أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عطا منا - غسان كنفاني رفيق الفقراء














المزيد.....

غسان كنفاني رفيق الفقراء


عطا منا

الحوار المتمدن-العدد: 2341 - 2008 / 7 / 13 - 12:05
المحور: الادب والفن
    


لبعض الرجال طعم خاص، ولكلماتهم قوة تتسلل إلى أعماقك ، كلمات تشعرك انك لا زالت حيا ، هم الناطقون باسمك والمعبرون عن وجعك، يعيشون معك أينما كنت، يدفعونك للتمرد على ذاتك، لأنهم المرآة التي تحكي لك حقيقتك بعيدا عن الزيف والأبجديات المستوردة، هم كذلك لأنك وهم من طينة واحدة، عشتم الهم الواحد والمصير الواحد والأمل الواحد، لا يكذبوا ويسموا الأشياء باسماءها، لقد تحرروا من مصالحهم الشخصية ووهبوا أنفسهم لك، لإيمانهم بأهمية وضعك على أولى درجات الحقيقة، ولقناعتهم بضرورة قول الحقيقة كل الحقيقة لك، لأنك لن تتحرر إلا بالحقيقة، حقيقة انك أيها الفلسطيني شردت من أرضك التي اغتصبها عدوك، لتتوه في صحراء الوعود الكاذبة ولتصبح مجرد سلعة تعرض في أسواق النخاسة ، يبيعونك بأرخص الأثمان، فأنت المشرد الفقير الذي بات يشكل عبثا عليهم، أنت من يذكرهم بأنهم مخصيون فاقدون لرجولتهم .

أنت يا أخي من حفر اسمك غسان كنفاني على صفحات الزمن الرديء، زمن انقلب عليك لأنك تنادي بفلسطينيتك التي يحاولون تجرديك منها، ينكرون عليك مجرد أن تحلم بالعودة إلى بيتك الذي لا زال هناك، يشمئزون من قرعك للخزان، هذا الخزان الذي ضقت بة لأنة تحول إلى قيد أسمة المخيم، مخيم كفر بوكالة الغوث والقبور المتلاصقة المسماة بالبيوت، يريدون منك أن تكون لحما بلا دم، ممنوع أن تفكر، وان اضطررت للتألم فتألم بصمت فصوتك بالنسبة لهم نشاز يعكر عليهم لياليهم الحمراء، أنت في نظرهم نبتة شيطانية تشوهه جمالية عالمهم الذي جاء ثمرة حبك لأرضك، وإصرارك على استعادة حقك.
لقد عول الأديب الشهيد غسان كنفاني في فكرة وقصصه على الفقراء، فهو الذي نادى في رواية رجال في الشمس بضرورة المواجهة وعدم البحث عن الخلاص الذاتي الذي لن يقود إلا للفناء في صحراء الغربة، لذلك قال لابو قيس ومروان واسعد الذين تركوا الوطن للبحث عن لقمة الخبز في الكويت لماذا لم تقرعوا جدران الخزان وتواجهوا الواقع وتشتبكوا معه ومع أبو الخيزران الذي مثل الأنظمة العربية المخصية التي فرطت بأرض فلسطين، لذلك راهن غسان كنفاني على الفقراء الذين يشكلون الغالبية التي لها المصلحة في الخلاص من الاحتلال واستعادة الأرض التي وحد بينها وبين الإنسان عندما قال الإنسان قضية.

والإنسان بالنسبة لغسان كنفاني هم الجماهير التي تمتلك مقدرة لا محدودة من العطاء، فكانت رواية أم سعد تعبيرا حقيقيا عن الفهم الحقيقي والاستعدادية المطلقة للتضحية لدى الجماهير الفلسطينية، وقد عكس كنفاني الاتباط الجماهير الفلسطينية بقضيتها في رواية ام سعد التي تمثل العمق الحقيقي للمرأة الفلسطينية عماد الثورة الفلسطينية والقلب النابض بديمومة العطاء والتضحية لإيمانها بان التضحية تشكل الطريق الوحيد لتحرير فلسطين وتشكيل ثقافة هادفة حولت المخيمات الفلسطينية في الوطن والشتات من مجرد خزان يحشر بة اللاجئون الفلسطينيون إلى مدرسة حقيقة تكرس ثقافة المقاومة وتخرج القادة الحقيقيين الذين بشروا بالخلاص بالفكر والممارسة.

