أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - سلام الزبيدي - تحية إلى أكتوبر لينين















المزيد.....

تحية إلى أكتوبر لينين


سلام الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 2343 - 2008 / 7 / 15 - 10:17
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


إن الأتي ليس جردا تفصيليا لحياة لينين، فمثل هذا المشروع يتطلب مجلدا او اكثر.
الغرض من هذا المقال هو تلخيص الافكار و الدور التاريخي لهذا الثوري الماركسي العظيم و التبدلات السياسية التي أحدثتها ثورة أكتوبر.
مواصل طريق ماركس وانجلز، وزعيم البروليتاريا الروسية والدولية، ومؤسس الحزب الشيوعي للاتحاد السوفيتي والدولة السوفيتية. ولد في سيمبرسك ( تسمى الآن اوليانوفسك نسبة إلى اسم عائلة لينين : أوليانوف). وفي عام 1887، بعد أن أنهى دراسته الثانوية، دخل كلية الحقوق في كازان، ولكنه اعتقل بسبب نشاطه في الحركة الطلابية، واختفى في المدينة ووضع تحت رقابة البوليس في قرية كوكوشيكتو. وفي عام 1891 تخرج كطالب منتسب (من الخارج) في جامعة سان بطرسبرغ. وفي كازان (1888–1889) وسماري (1898–1893) درس الماركسية وأصبح ماركسيا، ونظم أول جماعة ماركسية في مدينة سماري. وعندما وصل على سان بطرسبرغ عام 1893 أصبح زعيم الماركسيين فيها، وكان نشطا في الدعاية لتعاليم الماركسية بين العمال. وفي عام 1894 كتب أول مؤلف رئيسي له، وهو "من هم أصدقاء الشعب وكيف يحاربون الديمقراطيين الاشتراكيين"، وفيه دحض النظرية الزائفة للشعبوية ومناوراتها. وبيّن أن للطبقة العاملة في روسيا الطريق الحق للنضال . وفي عام 1895 وحّد الجماعات الماركسية في سان بطرسبورغ في "عصبة النضال من أجل تحرير الطبقة العاملة". وبعد ذلك مباشرة اعتقل لينين وسجن ثم نفي إلى سيبيريا وفي أوائل عام 1900 هاجر. وفي الخارج أسس مجلة "اسكرا"(ومعناها الشرارة)، وهي أول صحيفة ماركسية توزع على نطاق واسع في روسيا. وقد لعبت دورهائلا في تكوين حزب ماركسي من نوع جديد، وفي وضع برنامج هذا الحزب، وفي الصراع ضد الاصلاحيين والانتهازيين. وقد شهد المؤتمر الثاني لعصبة النضال من أجل تحرير الطبقة العاملة عام 1903 تدشين الحزب البلشفي، الذي قاد البروليتاريا والفلاحين الكادحين – تحت قيادة لينين – في الصراع للاطاحة بالأوتوقراطية القيصرية وإقامة نظام اشتراكي محلها. ولقد كانت علامات الطريق في هذا الصراع الثورة الديمقراطية البورجوازية عام 1905، وثورة فبراير الديمقراطية البورجوازية عام 1917، ثم ثورة أكتوبر الاشتراكية عام 1917. والفضل العظيم الذي قدمه لينين أنه طور التعاليم الماركسية تطويرا خلاقا، بالاشارة إلى الظروف التاريحية الجديدة، وأعطاها شكلا محددا، على أساس الخبرة العملية للثورات الروسية والحركة الثورية الدولية بعد وفاة ماركس وانجلز. وقد واصل لينين، في كتابه "الامبريالية أعلى مراحل الرأسمالية" (1916) تحليل أسلوب الانتاج الرأسمالي الذي كان ماركس قد قام به في "رأس المال"، واكتشف لينين القوانين الي تحكم التطور الاقتصادي والسياسي للرأسمالية في عصر الاستعمار. وقد خلق نظرية حزب البروليتاريا باعتباره الحزب القائد والقوة المنظمة، التي لا يمكن بدونها قيام دكتاتورية البروليتاريا أو بناء المجتمع الشيوعي.
قبل 90 سنة أطاحت الجماهير الشعبية الروسية، وبمقدمتها العمال والعاملات، أحد أعتى الأنظمة الاستبدادية لتلك الحقبة، الحكم القيصري في روسيا. وقد شكلت ثورة أكتوبر مرجعا للثوريين في بقاع العالم. وبطبيعة الحال فإن الدفاع عن ارث أكتوبر لا يتمثل في تبجيلها، بل في تمحيصها على ضوء ما تلاها من تطورات بقصد تأكيد تعاليمها ونقد أخطاء صانعيها في طور بداية بناء الدولة العمالية والعبر والدروس، كونها ثورة شعبية لبت مطالب الجماهير الكادحة وأطاحت بالقيصرية الروسية.
إذا كان لنا ثمة حظ في أكتوبر، فإن ثورة أكتوبر لم يكن لها نفس ذلك الحظ فيما نكتبه من أدبيات، فنحن لا نملك مؤلفاً واحداً يكون لوحة شاملة لثورة أكتوبر تبرز فيها الظروف الحاسمة في الميدان السياسي والتنظيمي. تجري حاليا حملة تحقير حقيقية لثورة أكتوبر 1917، في الشرق والغرب على السواء. وغالبا ما تكتسي نبرات حاقدة. وتتأسس على عمليات تزوير للتاريخ وخرافات لا تفوقها في شيء تزييفات الستالينية وخرافاتها. فالبعض لا يعتبرها سوى انقلاب جهنمي قاده زعيم بارع في المناورة، اسمه لينين، ونفذته فئة مغلقة صغيرة من الثوريين المحترفين.
غير أن الواقع يقول إن ثورة أكتوبر كانت ذروة إحدى أعمق الحركات الجماهيرية التي شهدها التاريخ على الإطلاق. كما يحاول صناع البرجوازية الإمبريالية التجني على ثورة أكتوبر والانتقاص من قيمتها التاريخية بدوافع لا تخلو من الحقد، ومحاولة محوها من ذاكرة المضطهدين بسيل من الأضاليل بأن سقوط الاتحاد السوفييتي عام 1991 هي نهاية التاريخ، وان الصراع الطبقي انتهى ولم يعد له وجود وأن النظام الرأسمالي وحده القابل للحياة، وأن اقتصاد السوق هو الجنة الموعودة. إن ثورة أكتوبر أوجدت الحزب الثوري حامل النظرية الذي تولى نشر الوعي الطبقي والسياسي في صفوف الطبقة العاملة ويقوم بتوحيدها عملياً ونظرياً أي انه يساعد الطبقة العاملة على تنظيم نفسها في كتلة متجانسة وموحدة من اجل الإطاحة بالرأسمالية وهذا الحزب ليس بديلا عن الطبقة بل انه يمثل العناصر الأكثر وعيا وتقدما، العناصر التي تدرك صيرورة وتطور ومستقبل الصراع الطبقي. (وكان البلاشفة يرون أن الثورة لن يكتب لها النصر مالم تبز الخصم وتتفوق عليه على صعيد التنظيم والمناورات التكتيكية والإستراتيجية عالمية الشمول، وهو أمر لاتستطيع بكل تأكيد البروليتاريا والقوى الثورية في الأقطار التابعة أن تحققه بدون توسط حزب طليعي).. والبعض اعتبرها مؤامرة على الجماهير وليست تحقيقاً لمطالبها. ولكن، باختصار، ماذا مثلت ثورة أكتوبر؟ إنها ذروة حركة جماهيرية عظيمة، قادها نحو استلام السلطة حزب عمالي طليعي وثيق الارتباط بالجماهير. حزب يسعى، قبل كل شيء، إلى تحقيق مطالب السكان الآنية الأكثر إلحاحاً، مع استهداف مرام اشتراكية عالمية ووطنية أوسع. ومهما اشتد إعصار الإمبريالية العاتية في وجه الشعوب المستغلة، ستظل ثورة أكتوبر تروي للأجيال القادمة عظمة أول محاولة ناجحة لتحرير البشرية من آفة الاستغلال والاضطهاد، والسعي لبناء مجتمع لاطبقي، وهو حلم الإنسانية الأزلي، وستبقى ثورة أكتوبر بريقاً في السماء ينير الدرب للأجيال الماركسية الصاعدة والشعوب المناضلة والبروليتاريا الثورية.
وبعد عصور مديدة من تطور الرأسمالية ووصولها إلى أعمق مراحلها (العولمة)، لم تستطع الرأسمالية العفنة أن تقدم حلولاً لمشاكل الإنسانية جمعاء من فوارق طبقية وتمييز بشتى أشكاله ومشاكل القوميات، صراع الأديان، والكثير الكثير... بل تساهم في تعميق هذه المشكلات وتصدر الحروب والألم إلى الشعوب الفقيرة مما يؤكد ضرورة وآنية البديل بالحلم الأزلي في إقامة مجتمع شيوعي لا طبقي.

