أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ديما احمد صالح - القضايا الجوهرية وثقافة التعود لدى الشعب الفلسطيني














المزيد.....

القضايا الجوهرية وثقافة التعود لدى الشعب الفلسطيني


ديما احمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 2353 - 2008 / 7 / 25 - 10:35
المحور: القضية الفلسطينية
    


تتردد على مسامعنا من وقت لآخر مقولة الشعب الفلسطيني القادر على الصبر والتحمل.. شعب الصامدين ..شعب الجبارين، فهل هذه الصفات قد وُلدت لدى الشعب الفلسطيني بالذات؟؟ أم تم إكتسابها مع مرور الوقت؟؟ وهل هذا المسمى الصحيح لهذه الصفات؟؟
فلماذا لا نقول أن الإحتلال الإسرائيلي قد زرع في أدمغة الفلسطينين ثقافة التعود أو التأقلم مع الأمر الواقع ... مثلما زرع مصطلح "اسرائيل" بديلا عن مناطق "فلسطين ال48" و "المستوطنات" بدل "المستعمرات" و "نقاط التفتيش" بدل "الحواجز العازلة"!!!
حقيقة الامر ان هذا ما وصل إليه الواقع الفلسطيني،فقد تم التأقلم مع الكثير من الممارسات الإسرائيلية، مثل الحواجز الإسرائيلة التي أصبحت معلما من معالم الطرق الفلسطينية،حتى أنها وفي فترة من الفترات قد أنعشت المنطقة وساعدت على خلق مصادر عيش للكثير من الناس فتجد هنا من يبيع المأكولات والمشروبات وهناك من يبيع بعض الملابس والألعاب... وهكذا، وكأن هذا الحاجز منطقة حيوية تسير فيها الحياة بشكل طبيعي. في حين أصبحت قمة الطموح لدى المواطن الفلسطيني الوصول إلى مكان عمله أو مدرسته أو جامعته الخ..مما أدى إلى التعتيم على قضايا جوهرية اكثر اهمية لم تعد من ضمن أولويات المواطن،فانشغل كل فرد بتحصيل لقمة عيشه،ولم يعد هناك أي قدسية للعمل الوطني، والذي اصبح خاصا بفئة معينة من الناس،بينما باقي الشعب منشغليين بأهدافهم من عمل او تجارة او دراسة وغيره، وتراهم يتذمرون من حدوث عملية إستشهادية قد تُعطل مصالحهم الخاصة!
ولقد ساعدت وسائل الإعلام على نشر هذه الثقافة من غير قصد، حتى أن الكثير من المواطنين لم يعودوا بقادرين على متابعة الأخبار المؤلمة وإنما توجهوا للبرامج الترفيهية التي تضيع الوقت لا أكثر ولا أقل.فقد أصبح الفلسطينيون تواقون للرفاهية والعيش بسلام وأصبحت أخبار الشهداء والعمليات الإستشهادية وهدم المنازل وقضايا الأسرى تمر أمام أعين المشاهد مرور الكرام دون أن تترك اي أثر يذكر!!!
ولا نستطيع القول أن العيب في وسائل الإعلام،وإنما تكرار نفس الحدث يصبح عادة مع الوقت،وربما هذا ما إستطاعت السياسة الإسرائيلية أن توصل إليه الشعب الفلسطيني وهو تمييع الأحداث حتى تصبح بلا معنى وتصبح احدى الامور الاعتيادية والروتينية التي يتعامل معها المواطن الفلسطيني بشكل يومي. فما يحدث في فلسطين أصبح مثل مسلسلات رمضان الهادفة إلى الوصول إلى ثلاثين حلقة حتى لو فقدت معناها وأصبحت مملة،وهذا هو حال سلسلة العنف الدائرة في فلسطين حيث يشعر المواطن بحالة من الغليان والثورة للوهلة الأولى ثم تخمد هذه الحالة مع الوقت..
وإذا أردنا أن نعطي أمثلة حية عن هذا الموضوع فلن ننتهي، لكن خير مثال هو الصراع القائم بين فتح وحماس حيث أنه أخذ أكثر من وقته فأصبح أمرا اعتيادياً، فتجد أن الناس قد فقدوا اهتمامهم بالموضوع وإلتفتوا إلى مشاكلهم وهمومهم الخاصة.وقد نجد مع الوقت أن فكرة انقسام غزة عن باقي فلسطين لهو أمر عادي ولن يكون من العجائب أن تجد غزة قد اصبحت منطقة حكم ذاتي و ونالت الإعترف من باقي المناطق المجاورة!!
لذلك يجب أن نكون في حذر من هذه الثقافة التي أخذت تلتهم المسائل الجوهرية وتحجمها، مما سيجعلها مع الوقت اموراً لا قيمة لها.



#ديما_احمد_صالح (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -الشامي- من الأردن.. -غادرتك لاجئ رجعتلك نجم-
- لبنان.. بدء تسليم أسلحة مخيمات فلسطينية وسط خلاف حول سلاح حز ...
- وسام رفيع ومكافأة مالية ضخمة.. توجيه ملكي بشأن السعودي ماهر ...
- إعادة إسرائيلي يدعى صالح أبو حسين بعد احتجازه لمدة عام في لب ...
- ضربات إسرائيلية مكثفة على مخيم في دير البلح في غزة يوقع عشرا ...
- بدء المرحلة الأولى من تسليم سلاح المخيمات الفلسطينية في لبنا ...
- مواجهات ضارية في أطراف مدينة غزة وأحزمة نارية بجباليا
- ما القاسم المشترك بين -طوفان الأقصى- وهجوم القسام بخان يونس؟ ...
- رئيس لجنة مبادرة حل أزمة السويداء للجزيرة نت: ندعو للحوار وع ...
- -بنو ميزاب- في الجزائر.. نموذج اجتماعي صامد منذ قرون


المزيد.....

- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه
- تمزيق الأقنعة التنكرية -3 / سعيد مضيه
- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ديما احمد صالح - القضايا الجوهرية وثقافة التعود لدى الشعب الفلسطيني