أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم امامي - مستلزمات مرحلة التحرر الوطني















المزيد.....



مستلزمات مرحلة التحرر الوطني


سليم امامي

الحوار المتمدن-العدد: 2355 - 2008 / 7 / 27 - 11:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يا أعـــداء المحتل أتحــدوا!!
مسودة أولية في دراسة
تمهيــــــــد
’’ شنت جميع الحروب ‘‘ ؛كما يقول ألفين توفللير في كتابه( الحرب –و- نقيضها ( War And Anti-War, ,’’ من أجل السيطرة والثروة ‘‘ .فإن كانت غاية المعارك والقتال قهر أرادة العدو وأخضاعه لمشيئتنا ورغباتنا، فالاحتلال أذن غاية الحرب القصوى ويعني ما هو أكبر من السيطرة . أنه أمتلاك وأستعباد كامل وبشتى المعايير للبلاد ومن عليها. ومع أن التأريخ لا يتكرر بالبساطة التي قد نتصورها؛ فتأريخ وأنواع وتجارب الاحتلال كذلك لا تتكرر ولا تتشابه هي الاخرى الا في نوع من النمطية التأريخية المتمثلة بمراحل تتكرر بشكل ما أو تقترب من التكرار. من هنا برزت أهمية دراسة تجارب مقاومة الاستعمار لا لتكرراها بل لفهم مسار وظروف هاتيك التجارب لأستنباط ما قد يتلاءم والتجربة العراقية الجديدة ؛ ثم وثانياً وهذا هو الاهم لتجنب الاخطاء والمطبات – وما أكثرها - التي وقعت فيها تجارب الامس .ولا ننسى مبدأ ’’ التجربة والخطأ ‘‘؛ الذي يعدٌ أحد أهم قوانين العمل والحياة ولولاه لتعطل الابداع والتقدم .
الاحتلال العسكري الاجنبي كارثة لا يجاريها في تفوقها بتحطيم أسس المجتمع سوى غضب الله وزلازل تهد كل شيئ .ولا مثيل للحرب والاحتلال بين الكوارث الاخرى . كما تتفرد – أي الحرب – بكونها هيجان شامل لكل المجتمع وجميع مجالات عمله وأنشطته وبنسبة لا تتحقق مع أعتى الكوارث ولا أشمل المناسبات كالانتخابات البرلمانية والرئاسية ولا حتى الاوبئة المهلكة . المهم أن ما من مواطن، فرداً كان أو ضمن مجموعة سكانية أو نقابة أو عائلة أو قبيلة، وموضفاً كان أم دارسا أم عاملا أو حرا الا وسيتأثر بدرجة أو أخرى بالاحتلال. ولا أهمية عاطفية أو أنفعالية لهذا التأثر أو التفاعل الا بقدر درجة السلبية أو الايجابية من الاحتلال .
ويمكن ملاحظة ذلك بجلاء من خلال خبرات وتجارب تراكمت في الوعي الجمعي العراقي أبان مراحل أحتلال وحروب دامية بدءً من الغزو السلجوقي فالبويهي فهولاكو وتيمور لنك فالعثمانيين فالفرس فالانكليز فأخيراً وأخراً كما أتمنى المحتل الاميركي الاكبر وما أفرزه من محتلين ثانويين كأيران في العراق العربي والأجتياح التركي الصديق لشمال ( كردستان ) في توقيتات بحاجة الى الكثير من التحليل والتمعن .
أحدث الاحتلال الاميركي للعراق عام 2003م، والانهيار المفاجئ للنظام السابق عواصف أجتماعية وعلى جميع أصعدة الشعب والمجتمع العراقيين والعرب والكثير من دول العالم لما شاب الحرب من ضجيج ومؤتمرات وجهود دبلوماسية حول حرب وصفها العالم أجمع بالعدوانية والمجرمة ودون شرعية دولية عدت وسابقاتها في أفغانستان أمثلة حية لحروب الاستعمار والهيمنة التي تريد الولايات المتحدة فرضها وبالقوة على العالم مستغلة تربعها وحيدة على عرش الطغيان العسكري/التكنولوجي في القرن الواحد والعشرين والحرب الرقمية Digital War ؛ أوالالكترونية. يؤكد ذلك الكم الهائل من الدراسات السياسية والاستراتيجية التي صدرت و مازالت تباعاً ولأمدٍ طويل . وبعيداً عن التـنظير وخوف الاطالة فما يهمنا هنا الشروخ الهائلة التي تعرض لها شعب العراق والامة العربية والمنطقة .
1. الشرخ الاول .كان في مسخ والغاء الهوية الوطنية العراقية بل وأنكار وجود العراق كشعب وكدولة تأريخياً وجغرافياً وأشاعة فكرة كاذبة عن ’’إصطناع بريطانيا لهذا البلد أو الوطن وتسميته بالعراق ‘‘ خدمة لمصالحها معززين ذلك بعدم ثبات الحدود الجغرافية للعراق – وكأنه أستثاءً في ذلك - الا مع القرار البريطاني آنف الذكر ؛ متناسين أن حدود جميع الدول لم ترسم الا في القرنين السادس عشر والسابع عشر ولأسباب عسكرية محض وذلك بأختيار مواقع القلاع الحصينة (الثغور ) ؛ عند مفارق الطرق الكبرى والانهار والمضائق الجبلية والسواحل والمدن الكبرى والمهمة، ومتناسين كذلك أن الدول عرفت مراقبة وحراسة حدودها وتحديد دخول وخروج الغرباء والوافدين منذ قرون عديدة سبقت أصدار الجنسية ووثائق الاقامة وتثبيت المواطنة وحقوق المواطن والغريب. أما صكوك المواطنة وووثائق التجنس فلم تظهر وتغدو قيد الاستعمال الا بعد ذلك بزمن طويل .
2. الشرخ الثاني .وتأسيساً على الاول شرّعوا أن أهل العراق أقوام لاتربطهم أية روابط أو وشائج قربى وحدوية ومن أية أشكال معروفة عرقية أو قومية ولا يشدهم أي تجانس وبالتالي لا يصح القول بـ ’’وجود شعب عراقي يشكل جزءً من أمة عربية ‘‘، كانت حتى الامس ملء السمع والبصر وحصروهم بثلاث مجموعات سكانية من شيعة وسنة وأكرد ؛ جاءت الى العراق من السماء وفي عصور مختلفة أما اللغة والتأريخ والاديان فليست مما يرد في قاموس وتأريخ العراق الذي لم يعرف سوى عام1920 م، يوم أخترع ونستون شيرشل هذا الكيان المصطنع !!. متناسين بذلك قوميات وأجناس عريقة عاشت على ترابه منذ الاف السنين وبتعداد يفوق المليون كما بالنسبة للطوائف المسيحية التي أقامت في العراق مذ ماقبل السيد المسيح وقبل تنصرها؛ يضاف اليهم وبعشرات الالاف من الصابئة والايزيديين والتركمان العريقي الاصول والعيش في العراق سابقين بذلك نزوح عدد كبير من القبائل العربية الشهيرة كربيعة التي تضم سيلاً من العشائر كتغلب وبني شيبان التي كانت تضرب بكثرة رجالها الامثال؛ حتى قال جيش محمد (صلعم ) الذاهب الى معركة حنين بتعداد أسطوري بأعداد جيوش تلك الايام، فقالوا ’’ لن تغلبنا شيبان اليوم عن قلة ‘‘. حتى بات العرب يشكلون اليوم أغلبية مطلقة تزيد على الـ80%؛ على الاقل. ومن الناحية الثانية، وبطريقة سوبر شيطانية أنكروا أن معظم شيعة العراق من أصول عربية عريقة جداً في عروبتها وعاداتها، وأن غالبية الكرد من معتنقي المذهب السني . فكلما همهم تمزيق اللحمة والهوية العراقيتين .
3. الشرخ الثالث . وهو أجراء لم يسبق لأي محتل من دهاقنة الاستعمار قبل الاميركان أن جرؤ على مثله؛ وهو أشاعة أمتلاك السلاح وأباح لمن هب ودب الاستيلاء على معظم أسلحة النظام السابق بما فيها المدافع وناقلات الاشخاص المدرعة والدبابات – باستثناء ما أستولى عليه الحزبان الكرديان، وربما فعلوا ذلك غضباً لفشلهم في العثور على سلاح دمار شامل. أما ما وضعت أيران عليه اليد ففيه معدات ماكانت لتحصل عليها، الامر الذي يفسر عودتها لمشروعها النووي عام 2003م ، سيما المتفجرات الجديدة شديدة القدرات التفجيرية والمهام عالية التكنولوجيا، وبعض ما يستخدم في المجال النووي 1 من معدات-؛ ومايكفي لتجهيز الكثير من المليشيات القديمة والجديدة وبما يفوق حاجتها. ولا يمكن لأمر كهذا أن يتم دون تخطيط مسبق أستوحى فيه الاميركان خبرات قرناء السوء الذين أستعمروا الولايات المتحدة وقاعدة ’’ فرق تسد ‘‘ . والغاية الواضحة وبعد أثارة وتركيز الطائفية وما ترسخ من عداوات قديمة كانت دون مستوى القتل المتبادل لولا التلويح الاميركي بأن من سيفرض سيطرته على الشارع العراقي سيكون الاوفر حظاً في حكم العراق وضمان الاغلبية في كل شيء وبالمعنى الحرفي للتسيد والاغلبية !!. وكان للمستعمر الأميركي ما أراد وأكثر سيما وقد شمرت قيادات طائفية عريقة ومعروفة الولاء بتنفيذ التوجهات الاميركية على أتعس وأسوأ ما تمناه فبدأت تظهر وتدريجياً أحقاد طائفية ما كانت معروفة تجاوزت حد رفض الاخر وأعتمدت نهج أبادته أو أجباره على ترك العراق واللجوء الى دول الجوار وغيرها ممن قد تسمح له بالعيش في أفقر أحيائها وحاراتها ؛ ثم القتل الجماعي والعائلي أو وحتى لأحياء بكاملها، أوعلى الهوية وتجاوز الامر الى امتلاك أنواع غير معروفة من المتفجرات شديدة القوة والتدمير وعالية التكنولوجيا، وعلى كميات من أسلحة لم تعرفها جيوش المنطقة بعد. وكل ذلك حفاظاً على ديمقراطية بوش الفردوسية. وما دمنا في أجواء التسلح فلا يجوز أن ننسى شركات ’’ الخدمات العسكرية(الامنية) الخاصة ‘‘ وهي من مرتزقة قذرين تحت لافتات رسمية لدول ومؤسسات يقف على رأسها البنتاغون وسيده السابق دونالد رامزفيلد والتي أججت وضاعفت معدلات القتل ولم تتوان عن ممارسة القتل الطائفي المتبادل بنفسها أو على أيدي عملائها والايحاء بأن القاتل من أبناء الطائفة الاخر؛ كما لم تتوان عن بيع ماتحتاجه تلك المليشيات من سلاح .
تدمير الدولة ونهب الممتلكات
4. الشرخ الرابع ؛أو شرعة الغزو والنهب . وهما سمتان لازمتا جميع عمليات الغزو والاحتلال على مدى العصور القديمة، بل كانتا لازمتا الانتصار وعلامتيه الكبريين، والا فما معنى الحرب والغزو إن لم يكن تجريد المندحر لا من كرامته وحسب بل ومن كل ما يملك وبسرقات مكشوفة وعلانية وسجلات رسمية، الى قيود وقواعد عسكرية وانهاك اقتصادي في الزراعة والصناعة والثروات الوطنية؟ ومع ذلك يظل الاحتلال الاميركي للعراق والذي وكما يبدو خطط - ولغايات بدأت تتوضح مع الايام – يظل فريداً بصورة كاملة وفي العديد من أبواب الغزو والنهب . فقد :-
أ. دمر مؤسسات الدولة والبنى التحتية بحجة كونها مؤسسات طغيان وكأنها أكتسبت عادات وسلطات النظام السابق فلابد من أجتثاثها . كذلك حل الجيش وتدمير أسلحته الشرقية والفرنسية والنمساوية، لكونها من منافسات الأسلحة الاميركية. ثم أتضح أن القليل جداً من تلك المعدات الباهظة التكاليف والعالية الكفاءة قد أحرق أو أتلف أما النسبة العظمى فقد سمح بنهبها علانية سواء من قبل مليشيات الداخل بما فيها المليشيات الطائفية والبيش ميركة، وتجار وباعة الأسلحة أو تهريب الكثير منها الى أيران وبينها معدات خاصة بالانشطة النووية، وفي المصدرالذي أشرنا اليه (في الحاشية 1أعلاه) ؛أجابات كثيرة عما أستولت عليه أيران .
ب. أما حل القوات المسلحة والاجهزة الامنية والشرطة المحلية دونما بديل كفء فكارثة لا مثيل لها ولا أتقاء لشرورها حتى اليوم فقد حولت عراقنا الى كنوز ذهبية دون حراسة لا ضد اللصوص ولا ضد الارهابيين ولا ضد الاوبئة الكارثية ولا يمكن قطعاً القاء مسؤليتها على عاتق بول ’ جيري‘ برمر الثالث، الذي سارع الى التنصل منها بعد عام من عزله مؤكداً أن دوره لا أكثر من تنفيذ أوامر معدة مسبقاً، بعد أن أضاف الى جرائمه قانون أوجريمة أجتثاث البعث .
