمها بخاتمة جيدة، مفتوحة، عامة، يستطيع كل طفل وكل راشد أن يتخيل النهاية التي تعجبه وترتاح إليها نفسه.
26/6/2008 موسى أبودويح



#موسى_أبو_دويح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - موسى أبو دويح - قراءة في كلب محمود شقير الأبيض