سعد علي أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 2330 - 2008 / 7 / 2 - 10:35
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تمر على العراق ذكرى مرور نصف قرن على قيام ثورة 14 تموز 1958 بقيادة الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم مؤسس الجمهورية في العراق ورفاقه الضباط الاحرار . ولايختلف شخصان عدو كان أم صديق أن الثورة قد خلصت العراق من التبعيه للاستعمار البريطاني وجعلته بلد حر ووضعته في موقعه الصحيح سواء في العالمين العربي والاسلامي أو في دول عدم الانحياز وبيندول الجوار.
أن التاريخ على الرغم من محاولات تزويره يذكرلنا أن منجزات الثورة وقائدها كانت قد شملت كل مناطق العراق على الرغم من قلة الموارد في ذلك الوقت وبالرغم من عدم الاستقرار الذي أوجده أعداء الثوره. فعلى الرغم من قصر فترة حكم الزعيم فأنها حفلت بانجازات على كل صعيد , من اعادة السياده الى بناء المصانع والمساكن.
الثوره واجهت منذ بدايتها مؤمرات خارجيه وداخلية باسماء متعدده مرة باسم الوحده العربية ومره باسم النظال ضد الدكتاتورية والفردية واخرى باسم الديمقراطية . الذين تأمروا رفعوا شعارات العمل من أجل الوطن ومصلحته وأن هدفهم هو اقامة وحدة فوريه مع الجمهورية العربية المتحدة التي ظمت مصر وسوري واقامة الديمقراطية والاشتراكيةـ. وبعد مايقارب الخمس سنوات من المحاولات نجح حزب البعث وبالتعاون والتحالف مع المرحوم الرئيس عبد السلام عارف من أجهاض الثورة واعدام قائدها الذي كان شعاره عفى الله عما سلف. أن الثورة أسقطت بايدي عراقية في ظاهرها ولكن الاستعمار وقيادة الجمهورية العربية المتحدة كان لهم دور أساسي في أجهاض الثورة. أحد قادة الانقلاب الذي أسقط الثورة (علي صالح السعدي) صرح بانهم جائوا بعربات تجرها خيول أمريكيه. كان أول عمل للانقلابين هو أعدام الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم بدون محاكمة .
أن الزمن قد أثبت لنا أن من قام بمحاولات الانقلاب لم يكن همهم البلاد ومصالحها ولاتطبيق شعارات رفعوها . فالغريب أنه بعد مرور نصف قرن فان حكام العراق لم يحققوا الوحده العربية وكانوا غارقين في الفردية والدكتاتورية وأغرقوا العراق في بحر من الدم .أما أشتراكيتهم فقد جعلت من المواطن العراقي يبحث عن قوته اليومي وجعلت من حكامه يعيشون في رفاهيه لم يعشها حتى الملوك والاباطره. لقد ظلم الزعيم ولازال. فبعد نصف قرن على الثوره ثبت لنا خلالها أن الزعيم كان على حق وأنه من أحب العراق وأن أعدائه هم من باع الوطن. زعيم الثورة قد ظلم في حياته وبعد أستشهاده لان أعدائه كانوا من يقود البلاد على الرغم من انهم لم يستطيعوا أيجاد أية تهمه سوى أتهامه بالدكاتورية. أن موضوع الوحده الفورية مع الجمهرية العربية المتحدة كان كقميص عثمان الذي أستغله أعداء الامام علي (عليه السلام) وعند أستشهاد الامام وصفاء الجو لمعاوية أختفى القميص مع أن الامام كان ممن دافع عن الخليفة. لم يكن الزعيم من أعداء الوحدة العربية وهو الذي كان له دور كبير في حرب فلسطين 1948 ولكنه لم يكن من أنصار الوحدة الفورية مع الجمهرية العربية المتحدة . ومرة أخرى أثبتت الايام أنه كان على حق. فاين هي الجمهرية العربية المتحدة ؟ ما هي مواقف العرب من العراق وشعبه؟ لقد دافع النظام البعثي عن مصالح الغرب بادخال العراق بحرب مع آيران راح ضحيتها مئات الالاف من أبناء البلد وعشرات المليارات من الدولارات كان من الممكن لو أستغلت لبنت العراق وأصبح من الدول المتقدمة.
اليوم ونصف قرن يمر على الثورة أتسائل لماذا لا نعيد للثورة مكانتها ونرفع الظلم عنها وعن قائدها هل فكرنا أن نسمي أحدى المدن التي أقامها باسمه؟ لمذا لانسمي أحد الشوارع وأحدى المدارس واحد الاحياء بأسمه واكثير منها أنجزت فيعهده؟ لقد تكررت نفس الاسماء على أماكن لم تنجز من قبلهم وليس لهم علاقة بها والبعض منها من منجزات الزعيم. العراقي لم يسمع سوى الاتهامات للزعيم من قبل أعدائه الذين حكموا البلاد.ذكرى نصف قرن على ثورة تموز مناسبه لنكرم الزعيم فيها ونرفع الظلم الذي لحقه ونعيد له جزء من حقه.
قد أكون على خطأ وانا أطالب برفع الظلم عن الزعيم ومن طردهم الزعيم ورفاقه من أرض الرفدين هم من يقرر مصير العراق اليوم. هل من المعقول أن يرفرف علم 14 تموز من جديد في سماء العراق؟ فالعراق يعيش اليوم حاله فريده من نوعها فالاستعمار عاد وبشكل جديد وأصبح قادة البلاد يتوسلون من أجل توقيع المعاهدات مع المستعمر ويطلبون حمايته حتى أصبحنا نعيش حاله غريبه فمن ناحية نتهم النظام الملكي وقادته وعلى رأسهم المرحوم نوري السعيد بالعماله لانهم أقاموا معاهدات مع المستعمر ويقومون بنفس العمل. نادة عراق اليوم يناقضون حتى أنفسهم ةصرح أحد المحافظين المقربين من القيادة الحالية أن على بريطانيا أن تدفع تعويظات عن أستعمارها للعراق ونسي أن يقول وماذا عن تواجدهم اليوم؟ السؤال الذي يحيرني اليوم هو لماذا قامت الثورة وجيوش الاحتلال أكثر تواجدا من يوم 13 تموز؟
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