ج. إن لم يكن المحتل هو المخطط لعمليات النهب فلم تولى حماية وزارتي النفط والداخلية من جهة ولم كان جنوده وضباطه يسهلون عمل الغوغاء والناهبين أشارةً أوحتى بتدمير الابواب المغلقة وحتي العصية على هواة اللصوص كأبواب المتحف الوطني الذي يضم تراثاً عراقياً خالداً لن يعوض [ وما اتردد عن تحريض عناصر كويتية للناهبين بأخذ ماحرمكم منه صدام حسين يا أبناء القـــ.....!!! ] . ثم ...
د . ما معنى نهب بلايين الدولارات الاميركية والدنانير العراقية في قصص وروايات تثير القرف، وما نشر أيامها عن العثور على صناديق وخزانات ملأى بالدولارات في البساتين وبعض المؤسسات والدور وحتى الازقة؟ وهل يكفي أن نقول أن التهمة طالت بول برمر نفسه حين سأله مكتب المراقب العام عن مصير ( 12بليون$), فقد رد في مذكراته ساخراً من الفكرة والمكتب الذي أتهمه برمر وبوقاحة بأنه لم يفهم بعد أن سلطانه – أي برمر - خارج مسؤولياته وحتى مسؤوليات الكونكرس نفسه ؛ولا يجوز أن ننسى أن التهم نفسها طالت رموزاً ولغت حتى رأسها في المشروع الاميركي التدميري و لعبته التي أسماها بالعملية السياسية .
هـ. التركيزعلى تهجير وقتل الاساتذة والاكاديميين ومن جميع الاختصاصات وبصورة أجماعية ضمن عملية شديدة الاحكام والتدبير سيفها المصلت ’’ الفرار والتهجير أواالاختطاف والموت بعد دفع عدة فديات، واحدة لأفتداء المخطوف والثانية لأعادة ولده حامل الفدية بعد أخذ الاولى، ثم فدية ثالثة إن أراد ذوو المخطوف تسلم جثة/ جثث المخطوفين، ناهيك عن قصص أخرى كأخفاء أوتهريب المخطوف الى سجون بعينها في شمال العراق، وتسليم العسكريين من المخطوفين الى أيران. عمليات أرهابية لم تمارسها حتى محاكم التفتيش الاسبانية في مطاردة وتصفية المسلمين واليهود الاسبان وحتى الكثير من المسيحيين المرتدين !! . فهل يجري كل ذلك بفعل مجرمين هواة وأغرار؟ ولن ننتهي إن أردنا تناول جميع جرائم المحتل التي أعدها ونفذها بدهاء شيطاني، ناهيك عما ترتكبه جهات رسمية وبموافقات عليا وبطريقة يستحيل معها معرفة الآمر بالجرم أو تهمة أو موقف وحتى موقع ومكان الضحية هذا إن ظل حياً برحمة الله.
5. الشرخ الخامس بعد. وكان بتشجيع خفي في أكثر الاحيان وجلي للعيان أحياناً لمشاريع مشبوهة و بطروحات غريبة لتقسيم العراق والتأكيد على هويات وأنطلاقات طائفية وقومية تحت عباءة الديمقراطية وحق الشعوب في تقرير المصير؛ ولجوا في ذلك حتى ظهرت دعوات وأصوات بحق هذا الاقليم أو تلك المحافظة المزعوم بتشكيل أو أقامة كيان مستقل وربما دولة [ ما دامت الشارجة أصبحت دولة فلماذا لا تغدو البصرة ؛أو النجف أو شيعستان دولاً هي الاخرى ؛ وهذا ماقاله البعض قبل سقوط النظام بكثير]؛ ثم أننسى بدعة ’’حماية حقوق الشيعة ‘‘ رغم قناعات أصحاب الدعوة المشبوهه المطلقة بأنهم يشكلون أغلبية سكان العراق ولو كان الامر كذلك أما كان من حق الطوائف الاخرى تعهد الاغلبية ( الشيعية ) بحماية تلك الاقليات من طغيان الاغلبية ,وليتنا ننجز التعداد السكاني لننهي هذه اللعبة .
أ. ثم وتمادياً في اللعبة ولتأكيد حق الطوائف( والمقصود هنا السنة العرب فقط لا غيرهم من أخوانهم في الطائفة) في تشكيل أقاليمها ؛ قرر بوش الهبوط بطائرته ’’القوة الجوية -1‘‘ في قاعدة أميركية في محافظة الانبار(عين الاسد) ليحل ضيفاً على زعيم صحوة الانبار وليعلن من هناك قيام أمارة ’’سنة ستان ‘‘ التي ستوقف المد الشيعي المتجه لأكتساح بغداد وبعد بغداد أبي غريب وقبلها العامرية. ومن الناحية الاخرى وبعد تغاضيه أو تشجيعه للتكاثر الهائل في العمائم العراقية أنشاء أو تسهيل أنشاء تشكيلات رديفة كشيوخ عشائر الشمال والوسط والجنوب لينسى شعبنا التنظيمات والنقابات العمالية والزراعية والتي ستركز المفهوم والابعاد والممارسات الديقراطية المطلوبة شعبياً مستعيضاً عنها بكل ما يشد المجتمع الى القرون الوسطى ؛ والتخلف والعنف الوحشي حتى بدأنا نسمع بوسائل تعذيب وقتل وحشية لم يعرفها ولا حتى تأريخ القرون الوسطى .
ب. وأخيراً وليس أخراً أو بعضاً وما سيصدر منها مستقبلاً ، وما سنركز عليه هنا هو الشرخ الاكبر والمتمثل بقيم وأعراف جديدة تهدف الى خلط الاوراق والمواقف والرؤى بين ماضي العراق وحاضره والتي أطلقها المحتل ومعاونوه وفي توقيتات ومراحل أعدت بأتقان كمأساة جسر الائمة وتفجير المرقدين العسكريين والتعذيب في أبي غريب والجادرية . لقد أنغرزت أثاركثيرة للأحتلال الاجنبي في الوجدان العراقي لعل أهمها وبعد وما أورثتـنا اياه تجارب الاحتلال من نهب وأذلال وتجويع أمران :
ج . هذا الكره العراقي المستأصل للسلطة ولكل رموزها ؛ وكره منغرز ومتجذر في أعماق الفرد العراقي وقد أقول أن ذلك بدأ مع بداية أفول أو أنحدار أمبراطورية بني عباس الذين كانوا أخر قادة العصرالعربي الاسلامي و قبل بدء العصر السلجوقي ثم العثماني الذي أستمر حتى العصر الحديث قبل ظهور ما عرف بالعهد السعودي وبعده عصر أبن لادن والزرقاوي وأبي قتادة وما أسماه الغرب بالارهاب الاسلامي . فالعراقي أذن ؛لا يثق بأية سلطة حكومية بعد ما قاساه طوال ما يتذكره من العمر .
د , الفتنة الطائفية /الحروب الاهلية بين الـ ’’ شيعة, سنة , وكرد ‘‘ وهي تسمية و/أو هوية السفير بول برمر للعراق منها. فلم نعد شعباً ولا وطناً بل كياناً شكل أعتباطاً ووفق مشيئة ونستون شيرشل. ليختزل دهاقنة المحتل بذلك وطناً أمدّ الحضارة الانسانية بالكتابة والتشريع. كان ذلك بعض ما خلفته الحروب العثمانية– الفارسية على أرض العراق بالذات وما رافقها من أذلال المنتصر من الطرفين لأبناء الطائفة الاخرى. وهم حصراً الشيعة من حملة الجنسية الفارسية بالنسبة للعثمانيين والسنة من حملة الجنسية العثمانية بالنسبة للفرس .أمتد هذا العداء وحتى اليوم وبشكل مقزز بما يؤكد جهالة طرفي الصراع من خلال أصرار وتكرار المتحاربين على تهديم وحرث المراقد الدينية لرموز المذهبين الاسلاميين الاكثر أتباعاً في العراق. لقد تحول الصراع الشيعي السني في الصراع الى مسألة حياة أو موت وتهميش المتسيد منهم للطرف الأضعف بروح ما زالت تمثل حدة العداء الفارسي العثماني أيامها والذي ربما ذوى ونسيه طرفا الصراع في الظاهر على الاقل وكما تؤكد الدلائل ولكنه – ويا للأسف الشديد، لم يمت ولم يخف بعد حتى في الضمير والفعل الطائفي العراقي أن كان للطائفيين –وأشك بذلك –من ضمير وطني وأسلامي صافيين .
هـ . لقد ناقشت فكرة الطاعون الطائفي من بعض زواياه في صفحات أخرى كتناول أسبابه وتعمقه ولولا خوفي من الكتابة المفصلة والتي قد تشكل ترويجاً للطائفية أكثر من معالجتها والقضاء عليها .أؤمن جاداً أن العلاج الوحيد للطائفية هو بتجاهلها كلية وتجنب الخوض فيها الا لأستنباط درس أو علاج ولكن من الافضل تجاهلها. ورحم الله غاندي الذي أبلغ ( شيكاغو تريبيون - وليم شيرر ’’ لعلك لاحظت عدم وجود أية مشاكل طائفية بين الهندوس والمسلمين، لعدم وجودها فعلاً أولاً ,ولأنها –أي الطائفية ومشاكلها– من صنع القادة الدينيين في الطائفتين ص -63-4). وأضيف وبفعل الكثير من العوامل الخارجية فالطائفية ليست هماً عراقياً فقط بل تجري تغذيته ومنذ زمن طويل وحتى الان تدخلات و مداخلات ودعم وتشجيع وأموال خارجية ولذا تتكرر أصداء بعض ما يحدث في العراق في الخليج والسعودية وأيران ولبنان . وسيدرك جميع العراقيين عاجلاً أو أجلاً صحة مقولة غاندي وأن البعبع الطائفي خرافة جيء بها من ألف ليلة وليلة، وحكايات علي بابا والــ....حرامي .
و . يشكل الاحتلال الاميركي للعراق عام 2003م، وكما تقول مجلة الجيش الاميركي ’’Military Rievew ‘‘ الرقم-14 في قائمة محتلي العراق على مدى تأريخه ( فكم عمر العراق أذن !! أم أن جميع أعداد الاحتلال تلك حدثت في القرون 19و20 و21)
ز . مثقفو العراق: وكانوا ملء السمع والبصر فما عدا مما بدى ؟؟ وقد أساوي بين من بقوا في العراق منهم ومن رحلوا قديماً أو لاحقاًً ؛فمعظمهم تقوقع على نفسه قرفاً أو سأماً أو عجزاً ويأساً أو....’’ ترفعاً عن الدنايا والسفائف ولصعوبة المحافظة على مكانة وقدرات المثقف المحترم، ولهم كل الحق في ذلك ؛ولكن أينتهي دور المثقف عند خفوت الاضواء والتصفيق والترحاب ! !؟‘‘. و أحتجاب أوأعتزال أو حتى نكوص البعض بحجة طغيان الجهل وسطوة أسلحة الطائفية المقيتة ( لاتوجد فروق كثيرة بين الجهل والطائفية) . وعلى النقيض نجد وعلى الجانب الاخر أن الكثير من المثقفين ودعاة الثقافة وحتى أنصاف المتعلمين قد تنكروا لدور المثقف البناء وتحولوا أو بعضهم على الأقل للتنظير لبعض الهرطقات الطافية على المشهد العراقي والسير وراء عمائم ما كان بعضها ليجرؤ قبل شهور على فتح فيه جهلاً لا تأدباً. والا بماذا سيفسر لنا السيد نائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي تنظيره ومن على شاشات التلفزة للأستاذ عبد العزيز الحكيم قبيل عودته من رحلة علاجه الاخيرة من طهران واشادته بدوره القيادي واصراره حتى وهو في مرحلة العلاج على مواصلة أصدار توجيهاته السامية متناسياً السيد عادل مشهد أستاذه في البيت الابيض حين أخرج من صدار جبته وريقة قرأ منها ماكتب له كي لا ينسى أو يتعثر؟ ومن يتذكر خطب الأستاذ عبد العزيز الحكيم ورقبته تتمايل أعجاباً بأرائه السديدة، سيما حين يتحدث عن مكاسب الاحتلال وعزم العراقيين على ( رفض عودة المعادلة الظالمة...!! ) .فياترى مالذي دار بينه – عبد العزيز - وبين كيسنجر؟ أو ماذا سيقول كيسنجر عن هذا اللقاء من جهة أخرى سيما وسبق له أن قال رأيه بصراحة في الكثير من زعماء العرب؟ وغير السيد عادل المنتفجي كثير من حملة شهادات الدكتوراه وهم يجرون لاهثين بحثاً عن معانٍ لكلمات السيد مقتدى وغيره، ولنترك مجلس مستشاري دولة رئيس الوزراء والذين تجاوزوا السبعين عددا – كما يقال -ومعظمهم من الشباب محدثي النعمة .
