أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - علي حسون - حلبجة مدينة من تاريخ و جمال















المزيد.....

حلبجة مدينة من تاريخ و جمال


علي حسون

الحوار المتمدن-العدد: 2338 - 2008 / 7 / 10 - 07:40
المحور: المجتمع المدني
    


الدكتاتوريات الاختراع البشري الاسوء وبرغم الابواق و الوعاظ الذين يحاولون التغطية على صوتها النشاز الا انها تأبى الان ان يطغى نشازها على كل ما هو صالح في الانسانية . و لعل مجزرة حلبجة تقف و بقوة كشاهد على و حشية الدكتاتور ضد البشرية , ومن هنا اود ان اقف لاثبت نقطة هي انني ضد كل من يستخدم عندما يصف الجرائم التي ارتكبها المسخ الفاشي صدام حسين بانها جرائم ارتكبها ضد ابناء شعبه و هذا هو الخطاء بعينه فلم تكن في يوم من الايام لتوصف العلاقة بين الدكتاتورية الصدامية و العراقيين كعلاقة زعيم او رئيس برعيته او قائد بشعبه , فما هو الا من تلك العصابة التي سطت في ظلمة الليل على احلام ومقدرات شعب اعزل ليولوا انفسهم رقاب الناس تهجيرا و تقتيلا و انهتاك حريات , ان من السوء و كل السوء ان توصف جرائم صدام و البعث باتها جرائم ارتكبها صدام ضد شعبه فحاشى العراقيين ان يكونوا رعية او شعبا لتلك الزمرة اللعينة من الجهلة و الاوباش الذين امعنوا في ايذاء العراقين امثال علي الكيمياوي و حسين كامل و برزان و غيرهم من القائمة الطويلة من شذاذ الافاق الذين جلبتهم عربة البعث النتنة الى التسلط على رقاب العراقيين .
نعود ان الدكتاتورية التي تسير وفق مبدء العداء وذلك كونها تدرك حقيقة ان وجودها اصلا هوككائن منبوذ و مرفوض لذلك تبني علاقاتها على هذا الاساس فالصراع و التحارب هي مبدأالتعامل مع محيطها فلابد النتائج ان تكون مجموعة من الجرائم تشكل رقم من الارقام ليضاف الى ذلك السجل الطويل من الفشل البشري في ادأرة الحياة الانسانية . وفي وسط تلك المعادلة المرة يقف الابرياء كضحايا على على قارعة الطريق التي يسير بها السلاطين الى قصورهم,و في هذا الطريق دماء مازالت تسيل و دم حلبجة مازال عبيطا هناك.
ان سوط الجلاد مازال صوته اعلى من اصوات الضحايا فكل تاريخ حلبجة لم يبقى منه سوى ذكرىالمجزرة حيث ضاعت المدينة التاريخ و الارث و الوجود لتبقى تلك الصور ودمها الصامت يختصر المدينة ,و لابد لنا في يوم من الايام ان نلتفت الى تلك المدينة اصولها تاريخها و نحاول الاجابة عن تلك الاسئلة التي تنسى المجزرة في محاولة لاستذكار المدينة ماكانت قبل القصف البعثي.

