أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خضر محجز - حول الدين والسياسة والغاز و-لا ينفعك ذلك-














المزيد.....

حول الدين والسياسة والغاز و-لا ينفعك ذلك-


خضر محجز

الحوار المتمدن-العدد: 2333 - 2008 / 7 / 5 - 10:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ـ1ـ
تسييس الدين، وتديين السياسة
تسييس الدين معناه أن تدعي أن الدين قادر على صياغة الحياة سياسيا واجتماعيا واقتصاديا. وكل ذلك باسم الله طبعاً. وهذا ما تحاول الجماعات الأصولية كلها دعوة الناس إليه في مرحلة الاستضعاف: أي مرحلة المعارضة؛ متكئة ـ في سبيل ذلك ـ على تضخيم أخطاء الحاكمين، وتسليط الضوء على فسادهم السياسي والمالي والاجتماعي، ووعد الناس من ثم بتقديم صورة الحاكم المثالي عمر بن الخطاب عندما تفوز بالانتخابات.
لكن بعد أن تصل هذه الجماعات إلى الحكم، وتكتشف أنها غير قادرة على حكم الناس وفق الدين الذي دعتهم إليه؛ فإنها تبدأ في تديين السياسة: أي تبدأ في ممارسة نفس الألاعيب السابقة ولكن هذه المرة باسم الدين؛ حيث نبدأ نسمع عبارات من مثل: مصلحة الدعوة، المصالح المرسلة، معاوية كان يفعل هكذا... حتى يصل الأمر بهم إلى تكرار نفس الأخطاء، التي جاؤوا لإصلاحها، ونسيان عمر بن الخطاب تماماً، بل ربما معاقبة من يذكرهم به. كل ذلك باسم الله شخصياً. وإذا كان عمر هو أمير المؤمنين، فإن معاوية هو خالهم!.
ليت شعري لماذا لم يستخدموا اسم معاوية، عندما قدموا لنا أنفسهم في الانتخابات؟. أننتخبهم باسم عمر، ويحكموننا باسم معاوية!.
ـ2ـ
لا ينفعك ذلك!
لم يتبق من شعارات الانقلاب لدينا في غزة إلا هذا الحديث الشريف، المكتوب على جدار مقابل لأحد الشوارع الرئيسية في قرية كبيرة، حولها المرحوم ياسر عرفات ـ ذات صباح ـ إلى مدينة باسم مدينة "جباليا النزلة". وهذا هو نصه، كما رأيته آخر مرة يوم 2/7/2008:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يجتمع كافر وقاتله في النار أبداً".
والسؤال لا يدور اليوم حول معنى الحديث. فكلنا يعرف معناه، نسبة إلى تاريخه وواقعة رسمه على الجدار. كلنا يعرف تماماً أن هذا الحديث يراد منه تحريض فرقة من الناس على قتل إخوانهم في الوطن والدين، باعتبارهم كفاراً.
ورغم أنني لا أعلم ـ من مجمل ثقافتي الدينية ـ نصاً شبيهاً، يمكن توظيفه وتحميله بكل هذا القدر من التعصب والديماغوجيا وشهوة القتل؛ إلا أنني أتجاوز كل هذا، لأسأل سؤالاً من نوع آخر: لماذا مُسحت كل الشعارات المماثلة، في كل مناطق قطاع غزة، ثم تبقي هذا الشعار في شارع هام من شوارع مدينة جباليا النزلة، حتى الآن؟. هل يمكن القول بأن العامل "السوسيولوجي" له حضوره الدال هنا؟. وهل يريد تاركو هذا الشعار مكانه القول؛ بأن أهل هذا المكان من القطاع ـ على وجه التحديد ـ هم أكثر تطرفاً، وأكثر صدقاً، وأكثر إخلاصاً للأيديولوجيا الدينية؟.
لا جرم، أن يذكرني كل هذا بالحادثة التالية:
سألت كادراً ـ كان كبيراً، ثم لم ينل من بركات التغيير إلا شهرة من لم يفعل إلا السوء ـ ذات يوم:
ـ هل يقبل مني الله إسلامي وتديني وحبي لله وللرسول، إذا ما أصررت على الكفر بجماعتك الدينية؟.
فرد وقد أغمض عينيه، دلالة الثقة التامة والإيمان العميق:
ـ لا ينفعك ذلك!.
لم يفجؤني رده، بقدر ما أخافني على مصير هذا الشعب، الذي يحكمه أشخاص "من ضئضئ هذا".
ـ3ـ
الشعب في خدمة الشرطة
الشرطة عندنا في غزة تحارب الفساد والاستغلال والسوق السوداء!...
الغاز عندنا يباع بالتقسيط، وفق نظام صارم، لا يسمح للمواطن بالمواظبة على إشعال موقده، عند اللزوم. وذلك لأن حصته من الغاز لا تتجاوز 6 كيلوغرام، في الأنبوبة الواحدة، لشهر أو لشهرين، أو لمدة لا يعلمها إلا موزعو الغاز.
والغريب ـ مع كل ذلك ـ أن السيارات التي تعمل بالغاز لا تتوقف، ساعة من نهار!. يمكن لموقدك البيتي أن يتوقف عن العمل شهراً، بينما لا ترى سيارة غاز متوقفة أبداً، رغم أن استهلاك السيارة من الغاز، يومياً، يوازي استهلاك بيت متوسط لمدة شهرين!.
من أين تحصل كل هذه السيارات على غازها، في ظل هذا الحكم الحديدي الجبار؟. الله وحده يعلم!. ولكن إذا ما دار بخلدك أن تطلب من شرطة غزة متابعة مراقبة توزيع الغاز، وشكوت لهم مما تظن انه سوق سوداء، تُباع فيها الأنبوبة للسيارة بسعر 150 شيكلاً، فسوف تطلب منك الشرطة أن تأتيها بالدليل!. وكأن كل هذه السيارات لا تكفي للتدليل، أو لمجرد تقديم حجة بضرورة البحث والتحري!. وكأن على المواطن ـ في ظل هذا النوع من الحكم الأيديولوجي ـ أن يقوم بعمل الشرطة!.
عندما جاءت قوات ياسر عرفات إلى غزة، باسم الشرطة، رفع أحد المطاعم شعاراً يقول: "مطعم الشعب وكافتيريا الشرطة". على اعتبار أن الشعب فقير ومسكين ويكفيه مطعم حقير، في حين أن الشرطة من جنس سماوي متسام، ولا يليق بها إلا نوع أرقى من أمكنة الأكل، يسمى "الكافتيريا". في حينه نال مني هذا الشعار كثيرا من الهجاء والتعليقات الساخرة، لا من صاحب المطعم، الذي كان مجرد رجل يشرح العلاقات السائدة في حينه؛ بل كذلك من تلك الشرطة، التي كانت ترى في نفسها نوعاً من المخلوقات المتميزة، المباح لها استخدام كل تجهيزات قوات الأمن لخدمة زوجات العقداء!.
هرب العقداء وتركوا ما خولهم الله وراء ظهورهم، وورثتهم الآن شرطة من نوع لا يسر الخاطر كثيراً، تقول لنا: أيها السادة، نحن مستعدون للتحرك لتطبيق القانون. لكن عليكم أنتم أن تبحثوا عن المجرمين!.
ألا يقودنا كل ما مضى إلى قلب الشعار الشهير: "الشرطة في خدمة الشعب"، ليصبح: "الشعب في خدمة الشرطة"!.