ح . اللجوء الى السلاح كوسيلة متقدمة للغاية لتحقيق المصالح والمكاسب ورفض لغة الحوار والاخوة والمصير المشترك لاسيما والمحتل الاميركي سعيد بهذا التـنمر الوحشي في الفرد العراقي، وأكثر سعادة وجذلاً بظهور المليشيات المسلحة على شكل جيوش متعطشة للدماء والجثث مجهولة الهوية مقطعة الرؤوس وبالمئات ؛وكأن مايراه الاميركان تجربة رائدة للتعبير الحر للفرد والمجاميع العراقية عن نفسها، يقابل ذلك وعلى الجهة الاخرى حكومات أو وزارات عراقية أفضلها لعبة من خرق قطنية بالية تتقاذفها ركلات البساطيل الاميركية .
ط . أنماط جديدة وبكميات هائلة لعمائم من جميع الالوان واللفات ونوعيات الاقمشة تعلو رؤوسا أبيضت شعورها ولحاها ورؤوسا وشوارب لم ير أو يحس بعضها موسى الحلاق وكأنها طرابيش تلامذة المدارس المصرية أيام حكم الخديوي .
ي . تعميق وإبراز خصوصيات حركة التحرر الوطني بدقة وعلى أوسع نطاق وذلك لأستيعابها بعمق وتركيز أولاً، ولتجنب مزالقها وأخطائها وأهمها وبالدرجة الاولى الضبابية وعدم الوضوح والخلط بينها وبين مسستلزمات مرحلة التحرر الاجتماعي . تبدأ العملية الفكرية بما أرساه لينين كخطوة أولى في التهيؤ لتفهم المرحلة ومستلزماتها وهي قاعدة عامة وتصح في الموقف العراقي وكفرضية: لقد أحتلت الولايات المتحدة العراق وهي تريد النفط وتقسيم وبالتالي تهميش العراق أقليمياً ودولياً وقتل الروح النضالية العربية فيه وسلخه عن أمته العربية وكثير غير ذلك من أهداف المستعمر ,أذن مــــأ العمل؟
6. ولأيضاح ذلك سأ قدم نموذجاً عملياً وواقعياً وقريباً ,ألا وهو تجربة حركة ,أو مناظمة التحرير الفلسطينية التي تجاهلت تحذيرات الخلط والتداخل هذه والتي نبه اليها مفكرون كبار وعلى رأسهم المرحوم أدور سعيد الذي حذر المنظمة منذ سبعينيات القرن الماضي وقبل مأساة الثورة الفلسيطنية بأكثر من ثلاثة عقود أن تحسم أمرها وتختار بين أثنتين؛ ولتكن أما : حركة تحرر وطني تستعيد الارض لشعب فلسطين ليقيم عليها دولته ,أوحركة تحرر أجتماعي تضم مجموعة أطراف وقوى تتنافس وتقتتل بالسلاح المميت ؛ ضياعاً بين نضال قومي وأسلامي وأشتراكي . وما حدث هو تجاهل منظمة التحرير لهذه التحذيرات وبأستهانة يصعب تصديقها فكانت النتيجة والتي نراها بأعيننا وما تعيشه الثورة الفلسطنية من صراع دموي لانجد له تفسيراً سوى الوقوع في فخ التداخل بين مستلزمات التحررين الوطني والاجتماعي . فيجب أن نتعض .
أ. أنقسمت وتعددت كثيراً مواقف الآحزاب والحركات والطوائف العراقية بشكل لا مثيل له، ولذلك أسباب كثيرة لعل أولها وأهمها الولاء والانشداد الطائفي والقومي من جهة وأختفاء أو ضعف التواجد العروبي داخل قوى المعارضة وربما لأن صدام حسين كان يقدم نفسه كقائد للحركة العربية.
ب. نجاح بعض قادة المعارضة العراقية السابقة باقناع أنصارهم وحركاتهم وأحزابهم وطوائفهم بأن التعاون مع الولايات المتحدة لا أخف الضرر شرعياً، وعملاً وطنياً !!؛ بل لعله من أعلى درجات الوطنية. ولا أستثني منهم جلال الطلباني وأحمد الجلبي وأياد علاوي وعبد العزيز الحكيم ومحمد بحر العلوم وليث كبة وغيرهم كثيرون. وأقوال وأفعال الكثيرين منهم محفوظة في السجلات والصحف بعد وحتى في ذاكرة من عاش وتعاون معهم حيناً أو أكثر من حين. ومن ناحية أخرى .
7. ولنعد الى تمايز أوسمات السا حة العراقية :
أ .عمومية أو شمولية المصائب فلم يخلو والحمد لله بيت أوعائلة عراقية من مصيبة أو أكثر بين قتيل ومفقود ومعوق أو هارب أو معتقل أو سجين أو مخطوف. أما من الناحية الاجتماعية والأقتصادية /المعاشية والصحية فالمصائب أكبر وأشمل، الامر الذي يعني ونظرياً على الاقل أن كل عراقي مشروع مقاوم إن كان يطمح بحياة كريمة وعيش آمن وأكتفاء أنساني معقول .
ب. تشتت الجهد بسبب تلاحق الاحداث وتداخلها بحيث عول غالبية العراقيين لا على أستشراف وتدقيق علمي ونقدي مع تغليب المصلحة العامة بل أثر الكثير منهم أما الهجرة لينضافوا الى ملايين سبقتهم من العراق او العزف على المصالح الفئوية الامر الذي قاد الى التعويل على القناعات السابقة وحتى الغيبية منها من جهة وعلى أنضواء أوخضوع تقليدي كالذي عرفه المرحوم علي الوردي بـ’’ ثقافة القطيع ‘‘. والى تكرار ما ردد ته أبواق جوفاء ألا من الطمع والتطلع السلطوي وروح السيطرة والثأر. ولا تنسوا أن تحصلوا على أكبر قدر من السلاح، وماهم من أي مصدر أو مكان، فصراع الايام التالية ’’ أقتل والا تقتل ‘‘، وهذا بالمناسبة شعار عسكري بحت ولا مكان له في حياة المجتمع .
ج. أنزال أحكام وقرارات المحتل (ممثلاً بـ ’’ بول ’ جيري‘ برمر) ؛وأهمها تفتيت النسيج الاجتماعي العراقي الى ثلاثة مجاميع ذكرناها آنفاً كأسس راسخة للدولة العراقية وفي كل شيء بدءً من قمة ’’ حضيض وهاوية السلطة التنفيذية ‘‘الى حصص خالدة لكل طائفة في جميع ما يقبل القسمة على طوائف وقبائل العراق ومجاميعه وكذا الجيوش والمليشيات العراقية .وكأننا لم نعش هذه التركيبة أو الموزاييك العراقي الثابت حتى قبل أعلان قيام الدولة العراقية الجديدة عام 1921م ، وبل أيام الحكم العثماني وماقبله وحتى حرب 2003م .
هـ . تجاهل جميع مقربي المحتل أن المجتمع العراقي وسواء على مستوى القرية والمدينة وحتى العائلة متداخل بشكل كامل. فأنت تجد عراقيين من أصول كردية وتركية قادة ومناضلين حقيقيقين في حزب البعث والعكس بالعكس فكم بين قادة الاكراد من ولدوا لأباء عرب قبلهم تركز أنتماءك الكردي. وكذا تجد العربي والكردية والتركي والعربية أو الكردية والشيعي والسنية في بيت واحد وعلى فراش واحد فأتقوا الله .
و. شعب محتل ومقيد بكل معنى الكلمة الا عن أمتلاك الكثير جداً من الاسلحة والمتفجرات ومعدات الموت الاخرى ولكن لقتل العراقيين فقط . شكل المحتل الاميركي حالة ونموذجاً فريداً لم يعهده التأريخ الاستعماري ولا حروب وحملات الاحتلال، قديماً وحديثاً فهواي المحتل الوحيد الذي سمح وتغاضى وعن سبق أصرار وتعمد أمتلاك أبناء الشعب العراقي المحتل كلما شارؤوا من أسلحة خفيفة ومتوسطة وثقيلة بل وحتى الصواريخ الايرانية الحديثة ومن أخريات ما أنتجته ترسانتها - وهي على أعتاب النادي النووي – والقادرة على ضرب أسرائيل. يا لله ألم يجدوا سوى العراق كساحة أنطلاق ومنصات أطلاق؟ كما وزع المحتل الاميركي وبشكل مباشر أو غير مباشر قطعا مختلفة للأسلحة تجاوزت أعدادها وبأعتراف مصادر أميركية رسمية وشعبية النصف مليون قطعة سلاح ومن جيوب دافعي الضريبة الاميركان. كما سمح لبعض المليشيات المسلحة بأمتلاك عددٍ من عجلات القتال المدرعة( ع . ق . م ). هذا في الوقت الذي تتوسل فيه فصائل مناضلة معروفة في صفوف المقاومة الفلسطينية بشعوب ومنظمات وحكومات الامة العربية بأيصال ولو بضعة سكاكين للدفاع عن النفس .
ز. ديمقراطية المحاصصة والاقتتال على المناصب حداً تعذر معه على دولة صاحب الفخامة رئيس الوزراء أختيار ما يكفي من الاسماء لملء شواغر وزارته فأصبح الأمر فضيحة أدت فيما أدت اليه أن تكون السلطة التنفيذية لا أكثر من ملهاة بليدة لاسيما أذا تذكرنا أن بعض الوزراء لم يصلوا مكاتبهم الوزارية بعد .
ح. حكم وتسلط أميركي مباشر وعلى جميع الاصعدة العسكرية والسياسية والتشريعية/القضائية والاقتصادية والتربوية والاعلامية لا مثيل له في تأريخ الأستعمار العسكري بما فيها الاعتقال وأقامة سجون سيادية تحتجز أكثر من 100ألف عراقي دون تحقيق ولا توجيه أية تهم. وتجاوز عدد الفتيان فيهم الالأف مع تقييد كامل للحريات على مستوى الانسان العراقي فاقت أعداد المعتقلين فيه الـ150ألفاً موزعين على سجون الاحتلال والسجون الحكومية، بينهم ألاف النساء والشيوخ والقاصرين وحتى الصبية .
ط. أقتصاد مقيد ولكن ويا للغرابة فقد أطلق المحتل لشركاته ولأيران دولة وشركات ووسائط نقل حرية كاملة في أبتلاع الانشطة الاقتصادية. فالاقتصاد العراقي وكما قال برهم صالح ذو أتجاه واحد ’’ أموال تذهب الى أيران وبضائع أيرانية تملأ الاسواق العراقية. وأكثر من ذلك فلو فتحت أي براد لدى عائلة عراقية فلن تجد سوى الاطعمة الايرانية. وأكثر وفوق ذلك بعد فلو أستورد تاجر عراقي بضاعة من الصين أو ماليزيا فلا بد من أرسالها الى أيران ليعاد تصديرها الى العراق وكأنها بضائع أيرانية. والويل لبضاعة لا تدخل عن طريق أيران. وهذا ليس سوى غيض من فيض ؛والتفاصيل أكثر رعباً بعد .
7. أمـا القناع أو ورقة التوت التي أراد المستعمر الاميركي ستر جرائمه بها فهي العملية السياسية وما تمخض عنها من سيادة ورقية ووهمية وأنتخابات زائفة و دستور أشد زيفاً وهزلاً وأربع حكومات أحتلال تولى رئاسة أولاهن و بصفاقة لاحدود لها بول برمر نفسه وتناوب على الباقيات كل من أياد علاوي وألجعفري و نوري المالكي. ومما يؤسف له أن قلة من العراقيين أو المنتفعين من فتات موائد المحتل – وربما تحت ذريعة ماعاناه هذا الشعب الصابر منذ نشأة الدولة العراقية الحديثة مطلع القرن العشرين ولاسيما طوال العهد الجمهوري – فساروا مغمضي العينين داخل وحوالي ذلك المشروع الاستعماري، متجاهلين وبشكل لا يصدق تجاوزات الظلم والطغيان وعمليات القتل والتهجير والاقامة الجبرية وسلب الحريات والاموال والاختطاف والاغتصاب والغصب التي فاقت جميع ماعاشه العراق في أحلك أيامه الرهيبة أبان الغزو المغولي على أيدي هولاكو وتيمور لنك و كلما قاساه من ظلم وتشريد طوال تأريخه الحديث وكأن هذا الكم من أبناء الشعب يصرون على العيش كأسلافهم من زمرة أهل الكهف. وقد حان الوقت ليصحوا و لينفضوا عنهم غبار النسيان والعزلة بل وتراب الذل والموت . لقد بتنا اليوم :-
أ. قلة تتناقص مع الايام وبأستمرار مازالت ترى في الاحتلال والمشروع الاميركي طاقة أنقاذ وأنتقال الى الحرية والانعتاق، لذا تتكالب على المناصب وفرص الربح الحرام ولو على حساب قوت الشعب وعلاجه.
ب. كمٌ عددي ليس بالقليل يصر وبقوة خرقاء تؤكد قناعات أشد أجراماً بأن العملية السياسية- ورغم ما يحاوله المتورطون فيها بالتظاهر بسيادة عراقية حقيقية - كأصرار الاخرين على البقاء خارج تلك العملية اللعبة هو سبب مايعيشه ويعانيه شعبنا وأهلنا في العراق . والغريب أن قوى مشاركة ومساندة للعملية السياسية تصر على موقفها هذا والاغرب بعد فهي تتجاهل ومن خلال أصرارها وعنادها الصبيانيين الاعتراف بان حصاد العملية السياسية الخرقاء هذه مايقرب من مليون ونصف شهيد عراقي وأربع ملايين لاجئ و(5) ملايين أرملة وعانس ومشرد وهارب من نعيم الاحتلال وسلطان المنطقة الخضراء وعمليتهم السياسية حتى الان .
