خالد عبد الفادر احمد
الحوار المتمدن-العدد: 2341 - 2008 / 7 / 13 - 11:00
المحور:
كتابات ساخرة
في عدد الحوار المتمدن رقم 2340 /بتاريخ 12/7/2008 م وتحت عنوان لماذا لا نصافح باراك ؟ نشر السيد طارق الحارس مقالا , يفهم منه انه يدافع عن استقلالية حقوق السيادة العراقية , التي تتخذ هنا شكلا رمزيا صورتها حق الرئيس العراقي بمصافحة وزير الدفاع الاسرائيلي ورئيس وزرائها السابق , وبقلمه يتصدى السيد طارق الحارس للتدخلات ( العربية ) بهذا الشان فيرفض الحملة الاعلامية التي شنها البعض ضد سلوك الرئيس العراقي هذا . والى هذا الحد يمكن القول ان السيد طارق الحارس مارس غيرته كمواطن وكاتب عراقي في الدفاع عن السيادة العراقية , وحبذا لو ان السيد الحارس التزم هذا الحد في حواره مع الحملة المشار اليها , غير انه من الواضح , ان الغيرة الوطنية لم تكن تستغرق دافعه الكامل الذي استحث قلمه على الكتابة , بل على ما يبدو كان هذا هو ايسر اهداف مهمة المقال الذي كتبه ونشرته الحوار المتمدن , لكنه في الحقيقة استخدم دهاء الكاتب ليبرز صورة اطارها الدفاع عن سيادة العراق اما تفاصيلها فكثير منه
• جر وعي الجمهور العراقي الى اقرب النقاط النفسية لقبول ما يحدث من تطبيع تراكمي مع اسرائيل ومن وضع ادعاء ان وجهة نظره تمثل راي الاغلبية العراقية وهو امر للامانة لا نستيع ان نحكم فيه كما ننا لا نقبله منه على علات ادعاءه له واخفاءه لنصف حقيقة العلاقة الاسرائيلية العراقية بنفيه لصفة الرسمي وتركيزه على كلمتي ( بشكل رسمي ) في نفي علنية العلاقة
• قلبه لحقيقة ان الحوار بين اقلام اجتماعية تمارس حرية الكتابة الى حوار بين سيادات دول المنطقة وشرعيتها , ومحاولة فرضه على صورة جدل رسمي بينها , وهو امر ليس له في الواقع من اساس كما انه يمس الامانة الثقافية للكاتب في تعامله مع قارئه غير ان للسيد الحارس حرية اختيار مستوى الامانة الذي يتعامل من خلاله مع قارئه رغم اننا لا نتفق معه في ذلك
• الغاء المستوي الحضاري من الحوار / المستوى الذي يستند الى حقوق السيادة والشرعية الوطنية واستبدالها باسلوب الردح المهذب/ لكنه ردح لا يرفع الوعي
• التزييف الواضح للحقائق الساطعة سطوع الشمس واتهامه الحكومة الفلسطينية بالخيانة حين يقول ( ان الحكومة الفلسطينية دخلت في صراع مسلح مع بعض القوى ( يقصد حركة حماس ) الني تحارب اسرائيل) , ولست ادري هل اورد ذلك من باب الجهل بوقائع الوضع الفلسطيني , ام انه اورده بصورة محرفة عمدا كوسيلة تبررها غاية في نفسه , فمن المعروف ان حكومة حماس كانت هي الحكومة حتى لحظة الانفصال والانقسام وانها هي التي بادرت الى استخدام السلاح ضد السلطة بايعاز عربي( سوريا ) واسلامي ( ايران) التي تشكل هذه اللحظة القوة الاحتلالية الثانية لسيادة العراق وشرعيته بعد القوات الدولية
• استغباء قاريء السيد الحارس بمحاولة نفي حالة العداء الاسرائيلية للعراق في جانبين 1_ادعاء ان قصف مفاعل تموز النويي كان في مصلحة العراق , ( يبدو ان اسرائيل اصبحت فاعل الخير في المنطقة وحامية الشعوب من حكامها )2_ يبدو انه يجهل الموقف الاسرائيلي الاستراتيجي من العراق الذي كما يبرزه الشعار الصهيوني ( حدودك يا اسرائيل من النيل الى الفرات ) وكذلك خارطة اسرائيل المرسومة على قطعتها النقدية والتي تشمل جزءا كبيرا من العراق ,
• استغباء قاريء السيد الحارس في محاولته وضع اجابته الشخصية في فم هذا القاريء على السؤال الذي يطرحه ( هل علينا ان نرفع سيوفنا ضد اسرائيل ؟ ) حيث يجيب بلا محاولا وضعها في فم القاريء على طريقة الاستبيانات الموجهة الاجابة التي يجريها من يود الحصول على اجابة محددة لا من يستمزج راي الجماهير , لكن ما لفت انتباهي هنا هو ممارسة طريقة الفلاش باك في محاولة تحديد رد الفعل والاجابة فيستخدم السيد الحارس كلمة ( سيوف ) التي يفصلها عن المستوى الحضاري الراهن في تطور الاسلحة قرون من السنين , في ايحاء مدروس كما يبدو للاشارة الى تخلفنا في مواجهة اسرائيل ( ولست ادري كيف لا نكون بهذا التخلف وهذا هو نوع مرشدينا )
• اما اذكى ما قاله السيد الحارس فهو محاولة استباق التعليق على مقاله بانه سيتهم بالخيانة والعمالة , وبهذا الصدد يا سيدي اطمئن فلن يتهمك احد بالعمالة على الاقل من الفلسطيني فانت لست فلسطينيا ونحن حينما نوجه هذه التهمة فاننا نوجهها لمن تعود اصوله للنسب الفلسطيني اما انت فلست فلسطينيا ونعتبر كل ما قلنه وجهة نظرك الشخصية الخاصة ولن نزنها باكثر من ذلك .
السادة القراء , السيد طارق الحارس , لست ادري لماذا يجب ان ينال الفلسطينيون كجهة رسمية حصة الاسد من الاساءات , او التعلل بهم في تبرير المسلكيات التي ينتاب اصحابها شعور بالذنب حين يمارسونها , في حين ان الفلسطينيين حين اقدموا على الانخراط في التسوية واضطرارهم الى مصافحة عدو المصير لم يقدموا الى اي كان سوى تبرير واحد هو ان المصلحة الفلسطينية تقتضي ذلك , وان هذه الاتفاقات تعود علينا بانجازات اساسية ومصيرية , فنحن قد نكون نعاني ابشع انواع الاحتلال في التاريخ ( الاحتلال الاحلالي ) وبحمد الله فقد تمت هذه الحالة الاحتلالية بسبب اطماع التوسع للدول المحيطة بفلسطين عبر تطبيق قرار التقسيم , وجرى من عام 1948 وحتى عام 1967 تطبيق برنامج الغاء موحد في المنطقة لوجود واستقلالية القومية الفلسطينية ويشهد على ذلك تاريخ التنسيق الصهيوني القومي العربي وكم لا باس به من الاتفاقات التي غاب منها الموقع الفلسطيني . والان تتشكل الاتجاهات الانقسامية اللاوطنية في الواقع الفلسطيني من مصفوفة المنظمات الدينية والقومية العربية والمغامرين اليساريين , وهذا هو الفهم القومي العربي لمركزية القضية الفلسطينية في الصراع في المنطقة فلكل دولة قومية عربية او دينية امتدادها الذي يزيد في تشظي الموقف الفلسطيني , فشكرا على الدعم والاسناد ودمتم قوميون عرب واصناما اسلامية
#خالد_عبد_الفادر_احمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