سلام الزبيدي
[email protected]





#سلام_الزبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحرير المرأة بين مطرقة الدين وسندان المجتمع
- ( غوايات شيطانية ) نص مغاير لرؤية مغايرة !


المزيد.....




- استطلاع يورونيوز: تقدم اليمين المتطرف في إيطاليا قبل الانتخ ...
- بعد أن تعهد رئيسها بتوظيف الطلبة المتظاهرين.. شركة أمريكية ت ...
- أصالة وأهمية الندوة العالمية الأولى لمناهضة الفاشية المرتقب  ...
- الفصائل الفلسطينية تدين دعوات لرفع الأعلام الإسرائيلية بالمس ...
- موقف لافت من حزب الشعب الجمهوري التركي بشأن فلسطين
- العدد الأسبوعي (554 من 2 إلى 8 ماي 2024) من جريدة النهج الدي ...
- الاستشراق والإمبريالية والتغطية الإعلامية السائدة لفلسطين
- نتائج المؤثمر الجهوي الثاني لحزب النهج الديمقراطي العمالي بج ...
- ب?ياننام?ي ??کخراوي ب?ديلي ک?م?نيستي ل? عيراق ب? ب?ن?ي م?رگي ...
- حزب العمال البريطاني يخسر 20% من الأصوات بسبب تأييده للحرب ا ...


المزيد.....

- تحديث: كراسات شيوعية(الصين منذ ماو) مواجهة الضغوط الإمبريالي ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كراسات شيوعية (الفوضى الاقتصادية العالمية توسع الحروب لإنعاش ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - سلام الزبيدي - تحية إلى أكتوبر لينين