ج . القوى والكتل السياسية الكردية وقد أختارت التفرد بالشؤون والقضايا الكردية فقط رغم أصرارها على نسبة كبيرة في الميزانية العراقية - لعلها تجاوزت الاستحقاق السكاني الكردي في العملية السياسية بكاملها وبموجب مفردات تستمد قوتها من المحتل الاميركي قبل التشريع والدمقراطية العراقيتين، بما فيها سدة الرئاسة لدورتين حتى الان وهيمنة كبيرة على مراكز رئيسية في وزارتي الدفاع والداخلية، وكاملة تماماً على وزارة الخارجية، وبعض ما تحضى بموجب المحاصصة من سلطات تنفيذية وتشريعية وقوات مسلحة وأمنية ناهيك عن الاستحقاقات المالية التي لانهاية ولا حدود لها. لعل أفضل مايؤكد هذا التفرد الكردي شكوى جميع الاقليات غير الكردية القاطنة شمال العراق من تجاهل الاكراد التام لحقوق وحريات وأنشطة القوميات العراقية الاخرى في كردستان من جهة أخرى ورفض مشاركة تلك الاقليات في شؤون كردستان العراق الذي يصر الاخوة الاكراد على أعتباره كردياً 100% ورفض تعيين أي موظف عربي هناك عدى الاساتذة والاطباء الذين أختاروا كردستان مضطرين كملجأ وملاذ لعدم توفر ملاذات عربية أخرى لا في الجوار القريب ولا ما بين ’’ الخليج الثائر والمحيط الهادر والصحاري المستكينة ‘‘ هذا على الرغم من قناعة وأعتراف جميع القوى العراقية الاخرى بحق الاكراد بأختيار ما يشاؤون لحياتهم بما فيها المصير الذي سيختارون ولو كان الاستقلال أو الانفصال .
د .القوى المناوئة للأحتلال وكلما فرضه على العراق دون أستثناء، هي قوى وإن لم تكن قليلة العدد أو الوزن في الساحة العراقية ألا أنها وكما يبدو لم تدرك بعد معنى وقوة شعار ومفهوم ....’’ يا أعداء المحتل أتحدوا! " وأن قوتها وحجم تأثيرها لن يظهرا للعيان ولا أمام الشعب العراقي والقوى الاقليمية والدولية وهي بهذا التنوع والتعدد – كي لا نقول الفرقة والتمزق - ما لم تحسم أمرها وتوحد رؤاها المستقبلية. ولعل من غرائب الامور أن تصر كل فئة عراقية معادية للأحتلال على أنها وحدها القادرة على تحرير العراق ..’’و بالبندقية، لأن من سيحكم العراق المحرر هم من حرروه بالبندقية ‘‘. ومما يؤسف له أنها وكما هي طبيعة الامور عادة فقد توزعت قوى الخير والامل هذه على ما يمكن وصفه أجمالاً، لا تحديداً بثلاث أتجاهات هي : أسلامية ؛ قومية ؛ وأخيراً القوى الليبرالية وهي ما يمكن أن تنضوي تحته القوى اليسارية والاشتراكية وبعض القوى والتوجهات العلمانية، في تنوع وتوزع قاتلين في مرحلة يحتاج العراق فيها وقبل أي شيئ أخر جبهة موحدة حول وخلف هدف مركزي أو هدفين وفاعلة بوجه أعتى أستعمار عرفه – وسيعرفه – التأريخ ...فيا ...’’ أعداء المحتل أتحدوا بالله عليكم ‘‘ وأجلوا الترف الفكري وحرية التنظير ولو بعض حين !!! .
هـ . حكومة مدعومة وبقوة من قبل المحتل وجيران العراق أفرزتها ولادة عسيرة بعد أنتخابات شهدت حتى مفوضيتها نفسها بتزويرها (واستطراداً نقول ولولا المصاعب الهائلة التي تحول دون تشكيل وزارة جديدة أو حتى الاتفاق عل تسمية رئيس وزراء جديد لأ لحقت بسابقاتها من حكومات الاحتلال أو الوضع الراهن ) . وهذا تعدد وتنوع كبيران على شعب كشعب العراق الذي هجره الملايين من أبنائه. والأدهى بعد والأمرّ أن تلك الملايين المهجرة وعلى كثرتها تضم نسبة عظمى من كبار أساتذة وعلماء وأطباء ومهندسي وكيمياويي و زراعيي وحرفيي وصناعيي العراق ورجال أعمال وأصحاب مشاريع صناعية وزراعية وتجارية وسيل كبير من العمال والحرفيين الماهرين الذين يشكلون قوة متممة وأساسية في البنيات التحتية للمجتمع، بما يشكل ويشل جميع الانشطة الاقتصادية والعلمية. ولا ننسى أن الكثيرين من رجال الدين وشيوخ العشائر قد ألحقوا أو أضطروا للألتحاق بتلك الركب المهاجرة . ويكفي القول أن أستمرار معدلات هروب مثل هذه النسب لفترة قصيرة مقبلة ستعني أبقاء العراق بين أيدي حفنة من الجهلة والشباب النـزق الذين يشغل الكثيرون منهم جداً مناصب مستشاري ومساعدي كبار مسؤولي العملية السياسية . بل وحتى المناصب الوزارية وقادة الحكومات المحلية أو حكومات المحافظات بما فيها مناصب المحافظين وعضوية مجالس المحافظات ورؤساء الجامعات والمدراء العامين والسفراء وموظفي تلك السفارات وكأننا أمام حكومة شباب ( زعاطيط) في بلد أحيلت فيه معظم القدرات الادارية والقيادية على التقاعد أوأرسلوا الى العالم الاخر مأسوفـاً عليهم وعلى البلد الذي حرم من قدراتهم وخدماتهم ظلماً وجوراً وأستهتاراً .

2
التحرر الوطني
تمهيـــــــــــد
1. الاحتلال والاستعمار عبودية. والعبودية جريمة ليس أكبر منها سوى القبول بها. فرفض الواقع و الأنقلاب على العبودية والتحرر والمقاومة المطلقة الشاملة هي التصحيح واللغة التي لايفهم المحتل سواها. المقاومة المسلحة تاج التحرير وأداته الفضلى وقد تجلت عظمتها في أنتفاضة أطفال الحجارة في الضفة الغربية وكيف أثاروا العالم أعجاباً وأحتراما. وكذلك الدروس الثورية في التضحية لأجل الشعب كما في ثورة الجزائر بوجه الاستعمار الفرنسي وثورة شعوب جنوب شرق أسيا ضد الاستعمارين الفرنسي والاميركي وقبلها ثورة الصين وتحررها من الاستعمار الياباني والقوى الوطنية الرجعية بقيادة شان كاي شيك. لاننسى أن معظم حركات وحروب التحرير الشعبية أنتصرت بعزم الشعوب وقوة السلاح وأعلنت أستقلالها التام عن الاستعمار. ومع ذلك تبقى أمامنا المقاومةالمدنية التي قادها المهاتما غاندي لتحرير الهند من براثن الامبراطورية البريطاني التي كانت – أي الهند - درة تاجها. فلم تنجح المقاومة المدنية بقهر بريطانيا وأخراجها من الهند وحسب، بل وقوضت تلك الامبراطورية العجوز التي ما كانت الشمس تغرب عن أراضيها .
وكي لا نقع في جدل ومفاضلات وأحابيل التنظير أؤكد مرة أخرى والى الابد أن السلاح لا أو بالاحرى المقاومة الوطنية أوالكفاح المسلح أو حرب التحرير الشعبية (حرب الغـوار) هي الطريق الاسمى للتحرير لأن الكفاح المسلح يعمد الشعوب بالدم الزاكي و بروح التضحية لأجل الوطن وينقي الشعب –أو بعضه – من أدران الأستكانة والخنوع للمحتل. ولا ننسى قائد الامتين العربية والاسلامية محمد بن عبدالله (صلعم ) وحديثه المشهور ..’’ من رأى منكم منكراً فليقومه بيده، وإن لم يستطع فبلسانه وإن لم يستطع فبقلبه وذلكم أضعف الايمان. أو كما قال (ص) ‘‘ ولا حاجة بنا للتذكير أن اليد كناية عن السلاح والقوة والشدة. ولكني أتساءل : ماهي مهمة باقي الامة/ الشعب خارج أطر وكوادر الكفاح المسلح ؟
نعم .. سيرفد المقاومة بالمناضلين ويمدهم بالمال والقوت والعلاج والدعم الاعلامي هذا على الفرض الاكمل ؛ولكني أتساءل أليس بوسع باقي الشعب تقديم المزيد بل وبما يعادل جهد الكفاح المسلح نفسه؟ فالمقاومة لا تتشكل وفي أحسن الاحوال من أكثر من 1- 2%؛ من مجموع الشعوب . وذلك أمر طبيعي فالجيوش وحتى في أشد فترات الحرب قد لاتزيد وفي الحالات القصوى على 10% هم النخبة العمرية (العمر والقدرة البدنية) الصالحة للقتال والاكثر من هذا فوراء كل مقاتل من 8 الى 10 أفراد للدعم الاداري ( اللوجستي) مما يعني أن على عاتق 1% من أبناء الشعب يقع واجب القتال الفعلي. فما هو دور الاخرين ، ما دور أغلبية الشعب ، وهل هناك من مهام نضالية أخرى يتولاها؟؟
لنترك ذلك الى موضوعة المقاومة /العصيان المدني .
2. في تحليله أو تحذيره الشهير عام 1976م في مجلة الشرق الاوسط بالانكليزية وبأدارة العفيف الاخضر، لما أعتبره حيرة أو تخبط منظمة التحرير الفلسطينية في حسم أستراتيجيتها العليا، أو تحديد مسارات العمل المرحلية، حدد المفكر الفلسطيني المرحوم أدور سعيد مسارات العمل المتاحة أمام حركات التحرر الوطني بما فيها منظمة التحرير الفلسطينية وطالبها بحسم موقفها وبوضوح وقبل التمادي وسط ضبابية لاتحمد عقباها، فأن أمامها أو عليها الاختيار مبكراً بين مسارين لا ثالث لهما وهما ؛أما:
أ. حركة تحرر وطني . هدفها تحرير الارض والانسان وتحقيق الحرية والاستقلال وطرد المستعمر/المحتل، وأقامة الدولة الفلسطينية على جميع أو ما يمكن تحريره من التراب الفلسطيني ، وسمتها البارزة وأداتها الرئيسية والكبرى شباب وجند مسلح ونهج لا يعدو –رغم تميزه المحلي والوطني - التجارب السابقة لشعوب ناضلت من أجل حياة كريمة عموما والتي تكررت طوال حروب التحرير الشعبية التي أطلقها الشرق الآسيوي المستعبد، كجيش الشعب، حرب الشعب، حرب التحرير الشعبية وحرب العصابات. وقد تولدت كل هذه التعريفات من مصطلح أومفهوم ’’الحرب الصغيرة Guerrilla Warfare ") التي شنتها المقاومة الاسبانية أيام حملة نابليون في شبه جزيرة أيبرية ’’ أسبانيا ‘‘عام 1812 .
تعتمد حركات التحرر على مجموعة من أو معظم القوى الوطنية وفق منطق بسيط غير مركب منطلقة من تحديد التناقضات المتفاعلة سلباً وأيجابياً داخل المجتمع وقوى الشعب والقوى والعوامل المضادة لحق الشعوب بالحرية، ثم محاولة ترتيب تلك التناقضات وفق خطورتها على كبت وعرقلة مسار التحرر وتقديم الاهم على المهم. وبالتالي صياغة معادلة نضالية طرفاها شعب مدافع عن حريته وأستقلاله ومحتل أو حاكم جائر. لذا كثيراً ماتعول حركات كهذه على مفاهيم واسعة وفضفاضة تجد أن العمل الجبهوي هوالعمل الذي يستقطب أوسع القوى والتحركات والتركيزعلى الحماس الثوري والايمان بالشعب وحقه بحياة كريمة المسار الاهم طالما صح التمسك بمفهوم ....’’ يا أعـداء المحتل أتحــــدوا ! " كما تترك للشعب وقيادات حركاته وتجمعاته النضالية أختيار أفضل سبل ووسائل التحرير .
ثم أختيار دقيق لقوى المقاومة والتحرير من بين الشباب الافضل للمهمة وهناك شروط معروفة لتنظيم وزرع خلايا المقاومة وحتى أعدادها [ فكل حركة كفاح مسلح تبدأ بأكثر من 100- 150مقاتل محكومة بالفشل ] ولا يتسع المجال هنا للتوسع . و..