نشأة حلبجة
حلبجة مدينة من مدن كردستان العراق ورغم كون مدن الاقليم باكثرها ذات تاريخ قديم حيث من الثابت تاريخيا ان اقليم كردستان كان موطن حضارات متوالية ابتداءا من عصر العبيد الاول و العصور التي تلته الى وقتنا الحاضر مرورا بجميع فترات التاريخ ,و ذلك لاسباب عديدة منها ان البيئة كانت مواتية في اكثر الفترات فالاراضي التي يقع فيها الان اقليم كردستان من اقدم الاراضي من ناحية التكوين الجيلوجي فجبالعا الانكسارية قديمة التكوين يرجعها الجيولوجيين الى ماقبل العصر الحجري الاول ,و كذلك اعتدال مناخها ساعد على الاستيطان بها ,هذا فضلا عن التنوع في النشاط الاقتصادي الملائم للنماذج الاقتصادية السائدة في الصور القديمة (رعوي , زراعي ,تجاري ,حرفي) ولذلك نرى ان كردستان هي عبارة عن مدن كان من الممكن ان تكون متحاف.
,الا ان مدينة حلبجة لم يكن لهل هاذا العمق التاريخي فاقدم الاشارات لها هي انها كانت موطن احد قادة الحروب الاسلامية المعروفين وهو ابو عبيدة الجراح وبالرغم من ان سيرة هذا القائد لا توضح بصورة دقيقة استيطانه بها الا ان الدراس لتاريخ حلبجة يرى تلك الاشارات القوية لاستقراره في تلك النتطقة و لعل تسمية احد قصبات حلبجة وهي ( عبابيلي) و التي بيدُ ان هناك اجماعا على ان سبب التسمية هو نسبلة لذلك القائد تم تصريفها بتصريف شائع في اللغة الكردية ,و وبما ان وفاة القائد كانت سنة (18) هجرية المصادف 639 ميلادي وهذا رد و دليل واضح لمن يقول ان عمر مدينة حلبجة لا يتجاوز 300 ثلاث مائة عام .
هذا فضلا عن ان مدينة حلبجة كانت من المحطات المهمة في طريق القوافل من جنوب و وسط العراق الى الشمال و منها الى تركيا فاوربا خاصة مادة التمر فاحد نواحي حلبجة هي مدينة (خورمال ) و التي تعني بالعربية ( مخزن التمر) حيث كانت هذه التجارة سائدة منذ عصور قديمة و لحد الان حيث ان استواء الطريق و ظروفه الاقتصادية لم تتاثر الى يومنا هذا و هنا اود الاشارة الى ان موقع مدينة حلبجة الحالي لايبعد كثيرا عن الخط الذي سارت به جيوش الاسكندر الاكبر نحو ايران او الامبراطورية الفا رسية في ذلك الوقت و لربما كانت هي الطريق الاخر على اقل تقدير الذي ارتأى الاسكند ان لا يسير به لوعورته و صعوبة امرار جيشه الكبير من خلاله كونه يمر بجبال عالية تصعب مهمة الجيش في المرور الا اننا و بطبيعة الحال لايمكن من خلال هذه الاشارة البسيطة ان نعتمد على ان مدينة حابجة كانت موجودة في ذلك الوقت .

اصل التسمية ؟

هناك الكثير من الاراء في اصل تسمية مدينة حلبجة نحاول ان نورد بعض من تلك الاراء الاول يعتقد انها تصغير لكلمة حلب حيث توجد اشارات الى ان بعض الولات العثمانين الذي كان واليا على حلب ثم ولي لواء شهرزور اعجب بهذه المدينة التي ارتأىان يسميها تصغيرا لاسم مدينة حلب و لايته السابقة فاسماها (حلبجة)و هذا الراي مردود لاسباب منها ان صيغة التصغير غير صحيحة لا في اللغة العربية و لا في اللغة الكردية هذا فضلا عن ان الوالي غير معروف الاسم و لم تتم الاشارة الى سنة توليه و الاهم من ذلك اننا في دراستنا لتاريخ الولات العثمانيين لا نجد ذلك الوالي الذي ولي على حلب ثم ولي على لواء شهرزور مما يجعل القائلين بهذا الراي لا يجدون الكثير في الدفاع عنه .


احد اطفال المدينة

و الراي الثاني يشير الى ان اصل التسمية عائدة الى (فاكهة الخوخ )او الاجاص و ترجمته باللغة الكردية(هه لوجه) و هي فاكهة تشتهر بها المدينة و هذا تخريج بعيد فالمدينة تشتهر بعدة انواع من الفواكه الاخرى.
و لايوجد داع لتسميتها باسم احد الفواكه فلو كان ذلك صحيحا للازمها الاسم بدون تحريف كون اسم الفاكهة نفسها لم يتغير و المدينة تتكلم اللغة الكردية و لم تتنتقل من لغة الى اخرى ليتم قبول هذا التخريج , الا ان الاقرب في اصل تلك التسمية قد يجرنا الى الاشارات التي تقول انها مشتقة من اللغة الفارسية و ان اصولها تعود الى مفردتي (عجب جا ) وهي المفردتان التي خرجتا من احد القادة الفارسين عندما رأى المكان و اعجب به و لعله قرر في حينها ان يتخذها مدينة و التان تعنيان (المكان العجيب) و هذا الراي قد يعيدنا الى نشاة المدينة كونها تعيدنا للاشارات القديمة حول نشأة المدينة خصوصا اذا ما عرفنا ان مدينة حلبجة كانت و لفترة طويلة ضمن حدود الامبراطورية الفارسية هذا من جهة و كذلك كون التسمية فارسية لا يتعارض مع قدم المدينة كون السيطرة الفارسية هي اسبق و بكثير من السيطرة العثمانية هذا من جهة ومن جهة اخرى فان تصريف الكلمة قد يكون مقبولا اذا ما قورن بالفترة الزمنية التي مرت بها المدينة من تسميتها الاولى الى تسميتها الحالية , كما ان الزائر الى مدينة حلبجة يرى ان التسمية تنطبق على المسمى فالمكان يشتمل على مناطق من اروع ما خلق الله من جيث الطبيعة اللطيفة و المياه الوافرة و الجغرافية المنوعة.