#خضر_محجز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين تتفكك العوالم: قراءة نقدية في مجموعة زكي العيلة -بحر رما ...
- يحدث في غزة: في العلاقة بين الركاب والسائقين
- محمود درويش في -أَبدُ الصُبَّار*: لن يموت البيت
- المحتوى الأيديولوجي في قصة أحمد حسين -الوجه والعجيزة-*
- المتعة الفلسطينية
- العلاقة بين الحداثة والنصية: وعي الحاضر، وحضور النص
- هل باتت القدس مسرى نبي الفلسطينيين وحدهم؟.
- نسغ الحرية: لذكرى انطلاقة الثورة الفلسطينية
- البول أيها الأخوة البول:هذا بعض ما نسمع يوم الجمعة
- تغييب الوعي وتسريد التاريخ
- في الوعي والميتافيزيقا
- على أُوْنَهْ.. على دُوِّيْهْ
- الأطفال لا يموتون
- الدولة الديمقراطية العلمانية في فلسطين
- سلطة الديماغوجيا.. ديماغوجيا السلطة
- الشوط الرابع* لأحمد حسين: (دراسة في علاقات القوة)
- الوقائع الحقيقية هي التي تجعل النصوص أمراً ممكناً
- كل عام وأنت بخير يا غزة
- دعاء رمضان: يا إلهي، من كان قادرا على صناعة هذه المخلوقات (ا ...
- ما بعد الحداثة: الثقافة، الهوية، التفسير


المزيد.....




- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة
- تمثل من قتلوا أو أسروا يوم السابع من أكتوبر.. مقاعد فارغة عل ...
- تنبأ فلكيوهم بوقت وقوعها وأحصوا ضحاياها بالملايين ولم تُحدث ...
- منظمة يهودية تطالب بإقالة قائد شرطة لندن بعد منع رئيسها من ا ...
- تحذيرات من -قرابين الفصح- العبري ودعوات لحماية المسجد الأقصى ...
- شاهد: مع حلول عيد الفصح.. اليهود المتدينون يحرقون الخبز المخ ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خضر محجز - حول الدين والسياسة والغاز و-لا ينفعك ذلك-