ب .حركة نضال أجتماعي .أما هذه فتتجاوز أبتداءً غايات وتطلعات حركات التحرر الوطني المعتادة والى ما يمكن وصفه بالهدف المزدوج كـ ’’التحرر وبناء نظام أجتماعي معين ؛ كقيام دولة أسلامية/ أشتراكية/أو شيوعية ‘‘؛أي مايمكن وصفه بـ’’ أزدواجية الهدف ‘‘ مع ما هو أكبر وأوسع وأعمق كما يبدو على الاقل. فقد يراها البعض –ولهم الحق – أنها تشبه الطيران قبل تعلم السير على الارض والامتزاج مع الشعب . فقد لا يوجه النضال ضد محتل غاشم بل ضد حاكم طاغٍ وما تريده القوى الثورية وبالاضافة للتحرر الوطني، العمل لتحرر أخر ,كالتحرر الاجتماعي من الاقطاع والرجعية والتجزئة، أي نضال تحرري مركب ولمثل سبب كهذا أختار الحزب القومي الاجتماعي السوري ( كان سباقاً في ذلك) وحركات تحرر عربية أخرى خط نضال مزدوج أو ذي طبيعتين وتطلعين الاول سياسي لبناء نظام سياسي جديد والاخر أجتماعي كالاشتراكية أو الشيوعية – أو، ولو تجاوزا..ًالوحدة العربية مثلاً ! . لذا تعتبر حركة النضال الاجتماعي مرحلة التحرر من الاحتلال مجرد خطوة أولى أو مرحلة وسطية ينطلق منها النضال الشعبي الى الغاية الكبرى .
ج. المحذور الرئيسي هنا هو : كم من الشعب يريد ويتعاطف مع الهدف أو بناء الاشتراكية أو الوحدة العربية . لذا ومع أعتماد حركات التحرر الاجتماعي على الشعب والامة أيضاً ولكنها – أو معظمها تضع تعريفات ومعانٍ خاصة - للشعب وللأمة والجماهير تختلف عن التعريفات والمفاهيم السائدة : فالشعب ؛والجماهير وقوى الخير والتحرر هي القوى المنضوية تحت قيادة هذا النضال الاجتماعي فقط ، وتتضح الصورة أكثر حين تقود النضال حركات سياسية أو سوبر سياسية كالاحزاب الشيوعية في العالم والحركات القومية في العالم الثالث والتي تتجاوز الحدود الجغرافية للوطن/القطر. أما الحركات والاحزاب الاخرى المشاركة في النضال ومهما كانت حجومهما وقواها وأدوارها فليست وبنظر القوة القائدة – على الاقل - سوى كميات مهملة إن لم تكن أسوأ من ذلك بكثير. ولعل من نافلة القول التأكيد على أن الخط النضالي لأي شعب ليس خيار فرد أو مجموعة أفراد أوقوى سياسية، أنما هو حصيلة عوامل وظروف عديدة تخضعها قوى واعية لعمليات بحث وتحليل واستقصاء ومقارنة دقيقة وصولاً الى أختيار الأسلوب الافضل والامثل. ولماذا نذهب بعيداً وأمامنا المثال الفلسطيني الذي يوضح وبكل جلاء تطبيقات حية وعملية لمساري النضال لشعب صغير كفلسطين؟ فحركة فتح وبعض أطراف منظمة التحرير الفلسطينية تمثل حركة ’’ نضال وطني تحرري ‘‘ هدفها المرحلي –وحتى ماشاء الله – أقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس !!، ولو ناقصة السيادة وعاجزة عن الدفاع عن نفسها ...و...و حتى تحت وصاية أسرائيل أو الولايات المتحدة، أوالاتحاد الاوربي . أما حركة حماس فتتجاوز كل ذلك وتصر على أقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس أيضاً ولكن تؤمن بعقيدة وأفكار حماس الدينية أو الاسلامية [ولانريد الدخول هنا في مناقشة المنظورين الاسلامي و القومي . وإن سنضطر لذلك عاجلاً أو آجلاً وعلى ضوء ما ستأتي به أيام الكفاح العراقية]. أما مابعد تحقق الغايات المباشرة فأمر لم يبحث بالتفصيل أو مما لم يكشف بعد وسيظل في خزائن حماس .ولابد هنا من التذكير بالمأزق الذي أنحدرت اليه حركة / حركتا التحرر الفلسطيني يوم لم يحسما أمرهما ساعة تحذير المرحوم أدور سعيد عام 1976م، وقبل الاوآن الذي فات .ولعل من المحزن أن حماس وفتح لم تتوانيا عن أعتقال ناشطين فلسطينيين في مناطق نفوذيهما بحجة التهدئة مع العدو [ بدأت حماس ذلك يوم الجمعة 11تموز2008م ].
3. لذا لابد لنا من أستعراض بعض أهم سمات مرحلة التحرر الوطني كدليل عام أذ قد تختلف في العدد والاهمية والقوة ودرجة الاستجابة بين شعب وأخر وحركة تحرر وأخرى ولكنها جميعاً عوامل وأطراف وقوى تتكرر في كل موقف :
أ. حاكم طاغية وما أكثرهم في دول العالم الثالث أومحتل غاشم كالاحتلالين الاميركي والاسرائيلي للعراق وفلسطين على التوالي والتداخل .
ب. شعب حي ونزوع الى التحرر مع أستعداد لتضحيات لا حدود لها .
ج. منهج عمل وفكر تحرري يتضمن أهدافا قليلة و محددة للنضال من أجلها .
د. قيادة هرمية أو جبهوية تحضى بثقة وطاعة قطاع عددي كبير ومؤثرمن قوى الشعب وإن دون أحصائيات وأرقام تلزم نفسها صراحة بالأبتعاد عن التسلط الفردي/ السياسي / والمالي والتمسك بالمبادئ المثبتة أبتداءً والتي يجب أن تظل مرجعاً يقره الجميع برضى . القيادة الجماعية الحقة والخاضعة لرقابة تنظيمية صارمة. فذلك أفضل الضمانات ضد التسلط السياسي والمالي وحتى التنظيمي .
هـ . حد أو درجة معقولة ومقبولة من الدعم والتعاطف الخارجي ( وللدعم الاعلامي في المراحل الاولى أهمية شديدة جداً).
4. هناك ومن جهة أخرى عوامل أخرى لا بد من التنبه اليها ولكنها ليست ثابتة في جميع الحالات ولا بنفس القوة في التأثير. لذا لابد أن تحدد وتعامل بما تستحقه في كل موقف وعلى أنفراد. دون أن ننسى أن بعضها وبشكل خاص وفي مواقف واوقات معينة قد يعلو ويتصاعد تأثيره وتحكمه بمسار الاحداث بل وحتى قد يفرض درجة من التدخل والتحديد حتى على العوامل الدائمية لأن ما في (أ- هـ أعلاه) يتعلق بالمشاعر و العواطف الجماهيرية التي يصعب حساب قوتها وحساب شدة تأثيرها مسبقاً. أما الثوابت الراسخة فـــ : -
أ. الوضع الاقتصادي للبلاد والحالة المعاشية للسكان .
ب. المستوى أو المعدل الثقافي للسكان .
ج. الطبيعة الجغرافية للبلاد ..جبال ؛صحاري ؛أنهار وقنوات وحقول زراعية .
د. قوة وطبيعة المؤسسات والتنظيمات والنقابات العمالية والزراعية .
هـ . التوزيع السكاني ودرجة الوعي السياسي والاجتماعي .
و. قوة وتأثير الروابط العائلية/ القبلية /والدينية والمذهبية .

3 المــــوقف العراقـــــي
1. مهما قيل في توصيف التجربة العراقية فهي ليست الا واحدة من ساحات التحررالوطني ضد مستعمر محتل. وقد تتحول هذه الى ساحة نضال عالمي بعد أن أعتبر ساسة الولايات والمملكة المتحدتين بلدنا ساحة أمامية والاهم في مكافحة الارهاب العالمي بدءً من- وكما جاء في ص2، من أعلان مبادئ بوش /المالكي - بالقاعدة ومروراً بالصداميين الى تقسيم العراق الى فيدراليات وأقاليم ومحافظات ملحقة أو تحت سيطرة دول الجوار .
نأمل أن تستقطب التجربة العراقية بعض قوى التحرر العالمي كما في التجربة الجزائرية. ومع ذلك فهي – أي التجربة العراقية - ليست أستثناءً فيما تتمتع به من خصوصية كالتي ميزت التجارب الأخرى. وأخرها لبنان الشقيق وقراره أو خياره المزدوج بالكفاح المسلح والمقاومة ضد أسرائيل وبالكفاح المدني (السلمي ) بوجه قوى الموالاة وحكومة السنيورة .’’ كفاح مسلح ضد أسرائيل ومقاومة مدنية ضد حكومة قوى الموالاة " وهذا ما أريده للعراق أي، أضافة المقاومة المدنية الى الكفاح المسلح لا أكثر ولا أقل.‘‘
ولعل من نافلة القول أن مبادئ حرب التحرير الشعبية والمقاومة المدنية لا ’’النضال السلمي ‘‘ ضد الاستعمار مبادئ ثابتة كمبادئ الحرب أوالعلوم الأجتماعية الاخرى سيما بعد أن وضعت نظرية ماو ’’الحروب التحررية الشعبية ‘‘ الى جانب نظريات وأستراتيجيات الحرب كالنظريات البرية والبحرية والجو/ فضائية ونظرية التقرب غير المباشر (نظرية ليدل هارت) 2 .وقد أضيف نظرية غاندي في المقاومة المدنية لعالميتها لأنها لم تر في الهند أكثر من بداية ونقطة أنطلاق لنظرية كاملة لأنقاذ العالم ’’وطبقاته المسحوقة ‘‘ من أستغلال الاخرين سواء كانوا من ابناء الشعب نفسه أو من خارجه لا فرق. ويرى بعض دارسي المهاتما غاندي - ومما شاع أيامها في الهند - أن ماو-تسي تونك - أستوحى نظرية غاندي في كفاحه لتحرير الصين .
تهيئة مستلزمات العمل
2. لا بد للمعني بالشأن العراقي من مطابقة المبادئ والظواهر أعلاه مع الموقف العراقي – وهي خطوة أساسية تجنباً للضياع والتنظير اللاهادف – للخروج ولو بالملامح الأساسية لـ ’’ مشروع تحرري عراقي ‘‘. وتحديد أمكانية أدارة واحد أو أكثر من أساليب المقاومة أو الاكتفاء بدراسة تجارب الهند والصين وفيتنام أو أي نموذج/نماذج مختارة لنفس الغرض أو بهما معاً. ولعل نظرة فاحصة توضح لنا أن جميع هاتيك التجارب تقع- وبالاضافة الى ما ورد في أعلاه - تحت واحدة أو أكثر من الحالات التالية :-
أ .شعب أبتلي بحكم طاغٍ عسكري أو أقطاعي تسانده قوى رجعية لا تقر للشعب بأية حقوق عدا اطاعة ( ولي النعم )؛ومنقذ الشعب ؛وقد تسانده دولة أستعمارية كالولايات المتحدة في العراق وبشكل مباشر وبقوات عسكرية، وبعد أن كبلت الحكم وثروات وموارد الشعب بعقود وأتفاقيات جائرة.
ب . قوة أستعمارية ومحتلة تمارس جميع سلطات الدولة والحكومة أما مباشرة أو من خلال حكومة عميلة لا أكثر من ألعوبة بأيدي المحتل، كما الحال في العراق ودور المحتل الاميركي والذيل الهزيل القابع في المنطقة الخضراء وإن بدا مؤخراً وكأن المحتل الاميركي قد أنبت لأقزام المنطقة الخضراء قرونا طويلة لقراع الشعب العراقي وقهره وكما تجلى ذلك في مدن الانبار والنجف والبصرة وكربلاء والديوانية والناصرية ومحافظة ديالى وكربلاء والصدر بالامس وفي محافظة نينوى اليوم .
ج . فئة أو نخبة ترفض مثل هذا التناقض بين الواقع والحق الطبيعي للشعوب بالتحرر وتبحث عن نهج أو عقدٍ أومشروع أو تيار وطني يحقق ولو بعض تطلعات الشعب العراقي، رغم تعدد وربما أختلاف منطلقاتها وتوجهاتها، لكنها تظل المصدر الرئيس لقوى العمل التحرري وبغير ذلك ندخل في صراع وطني لا تحرر وطني . وهذا هو بالضبط التطبيق الأقوى وألاشد مرارة وآذى لسياسة فرق تسد وفق تطبيق وصياغات الولايات المتحدة في العراق.
المشروع ’’التيار ‘‘الوطني العراقي .
3. كان المفروض أن نجعل المشروع الوطني نقطة الانطلاق وبداية البحث ولكن للضرورات أحكام . لذا نجد
أن لهذا المفهوم مشاريع وبرامج وتيارات ومناهج عمل كثيرة كالتي طرحت في الساحة العراقية وبين عراقيي المنفى القسري والاختياري، الامرالذي يفرض نوعاً من أحاد ية –وتعدد - وأنعزالية العمل والرؤى النضالية للخروج من المأُزق والمحن الحالية ممـا أدى الى تركز بعض الانشطة العراقية خارج العراق وإن على أستحياء في بعض المناطق، وتعذر العمل أوالمشاركة في الجهد الوطني بسبب صعوبات ظروف الحياة اليومية لمن لم يتمكنوا من تثبيت مواطنهم الجديدة وتلك بعض كوارث الاحتلال التي لم تقتصر على ما فعتله موجات الاحتلال السابقة بل وبفضل ذكاء وأستيعاب ’’العم سام من عائلة بوش ‘‘ سيئا الصيت لعبر ودروس الاستعمار وما أكثرها- فقد أختط لنفسه مسلكاً جديداً فاق به سابقاته كثيراً حدّ أمحاء الشعب العراقي من الوجود وأستبداله بتسميات قاتلة ’’ مر ذكرها ولا أريد تكرارها‘‘ تلقفانها بقوة وكأنها ليست من صياغة خبير لعين في مقاومة الارهاب، وقتلنا – وبأيدينا قطعها الله - الكثيرين من أبنائنا لأجلها.