موقع المدينة

تحيط بالمدينة من ثلاث جهات سلاسل من جبلية لشمال جبال(هورامان) الشاهقة ومن الجنوب سلسلة جبال (بالامبو ) ومن الشرق سلسلة جبال(شنروي)وبحيرة دربنديخان و من الغرب سهل(شهرزور) الخصب.جعلت منها شبه جزيرة جبلية صغيرة وجذابة .تقع المدينة على الحدود الشمالية الشرقية العراقية حيث لاتبعد عن الحدود العراقية الايرانية سوى مسافة 16 /كم كما توازي الحدود الايرانية بمسافة(75كم2 ).و هذا الموقع كان رحمة للمدينة و نقمة في نفس الوقت حيث استفادة من التجارة مع ايران استفادة كبيرة و في الحقيقة ان المدينة كانت مزدهرة من خلال ما كان يعرف بتجارة( القجق ) و كانت هذه التجارةرائجة و ناجحة خاصة في ظل الشروط الاقتصادية التي كانت تفرض ايام السلطة البعثية و ايضا بسبب سوء العلاقة المزمن بين العراق و ايران الذي كان ينسحب في اغلب الاحيان على العلاقات التجارية بين البلدين , هذا من جهة و من جهة اخرى كان الموقع بلاءا على المدينة لكثرة ماعانته بسبب التوتر الذي يحصل و عبر التاريخ من خلال الصراع بين الحضارات في تلك المنطقة خصوصا ان حلبجة كمدينة كانت تقع على مفترق الطرق بين حضارات المنطقة من زمن البابلين و الاعيلاميين مرورا بالاسكندر الاكبر الذي لا يخرج المدينة من خط سيره في حماته في الشرق و الصراع العثماني الصفوي الى ايام صدام حسين .
تبعد مدينة حلبجة عن مركز مدينة السليمانية مسافة 83/كم كما تبعد عن مدينة بغداد عاصمة العراق 286/كم ترتفع عن مستوى سطح البحر(726م). مما يعطي للمدينة مناخا جميلا و لطيفا خصوصا اذا ما عرفنا ان قمم الجبال المحيطة بالمدينة يكسوها الثلج طيلة ايام السنة و الزائر للمدينة في الصيف يعرف هذه الحقيقة حيث تتمتع المدينة بصيف رائع و لو كان هناك بعض الاهتمام لكانت حلبجة و من خلال قصباتها متنفسا للعراقيين في صيفهم اللاهب خصوصا موقع شلال (احمد آوى)الذي ببعض الاهتمام لكان من اهم المرافق السياحية في العراق.

سكان المدينة

قضاء حلبجة يتبعه عدد من النواحي مثل (سيروان وخورمال وبيارة ووشهرزور) مع (215) قرية من أعمال تلك النواحي، تعداد سكانها في عام 1977 بلغ )91939) نسمة ويذكر ان عدد قرى القضاء تقلص الى (18) قرية فقط بعد ما قام النظام بهدم القرى الاخرى كونها واقعة على الشريط الحدودي العراقي الايراني وكان ذلك إجراءً تعسفياً قام به بغية القضاء على الحياة في سمك عشرة أميال في الخط الحدودي الذي يربط العراق بأيران في عموم كوردستان وفيما بعد وأثناء عمليات الانفال تم تدمير المنطقة برمتها ومن ضمنها مدينة حلبجة، الا ان المنطقة ازدهرت ثانية بعد ما طرد النظام من نصف كوردستان واصبح تعداد القضاء بعد اعادة بنائها (119459) نسمة يقطنون في (18979) دارا تسكن فيها (19110) عائلة.

محلات حلبجة

تنقسم حلبجة على مجموعة من المحلات (احياء) وهي محلات (باشا _ باسم عثمان باشا الجاف _ والسراي وبير محمد ووكاني قولكة) واحياء صغيرة اخرى، في التعداد السكاني (عام 1987) الذي سبق ضربها بالسلاح الكيمياوي وثم دكها وتدميرها كان عدد دورها (6008) من ضمنها (5506) دارا سكنية والبقية كانت مرفقات ودوائر حكومية، عدد سكانها (37031) متوزعين على (5833) عائلة.



#علي_حسون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...
- 8 شهداء بقصف فلسطينيين غرب غزة، واعتقال معلمة بمخيم الجلزون ...
- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - علي حسون - حلبجة مدينة من تاريخ و جمال