لقد شكل الفقراء ملح الفكرة الكنفانية العاشقة لأرض البرتقال الحزين وأطفالها الذين شردوا واشتبكوا مع الواقع الجديد بتعقيداته التي فرضتها طبيعة اللجوء وقساوة المخيم والتيه الفلسطيني الذي تمرد على ذاته بانطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة التي كانت الوعاء الحقيقي للشعب الفلسطيني وتطلعاته في الحرية والاستقلال، وهذا ما شدد علية الأديب الشهيد غسان كنفاني في مجموعته القصصية عن الرجال والبنادق.

لو قدر لغسان كنفاني وللشاعر الفلسطيني عبد الرحيم محمود ولماجد أبو شرار أن يبعثوا من جديد ويعيشوا واقعنا الفلسطيني الحالي الذي تنكر لهم ولأحلامهم ولكل ما ضحوا من أجلة، لو قدر لهم أن يبعثوا من جديد لفضلوا التوحد بالأرض على الحياة المفرغة من مضمونها، ولو فرضت عليهم الحياة بينا لأعلنوا الثورة علينا وعلى مفاهيمنا وقيمنا التي اتخذن من الدم الفلسطيني الذي يسفكه أقطاب الصراع على الساحة الفلسطينية، أنة دم من راهن عليهم غسان كنفاني من الفقراء وأبناء المخيمات التواقين للخلاص من الاحتلال والتداعيات الداخلية التي شربت من دمنا حتى الثمالة دون هدف.

إن عالم غسان كنفاني ليس لنا، وقد يستحضر بعض الكتاب الأديب غسان كنفاني وغيرة من عظماء هذا الشعب للاستقواء بهم على مرارة الواقع، لكن لا بد أن نعترف بأننا لا ننتمي إلى عالمهم ، يجب علينا أن نعترف بالحقيقة التي اكتشفها غسان كنفاني في رواية عائد إلى حيفا عندما قرر سعيد بطل الرواية استعادة طفلة خلدون الذي نسيه في غمرة اللجوء من حيفا ليجده قد تربى في كنف أبويين يهوديين وحمل اسم دوف ويخدم في جيش الاحتلال في الوقت الذي انتمى ابنة الثاني خالد للمقاومة الفلسطينية،لذلك شدد غسان كنفاني أن الإنسان قضية لان الانتماء للقضية الفلسطينية يحتاج أكثر من تلد كفلسطيني، وقد يشكل المشهد الفلسطيني الحالي مثالا حقيقيا لما قاله غسان كنفاني في رواية عائد إلى حيفا وذلك بوجود آلاف من أمثال دوف بيننا.



#عطا_منا (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- أكثر 70 فنانا يوقعون على عريضة تدعو لإقصاء إسرائيل من مسابقة ...
- -الديمومة-.. كيف تصمد القضية الفلسطينية أمام النكبات؟
- ترامب يواصل حرب الرسوم.. صناعة السينما تحت الضغط
- من فاغنر إلى سلاف فواخرجي: ثقافة -الإلغاء- وحقّ الجمهور بال ...
- سيرسكي يكشف رواية جديدة عن أهداف مغامرة كورسك
- الأفلام السينمائية على بوصلة ترمب الجمركية
- الغاوون:قصيدة (وداعا صديقى)الشاعر أيمن خميس بطيخ.مصر.
- الشَّاعرُ - علاَّل الحجَّام- فِي ديوان - السَّاعَةِ العاشِق ...
- محمد الغزالي.. الداعية الشاعر
- تحقيق المخطوطات العربية.. بين إحجام العالم وإقدام الجاهل


المزيد.....

- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عطا منا - غسان كنفاني رفيق الفقراء