أ. ولكن الملاحظ ويا للأسف أن جميع ماطرح من المشاريع الوطنية والتحررية والتقدمية قد سطرت – وعلى الورق - جميع التطلعات وبرامج العمل المستقبلبة بما فيها الاقتصاد العام والزراعي والصناعي والوضع الصحي وتنظيم الاسرة والتعليم وكلما يخطر على البال مع أنها تدعي أنها تريد فقط أنقاذ العراق لا غير، و أجراء أنتخابات حرة وديمقراطية ونزيهة لأختيار برلمان حر يقرر مستقبل العراق ولكنها قيدت هذا البرلمان وهو مجرد مشروع بعد بكل القيود التي فرضتها الانظمة السابقة .
ب. من ناحية ثانية لدينا مشاريع أخرى حديثة وتريد هي الاخرى تقديم رؤيا مستقبلية أنطلاقاً من رفضها للأحتلال (الاستعمار الاميركي ) وتطالب بالغاء الدستور ونتائج الانتخابات السابقة والمحاصصة الطائفية وأعادة القوات المسلحة السابقة ( مع بعض التعديلات والاضافات)، وهي تعرف حق المعرفة أن قطاعات كبيرة من شعبنا ترى في جميع هذه المنطلقات تهديما لمكاسب حققتها تلك القطاعات وأن هذه المشاريع وأصحابها يريدون أعادة العراق الى حكم النظام السابق!!!؟؟ مهما خلصت النوايا وهي بالتالي تسعى أو ستؤدي الى تضييع وتفتيت المجتمع/الشعب العراقي من خلال تجزئته بين شيعة وسنة وكرد ؛وبالتالي تلحق الكثير من الآذى بقضية التحرر الوطني .
ج . أما ماوراء ذلك فلندعه الان ولنركز على خلق تيار شعبي عراقي يضم أكبر ما يمكن ويلتف حول هدف أو هدفين حصراً ويرفض الاحتلال وقبله يرفض الوصاية الاميركية التي تريد التعامل معنا وكأننا من سكان القرون المظلمة. وتكفي نظرة واحدة الى المبادئ العامة لعقد بوش –المالكي حول ما يجري التفاوض حوله .
د. أنا أفهم رفض الاحتلال والعملية السياسية التي فرضها جملة وتفصيلا . وأفهم أهمية وأسبقية طرد المحتل، ولكني أفهم وأحرص أكثر على ما أعتقد أنه الاسبق والاعلى في سلم الاوليات والمشروع الوطني العراقي، الا وهو وحدة الشعب العراقي لأنه هو القوة الفاعلة والقادرة والمسؤولة عن خوض معارك التحرير فكيف نتحرر بدون جماهير تريد وتحقق ذلك؟ وحدة الشعب تظل الهدف الاسمى وبداية ونهاية وجوهر التحرر، وما عدا ذلك عبث وحرث في البحر لا غير. فما المشروع والمنهج الذي يوحد ولا يفرق ؟
هـ. لذلك لابد من تجنب طرح أية أهداف والعمل لأجلها ما لم نضمن أولاً أنها تمثل التطلعات الحقيقية لأغلبية جماهيرنا، وتقبل أعداد كبيرة من الناس لها. وليكن ذلك من خلال وسا ئل التعبير المتيسرة للجماهير لا من خلال تنظيمات سرية وقيادات كالتي عرفناها وعملنا مع بعضها على الاقل. أما ما بعد التحرير وبناء الدولة وأسسها ومؤساستها فلنتركه للبرلمان القادم بعد التحرير. لهذا لنبدأ العمل الجاد ولنسمع ولنستمع لأبناء الشعب الذين نتحدث بأسمهم وليجلس من يختارونه مع قادة الحركة النضالية الجديدة التي نريد. يقول المهاتما غاندي .... ’’ روكفللير الهندي لن يختلف عن روكفيللر الاميركي. وليس مهماً أن يكون الحاكم بريطانيا أو هنديا. فالمهم عندي أن يحكمني كما أريد وأتمنى لا أن يبتلع جهد وأتعاب ملايين الفلاحين، وهم أغلبية الهند، لبناء مدن جديدة وقصور باذخة .فطرد المحتل والجلوس مكانه خيانة ليست أقل من جرائم المحتل ‘‘. ولقد راينا – ما هالنا وأرعبنا – وما فعله حكام أو أقزام مابع 9 نيسان 2003م .
و. المطلوب أذن مشروع بسيط تقتنع به الجماهير البائسة التي يقرر الجميع بدلاً عنها وباسمها :
أولاً. مثل رفض قانون النفط
ثانياً. رفض الاتفاقيات الامنية مع الولايات المتحدة ومع بريطانيا ومع أيران .
وهذا كثير بل وكثير جداً. فإن حققنا ذلك بعون الله وجهد الشعب العراقي ومعونة أحرار العالم فليحدد ممثلو الشعب في مسيرة التحرير الهدف /الاهداف اللاحقة .
ز. وأخيراً لابد من أيجاد طرق ووسائل تؤمن عودة الكثيرين ممن هاجروا أو هجروا من العراق فلعلهم الاحرص اليوم على تحرر العراق وأعادة أجواء الالفة والانسجام التي كانت قائمة وحية قبل الاحتلال. و لهذا العامل أهمية حيوية وبالغة الخطورة لأي مشروع وطني .

4. من أين نبدأ ، وما العمل؟ انها خطوات متداخلة، وقد تزيد وتنقص وفي أدناه مجرد دليل :-
الخطوة الاولى:-
أ. تتولي نخبة متجانسة ومتعاطفة وذات قدرات سياسية وأجتماعية والاهم بعد بقدرات نضالية وأيمان مطلق بالشعب، تهيئة دراسة موجزة مكتوبة أو كأستعراض ذهني لمشروع نهضوي لفهم الموقف العراقي لا سيما من حيث خصوصيته أولاً ومايتميز به عن التجارب التي يزخر بها التاريخ. ولابد أبتداءً من دراسة وأستعراض بعض النماذج الرائدة في كفاح الشعوب كالهند بقيادة غاندي والصين بقيادة ماو تسي تونك، و فيتنام بقيادة هوشي منه وأيران بقيادة خميني وكوبا بقيادة فيديل كاستر و" شي جيفارا، والثورة الايرانية بقدر تعلق الامر بتصدير الثورات الى العالم ودول الجوار " وجنوب أفريقيا بقيادة نيلسون مانديلا غي معالجة المأسي والنكبات العائلية والفردية والعامة وأهمها القتل والفتن الداخلية ؛وكذلك من تجارب أخرى كثيرة ولو كأدلة كالتجارب الافريقية في الجزائر كينيا وغانا والكونغو ؛والتجارب الاسيوية في أندونيسيا والنضال الفلسطيني الدامي والمتصل والكفاح المسلح في الملايو التي نجح الاستعمار البريطاني بالقضاء عليها ولأول مرة في تأريخ حروب التحرير( ففي كل تجربة شعبية دروس ومواعظ) .
ب. صياغة مشروع عمل بسيط ولا تعقيدات تنظيرية ويرتكز الى أقوى وأهم تطلعات القسم الاعظم من الشعب وأختيار هدف واحد او هدفين عند الضرورة القصوى يقل حولهما الاختلاف الى حدوده الدنيا ولنقل هدف/ هدفين يمثلان ’’ القاسم المشترك الاعظم ‘‘ للجماهير تسهيلاً لوحدة النضال وتجنباً لتشتيت الجهد أو للفرقة .
ج. أطلقت نقابات عمال الصناعات النفطية دعوات صريحة الى الطبقة العاملة العراقية بالتحرك ضد قانون النفط فهل نجيب ؟ أو بالاحرى فلنعمل على تجديد هذه الدعوة النضالية ولننضم الى الطبقة العاملة العراقية كجزء منها أو كمناصرين لها. وكفاها فخراً أنها تمثل أحد قطاعات الاكثرية الشعبية وليست مثلنا نحن من الساسة والمتعلمين والمثقفين. وهل يمكن مطالبة قوى جماهيرية أخرى للوقوف مع أشراف العراق من أبناء الطبقة العاملة التي تمدنا بأهم أسباب العيش، أعني النفط العراقي؟ ولنعتبر هذه الدعوة والنداء نقطة أنطلاق مباركة للتحرير .
د. أطلقت منظمة الوحدة العربية في كركوك بأنها ومالم يستجب الى دعواتها ومطالبها فأنها ستلجأ الى التظاهر والاعتصام والاحتجاجات وكل جميع الاساليب التي تتيحها فكرة المقاومة المدنية، وهذا تحرك مبارك يصب في نفس الاتجاه الذي تدعو اليه هذه الدراسة .
5. الخطـــــوة الثانيــــــة :
وهي وبعد التحليل ؛ التوصل الى أو الخروج بثلاثة تحديدات .
أ .الاول ,تحديد أطراف الصراع وتقسيمها الى أطراف داخلية/أقليمية/خارجية وتحديد أهداف وجميع القدرات المتيسرة، المادية والبشرية والمعنوية .
ب. التحديد الثاني : فيتركز على ترتيب وجدولة أطراف الصراع وبالتالي تحديد نوعية وقوة ومخاطر التناقضات ما بين أطراف الصراع تلك .
ج . التحديد الثالث والاخير : وهو بالتركيز على أهم وأخطر التناقضات ووفقاً لأسبقياتها .
لعل هذه المرحلة بالذات تتطلب جهداً أو جهوداً شاقة لأنها سترسم خطوات العمل الثوري التحرري من جهة ولكثرة الاخطار والمنزلقات ومخاطر الضياع وسط دهاليز السياسة والمال والسلاح والتوجهات أو التخبطات العقائدية. ومثال على هذه المنزلقات: الموقف من القاعدة أولاً، الموقف من دول الجوار، حقوق وتطلعات و طموحات الاخوة الكرد والاقليات العراقية الاخرى المشروعة . وأخيراً وليس أخراً أقتناع قوى عراقية كثيرة بأن قوى المحتل وأزلام المنطقة الخضراء هم منقذو العراق !!!! من صدام حسين ونظامه لذا فهم أقرب اليها من قوى عراقية أخرى تنادي بالتحرير والتحرر. ومثال بسيط أخر هو :أن تضع قوىاليسار جميع نقيضاتها من قوى يمينية وقومية (بنظر اليسار على الاقل) ، مع المحتل أو مع الرجعية والعكس بالعكس في الوقت الذي يفرض فيه منطق المقاومة تحديد حلفاء المرحلة لتجنب الاصطدام بهم من جهة ولتقليل جبهات الاعداء و/أو لتحييدهم ومنعهم من الأرتماء تحت نعال المحتل. لابد من الاستعانة ( لا للتقليد) بتجارب الاخرين للأطلاع على مسيراتهم ؛ولمعالجة التناقضات الشديدة التحول والتناقض .
الخطـــوة الثالثـــــة .
