جهاد ملكه
الحوار المتمدن-العدد: 2342 - 2008 / 7 / 14 - 04:41
المحور:
الصحافة والاعلام
شنت الصحافة الاسرائيلية الصادرة اليوم حملة شعواء على رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهوت اولمرت ووجهت له كيل من الشتائم والاهانات وطالبته بالانصراف من الحياة السياسية الاسرائيلية وطالبت منه ان لا يذهب الى باريس لانه عار على اسرائيل ان يمثلها بل ويخجلها.
وتحت عنوان اولمرت يُخجل الدولة كتبت صحيفة هآرتس افتتاحيتها وقالت" ايهود اولمرت سافر الى باريس لا كي يحث قضايا دولته بل كي يثبت بان الحياة السياسية مستمرة. ولما لم تكن الشرطة بوسعها ان تصدر لرئيس الوزراء أمر منع خروج من البلاد، فانه حر في ان يخجل مواطني الدولة كما يشاء.
واضافت الصحيفة ليس لاولمرت الصلاحية الاخلاقية حتى لان يبادر الى التقاط صورة مع الرئيس السوري بشار الاسد وذلك ان مثل هذه الصورة من شأنها أن تبشر ببداية خطوة لا يمكنه ان يديرها او حتى أن يتعهد بان يديرها في المستقبل.
واختتمت الصحيفة بقولها " رئيس الوزراء كان ينبغي له أن يستقيل بعد التقرير الانتقالي للجنة فينوغراد، الذي اتهمه مباشرة بفشل الحرب في لبنان، ولكن منذئذ فقد اولمرت ما تبقى له من صلاحيات اخلاقية بادارة الدولة بسبب المكتشفات عن فساده. وكلما تجمعت الادلة والشهادات، كلما زاد عدد الاشخاص والمحافل التي حسب الاشتباه مولت نزعته للمتعة، هكذا تقلص الاحتمال في أن يتبين كل شيء وكأنه لم يكن. ولاية اولمرت انتهت، ولكنه يواصل أداء مهامه كرئيس وزراء ويبذر زمن الدولة.
واضافت " بدلا من السفر الى باريس كان يتعين على اولمرت أن يخرج من مكتب رئيس الوزراء الى البيت. وكان ينبغي للكنيست أن تصوت بحجب الثقة، والا تنتظر لا التمهيدية في كديما ولا حتى اعلان المستشار القانوني رفع لائحة اتهام.
وكتب ايتان هابر في صحيفة يديعوت احرنوت " للقلقين من اوساط السياسيين في اسرائيل على استمرار وقوف رئيس الوزراء في وجه الضغوط الشديدة لدينا أنباء: فهو سينكسر. لم يولد بعد الزعيم، لا في البلاد ولا في العالم، الذي بوسعه ان يقف تحت هجوم متداخل كهذا وان يصمد حتى النهاية.
هذه الكتلة من التحقيق والتحقيق الاضافي، وغيره وغيره، تفعل فعلها. وهي قريبة، ولعلها بلغت ايضا، النقطة الحرجة. الله اكبر، امام كل ما حصل له الان أي نوع من اللاصق العجيب يوجد هناك، في مكتب رئيس الوزراء، لا يزال يبقيه "عالقا" بكرسيه؟
وشرح عوزي بنزيمان في صحيفة هآرتس ان اولمرت استغل مناصبه من اجل المنفعة الشخصية بينما لم يقدم للدولة كرئيس لوزرائها شيئا حقيقياً، وعلى الدولة ان تقيله من منصبه فوراً. واضاف هذا الشخص اعتاد منذ 30 عاماً اعتبار الساحة الجماهيرية منطقة سحرية مهمتها ان تشق طريقه وتملأها بالورود والمناعم وملذات الحياة الطيبة.
واتهم بنزيمان اولمرت قائلا : " اولمرت حول مناصبه الجماهيرية الى خرطوم يحفر فيه طريقه حتى يستمتع بمناعم العيش وملذاته: ينزل في منازل فاخرة ويسافر في الدرجة الاولى ويقيم في فنادق معتبره. واستغل مكانته حتى يلتف على هموم الحياة اليومية ومتاعبها وعقباتها من البيروقراطية والطوابير واحياناً ايضا النفقات المالية. عندما كان يخطر بباله الحصول على منزل – كان يجد طريقة لشراءه بطريقة تبدو من الناحية الشكلية اقل من قيمته في السوق. وان كان يريد بيع منزل، فقد كان يجد مشتريا مستعداً لدفع ثمن يثير اهتمام الشرطة. وان كان محظوراً من الحصول على راتب بصورة علنية مقابل محاضرات القاها في الخارج (في اطار مناصبه الرسمية) فهو يحصل على مغلفات نقدية من تلنسكي سراً بينما تقوم وكالة السفر الاولى في البلاد بتخصيص "صندوق ب" من اجله حيث تتراكم فيه مائة الف دولار او نقاط طيران عالية القيمة.
وطالب بنزيمان الحكومة الاسرائيلية قائلا: " لا حاجة للانتظار حتى انتهاء المجريات القضائية من اجل اقالة اولمرت من منصبه. سلوكه الاخلاقي كما يظهر في الاشهر الاخيرة يكفي لدفع دولة عاقلة لابعاده عن قيادتها.
وفي صحيفة معاريف كتب الصحفي والمحلل السياسي رافي مان محرضا الجمهور الاسرائيلي قائلا: " اذا كان الجمهور مل رئيس الوزراء، فلماذا يكتفي بالجلوس في الصالونات وليخرج الى الميادين في صرخة مدوية.
واضاف المحلل السياسي محرضا الجمهور الاسرائيلي على النهوض : " حان الوقت للنهوض من الاريكة – والخروج الى الشارع. لملء الميادين. للوقوف في الورديات في ميدان رابين وأمام منزل اولمرت (دون أن تختلط الامور عليكم: في رحافيا وليس في شارع كرمية) واطلاق الهتاف بصوت عال: "إذهب الى البيت". هذا ليس فعلا سياسيا بالمعنى السيء للكلمة بل مواطنة مثالية. مظاهرات كهذه سبق أن اسقطت حكومات في دول ديمقراطية واستبدادية على حد سواء.
واختتم ما دعوته قائلا": " هذا الصوت العالي، للرجال والنساء الذين ينهضون عن ارائكهم، سيصدح كالنفير نحو مراكز الاحزاب، الكنيست والحكومة. اذا واصل اولمرت سد اذنيه فسيسمع زملاؤه الواهنون في القيادة وسيفهمون بان هذا امر عاجل. وسينقلون له الرسالة في أن هذه ليست صرخة لحظية: رئيس الوزراء الذي لا يتمتع بثقة الجمهور لا يمكنه أن يواصل مهام منصبه بالخلطات السياسية حتى ولو لاسبوع واحد آخر.
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