أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نضال القدري - كان الله عاريا














المزيد.....

كان الله عاريا


نضال القدري

الحوار المتمدن-العدد: 2324 - 2008 / 6 / 26 - 07:44
المحور: الادب والفن
    


لست سياسيا بارعا، ولا أفهم في السياسة أكثر مما يفهم القرد بنظرية داروين التي هو محورها وجوهر مناقشتها. ولكن تعرفت كمواطن على قرود من هذا الزمان أهدروا دماء داروين فقط لأنه صاحب نظرية. وقد بلغني أن نظرية الجنائن المعلقة في بابل هي من عجائب الدنيا السبع، وقد توارد على ذهني أن لماذا لا يكون رجال الدين في بلادي عجيبة في المقابل؟! ولماذا لا أكون إلى يوم الدين مدينا للعمائم المعلقة بين جنة الدين والسياسة. فكرت مليا بالأمر، ولكن – زوابع الفينيق نفضت غبار هذه القصيدة.

كان الله عاريا في حلبا
وكان الزمان
نعناع صبح تفتح فوق دم الخيزران
كنا نحب الله في حلبا
وما كان
لخلفاء الله على الأرض
ورع أو خوف
فنحرنا يوم حرق الوطن
من دون دخان
وسلخنا
ساعة سلخ الوطن
كالثيران
هذا الأبيض كفني
وهذا المقتول أنا
وساعة تعطش الأرض تشرب من دمي
أنا لها / وهي لي
ولحمي زاد لأمسي
فلا يهمني كيف أموت، ولكن
زنابقي تسأل الله
بأي ذنب قتلت
وأيار يسأل عن شقائق النعمان
عن سيرة الخلفاء الراشدين
عن الخلفاء المخصيين
عن عمامة أبي لهب الذي قتل العشيرة
واغتصب نسور الله على الأرض
ومارس الفحش،
والبطش،
والرذيلة!!
ولبنان!! لبنان يسأل الفينيق
أي رماد ستنفض عن جناحيك؟!!
وأنت الأبكم،
الأصم، الأعمى..
أحد عشر كوكبا توارت
وكورت زوابع اللحم الطري
فوق سجادة الدين الحنبلية
غابة ورد
سخية
ندية
إذ لا فرق في دين الخلفاء
أن تموت اليوم شنقا
على الطريقة الجديدة
من أجل قضية،
أو نكاحا أخويا
بنيران من ولدتهم أمك
أو في الغد
بفتوى شرعية!!
أحد عشر كوكبا توارت
ولبنان
لا شيء سوى
شاهد زور ثقيل
تأكله حيتان الدراهم والفلوس
ينخره السوس
والمضاربون
والمقاولون
وكل على طائفة يدوس!!
أحد عشر كوكبا توارت
ولبنان
لا شيء سوى
مناورات
وساحات
واستباحات
ورذيلة
وأثلاث، وأعشار،
وبين الثلث الضامن
والثلث المعطل
تذبذب
كذب وكذب وكذب
وشعب يحرق في الحطب!!
بائس هذا الأبيض حلمي
أي ساسة في بلادي
أي جرب
فكل الرايات تخفق لأبي لهب
للعشيرة
للسلالة الزرقاء
من دون سبب!!
الشعراء وحدهم ملائكة هذا الزمان
وحدهم يعرفون كيف تكتب القصائد
وكيف توزع كالخبز على الجيران
كيف يكون "الله" كافرا في حلبا
ولم يلد ولم يولد إلا في غير مكان!!
كيف يكون الورد كافرا في حلبا
ويحلل ذبح الورد من الشريان!!
كيف وكيف
وكيف
لماذا تقتل العصافير في مهدها؟!
وبأي ذنب
بأي دين؟! وأي إيمان،
وأي قضية؟!
فهل أصبح في شرع الله
حرام أن نأكل الفتوش الوطني
وأمسى للهمبرغر شرعية؟!!
ماذا سيكتب التاريخ؟!
أي رماد ستنفض عن جناحيك يا لبنان؟!
في غرف النوم والصالونات
يمجد إسم الله
فإقرأ باسم ربك كل صباح
ما قاله السفراء
والسفهاء
والأجانب
والكلاب المنسيين
وحدث بنعمة لربك، وبارك
عمائم الخلفاء المخصيين إلى يوم الدين!!
في دساكر الأمن الوطني
تتكدس الغرف السوداء
كتبة ومأجورين
ومحققين
وكذابين
مال، ونساء، وبنين
وقواده تدعى كونداليزا
وفي غابة الوطن
فهود الطريق الجديدة
يكسرون الموناليزا
يخترعون 40 حرامي، وعلي بابا
يغنون لبسمارك
وللصيف الساخن،
وقد أجاز الغناء مفتي البربارة
في السر
في العلن
وبصريح العبارة!!
وعلى المسرح
أبي لهب وقيثارة، وزعران ينبحون
أيها العلمانيون:
أنتم الدخلاء
أنتم العملاء
أنتم اللقطاء..
.. ونحن نعرف أن
كان الله عاريا في حلبا
وكان الزمان
نعناع صبح تفتح فوق دم الخيزران
ونحن نعرف أن نحرنا عبادة كان
وتحطيما للأوثان
هذا الإله يسكن في حارتكم
فلكم ربكم ولنا لبنان
وللقتل إله أخر لا نعرفه
ممنوع من حارتنا
وتعبدون ماله المتناثر في كل مكان!!
أحد عشر كوكبا توارت
ولبنان
لا شيء سوى
غابة
ومغارة
للوحوش من كل الأجناس
وقل أعوذ برب الناس من شر الوسواس الخناس!!
ألا سائل رب هذا الزمان
كيف لأبي لهب أن ينتصر؟
وقد بلغني على عجل
أن للعمائم المعلقة رب أعمى
ولنا نصر وتاج وصولجان
وأن
في الزرازير جبن وهي طائرة، وفي النسور شموخ وهي تحتضر.


* كتبت هذه القصيدة بمناسبة ذكرى مرور 40 يوما على أحداث مجزرة حلبا التي سقط ضحيتها 11 شهيدا مدنيا من الحزب السوري القومي الإجتماعي بسبب انتمائهم الفكري فقط على يد ميليشيا نون والقلم!!



#نضال_القدري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...
- NEW تردد قناة بطوط للأطفال 2024 العارضة لأحدث أفلام ديزنى ال ...
- فيلم -حرب أهلية- يواصل تصدّر شباك التذاكر الأميركي ويحقق 11 ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نضال القدري - كان الله عاريا