6. ولعلها أهم المراحل [ من نقاتل (من العدو ؟ وماهي أدوات الصراع ؟) وماهية وأسبقيات الصراع ؟ ] فالمجتمع وبمعناه الواسع ليس سوى أطار عام تنشط بداخله جميع التيارات الفاعلة في مسار تحركاته العامة ولقد أصاب ماركس كبد الحقيقة بقوله ’’أن التقدم والحضارة ليسا سوى نتاج صراع المتناقضات " وليس من السهل قياس أو متابعة هذه التحولات من خلال الأحداث اليومية والاسبوعية وحتى الموسمية ولكنها- أي أطراف الصراع والتناقض - وفي النهاية ستفصح عن نفسها عبر مراحل زمنية أو خلال التحولات والتغييرات التي تفرضها ظروف أخرى ومتنوعة ومن خلال تقدم أو تأخر أو أنفعال المجتمع وضياعه بفعل شعارات وهيجانات جماهرية صعبة القياس .وبدلاً عن متابعة الافكار والتنظير الايديولوجي لنأخذ ما جرى في العراق بعد الاحتلال الاميركي وأنهيار نظام صدام حسين وأستسلامه ببدائية حيرت لا المراقبين السياسيين وحسب بل وحتى الباحثين في علم الاجتماع العام. أيمكن أن نصدق أن دولة أو نظاماً ظلّ عقوداً ثلاثة ولا هم له سوى التثقيف ضد طغيان الهجمات الاميركية المتعددة الالوان والمجالات وأن مصير الامة العربية وربما الشرق الاوسط بأجمعه – لا العراق وحده – متوقف بما فيها المشروع الاميركي- صهيوني لشرق أوسط جديد على نتيجة أومحصلة الصراع أو التصدي للولايات المتحدة .... ثم لا يملك هذا النظام سوى الانكفاء العاري أمام الجبار الاميركي ؟؟؟؟
أساليـــــــب الكفــــــــاح
7. تكاد هذه هي الاخرى تكون مما يعد على أصابع اليد الواحدة ولكن العبرة في التمعن بقرار أختيار واحد منها أو أكثر أو حتى مجموعة من الاساليب، كما في توزيع المهام بين قوى مختلفة أو وفق تقسيمات جغرافية وبما يلائم كلاً منها، دون أن ننسى صعوبة الجمع بين الشيء ونقيضه فأما المقاومة المدنية أو المقاومة والكفاح المسلح. ولكن ماذا لو قررت القوى الوطنية في منطقة/ مناطق عراقية اللجوءالى المقاومة المسلحة سيما وقد حسمت أمرها منذ زمن وليس للأخرين سوى أحترام قرارالمقاومة ودعمه دون حدود وعلى جميع الاصعدة، بل وأعتبار النضال السلبي رديفاً ومسانداً للمقاومة بينما ؛وعلى سبيل المثال قد يتعذر الكفاح المسلح في مدن أو مناطق أخرى ولعوامل مختلفة وخاصة بكل منها. لذا يمكن حصر أساليب المقاومة الوطنية شرط أعتبار الوطن ساحة كفاح واحدة ورفض بقاء أي أحتلال أو وجود أجنبي أستعماري لشعب واحد وببساطة في ثلاتة فقط :-
أ. (المقاومة المدنية) (وقد أقول العنيفة والدامية لا السلمية كي لا يغضب أنصار الكفاح المسلح وأنا منهم والحمد لله). فما يعرف بالنضال السلبي كالعصيان المدني، التظاهر، الاضرب عن العمل والدراسة والاقامة الجبرية الطوعية في البيوت ومقاطعة أجهزة الدولة ووسائل أعلامها والامتناع عن سياقة السيارات الشخصية والدوام في الدوائر الا بالقدر الملزم لتمشية بعض القضايا التي تتعلق بمصالح الناس الانية والحيوية الى غير ذلك مما تفرضه الظروف وأبداع الجماهير. ويمكن وصفها أختصارا بنهج المهاتما غاندي والخميني ونيلسون مانديلا ، دون أن ننسى لجوء الحكام الى أشد أساليب البطش والتعذيب والقتل ضد المقاومين المدنيين الذين
عليهم مجابهة كل ذلك بالتحمل والصبر والاعتماد على الايمان بالله وحق شعبهم بالحياة الحرة الكريمة .
ب . المقاومة الوطنية المسلحة، حرب التحرير الشعبية، حرب الشعب وجيش الشعب ولا أعتقد أنها بحاجة الى تعريف ولكن الضرورة ستدعو في حينه الى بناء مفهوم وخطط عمل عراقية خاصة قد تستنبط من تجارب الشعوب وما أكثرها ولكن للأسترشاد لا للتقليد . وأعرف أن بندقية حرب التحرير الشعبية القديمة أفضل من أحدث بنادق الولايات المتحدة فاليد هي العامل الحاسم لا الآلة ولكني :-
أولاً. أعرف أن الولايات المتحدة تمتلك أقوى ترسانة عسكرية عرفها التأريخ وأنها قادرة على مجابهة أكبر دول العالم لتحصنها خلف الاطلسي. وأقر أن هذا ليس بكاف وحده للتراجع ووضع السلاح ...ولكن فرضت (U.S) على العالم قبول ما حددته بـ ’’ الحرب على الارهاب ‘‘؛وقد أوغلت وذهبت بعيداً جداً حدّ أتهام الكثير من المؤسسات والحركات والاحزاب والبنوك والجمعيات الخيرية والكثير من الافراد ووضعتهم على قوائمها الارهابية التي لانهاية لها. ولطالما أصدرت أوامرها ولدول بعينها تلزمها بهذا الفعل أو ذاك وكأن العالم بأجمع لا أكثر من بلدة في الولايات المتحدة وأن مواطني العالم جميعاً من رعاياها. ومع بل ورغم كل ذلك مازلنا نمسك بأمضى سلاح، بل والسلاح الوحيد لمجابهة هذا الطغيان المجرم والكافر. ولمن يعرف أويتذكر المرحوم ستوكلي كارامايكل ’’ النمر الاسود Black Panther‘‘وزعيم القوة السوداء التي نشطت منتصف القرن السابق ومقولته الشهيرة ’’ تمتلك الولايات المتحدة أقوى ترسانة عرفها التأريخ وليس بوسع أية دولة/ دول حتى مجرد التفكير بغزوها. ولكنها تعجز تماماً عن أستخدام هذه الترسانة ضد خصم واحد هو : شعب الولايات المتحدة أذا تحرك ضدها لذا لن يقهر هذا الطاعون المرعب سوى جبهة شعبية داخل الولايات المتحدة ‘‘ . وتصديقاً لذلك فلنتذكر أن شعب الولايات المتحدة أو بعض مواطنيها الاحرار هم من فضحوا شركات المرتزقين القذرة وعلى رأسها ’بلاك ووتر‘ التي تسببت بكوارث الفلوجة، وفضائح أبي غريب والجادرية ومجزرة حديثة. لذا وحتى ينهض الشعب الاميركي فمن حقنا اللجوء الى الاسلوب المدني للوقوف بوجه المحتل الطاغي. وهذا لعمري سلاح لا يقل مضاء –وكما ستثبت الايام - عن المدافع والطائرات والمتفجرات ؛وهو سلاح سيجبر دول العالم أو شعوبها على الاقل للوقوف معنا دون أي التزام بوضع سلاح المقاومةالوطنية أبداً.
8. الاسلوب المختلط و/أو أية أساليب مبتكرة ووليدة ساعتها. ولعل الاصطدام المسلح الاخير في لبنان بين قوى المعارضة والموالاة قدم لنا أنموذجاً للنضال المزدوج حين قرررت قوى المعارضة سحب مسلحيها من الشوارع واللجوء الى المقاومة المدنية. وكأن قوى المعارضة اللبنانية أختارت الجهاد العسكري ضد أسرائيل والنضال السلمي ضد التعسف السلطوي اللبناني. ولرب قائل يقول أن : لبنان يتميز بوصف فريد فهو يخوض حرب تحرير شعبية ضد عدو يقف خارج الحدود ونضالاً سلمياً ضد قوى لبنانية داخلية أي عكس ظروفنا وما نحياه في العراق. فأضيف أن المقاومة اللبنانية أبعدت نيران وشرور ومظالم الحرب والقتال عن الاهل والمدن والديار بينما أحتفظت بخيار الحرب على الحدود ( المقاومة المدنية داخل لبنان والمقاومة المسلحة ضد العدو الاسرائيلي). وهي لعمري فتح جديد في مفاهيم حرب التحرير الشعبية وما أحوجنا اليه في العراق. وليس كثيراً على شعبنا في العراق أستنباط مايحقق الهدف ويجنب الاهل والمدن والديار المزيد من الموت الدمار .
9. الاسلوب الرابع :والذي قد لا يعجب الجميع، وربما فات أوانه فعلاً مع المحتل الاميركي وهو الاسلوب الذي اختاره الحكم الوطني/العهد الملكي في العراق وخلاصته ’’ أننا لم نصل بعد مستوى يؤهلنا سياسياً وثقافياً و...و...للتخلص من قدرات المستعمر/المنتدب كي نحكم أنفسنا بانفسنا ولا تـنسوا أن الديمقراطية الحديثة مشروع غربي بل وبريطاني من ألفه الى يائه. ذهب العهد الملكي بخيره وشره لا أريد هنا أثارة الشجون والاحزان بأعادة تصفح أيام الخير !!؛ التي لاتعود .
ما يهمنا هنا أعداد وانواع الصراعات والتناقضات التي تفجرت عقب أنهيار النظام كقوة رادعة من جهة وبفعل الفوضى العامة والكاملة أو المسيطر عليها [ وفق القاموس الاميركي الجديد في علم الاجتماع العسكري !!؟] والتي فرضها بهدف نفسي/أجتماعي أحسن صياغته وأختياره ولابد من قوى تعرف منهجية تدمير مجتمع قائم .
أدوات العمـــــــــــــــل
10. هل نحن بحاجة للبحث عن متطوعين أو أنصار للمقاومة بين صفوف هذا الشعب؟ أم وعلى العكس : كيف سنتخلص من الاف وعشرات الالاف من الذين سيسارعون بالتطوع ؟؟.
أ . نحن لاندعو الى مظاهرة أحتجاج لن يطول أمدها لأكثر من ساعات . بل مهمة قد لا تؤدي وفي أسوأ الاحوال الا الى أستشهاد القليل جداً وربما بضعة أفراد و/أو أعتقال البعض الاخر . نحن ندعو الى مقاومة مسلحة تبدأ حرباً فعلية ضد محتل حسن التدريب ومدجج بالسلاح حذر ولم يستبعدنا من حسابه .
ب . أمــا مهام الاخرين من غير حاملي السلاح وعناصر حرب التحرير فواضحة هي الاخرى ولكن بأنسجام وتناغم مبرمج توزع أدواره قيادة مسموعة الرأي والحكم و تنتخب أو تخٌتار من بين صفوف حاملي هموم شعبنا بجد وثقة وتفانٍ وأستعداد حتى النفس الاخير مع وقفات عديدة وتقويم جديد للموقف وبأستمرار ولا سيما عندالمراحل المفصلية والتغيرات الهامة، لسبرغور كل مرحلة وتعديلها أوتجديدها أو رفدها بما يحافظ على العلاقة الوثقى بأطراف المرحلة الاخرين. فالى جانب المقاومة وجيش الشعب لابد من أطر وكوادر سياسية وعسكرية وأعلامية و أجتماعية وطبية وعلمية وعلى جميع الاصعدة ولكل منها واجبات محددة ومعروفة. ولابد لنا من توضيح ذلك لكي لا نقتصر على المهام والادوار الرئيسية بما فيها أغفال مجموع الشعب الذي سيواصل كما نأمل حياةً عادية الى حدٍ ما .
ج . قوة/ قوى معارضة سلمية تتحرك من داخل المؤسسات والمجالات العراقية كالبرلمان – والسلطة التنفيذية والاعلام والاحزاب والحركات والمؤسسات الدينية والاجتماعية والعلمية والطبية وأية مجالات أخرى . والهدف العام لمثل هذه الانشطة والفعاليات هو أشعار السائرين في مشاريع المحتل أنهم ليسوا سادة جميع الميادين الداخلية وأن ممثلي شعب العراق الحقيقيين باقون لهم بالمرصاد .
لابد من التنبه لأحتمال أتهام بعض هؤلاء بالوقوع في شرك المحتل وأذنابه حقاً أو باطلاً أو حتى أتهامهم بالخيانة العظمى وأمر ذلك ليس صعباً ولا مستحيلاً .
د . الشعب أو البحر ( في حرب التحرير الشعبية والمناضلين هم الاسماك ) أو النخبة التي نذرت نفسها لتحرير العراق ولاهم لها غير ذلك. وأكرر أنها الشعب وفيه جميع من في (ج أعلاه ) الرافد لحركة التحرير الشعبية وجند الثورة والحق ؛وأعداد وحجم هذه النخبة متوقف في النهاية على مدى تكاتف قوى مرحلة النضال الاجتماعي – الان وقبل توزعهم أو عودتهم الى قواعدهم ومبادئهم - وتركيزهم على مهام مستلزمات التحرر الوطني وحتى ساعة النصر وأفول أزيز الرصاص وسكوت المدافع، وفوق ذلك وقبله خروج أخر جنود المحتل الى غير رجعة .
هـ . لكن ستظل أعظم تلك التجارب في رفد المقاومة العراقية هي : التجربة العراقية الوليدة نفسها وعبر التقويم النقدي والتحليلي لكل عمليات المقاومة ومهما صغرت حجماً وتأثيراً. فوراء كل عمل وكل عملية حرب تحرير شعبية عشرات الدروس والعبر. ولابد من تحديد خطوات العمل أومراحله على الظروف العراقية العامة بما فيه مواقف الشعب الرئيسية وطاقاتها .
و . كثيرة هي مشاريع وبرامج ومناهج العمل التي طرحت في الساحة العراقية وبين عراقيي المنفى القسري والاختياري. الامرالذي يفرض نوعاً من أحادية وأنعزالية العمل والرؤى النضالية للخروج من المأُزق والمحن الحالية. وتلك بعض كوارث الاحتلال التي لم تقتصر على ما فعتله موجات الاحتلال السابقة بل – بفضل ذكاء وأستيعاب ’’العم سام من عائلة بوش ‘‘ سيئا الصيت لعبر ودروس الاستعمار وما أكثرها- فقد أختط لنفسه مسلكاً جديداً فاق به سابقاته كثيراً حدّ أمحاء هذا الشعب العراقي من الوجود وأستبداله بتسميات قاتلة تلقفانها بقوة وكأنها ليست من صياغة خبير لعين في مقاومة الارهاب. وقتلنا – وبأدينا قطعها الله - الكثيرين من أبنائنا لأجلها.
