|
سنوات الضياع - الحلقه الثانيه
وفاق الجصاني
الحوار المتمدن-العدد: 2339 - 2008 / 7 / 11 - 05:27
المحور:
كتابات ساخرة
في حلقة اليوم لا نستعرض احداث الحلقه السابقه .. وسط كم الفوضى الهائله والخربطه اللامتناهيه.. بل سننتقل الى قلب الحدث مباشرة ومن دون فترات إعلانيه, مثل مايفعل مراسلوا الفضائيات وسط الانفجارات المدويه ..وسيكون موضوع الحلقة التقسيم الوزاري الجديد في عراقنا وكي اترك للمشاهد الكريم حرية الاختيار فله الحق بتسمية ما بعد التحرير او الاحتلال واية منهم يختار .. وهنا لا بد من مقدمة صغيره حول مفهوم الوزارة ونشأتها وتطورها و بغداد هي من ادخلت هذا المصطلح الى التاريخ .. وبها كانت اول وزاره منذ ان بناها ابو جعفر المنصور... وكلمة استوزر الخليفة فلانا من الناس ..تعني جعله وزيرا له ...أي إناطته بمهمة وزارة معينه ...قبلها كان للخليفة حاجبا .. يحجب الناس عنه ويحجبه عن الناس ..و يعتمد النظام الوزاري في توزيع مهام ألدوله على أشخاص مشهود لهم بالخبرة والحكمة . وكانت الوزارة في عهد العباسيين الأول إلى حكم الخليفة الهادي يطلق عليها - وزارة تنفيذ - اي يكون فيها الوزير منفذا لأوامر الخليفه فقط .. وبعد الخليفه الهادي تغير المفهوم و اخذ شكل الوزاره البغداديه نظام – وزارة التفويض – وهو النظام الذي يفوض فيه الخليفه وزيره بالتصرف المطلق في امور الدوله واموالها دون الرجوع اليه .. وهو ماذكره المارودي في كتابه القيم الأحكام السلطانية, ولكن المفارقه الغريبه والعجيبه ان ترتبط بغداد حاضرة التاريخ بتأسيس اول وزاره عرفها العالم ولم يطرء عليها أي تغيير الى يومنا هذا حيث ما زال العمل عن طريق الحاجب والكاتب ونفس سجلات الصادره والوارده والذاتيه والقلم السري وكأنك في عالم آخر وهو عالم الدهاليز والاضابير والاوراق الصفراء والسجلات .. وحسب تفسيري فقد عزى الخليفة الهادي انشغاله عن امور الدوله والمسلمين الى قضايا اكثر مصيريه فحبذ الاهم على المهم خصوصا ان عهد الواوا والفضائيات لم يكن قد ابتدء انذاك لكن جذور الواوا السحيقه متأصله تاريخيا كونها كانت حاضرة وقتها وبقوه ولم يكن يستطع ان يقاومها وكذلك وجود الجواري والمحضيات والغلمان جعله يبذل جهدا استثنائيا في تحسين نسل الأمه.. والذي يعتبر واجب قومي وأخلاقي مناط بأمير المؤمنين .. قبل كل شئ ...فكان خير خلف لأتعس سلف . الى ان جاء بريمر ... واصبحت بغداد قيمر .. ترقص وتغني الميمر .. واصبحت الوزاره فيها لا تنفيذيه ولا تفويضيه بل وزاره توافقيه وهو موضوع قد فات على المارودي والمرحوم الحسني الذي كتب تاريخ الوزاره العراقيه ..ان يذكروه.. ومايميز الحقبه التوافقيه التي تلت بريمر كما يحلو لي تسميتها انها قسمت الوزارات العراقيه الى قسمين وشطرت كل قسم الى شطرين وبالشكل التالي
1- وزارات سياديه بيدها الحل والربط مثل الدفاع والداخليه والخارجيه ,والنفط والماليه 2- وزارات سياديه تربط و لا تحل مثل النفط والكهرباء والصحه والماء والمجاري والطرق كونها تربط لحية بأخرى ولم تجد للمشاكل العراقيه المتوارثه و المتأزمه حلولا تذكر وهي وزارات عقود وهميه وبكل فخر 3- وزارات غير سياديه تحل ولا تربط مثل وزارة العمل والشؤون الاجتماعيه ووزارة الهجره ووزارة حقوق الانسان ووزارة التربيه 4- وزارات غير سياديه لا تربط ولا تحل كونها وزرات بلا حقائب عاملين بالمثل القائل - ردتك ضخر ياوزير عن وحشة الليل عشرون وزاره هو عدد وزاراتنا مجتمعة بالحقائب.. مضافا اليها درزن من الحقائب لوزراء بلا وزاره يصبح المجموع الكلي أثنان وثلاثون . مما جعل النزاهه تزعل وتعترض على شراء حقائب من سوق السراي بالمفرد ..كونهم لازم يشترون اما اربعة وعشرين حقيبه او ستة وثلاثين وترى لهذا الحقائب متوقف توزيعها حاليا كون في كل الاحوال تزيد اربعة حقائب وهذا هدر للمال العام- الله مايرضى وهذا السبب الباشر في تعثر اعمال الوزرات وهو موضوع الحقائب ....... مع ملاحظة ان كل وزاره تعمل بشكل منفصل عن الاخرى وكأنهم الاخوه الأعداء ..والوزير لايسمع كلامه من قبل وكلاء وزارته الاقدمين والموظفين .. والسيد الوزير لازم ياخذ اذن من ساعي مكتبه قبل ان يمسح منضدته بنفسه فتثير حفيظة ساعي مكتبه ويبدء يتمتم و يدردم بكلام غير مفهوم ولكنه مستند على فهم ديمقراطي للحقوق والواجبات حيث يقول السيدالساعي للوزير ...سوي شغلك الاول للناس اللي انتخبوك .. وبعدين علمنه شغلنه وحتى لا يصير بيننا زعل - الله لايجيب الزعل- اكتفي بهذا القدر لحلقة اليوم وهذا فاصل موسيقي قصير تنشدكم فيه فيروز بصوتها العذب اغنية ياوزير البلديه ................................................................................ ياوزير البــــلدية حارة ومكطوعه ألميــــه – تعني الماء باللهجه اللبنانيه وكهربا مافي عدنه والجو حـــر بالظهريه احنه شنو ذنبنه عطلت المولده الصينه فيخرج نصري المشهداني فاتلا شواربه --- شو بيدي اعمل ليكم ... كلشي ميفيد بيكم فلوسنا كلهه مسروقه ....و معروفه الحراميه ورطه بين القوائم ......والحصص الانتخابيه فترد عليه فيروز --- ماكو حل لهالورطه غير حل الفدراليه الفدراليه تكون كريمه ..كل يوم عدها عزيمه وكل واحد يعمل اللي يريده وهي دي الديمقراطيه ...وهي دي الديمقراطيه يارئيس البلديه ....يارئيس البلديه
#وفاق_الجصاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سنوات الضياع
-
عنب زرباطيه الأسود
-
بدلا من ان تلعن الكهرباء....اشتري مهفه
المزيد.....
-
رحيل الفنان المغربي مصطفى الزعري
-
على طريقة الأفلام.. فرار 8 أشخاص ينحدرون من الجزائر وليبيا و
...
-
-البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
-
مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
-
أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش
...
-
الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة
...
-
المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
-
بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
-
من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي
...
-
مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|