الحسن سد الله
الحوار المتمدن-العدد: 2332 - 2008 / 7 / 4 - 10:06
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لقد شكلت المعيقات البنيوية التي اصابت النظام السياسي المغربي عبر عقود سببا في تفاقم الاوضاع و اتساع الازمة،اضافة الى المقاربات و السياسات الترقيعية التي اعتمدتها الدولة في معالجتها لهده الاعطاب البنيوية،و التي اتبثت التجربة السياسية المغربية المعاصرة فشلها في احداث اي تغيير و الخروج من الازمة التي اخرت المغرب عن قطار التنمية و الديمقراطية،فالاستراتيجية البليدة التي نهجتها الدولة من خلال استقطاب النخب و بعض الاصوات التي ناضلت في فترة ما،و بدلك شكلت تهديدا للكيان المخزني،هده المقاربة هدفت من خلالها الدولة الى البحث عن من يحميها،وتجلى دلك في نخب قبلت لعب دور العسس المخزني في مقابل مناصب اعتبارية وسلطة مزيفة
ان اللعبة السياسية التي سارت على نهجها الدولة حوالي اكثر من خمسين سنة من الاستقلال،كرست ثقافة النفور و التباعد بين طبقة سياسية او نخب ادخلها المخزن في دائرته و اوهمها ببريق السلطة المزيف والثروةنو جماهير من المواطنين لا تعترف بقيمتهم و انتمائهم للمغرب الا في لحظة معينة خصوصا في الانتخابات،لتصبح هده الجماهير مجرد مواطنين تحت الطلب(في الانتخابات،تجمعات..)،و مجرداجهزة لاستقبال وعود هده النخب التي لا تملك سلطة القرار لتنفيد وعودها،ففاقد الشئ لا يعطيه،بل تعمل على تبادل الادوار المنفعية بينها و بين الدولة،و التي تمنح هده الدمى السياسية اوضاعا اعتبارية،رمزية و مادية،في مقابلخدمات تسديها هده الكراكيز للسلطة من اجل تنميق وجه السلطة،و تبرير اخفاقاتها لدى الشارع
ان اي مدخل للاصلاح لن يكون ممكنا و ناجحا ادا اصرت الدولة على اتباع سياسات ترقيعية و سطحية،بدل التوغا في بؤر الازمة و ايجاد الحلول و المخارج المناسبة لواقع قاتم تكرس بفعل السياسة الفوقية و المرتجلة للشان العام،و اعتماد عدة مقاربات تعود الى ازمنة غابرة اتبثت التجربة عدم نجاعتهاناضافة الى الى القطع مع سياسة استقطاب النخب والدخول معها في تحالفات تتاجر في بؤس المواطن،بدل العمل على الاستفادة من هده القيادات و توفير الشروط المناسبة لعملها،وجعلهاتصنع الرقي و تحقيق المواطنة الكاملة التي يامل المغاربةنبدل ادخالها في دائرة السلطة وفي معركة خاسرة بالنسبة للجميع وللوطن
وحتى لا ينعتنا من نصبوا انفسهم حماة للديمقراطية و مدافعين عنها في وجه الظلاميين والفاشيين الجدد كما سموهم،فاننا لا ننكر ان هناك مجموعة من الخطوات التي تحققت مؤخرا،تتضمن اجراءات لاصلاح جملة من الميادين(حقوق الانسان،مدونة الاسرة،...)لكن هده الاخيرة تحققت من خلال مبادرات قام بها الملك وليس هم كما يدعون،وما يهلل له الخطاب الرسمي يردد دائما ان العام زين وان المغرب بلد الديمقراطية وحقوق الانسان،ومن الامم المتقدمة و كانه لا يتقصه سوى ان يصبح عضوا دائما في مجلس لامن وان يملك حق الفيتو ليستعمله في وجه هؤلاء المواطنين البؤساء...نعم هدا ماتردده وسائل الاعلام الرسمية،حتى مللنا من اسطوانة تتردد على اداننا ليل نهار،و كان قدرنا ان نسمع و نشاهد نفس الوجوه و نسمع نفس الاصوات مع بعض الرتوشات المتغيرة حسب الموضة،و رغم دلك فان هده الاصلاحات تبقى سطحية ما لم تتناول بنية الازمة،من خلال تقوية المؤسسات ومنحها الصلاحيات الكافية لممارسة مهامها في استقلالية تكرس لمبدا الفصل بين السلط،وجعل الديمقراطية مقترنة بما تفرزه صناديق الاقتراع
في ثنائية تحالف السلطة و النخب،يبقى المواطن هو الضحية لقران بين نخب تبحث سلطة من سراب،و عن حسابات بنكية في ما وراء البحار،و عن مجد مزيف،وبين سلطة تبحث لنفسها عن مبررات واهية تخفي بها اسئلة واقع متازم،ولن تجد احسن من هده النخب اتي صنعت لنفسها يوما ما مكانة داخل المجتمع،لتعمل فيما بعد على التنكر للمواطنين و محاولة تسلق سلم الطبقات الاجتماعية،خصوصا وان عكس الخطاب الرسمي الدي يهلل لدولة المؤسسات نجد في الواقع استمرار المخزن في صناعة رجالاته بنفسه لحمايته،مما يجعل من المغرب دولة الرجال لا دولة القانون و المؤسسات كما يردد الخطاب الرسمي في بهرجة
ان المغرب الدي نريد ينطلق من اصلاح المؤسسات،و التوفر على دستور يتيح انتقالا ديمقراطيا سلسا و حضاريا و يجعل القرار صناعة لصناديق الاقتراع،من اجل توجيه المشروع المجتمعي الديمقراطي في افق تحقيق الديمقراطية الحقة،و مغرب المءسسات و الحق والقانون
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