3

المقاومة المدنية

’’ ما جئت لألقي سلاماً بل سيفاً ‘‘ السيد المسيح
متي 10/34.
’’ أنا نفسي أرهابي ولكن من نوع أخر ‘‘ .المهاتما غاندي
لويس فيشر ص174.

تمهيــــــد
1. صحيح أن التجارب الناجحة للمقاومة المدنية لا يزيد المعروف منها أو التي حققت بعض أهدافها على أصابع اليد الواحدة قياساً بتجارب ونجاحات الكفاح المسلح والذي يمثل تأكيداً عن أستعداد الشعب المقاوم للذهاب حتى نهاية الشوط : فأما الحرية أو الموت . النجاح أو الانتصار على العدو – أياً كان – أمر أساسي والا تحول الجهد الى عبث وسخرية. ولكن للنصر طرق أو طريقة أخرى لكنها تعتمد نهجاً كفاحياً من نوع أخر وسنتناول لاحقاً بعض أهم الاختلافات.
لا أسعى هنا لاستعراض شامل لنظريات المهاتما غاندي ولا الخميني ولا نيلسون مانديللا الا بالقدر الضروري لأيضاح المفهوم تجنباً لسبب رئيسي أن الشعوب ليست بحاجة الى تكرار تجارب الاخرين مادامت مبررات الاحتجاج – والحمد لله – لا تعد ولا تحصى –وقد أفرد لها دراسة أكبر لاحقاً. ليست بحاجة للبدء بأستعادة مافعله الحكم البريطاني في الهند أو نظام الشاه في أيران ولا النظام العنصري في جنوب أفريقيا ولا الاستعمار المتعدد القوى والغايات في تمزيقه وحدة كونغو الشهيد باتريس لومومبا فقد عشنا التجارب السابقة ولم يعدّ عمرنا بعد الخامسة من زمن الاحتلال داخل ’’ القرن الاميركي ‘‘ وتجنباً للأطالة وللتكرار ثانيا، ولتوفرها في الاسواق وبطون الكتب وسأذكر بعض أحدث المصادر عن التجربة الهندية في أخر البحث.
من المهم جداً التأكيد على مايلي :
المقاومة المدنية .
2. لا تزاحم ولا تستهين بالكفاح المسلح أو تعارضه أو تقترح نفسها بديلاً لجميع العمل الوطني الشعبي، بل وعلى العكس تحترم قناعات وخيارات الاخرين مهما كانت فهي –أي المقاومة المدنية – لا تتدعي حق تمثيل الشعب أو التحدث والتفكير و بالتالي القرار نيابة عنه. فليس من حق أحد أدعاء أو أحتكار الوطنية لنفسه وتحديد صفاتها وتوزيعها على القوى الاخرى. فذلك أمر غير معقول ومستهجن حتى وعلى العكس ترى المقاومة المدنية أن قدرات الشر وأسلحة المحتل والمستعمر والحكام الطغاة والعسكري منها بالذات قدرات وأسلحة شديدة التميز وتتعذر مواجههتا بالقدرات المحدودة للكفاح المسلح رغم أننا ندرك أن بندقية قديمة وبعض الوسائل المحلية حققت فعلاً وستحقق نتائج مذهلة ضد أعتى محتل/ مستعمر في عراق اليوم وما فعلته العبوات الناسفة التي أنتجتها المقاومة العراقية الباسلة وجسامة الخسائر التي أوقعتها في صفوف العدو وأذنابه خير شاهد وشهود :
أ .المقاومة المسلحة ومهما تزايدت أعدادها سوف لن تضم أكثر من 1% من مجموع الشعب أوأقل من ذلك بكثير. فماذا سيفعل كل الباقين من شعب العراق؛ نعم سيمدوا المقاومة بكل ما تحتاجه من مال وطعام وملابس وعلاج ,[ الا السلاح الذي يجب أن يكون مصدره الواحد والوحيد هو المحتل لمخاطر الاعتماد على التجارة وطرق المواصلات التي تستحيل صيانتها وحمايتها ]. ولكن أهذا فقط ماينتظر من شعب يريد التحرر ...؟.
ب.المقاومة المسلحة عمل مطلق السرية وهو بذلك حساس وواهن ضد الاختراق التنظيمي وأمام الرقابة الالكترونية على المراسلات والاتصالات وأوهنها وأقتلها التلفون النقال والذي يوصف بأنه ’’ جاسوس يلازم الانسان 24 ساعة كاملة يومياً وعلى مدار العام ‘‘ . ومثال أخر : فعميل أو وكيل/ جاسوس محلي في بلدة مقاومة قادر على أن يلحق بالكفاح المسلح ماتعجز عنه قوة عسكرية كبيرة ، بل أن عدو حرب التحرير هو : أستخبارات العدو لا قوته المسلحة ولا طائراته وصواريخه .
ج . بالمقابل فالمقاومة المدنية لا تخشى الوكلاء ولا العملاء فهي أساساً ليست تنظيماً أو تنظيمات سرية وخلايا والغاز وتخفيّ بل أن جلّ عملها ونضالها سريٌ بل وتصرخ بوجه أعتى محتل كالذي لدينا اليوم : عراقي أنا ولست أفضل مني بشيء. بل أنت معتد باغٍٍ جئت من أقصى الارض لتسرق كرامتنا وخبزنا وكي تحول أراضينا قواعد للعدوان وسلب حرية الاخرين. ليس للمقاومة الشعبية ما تخفيه ولا ما تخسره وأغلى من الكرامة ورغيف الخبز.
د . أفهم الظروف التي رافقت أندلاع المقاومة العراقية. وأفهم وأقدر أكثر أنها أنطلقت فور أحتلال العراق، بل لعلها كانت قد أستعدت لما سيحدث فلم تكن جهود أدراة بوش تخفى على أحد ولا تلام المقاومة لأنها لم تنتظر أو لم تحاول الاتفاق مع الكثير من القوى والتنظيمات المعادية للأحتلال وهي ليست مجبرة على ذلك ومن حقها الافتراض أنها ستقدم مثالاً حياً ونماذج متعددة للكفاح آملة أن يقتدي بها الاخرون. والسؤال الاهم الان هو: لماذا تأخر الاخرون؟ وبأنتظار أندلاع المقاومة أو تتشكل (قيادة فرقتها الثانية) في السليمانية والسابعة في ذي قار والثالثة في أربيل والخامسة في واسط ......ألخ ... يظل خيار المقاومة المدنية مطروحاً و مفتوحاً لأبناء شعبنا .
هـ .المقاومة المدنية لا تريد أستبدال حاكم أجنبي أو طاغٍ بأخر من أبناء البلد بل تريد تغيير مفهوم الحكم نفسه، وأساسه أنه حكم حر للأغلبية والذي ستعبر عنه بأنتخابات حرة. قد يكون مثل هذا الطرح غريباً في بلد شرقي أوسطي أو كالعراق : ولكن لو تساءلنا عما فعلته جميع قيادات العراق السياسية في ظل الاحتلال ، وما تدعي أنها حققته للعراقيين على مستوى الامن والغذاء والعلاج والتعليم أو أية خدمات بسيطة لكان الجواب صفراً مربعاً لا مثلثاً. وغير التسابق والتزاحم على أموال وقوت العراقيين وجميع مزايا الحكام الطغاة وكل ذلك باسم النضال والتضحيات الدونكيشوتية بتحرير العراق!! أذن اليس من حقنا كعراقيين ندعي الوطنية والمعرفة السياسية أن نرفض الاعتراف بجميع من أرتموا تحت أقدام المحتل ؟ وبالمقابل أن نتراجع نحن أنفسنا الى الخلف وأن نخلي الميدان لابناء الشعب من عمال وفلاحي وفقراء العراق ومواطنيه البسطاء تولي زمام الامور وفرض الانتخابات الحرة ؟ قد تبدو هذه طروحاً مثالية خرقاء ، اليس كذلك ؟ ولكن ماذا لو أقسمنا علانية والتزمنا برفض السلطان و المناصب العليا وأكتفينا بدور المستشارين للمسؤولين الجدد أو بترشيح أنفسنا للبرلمان لنمارس دور الضمير والرقيب الشعبيين .أعجب لمن يريدون القيادة ولا يجرأون على تأكيد تجردهم من السلطان والهيمنة .
و . المقاومة المدنية لاتستخدم سوى سلاح الكلمة. الم يقال أن: الكلمة أطلاقة من فم القلم؟ وأضيف ..لأجل الشعب مادمنا نعمل من أجل كرامة العراق ومهما عظمت التضحيا ت وهي كذلك فعلاً وكما سنرى .
ز . يخشى الكثير من العراقيين مواجهة الرصاص ونيران بنادق المحتل وقوات أو جيش حكومة الاحتلال واسلحة المليشيات المتنوعة والمتعددة، ولهولاء ولكل العراقيين أقول
وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق
وهل نسينا وصية المرحوم عبد المحسن السعدون بأن ’’ الاستقلال يتحقق بالبندكية ‘‘؛ أنا لا أقول تقحموا رصاص العدو ؛بل أقول ...لنتقحم، أو أتبعوني ولنتقحم رصاص العدو و قد أضيف بعض وصية الامام الخميني " لنفتح صدورنا ولنقدم لكل الجنود زهوراً حمراء تذكرهم بأن دماءنا حمراء هي الاخرى
تأخرت أستبقي الحياة فلم أجد لنفسي حياة غير أن أتقدما
وما خسر شعب يتقحم المهالك معركة الحرية .
ح . مذ قبلنا تقسيمات رمز الاستعمار الاميركي بول ’جيري‘ برمر، التي فتحت من أبواب الجحيم فيما فتحت تطلعات ومشاريع وبرامج لا أول لها ولا أخر بدءً بالفوضى الارهابية بحجة الدمقرطة الاميركية للعراق وللشرق الاوسط الى توزيع الثروة النفطية كجزء من الحصة التموينية وأمتيازات وصلاحيات المحافظات بدساتير وحكومات وأنظمة محلية والفيدرالية والأهم بعد ، أضعاف المركز وتحويله الى دائرة أختام عمياء بكماء لتتفرج وتشهد على ما يجري فقط لاغير. لم نعد نستطيع بناء أو صياغة مشروع وطني ؛أو تحديد بعض الثوابت الوطنية وكلا الامرين من صميم الهوية الوطنية . فلو طالبت بطرد المحتل فقد يتفق معك كثيرون ولكن إن حاولت المساس بالطقوس الوطنية كألغاء الدستور الحالي وتناسي الفيدرالية فستكون كمن يدعو من بقي ولم ينضم الى مليشيا من العراقيين بعد ليسارع بتحقيق ذلك كي يسكتك الى الابد .
ط .علينا التفكير بتؤدة وتحديد وتهيئة الاهداف التي تحقق توحداً عراقياً حتى لو أقتصرنا على هدف واحد كألغاء قانون النفط والغاز العراقيين والذي بدأ حسين الشهرستاني بتنفيذ بنوده حتى قبل عرضه على البرلمان لمناقشته. وقد أضيف الدعوة الى النضال ضد عقد أية أتفاقيات أمنية لا مع المحتل وحسب بل بمعارضة أية أتفاقيات أخرى مشابهة مع بريطانيا ومع أيران . فإن حققنا بعض تطلعات الشعب فليحاول قادة المسيرة الجديدة تحديد أهداف المرحلة التالية وطرق النضال المناسبة . ليس أحلى من تحقيق مكسب شعبي كدليل عمل وحافز للتضحيات ولوحدة هذا الشعب الذي قاسى وعانى مالم يعانيه شعب أخر .
ألم يعلن غاندي يوم 8آب/أوكست1942م، بدء حملة جديدة لـ ’’أنقاذ الهند ‘‘, لكي تترك بريطانيا الهند ، قائلاً ’’ إريد الحرية على الفور، في هذه الليلة – وقبيل الفجر ، لو أستطعنا تحقيق ذلك ‘‘ ثم القى على أتباعه صلاة قصيرة قال بعدها ’’ تحرر أو مت ! فأما أن نحرر الهند أونموت خلال ذلك. لا أن نعيش لنرى الهند ترسف في أغلال العبودية. وليم شيرر، غاندي ...ذكريات . ص 213‘‘ . وقال أيضاً أنه ’’ أرهابي ولكن من نوع أخر. لويس فيشر .ص - 174‘







#سليم_امامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- لقاء وحوار بين ترامب ورئيس بولندا حول حلف الناتو.. ماذا دار ...
- ملخص سريع لآخر تطورات الشرق الأوسط صباح الخميس
- الهند تشهد أكبر انتخابات في تاريخها بمشاركة مليار ناخب
- هل يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يخرج التدريس من -العصر الفيكتو ...
- دراسة تكشف تجاوز حصيلة قتلى الروس في معارك -مفرمة اللحم- في ...
- تدمير عدد من الصواريخ والقذائف الصاروخية والمسيرات والمناطيد ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /18.04.2024/ ...
- -كنت أفكر بالمفاتيح-.. مؤلف -آيات شيطانية- يروي ما رآه لحظة ...
- تعرف على الخريطة الانتخابية للهند ذات المكونات المتشعبة
- ?-إم إس آي- تطلق شاشة جديدة لعشاق الألعاب


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم امامي - مستلزمات مرحلة التحرر الوطني